آل طاووس
cgietitle
1442/10/24 ۱۰:۵۵:۳۳
https://cgie.org.ir/ar/article/231783
1446/11/9 ۰۷:۴۳:۳۶
نشرت
1
آل طاووس، أسرة ذات مرکز علمي و سیاسي، شیعیة المذهب، من السادة العلویین عاشت في القرن 7ھ/13م في العراق. یرجع نسبها الی محمد بن اسحاق الشهیر بـ «طاووس». ویقال عرف بهذا الاسم لأنه کان جمیل الجه غیر متناسب القدمین. وینتسب آل طاووس من جهة الأب الی الإمام الحسن المجتبی (ع) (3-50ھ/624-670م) و من جهة الأم الی علي بن الحسین بن علي (ع) (38-94ھ/658-713م، ولهذا اشتهروا بالسادة الحسنیة الحسینیة. و کان محمد الطاووس من العلماء والمحدّثین في عصره، کما کان نقیب العلویین في الحلة وسوراء، ثم انتقل هذا المنصب من بعده الی البارزین من أفراد هذه الأسرة. وعلی الرغم من أن أخلافه اشتهروا عامة بـ «ابن طاووس»، إلا أن ثلاثة منهم غلب علیهم هذا اللقب دون غیرهم وهم: علي بن موسی وأحمد بن موسی وعبدالکریم بن أحمد. وابن طاووس الذي یترّدد اسمه في کتب الفقه والرجال والأدعیة، بحسب الموضوع، هو أحد هؤلاء الثلاثة. وأشهر علماء هذه الأسرة:
الشهیر بالسید ابن طاووس (589-664ھ/1193-1266م). ولد في الحلة، وکان متکلماً، محدثاً، فقیهاً، مؤرخاً وأدیباً. أمه بنت الشیخ ورّام بن أبي فراس الحلّي، وأم أبیه بنت أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385-460ھ/995-1068م). وقد أشار بنفسه في آثاره عدة مرات إلی نسبه هذا. قضی أیام طفولته و شبابه في مسقط رأسه و بدأ فیه بتلقي العلوم ثم هاجر إلی بغداد وأقام فیها حوالي 15 سنة عاد بعدها الی الحلة. وأقام مدة من الزمن في کل من النجف وکربلاء وسامراء والکاظمیة وعاد بعدها، أیام سیطرة المغول، إلی بغداد. قضی معظم حیاته معاصراً للخلیفتین العباسیین (المستنصر، تـ 623ھ/1226م، والمستعصم، تـ 656ھ/1258م). وکان له مع الخلیفة صلات وثیقة وعلاقة متینة یدل علی ذلک إنعام الخلیفة علیه، ولهذا فانه یدعو للمستنصر و یذکره في کتبه أحیاناً بخیر (الأمین، 8/359). ومع أن الخلیفة طلب منه أن یقبل منصب القضاء إلا أنه اعتذر لتقواه. ثم عرضت علیه نقابة الطالبیین في العراق، وکانت منصباً دینیاً – سیاسیاً ولکن السید أبي ذلک. ثم طلب الخلیفة منه أن یقبل الوزارة ولکنه رفض. وعندما هدد المغول بغداد، طلب منه الخلیفة أن یکون رسول الی الخان المغولي؛ غیر أن السید رفض ذلک أیضاً. ولهذا حاول الوشاة إفساد علاقته بالخلیفة فلم یفلحوا (م.ن) وقد سعی للتقلیل من الدمار و سفک الدماء عندما أغار المغول علی بغداد بما کان له من مکانة سیاسیة خاصة وکلمة مسموعة (م.ن). ولما تمّ احتلال بغداد في 656ھ/1258م، أمر هولاکو أن یستفتی العلماء: أیهما أفضل الحاکم الکافر العادل أم الحاکم المسلم الجائر؟ فاجتمع العلماء وهم في حیرة یفکرون بجواب یجعلهم في أمان من بطش هولاکو فلم یلبث السید ابن طاووس أن تناول ورقة وکتب علیها: الحاکم الکافر العادل هو الأفضل فسر هذا الجواب هولاکو، واقترح علی السید بواسطة الخواجة نصیرالدین الطوسي (597-672ھ/1201-1273م) أن یقبل نقابة العلویین (الطالبیین) فاضطر لقبولها إثر الحاح الخواجة وبقي نقیباً مدة تقل عن أربع سنوات (661-664ھ/1263-1266م) أي حتی وفاته. ویری البعض أن السبب الذي دعا السید الی رفض هذا المنصب من الخلیفة العباسي وقبوله من هولاکو هو رؤیته السیاسیة التي یفضل بموجبها الحاکم الکافر العادل علی الحاکم المسلم الجائر. ویری البعض الآخر أن السید ابن طاووس کان یهدف من وراء هذا التصرف إلی کسب رضاخان المغول والحفاظ علی أرواح الناس وأموالهم لیس الّا (م.ن). وکانت للسید علاقة مودّة وصداقة مع کل من مؤیدالدین القمي (وزیر کل من الناصر و الظاهر والمستنصر)؛ وابن العلقمي.
ویحظی ابن طاووس بمکانة مرموقة بین العلماء والمحدثین الشیعة، لماله من مکانة علمیة ومؤلفات عدیدة وکثرة روایته للحدیث والوقائع التاریخیة. ویشتهر من بین کل ذلک في نقله للأدعیة والروایات الأخلاقیة والکلامیة وتقواه. ویقال إنه کان موسراً ینفق أمواله في سبیلالله، حیث اتفق مرة تسعین بالمائة منها علی الفقراء (البستاني، فـ.؛ 3/296). وکان متضلّعاً في الکثیر من علوم زمانه، ولهذا کان یجید الاستدلال ویفحم معارضیه في المناظرات الکلامیة (نامۀ دانشوران، 1/168). وکان یهوي دراسة علم النجوم؛ وقد قسّمه کالأحکام الفقهیة والتکلیفیة إلی خمسة أقسام: واجب وحرام ومستحب ومکروه و مباح (ن.م). ورغم تبحرّه في الفقه إلا أنه لم یُظهر اهتماماً کبیراً بهذا العلم ولهذانجد من بین جمیع مصنّفاته أثراً فقهیاً واحداً فقط. وقد برّر هذا الأمر بقوله: وجدت الاختلاف بین فتاوي الفقهاء کثیراً مما یجعل معرفة الصحیح من غیره عسیراً ولهذا رأیت من الصلاح لي السکوت وعدم تعاطي الفتیا (ن.م).
درس السید العلم و الأخلاق علی علماء کثیرین و نال من بعضهم إجازة الروایة. ودرس الکثیرون علیه منهم: العلامة الحلي و والده و ابن أخیه عبدالکریم و نالوا منه إجازة الروایة (آغابزرگ، 117). وکان ابن طاووس عالماً غزیر الانتاج، ترک لنا آثاراً متنوعة في الکلام والأخلاق والرجال والفقه والحدیث. طبع الکثیر منها لمرات عدیدة، کما ترجم بعضها الی الفارسیة. ومن مؤلفاته: إجازة السید ابن طاووس طبع مع الجزأین 25 و 26 من بحارالأنوار، طهران؛ الإِقبال لصالح الأعمال، طهران، 1312ھ/1894م؛ أمان الأخطار في وظائف الأسفار، النجف، 1370ھ/1950م؛ جمال الأسبوع بکمال العمل المشروع، طهران، 1330ھ/1950م؛ جمال الأسبوع بکمال العمل المشروع، طهران، 1330ھ/1912م؛ الذروع الواقیة من الأخطار فیما یعمل کل شهر علی التکرار، مع ترجمة الشیخ عباس القمي الفارسیة لـ جمال الأسبوع، طهران، 1330ھ/1912م؛ سعد السعود، النجف، 1369ھ/1950م؛ الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، طبع عدة مرات مع ترجمة الملامحمدصادق الطبسي الفارسیة له، طهران، 1301/1884؛ کشف المحجّة لثمرة المهجة، النجف، 1370/1950 و ترجماته الفارسیة المطبوعة، کما کتب الفیض الکاشاني شرحاً علی هذا الکتاب یوجد بمکتبة مجلس الشوری الإسلامي؛ المجتنی في أدعیة المجتبی، طهران، 1333ھ/1915م؛ محاسبة النفس، طهران، 1318ھ/1900م؛ مصباح الشریعة، طهران، 1379ھ/1959م، طبع عدة مرات؛ مضمار السبق، طهران، 1314ھ/1896م؛ الملاحم والفتن، النجف، 1368ھ/1948م؛ اللهوف علی قتلی الطفوف، طبع مراراً في ایران و لبنان والنجف. له ترجمات عدیدة الی الفارسیة طبعت مراراً؛ مُهج الدعوات و منهج العبادات، طبع مراراً في طهران و تبریز و بمباي کما طبعت ترجمته الفارسیة للسید مصطفی الطباطبائي الزواري؛ الیقین باختصاص أمیر المؤمنین بامرة المؤمنین، النجف، 1369/1949؛ غیاث سلطان الوری لسکان الثّری، الذي طبع مع کتاب الفوائد المدنیة، لمحمد أمین الاسترآبادي في 1321ھ/1903م بایران؛ فرج المهموم في تاریخ علماء النجوم، النجف، 1368 هـ؛ فتحالأبواب بین ذوي الألباب وبین ربّ الأرباب، بیروت، 1409هـ؛ ومن مخطوطاته التي لاتزال باقیة: ربیع الشیعة، یوجد هذا المخطوط في مکتبة وزیري بیزد؛ مسباح الزائر، یوجد في المکتبة الرضویّة المقدّسة؛ إلزام النواصب بإمامة علي بن أبي طالب (ع)، یوجد في المکتبة الوطنیة (کتابخانۀ ملي)؛ الحجّة، في المکتبة الرضویة المقدسة؛ منتخبات أسرار الصلاة، في مکتبة المجلس الوطني (سابقاً)؛ الطرف من الأنباء والمناقب، یوجد في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران، فلاح السائل ونجاح المسائل، یوجد في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران.
توفي ابن طاووس ببغداد، ورغم ماقیل إن جثمانه حمل – بناء علی وصیته – الی النجف ودفن بجوار مرقد الامام امیرالمؤمنین علي (ع)، إلا أنه توجد حالیا مثبرة تنسب إلیه خارج مدینة الحلة.
وکان اثنان من أولاده من العلماء والمحدّثین وهما: رضيالدین أبوالقاسم السید علي بن علي بن موسی الذي کان یحمل اسم والده ولقبه و کنیته، وقد ولد في 646ھ/1248م، وألّف کتاب زوائد الفوائد الذي اقتبس أکثر مواضیعه من کتاب الإِقبال لوالده. وتوجد مخطوطة منه في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران. أما ابنه الآخر فهو محمد بن علي بن موسی المولود في 643ھ/1245م. ویقال إنه صاحب کتاب کشف المحجّة لثمرة المهجة.
کان فقیهاً وأصولیاً و متکلماً و أدبیاً ومن علماء الرجال. لاتتوفر معلومات عن ولادته و دراسته ولاعن حیاته. ویقال إنه کان من تلامذة نجیبالدین بن نما والسید فخار بن معد الموسوي. ویعد السید أحمد بن موسی من العلماء المشهورین في عصره، وأکثر شهرته تعود الی تبحرّه في الفقه والحدیث والرجال. ویعتبر من أوائل الذین کتبوا في علم الرجال. کما کان من تلامذته بعض الأساتذة المشهورین بهذا الحقل في القرن 7ھ/13م کالعلامة الحلي (الحسن بن یوسف، 648-726ھ/1250-1326م)، والحسن بن داود الحلي ونالا إجازة الروایة منه. واشتهر السید أحمد هذا بابن طاووس أیضاً، وله مؤلفات کثیرة طبع واحد منها وهو: العین العبرظ في غبن العترة، النجف، 1369ھ/1950م، کما أن البعض الآخر لایزال مخطوطاً کـ: بناء المقالة الفاطمیة في نقض الرسالة العثمانیة، الموجود في مکتبة کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة بجامعة طهران؛ زهرة الریاض، الموجود في مکتبة الروضة الرضویة المقدسة. ولم یبق من آثار السید أحمد الکثیرة الأخری سوی أسمائها الواردة في الکتب.
تولی السید أحمد بن موسی منصب نقابة الطالبیین في العراق وسوراء. ومن المحتمل أنه تسنّم هذا المنصب بعد وفاة أخیه رضيالدین. توفي في الحلة ودفن فیها.
کان فقیهاً وأدیباً وعالماً بالأنساب. ولد في کربلاء وترعرع في الحلة وشبّ فیها، وتلقّی علومه ببغداد. درس الأدب علی الأدیب حسین بدر الذي کان من علماء السنة (نامۀ دانشوران، 1/183). أما أساتذته في الدراسات العلیا فهم: أبوه وعمه رضيالدین علي بن موسی والخواجة نصیرالدین الطوسي والمحقق الحلي (جعفر بن الحسن، تـ 676ھ/1277م). وقد نال منهم إجازة الروایة. وکان یدرس عنده تلامذة کثیرون نال بعضهم درجات علمیة وفقهیة رفیعة. ویمکن تسمیة اثنین منهم نالا اجازة الروایة و هما أبو البرکات الشیخ عبدارحمن بن أحمد الحربي الحنبلي وعبدالصمد بن أحمد بن أبي الجیش، وهما من علماء السنة. وقیل إنه حفظ القرآن وهو في الحادیة عشرة من عمره. وکان متبحراً في الأدب و شاعراً ثویاً وأدیباً بلیغاً. ویبدو من کتابه فرحة الغري أنه سافر إلی خراسان لزیارة الامام علي بن موسی الرضا (ع) في 680ھ/1281م. کما عهدت إلیه نقابة الطالبیین في زمانه، وللسید عبدالکریم مؤلفات أشهرها: فرحة الغري في تعیین قبر امیرالمؤمنین علي بن ابیطالب علیه السلام طبع في 1311ھ/1893م بطهران؛ وفي 1368ھ/1949م بالنجف. وتوجد مخطوطات منه في کل من المکتبة المرکزیة بجامعة طهران والمکتبة الرضویة المقدسة. کما له حاشیة علی دعاء السمات توجد مخطوطته في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران. توفي السید عبدالکریم في الکاظمیة ولکن لایعرف موضع قبره بدقّة. ویعدّ ابنه رضيالدین، أبوالقاسم علي (تـ 741ھ/1340م) من المحدّثین أیضاً. وقد روی عن أبیه و عن الخواجة نصیرالدین الطوسي. وروی عنه الشهید الأول (محمد بن مکي، 734-786ھ/1334-1384م) بواسطة واحدة.
کان محدّثاً. ولاتتوفر معلومات عن حیاته باستثناء کونه نقیباً للطالبیین في سوراء.
وقد ذکر غیر هؤلاء أفراد آخرون من أسرة آل طاووس، إلا أنه لاتتوفر معلومات عن حیاتهم و آثارهم العلمیة.
آستان قدس، فهرست، 5/124، 125، 126، 177، 295، 296، 6/210، 213، 231، 232، 270-271، 286، 299، 361، 431، 432، 458؛ آقابزرگ، طبقات أعلام الشیعة (القرن السابع)، بیروت، 1972م، 7/13، 14، 91، 92، 116، 118، 185؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، 1402هـ، 3/189-191، 8/358-363، 9/148؛ البستاني (فؤاد أفرام)؛ حقوق، فهرست خطي، ص 261، 265، 489؛ شورا [مجلس الشوری]، فهرست خطي، 2/120، 452، 453، 6/65، 7/382، 9(2)/640، 642، 11/172، 12/37، 68، 69، 13/237، 239؛ مرکزي [المکتبة المرکزیة]، فهرست خطي، 8/72، 627، 9/820، 948، 1472، 11/2062، 12/2604، 2605، 2807، 13/85، 3، 3128، 3275، 3288، 15/4165، 4166؛ ملّی [المکتبة الوطنیة]، فهرست خطي، 6/295، 296، 297، 642، 643، 7/228، 284، 285، 286، 415، 8/14، 9/371؛ نامۀ دانشوران؛ وزیري [مکتبة وزیري في یزد]، فهرست خطي، 3/874، 996، 1024، 1044، 1071، 1083، 4/1294، 5/1832.
حسن یوسفي اشکوري
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode