الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آل حسول /

فهرس الموضوعات

آل حسول

آل حسول

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/23 ۲۱:۳۵:۴۱ تاریخ تألیف المقالة

آل حَسُول، (أو حسّول أو حَسولة) أسرة ایرانیة اشتهرت بالعلم والأدب، وتولّی بعض أفرادها مهاماً وزاریة و دیوان الرسائل عند البویهیین في الري، و عند الغزنویین و السلاجقة و ذلک في القرنین 4 و 5ھ/10 و 11م. من أجداد هذه العائلة حسن بن حسول أو حسولة الذي لاتتوفر عنه معلومات سوی اسمه (یاقوت، 13/19). و ربما أن أحد مشایخ الحدیث «الشیخ أبومحمد بن حسولة بن صالحان القمي» الذي أشار إلیه النوري (3/480) هو نفس هذا الشخص الذي ذکر آنفاً، خاصي أنه کان یعیش أیام البویهیین کما یستنتج ذل کمن معاصریه. إلا أن شهرته: «القمي» في المصدر السابق یجعل من الصعوبة بمکان إبداء رأي نهائي في هذا المجال، لأن غالبیة المؤرخین ذکروا أنه یشتهر بـ «الهمداني».

وقد ذکر اسم أول أفراد هذه الأسرة بین أدباء و کتاب البویهیین و هو، أبوالقاسم علي بن حسن بن حسول الذي تولّی الأمانة (الکتابة) في دیوان الصاحب بن عباد الکاتب والوزیر الشهیر في ذلک العهد (أبوحیان التوحیدي، 1/24) و کان یحظی باهتمام أدباء و شعراء دیوان الصاحب بن عباد و احترامهم. و یشیر یاقوت (4/94-98) إلی أن أبا الحسن أحمد بن فارس اللغوي (تـ 390ھ/1000م) مؤلف کتاب المجمل في اللغة أرسل أبیاتاً من الشعر معه الی الشاعر عبدالصمد بن بابک الذي جاء الی الري، وکان ابن فارس بتوقع زیارته. وکان أبوالقاسم حسول یعد من کبار الأدباء و «یضرب به المثل في الکتابة و البلاغة» کما یقول الثعالبي (1/107). کما نقل أبوحیان التوحیدي (1/24) الحدیث الذي دار بین الصاحب بن عباد و بین أبي القاسم في باب حدوث العالم وقدمه. و تحدث عنه أبوریحان البیروني (ص 141). و مع کل هذا فان الصاحب کان قد غضب علیه، کما یصرّح بذلک ابنه العلاء محمد، وأودعه السجن. و یضیف ابنه قائلاً إن والده رأی في المنام، إطلاق سراحه ولم یمض أسبوع واحد حتی تحقّق حلمه (الثعالبي، 1/107). إلا ان یاقوت (13/19-21) یشیر إلی أن أباالقاسم کتب رسالة من السجن إلی الصاحب بن عباد طالباً الصفح عنه، وأمر الصاحب باطلاق سراحه علی نفس تلک الرسالة.

وأشهر أفراد هذه الأسرة، أبوالعلاء محمد بن أبي القاسم علي بن حسول، الملقب بصفي الملک و الوزیر الصفي صفي الحضرتین. ولد في همدان، و نشأ في الري، ودرس علی أحمد بن فارس و الصاحب بن عبّاد (الکتبي، 3/430). ثم واصل مهنة والده و عمل کاتباً في دیوان الرسائل و قضی سنین طویلة في هذا العمل. و تولّی عدة وزارات لدی الشاهنشاه مجدالدولة البویهي کما صرّح شخصیاً بذلک (البیهقي، 11؛ القزویني الرازي، 217). ویبدو أنه لقب بالوزیر الصفي أو صفي الملک في تلک الفترة؛ کما یفترض أنه لقب بصفي الحضرتین بعد التحاقه ببلاط الغزنویین، و ماذکره القزویني بانه وزیر الشاهنشاه أوقع الشوشتري (2/455) في الخطأ دون الالتفات الی معاصریه و السنوات التي عمل فیها، فاعتبره وزیراً لعضدالدولة. و علی کل حال فقد توجه الی غزنة «عندما طلعت الرایة المحمودة بالري» (الثعالبي، 1/107) و «عیّنه محمود کاتباً له» (البیهقي، تاریخ بیهق، 111). ولما تولی السلطان مسعود الحکم اختاره رئیسً لدیوان الرسائل في الري فهاجر إلیها. وقد صادفه الثعالبي في مدینة نیشابور، في الطریق «فاقتبس من نوره و اغترف من بحره» (1/107).

عمّر أبوالعلاء طویلاً ولذلک، التحق بالسلاجقة بعد انقراض الغزنویین و بدأ بالعمل في دیوان عمیدالملک الکُندُري. وعندما تمرد البساسیري علی خلیفة بغداد، أمر طغرل عمیدالملک أن یکتب رسالة جوابیة لایتگین [الشحنکیة] الذي کان قد هرب منها. فدعا عمیدالملک صفي أبا العلاء الذي کان نقیباً (ظهیرالدین، 20) أو من «تتمة الکتاب الأفاضل، وسلّمه رسالة إیتگین و طلب منه أن یکتب جواباً مختصراً مفیداً له» (الراوندي، 107-109). وکتب أبوالعلاء علی ظهر الرسالة هذه الآیة الکریمة: «إرجِع إلَیهِم فَلَنَأ تییَنَهُم بِجُنُودٍ لاقِبَلَ لَهُم بِها وَلَنُخرِ جِنَّهُم مِنها أذِلَّةً وَهُم صاعِروُنَ» (النمل/ 27/ 37). وقد سرّ هذا الجواب الوزیر و السلطان، ونال أبوالعلاء خلعة من طغرل.

وکان أبو العلاء یعد من الکتاب و الأدباء المشهورین و یتبادل الرسائل والزیارات مع أدباء عصره المعروفین. وکان أبوسعد منصور بن حسن الآوي مؤلف تاریخ الري و وزیر مجدالدولة لفترة ما، من المعجبین به فأرسل له قصیدة طویلة في مدحه (الثعالبي، 1/103-106). کما أشاد به الباخرزي (4/367) قائلاً: «واتفق أني لقیته بالري وأنشدته قصیدتي فیه فأعجب بها و تعجب منها و قال: لولا وهن رکبتي لرقصت علی نسیبه». کما خلف أشعاراً (الثعالبي، 1/108-112). وتنقل عنه أبیات في ذم الهمدانیین رغم أنه منهم (ابن خلکان، 1/128؛ الثعالبي، 1/112). وذکره الشوشتري باسم أبي العلاء بن بطة. ویبدو أن هذا الاشتباه یعود الی البیت الذي یتخلص فیه أبوالعلاء بـ «ابن بطّة» (القزویني الرازي، 218). واعتبر البعض أن هذا البیت یدل علی أنه کان «شیعیا و ملتزماً» (م.ن، 218). واعتبره ابن شهرآشوب (ص 139) من شعراء أهل البیت المجاهدین و من العجیب حقاً تخلّصه من براثن محمود الغزنوي، السلطان المتعصب المعادي للشیعة، والأهم من هذا عمله في بلاطه و نیله لقب «صفي الحضرتین». ویبدو أنه ألفّ في تلک الفترة کتاب فضل الأتراک و ربما کان رداً علی کتاب التاجي للصّابي في فضائل الدیالمة ویعدّ الکتاب المذکور (ط 1940م، استانبول، تحقیق عباس العزاوي) من أقدم الآثار العربیة و أهمها حول الأتراک.

وأخیراً توفي أبو العلاء في 450ھ/1058م (الکتبي، 3/430) وعلی قولٍ قبل هذا التاریخ (الصفدي، 1324). وآخر من اشتهر من آل حسول بالفضل و الأدب، أوحد الملک أبوطاهر الحسن بن أحمد بن حسول، ابن عم أبي العلاء وقد ذکره الثعالبي (2/102) في زمرة الشعراء وقال عنه «یلقب بالاستاذ أوحد الملک و مرشّح الوزارة و هو ابن عم أبي العلاء، وله بلاغة بالغة و شعر مع قرب لفظه بعید المرام مستمر النظام».

وکان أبوطاهر ممن راسلهم الشیخ الرئیس ابوعلي ابن سینا في همدان و أصفهان. ولاتزال بعض تلک الرسائل باقیة (البیهقي، تتمة صوان، 190). ولاتتوفر معلومات عن أواخر حیاته و وفاته.

 

المصادر

ابن خلکان، أحمد بن محمد، وفیات الأعیان، تقـ : محمد محیي‌الدین عبدالحمید، بیروت، 1398هـ؛ ابن شهرآشوب، محمد بن علي، معالم العلماء، تقـ : عباس إقبال، طهران؛ أبوحیان التوحیدي، الامتاع و المؤانسة، تقـ : أحمد أمین و أحمد الزین، القاهرة، 1939م؛ الباخرزي، أبوالحسن، دمیة القصر، تقـ :سامي مکي العاني، بغداد، 1971م؛ البیروني، أبوریحان، تحدید نهایات الأماکن، تجـ : أحمد آرام، دانشگاه تهران، 1352 ش؛ البیهقي، علي بن زید، تاریخ بیهق، تقـ : أحمد بهمنیار، تهران، بنگاه دانش، 1317ش؛ م.ن، تتمة صوان الحکمة، لاهور، جامعة البنجاب، 1935م، الهوامش؛ الثعالبي، أبومنصور، تتمة الیتیمة، تقـ : عباس إقبال، طهران، 1353ش؛ الراوندي، محمدبن علي، راحة الصدور، تقـ : محمد إقبال، تهران، أمیرکبیر، 1364ش؛ الشوشتري، القاضي نورالله، مجالس المؤمنین، تهران، إسلامیة، 1375هـ؛ الصفدي، خلیل بن إیبک، الوافي بالوفیات، تقـ : دیدرینغ، ڤیسبادن، 1389هـ؛ القزیني الرازي، نصیرالدین عبدالجلیل، النقض، تقـ : جلال‌الدین محدّث، تهران، أنجمن آثار ملي، 1358ش؛ الکتبي، محمد بن شاکر، فوات الوفیات، تقـ : إحسان عباس، بیروت، دار صادر، 1967م؛ النوري الطبرسي، میرزا حسین، مستدرک الوسائل، تهران، مطبعة الاسلامیة، 1382هـ؛ النیشابوري، ظهیرالدین، سلجوقنامة، تهران، 1332 ش؛ یاقوت الحموي، أبوعبدالله، معجم الأدباء، بیروت، دارالفکر، 1400 هـ.

صادق سجادي

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: