الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / آل بوسعید /

فهرس الموضوعات

آل بوسعید

آل بوسعید

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/23 ۱۸:۵۷:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

وقد اعتنمت ایران فرصة انشغال الوصي العماني بمشاکله مع الوهابیین خلال الفترة 1268-1270ھ/1852-1854م، فسعت ثانیة لاستعادة میناء بندرعباس و توابعه من قبضة حکام عمان و تمکنت من طرد سیف بن نبهان، وقد أعادت غارات الوهابیین و تسلط ایران علی بندرعباس سعیداً الی مسقط في 16 رجب 1270/15 نیسان 1854. و هاجم میناء بندرعباس و سیطر لفترة علیها (هدایت، 10/574-577) و بعد مفاوضات جرت بین الطرفین جدد استئجار میناء بندرعباس بمرسوم ملکي صدر في ربیع الأول 1272/ تشرین الثاني 1855 (سدید السلطنة، 203-204)، کما عقدت معاهدة رسمیة في ربیع الأول 1273/ تشرین الثاني 1856 أضیف بموجبها الی عقد الایجار مناطق شمیل ومیناب و بیابان و جریر تا قسم و هرمز، مع تثبیت حکم ایران، و أصبح الایجار 16,000 تومان بعد أن کان 4,000 تومان سنة 1236ھ/1821م؛ وقد نظمت هذه الاتفاقیة المحتویة علی 16 بنداً باسم سعید و أبنائه فقط (ظ: سدید السلطنة، 199-203، نص الاتفاقیة).

وقد ولّی سعید ثویني مکانه في محرم 1273/ أیلول 1856 ثم توجه مع بَرغَش الی زنجبار، ولکنه توفي في الطریق في 19 تشرین الأول.

ازدهرت التجارة في عهد سعید وازدادت ثروة البلاد و تقاطر کثیر من التجار الی مسقط، التي أصبحت مستودعاً مهماً للبضائع، وکان سعید أول حاکم عربي وطد الاستقرار في شرق أفریقیا، و توثقت العلاقات بین بریطانیا و عمان إثر المعاهدات التي عقدت بینهما. و کان سعید یتخذ من ابنه الأکبر هلال موقفاً عدوانیاً (1230-1267ھ/1815-1851م). مما صیّر منه منافساً خطراً لأبیه، و رغم مساندة لندن لهلال فقد أخرجه سعید من زنجبار في محرم 1266/ کانون الثاني 1849، فتوفي في عدن في 2 ذي الحجة 1267/28 أیلول 1851. وکانت معاداة سعید لهلال قد وجهت أفکاره نحو أولاده الآخرین. فکتب في رسالة أرسلها الی اللورد أبردین في رجب 1260/ تموز 1844، أنه یتمنی أن یخلفه ابنه ثویني في عمان و خالد في شرق أفریقیا، ولکن خالداً توفي لاصابته بمرض في 14 صفر 1271/7 کانون الثاني 1854 (مایلز، 346-350). وانقسمت البلاد بعد موت سعید بین أولاده فحکم ماجد زنجبار (ظ: زنجبار)، وثویني عمان، کما بقي ترکي أبن سعید الأوسط حاکماً علی صحار.

 

6. السید ثویني (حکم: 1272-ھ1283/1856-1866م)

کان ثویني – و هو أکبر من بقي من أولاد سعید. یحکم عمان منذ سنة 1249/1823 في غیاب أبیه، ثم خلفه في مسقط، وقد أرسل ثویني محمد بن سالم الی زنجبار في 1272 أو 1273ھ/1856 أو 1857م، فاستطاع أن یأخذ عهدا من ماجد بدفع 40,000 دولار ماریاتیرري سنویاً الی ثویني، الذي اعتبر هذا الأمر دلیلاً علی اتباع ماجد له، ولم یلبث أن امتنع ماجد عن دفع المال. فصمم ثویني علی مهاجمة زنجبار في 1275ھ/ نهایة 1858م ولکن حکومة بمباي منعته من ذلک، و بدأ الأخوان منذ تلک الفترة یتآمر کل منهما علی الآخر، سیما و انه في 1276ھ/ أواخر 1859م کانت قبیلة الحرث في عمان و برغش – شقیق ماجد الشاب – یتأهبون للتمرد، وبالتالي أحیل الاختلاف بین الأخوین باقتراح من اللورد الفینستن إلی لجنة تحقیقیة برئاسة اللورد کانینک في شوال 1276/ أیار 1860، حیث حکمت اللجنة في رمضان 1277/ نیسان 1861 بانفصالَ البلدین فاستقلت زنجبار، و تعهد ماجد بموجب هذا الحکم أن یدفع إلی ثویني مساعدة قدرها 40,000 دولار ماریاتیرزي ثم 80,000 دولار لعدم تساوي الارث بینهما نظراً لثراء زنجبار، وتخلّی ثویني – مقابل ذلک – عن إدعائه ملکیة زنجبار (لاریمر، 1/469-471)، وقد قررت حکومة بمباي – بعد هذا الانفصال – أن تطلق علی حکام المنطقتین اسم السلطان وأرسلت مرة أخری مندوبها السیاسي الی مسقط في 1277ھ/ 1861م (ویلسون، 271).

أخذت البواخر العمانیة تتردد ذهاباً و إیاباً الی میناء بندرعباس منذ 1276ھ/1860م باعتباره مرکزاً لشحن البضائع، بسبب التأزَم السیاسي بین مسقط و زنجبار. وقد أضعفت هذه الأزمة الاقتصادیة نظام الحکم في السیطرة علی المناطق الداخلیة و أثارت المشاکل فیها، حیث دفعت قبیلة آل سعد (یال سعد) التي تسکن في باطنة، وبني جابر إلی التمرد بسبب فسخ ثویني قرار إعفاء القبیلة من الضریبة التي اقرت في عهد السیدسعید إثر الضائقة المالیة، إضافة إلی تحریض القبائل من قبل قیس بن عزّان و الي رستاق. وقد قتل هلال بن محمد بن أحمد – الذي امتنع من الالتحاق بالمترمدین – جراء الفتنة التي صاحبت توضیحه لضرورة دفع الضریبة، کما قتل قیس أیضاً خلال إحدی المعارک وأعلن ابنه عزّان نفسه والیاً علی سویق و خابورة، ولم یستطع ثویني إخماد الفتنة إلا عندما أصدر أمراً باعفاء قبیلة آل سعد من الضریبة (لاندن، 276-282).

وتمرّد ترکي في 1278ھ/ صیف 1861م، ولکن ثویني قبض علیه وأودعه السجن في مسقط. وقد حفّر عمله هذا أهالي صحار علی التمرد، ولکن ثویني قمعه، وأرسل ابنه سالماً والیاً علی صحار و أعاد بعد مدة سویق و خابورة الی سیطرته (لاریمر، 1/472-473). ووافق ثویني في 1279ھ/1863م علی قبول معاون للمندوب السیاسي في گوادر.

وقد وقّعت کل من بریطانیا و فرنسا وثیقة في 9 رمضان 1278/10 آذار 1862 – دون مشارکة ثویني في ذلک – تتعهد بموجبها کلا الدولتین باحترام استقلال سلاطین مسقط و زنجبار. وقد منحت هذه الوثیقة التي أخفیت عن حکومة بمباي الی سنة 1288ھ/1871م فرنسا إمکانیة التدخل في شؤون عمان الداخلیة (لاریمر، 1/476؛ لاندن، 75-76).

تصاعد العداء بین ثویني وعزّان بن قیس في 1281ھ/1864م فاستنجد عرّان بترکي بن أحمد السدیري مندوب الوهابیین في البریمي. ولجأ ثویني الی بریطانیا طالبا وساطتها فوافق الأمیر الوهابي – بعد إنذار بریطانیا – علی وساطة الکولونیل پلي المندوب البریطاني المقیم في الخلیج‌الفارسي، ووصل مندوبو عبدالله بن فیصل في ذي‌القعدة 1282/ نیسان 1866 الی بوشهر و تعهّدوا ألّا یهاجم الوهابیون القبائل المتعاونة مع بریطانیا، لاسیما قبائل عمان ماداموا یدفعون الزکاة، کما استطاعت بریطانیا إرغام ماجد علی دفع مساعدة سنویة، وبذلک حصل ثویني بهذا الشکل علی المال اللازم لغاراته (لاندن، 285).

وقد عقد ثویني اتفاقیة مهمة مع بریطانیا في 1281ھ/1864م تم بموجبها السماح لها بمدّ خطوط التلغراف في کافة أرجاء مسقط وتوابعها. کما عقد معها بعد سنة اتفاقیة أخری سمح لها بموجبها أن تمد خطوط التلغراف الی مکران و توابعها (ویلسون، 272). وقد سبّب هذا الموضوع مشاکل حدودیة بین عمان و بریطانیا و ایران و التي لم تنته في عهد إمارته (لاریمر، 1/605-606). وفي 27 رمضان 1283/2 شباط 1866 قتل ثویني علی ید ابنه سالم في صحار (سدید السلطنة، 282).

 

7. السیدسالم (حکم: 1283-1285ھ/1868م)

کان معروفاً بتعصبه للعقائد الاباضیة التقلیدیة وحتی الوهابیة، وخاصة عندما استخدم بعض الوهابیین بعد تسنمه الحکم. کما کان سعید بن خلفان الخلیلي أشهر الاباصیین التقلیدیین صدیقه القدیم و مستشاره و ظهیره. إذ یبدو أن سعید بن خلفان کان یسعی للسیطرة علی سالم و نشر المذهب الاباضي التقلیدي، ولکن فترت العلاقة بینهما فیما بعد. فوقع الخوف والهلع في قلوب التجارسیما الهنود الذین یحملون الجنسیة البریطانیة، وأغلقت الأسواق و توقفت التجارة، وعمّ الرعب جمیع انحاء خلیج عمان و حتی میناء گوادر (لاندن، 287)؛ حتی أن بریطانیا تباطأت أولاً في الاعتراف رسمیاً بامارته و عملت علی إخراج جالیتها منها، وقد اضطر سالم لإِرسال مندوبین الی بمباي، ولکنه لم ینل شیئاً. ومع کل ذلک فعندما تظاهر سالم بکونه إباضیاً معتدلاً، عادت الأوضاع الی حالتها الطبیعیة؛ وفي ربیع الثاني 1283/ أیلول 1866 أرسلت الحکومة الهندیة – التي کانت تحذّر من النفوذ الفرنسي والقوی الأجنبیة الأخری – الکولونیل پلي إلی مسقط للاعتراف رسمیاً بسالم باعتباره سلطاناً، وعاد القبطان أتکینسن الی فتح ممثلیة بریطانیا رسمیاً في شعبان 1283/ کانون الثاني 1867 (لاندن، 287؛ لاریمر، 1/477-478).

وبعد أن علم سلطن زنجبار باعتلاء سالم العرش حاول الامتناع عن اعطاء المساعدة المالیة السنویة، حتی أنه سعی للاطاحة به من خلال تزوید معارضیه بالسلاح، ولکن وساطة بریطانیا في 1285ھ/ ربیع 1868م أرغمته علی تنفیذ تعهداته (لاریمر، 1/481).

وکان ترکي عم سالم أول من تمرد علیه وطلب مساعدة شیوخ عمان المتصالحة لنصرته، ولکن بریطانیا حالت دون ذلک، فتوجّه ترکي الی جَعلان واستمال قبائل الحِرث وبني بوحس والحجریین و آل وَهیبة، واستولی علی صحار ومطرح وهاجم مسقط دون أن یتمکن من الاستیلاء علیها، وأخیراً تدخل الکولونیل پلی فوافق علی الاقامة في الهند تحت إشراف الحکمة البریطانیة إزاء راتب سنوي قدره 7,200 دولار. وبعد تمرد ترکي أساء سالم الظن بصالح بن علي الذي کان متعصباً للعقائد الاباضیة التقلیدیة وشیخ قبیلة الحرث، وسعی للقبض علیه، ولکن صالحاً هرب الی باطنة ومنها الی الشرقیة (لاریمر، 1/479؛ لاندن، 291).

وقد أجّرت ایران میناء بندرعباس للشیخ سعید حاکمه السابق وأحد أفراد أسرة آل بوسعید. ولکنها اعتبرته أحد الرعایا الایرانیین لاممثّلأ لسلطان عمان، کما رفعت الایجار من 16,000 الی 20,000تومان، وامتنع الشیخ سعید من دفع الایجار الی والي فارس. وسعی الوالي لطرده، ولذلک قام سالم في ذي‌الحجة 1284/ نیسان 1868 بغلق السواحل الایرانیة، وأخیراً تدخلت بریطانیا فعقدت معاهدة في ربیع‌الثاني 1285/ آب 1868 تم بموجبها تأجیر میناء بندر عباس و توابعه مدة ثمان سنوات لسالم وأولاده وارتفع الایجار الی 30,000 تومان؛ أما الشروط الأخری فبقیت کما کانت علیه في معاهدة 1272ھ/1856م (سدید السلطنة، 204-209).

وقد التقی صالح بن علي في طریق عودته من الشرقیة في 1285/ صیف 1868 باستاذه الهرم سعید بن خلفان الخلیلي، ودعاه – وهو الذي کانت تخامره فکرة إحیاء الامامة الاباضیة – الی الاتحاد معه ضدسالم. ثم اتصل بالرؤساء والشیوخ التقلیدیین الآخرین و منهم عزّان ابن قیس، وبذلک تشکلت مجموعة متآلفة في 1285/ نهایة صیف 1868 ضدسالم، واستطاعت أن تجعل من المذهب الاباضي التقلیدي نهجاً سیاسیاً ودینیاً حاکماً علی عمان (لاندن، 291). واسترلی عزّان في 5 جمادی الثانیة 1285/23 أیلول 1868 علی برکا، و فتح مطرح في 11 جمادی الثانیة/ 29 أیلول واحتل مسقط في 13 جمادی الثانیة/ 1 تشرین الأول، وهرب سالم الی إحدی قلاع المیناء، وقد اقترح الکولونیل پلي المندوب المقیم في الخلیج‌الفارسي وقف الحرب، ولکن عزّان أبی ذلک فتراجعت حکومة الهند مضطرة. وبالتالي قصد سالم میناء بندرعباس في بوم 24 جمادی الثانیة/ 12 تشرین الأول علیمتن باخرة انجلیزیة، بعد مفاوضات فاشلة مع عرّان.

و کان سبب سقوط سالم کره الناس له باعتباره قاتل أبیه، و لسلوکه السيء مع حامد بن سالم والي مصنعة واعتماده علی قبائل جعالن الغافریة ومنها قبیلتا بني بوعلي القویة و جنّبة واللتین أدی النزاع بینهما إثر تمرّد عزّان بن قیس إلی الضعف (لاریمر، 1/481، 482).

 

8. عزّان بن قیس (حکم: 1285-1288ھ/1868-1871م)

و انتخب إماماً في اجتماع عقد في مسقط عام 1285ھ/1868م، شارک فیه الرؤساء المناوئون للسید سالم، وهم سعید بن خلفان الخلیلي من هناویي قبیلة بني رواحَة في وادي سمایل، و محمدبن سُلَیّم الغاربي الزعیم‌الدیني لقبیلة آل سعد فيباطنة، و صالح بن علي شیخ قبیلة الحِرث (ظ: نشأت، 298، نص البیعة). وکان سعید بن خلفان الخلیلي – الذي کان یدیر لفترة شؤون الحکومة الجدیدة عملیاً – یتولی إضافة إلی أمارة مسقط والقضاء، المناصب غیرالرسمیة للرعامة الدنیة الأمور المالیة والاستشارات السیاسیة أیضاً. وقد أضفی علی الحکومة الصبغة‌الدینیة المتطرّفة، وبهذه الصورة أبدل العلم الأحمر القاني العماني القدیم بالعلم الأبیض للمطوّعة، وحرّم تعاطي التنباک والمشروبات والموسیقی، وأجبر أهالي مسقط المتساهلین علی ازتیاد المساجد ومراعاة المظاهر‌الدینیة، فقد کانت الحکومة الجدیدة تشبه الوهابیة في بعض میّزاتها من هذه الناحیة علی أنها کانت لاتتفق معها سیاسیاً. وقد أثار هذا السلوک والتغریم ومصادرة الأموال السخط في مختلف الولایات، أضف الی ذلک تأخیر رواتب الجیش ورکود التجارة الخارجیة، وعدم کفایة مایؤخذ من الضرائب لتأمین نفقات الحکومة (لاریمر، 1/482-483). ورغم أن الهناویین بایعوا عزّان إلا أن بعض قبائل الغافریین اعترفت رسمیاً بسلطته السیاسیة دون امامته. ولهذا فقد هاجم عزان في 1285ھ/ بدایة 1869م أولاً المرکز الاستراتیجي الذي تجتمع فیه قبائل الغافریین في وادي سمایل، وقمع السیابیین والندابیین والرحبیین بمساعدة بعض مقاتلي القبائل من الحرثیین والحَجریین والحُبوس واستولی علی صحار والمصنعة وصور دون مقاومة تقریباً.

وقد فسح عدم اعتراف بریطانیا رسمیاً بسلطنة عزّان، المجال أمام المنافسین للعمل بحریة. حیث أسرع سالم، السلطان المخلوع، بالرحیل من میناء بندرعباس الی دبي، واتصل بسدیري مندوب الوهّابیین في البریمي، ولکن السدیري قتل في حادثة دمویة في 1286ھ/1869م، وخابت آمال سالم، کما هرب السیدناصر الابن الآخر لثویني من مسقط، واستولی علی گوادر وربما علی چاه بهار لفترة، وهجم عزّان علی عمان المتصالحة في شهري جمادی الثانیة ورجب/ أیلول و تشرین الثاني من نفس السنة، واستولی علی بَهلا ونزوی ورارکي وادم، وأخضع قبیلة بني بوعلي في جعلان، واستلم بعد مدة رسالة من الأمیر الوهابي یطالبه فیها بالتوجّه الی الریاض لدفع الضریبة المقررّة علی عمان لتلقبه بالامام. وقد توجه عزّان بمعیة صالح بن علي وجماعة من أهالي جعلان الی البریمي واستولی علیها في 8 ربیع‌الأول 1286/18 حزیران 1869، وأبرم معاهدة اتحاد مع شیخ أبوظبي، للدفاع عن حدود البریمي لقاء مساعدة مالیة. وقدأ علن عبدالله بن فیصل الحرب علی غزّان بعد استیلائه علی البریمي، ولکن حال دون ذلک شحة المیاه وقلة الکلأ في منطقة الاحساء – التي کان یعد الأمیر الوهابي فیها الجیش والسلاح والمؤونة للحرب – واتحاد حکام عمان مع شیخ أبوظبي، وظهور علائم نقض معاهدة 1285ھ/1866م والخوف من الاضطرابات الداخلیة. وکانت بریطانیا قلقة من هجوم الأمیر الوهّابي علی عمان واتساع نفوذ الوهابیین الی الهند، وکذلک نفوذ القوی الأوروبیة الأخری – فدفعت الکولونیل پلي الی الاعتراف رسمیاً بسلطنة عزان في شباط 1870م/1287هـ (لاریمر، 1/489). ولکن پلي الذي امتنع عن ذلک بقرار فردي علی الأکثر، لم یمتنع عن امداد ترکي – الذي کان الانجلیز قد أطلقوا له العنان – في شتی المجالات (فیلیپس، 142، قا: لاریمر، 1/486). وقد ذهب ترکي عن طریق بمباي الی البریمي في جمادی الأولی 1287/ آب 1870 بعد أن استلم مساعدة سلطان زنجبار المالیة واستولی علی جمیع القلاع عدا القلعة الأصلیة التي کان شیخ أبوظبي یتعهد بحمایتها. ثم استمال شیوخ عجمان ودبيورأس الخیمة إلیه، وبالتالي نشبت حرب بین الطرفین في رجب 1287/ تشرین الأول 1870 في وادي صنک وانتهت باندحار عزّان. فتراجع مع أخیه ابراهیم الی مسقط و مطرح، واستمر ترکي بتقدمه مع حلیفه الأساسي سیف بن سلیمان من قبیلة بني رِیام بعد توزیع قواتَه، وسار سیف في الطریق الساحلي نحو مسقط واشتبک مع عزّان في شوال 1287/ کانون الثاني 1871 في معرکة بمطرح قتل فیها کل من سیف وعزّان (م.ن، 1/487).

وقد کانت سلطنة عزّان منذ البدایة أساساً لخوف واستیاء أهالي المدن، کما انفصلت عنه القبائل تدریجیاً، وعلی الرغم من أن حکومته کانت في البدایة تعتمد کثیراً علی رغبتها في التعصب للمذهب الاباضي، إلا أن هذه الرغبة ضعفت بعد تثبیت السلطة تدریجیاً، ولذلک فَقَد ممالأة الاباضین له، کما یمکن اعتبار عدم وصول الدعم المالي من زنجبار وعداء مندوبي بریطانیا السیاسیین کالکولونیل پلي والکولونیل دیسبرو و المیجروي لعرّان من أسباب سقوط حکمه.

 

9. ترکي بن سعید (حکم 1288-1305ھ/1871-1888م)

وکانت بریطانیا و مندوبوها راضین عنه و لذلک اعترفت به رسمیاً وقدمت له المساعدات العسکریة مباشرة. وبعد موت عزّان بن قیس استولی ترکي مع جماعة من قبیلة هشم (أوبني هاشم) علی مسقط في 11 ذي‌القعدة 1287/3 شباط 1871، وتوسط الکولونیل پلي فعقد ترکي معاهدة مع الخلیلي. الذي کان لایزال یحتل قلاع مسقط، ولکن الخلیلي وابنه قتلا بعد شهرمن ذلک.

وکان ترکي في تلک الأثناء قد استولی علی مطرح و مسقط وصور حیث کان ابراهیم بن قیس شقیق عزّان یسیطر علی صحار وجمیع سواحل باطنة بین شناص والمصنعة، وکان فیصل بن حمود ابن عم عزان یسیطر علی رستاق کما أن الوهابیین استعادوا قلعة البریمي، ومع کل ذلک فقد کان لأخیه الشاب عبدالعزیز وللسید سالم دور بارز بین منافسیهما. وکان عبدالعزیز یثیر الفتن في گوادر التي کانت لاتزال تحت نفوذ عمان، ومع هذا فقد استولی ترکي في 1288ھ/1871م علی شناص ولوي وسویق وخابورة، واستولت ایران نهائیاً علی چاه بهار. وقد وقع ترکي وبارتل فریر في صفر 1290/ نیسان 1872 معاهدة منع تجارة الرقیق في مسقط، وتلقی حاکم عمان بموجبها مساعدة مالیة قدرها 40,000 دولار ماریا تیرزي زنجباري، تدفعها له حکومة الهند بدلاً من سلطان زنجبار، ثم استولی علی صحار بمساعدة بني نعیم مما اضطر ابراهیم بن قیس أخیراً إلی المصالحة والتخلي لترکي عن جمیع سواحل باطنة لقاء 5,000 دولار وراتب شهري مقداره 100 دولار. کما اعتقل المیجر مالکر عبدالعزیز في رجب 1290/ أیلول 1873 ونفاه الی کراتشي، ومع ذلک لم یستتب الأمن إثر انتشار نبأ کاذب عن وفاة ترکي أغار صالح بن علي في 1290ھ/ بدایة 1874م علی مطرح واستولی علیها و تقدم نحو مسقط، وذلک بدعم بعض قبائل الهناویین کالحرث والحبوس والحجریین وآل وهیبة وبني رواحة. ولم یستطع جیش ترکي المؤلف من عدة مئات من الوهابیین والبلوش أن یصمد أمام المتمردین، کما أن مساعدات بریطانیا وصلت متأخرة. في ذي‌الحجة 1290/ کانون الثاني 1874 اضطر ترکي للرضوخ إلی شروط المتمردین (دفع 6,000 دولار ماریا تیرري والموافقة علی بیع الأملاک التي صادرتها دولة عزّان بن قیس الی الحرث و بني رواحة، وإعادة أموال الخلیلي الی ورثته، وعدم التعرض لابراهیم بن قیس وصالح بن علي). وکان الاعتراف رسمیاً بأعمال المصادرة التي قام بها عزّان إهانة کبیرة لقبائل الغافریین (أهم أنصار ترکي)، سیّما غافریة وادي سمایل الذین تضرّروا أکثر من غیرهم، ولذلک رفضوا العمل بهذه المعاهدة، فتعاظمت الاضطرابات بین القبائل. وفي محرم وربیع الثاني 1291/ آذار و حزیران 1874 أخمدت القوات البریطانیة الاضطرابات في باطنة. وخضع ترکي بعد طرد الوهابیین المرتزقة من مسقط وإبدالهم بأفراد من قبائل الهناویین – لنفوذ الهناویین أکثر من ذي قبل – ولم یستطع من إنهاء الأزمة حتی بمساعدة أخیه عبدالعزیز الذي کان قد أرجعه من کراتشي الی مسقط في بدایة 1291ھ/1874م واستمرت الحرب بین القبیلتین حتی ھ1292/1975م، ثم إن تواجد قبیلة بني بوحسن الفعّال في معسکرات مسقط الذي کان یرعب ترکي أحیاناً حفّرت القبائل الأخری کآل وهیبة للدخول في أجهزة السلطان العسکریة. کما کان البدریون یطالبون باحتلال مرکز البلوتشیین. وأخیراً أدّت صراعات القبائل المتوالیة الی أن تخلّی ترکي عن السلطة، فسلم مقالید الأمور الی أخیه عبدالعزیز في 19 رجب 1292/ 21 آب 1875 و توجه الی گوادر، ولم تمانع بریطانیا في خروجه لعدم کفاءته وضعفه في القیادة القلعجي، 600).

الصفحة 1 من5

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: