الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / آل أعین /

فهرس الموضوعات

آل أعین

آل أعین

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/23 ۱۷:۰۳:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

آل أعین، أسرة شیعیة مشهورة بالحدیث، منذ أواخر القرن 1ھ/7 م حتی أواخر القرن 4ھ/10م، وتنسب هذه الأسرة الی «أعینَ بن سُنسُن»، وهي من الأسر الشیعیة التي امتدت خدماتها العلمیة زمنا طویلاً. وآل أعیَن کوفیون، کان أغلبهم یسکن الکوفة، فیما غادرها بعضهم الی أکاکن أخری، وکان لآل أعین بالکوفة حَيّ خاص بهم، لهم فیه مسجد صلی فیه الامام الصادق (ع)، وقد بقي هذا الحي حتی سنة 334ھ/946م، حیث طاله الخراب إثر هجوم القرامطة علی الشیعة الامامیة، ومني آل أعین بأضرار فادحة (أبوغالب الزراري، مقدمة المصحح، ص «د»).

وقد عرفت هذه الأسرة بولائها لأهل البیت (ع) منذ عصر الامام علي بن الحسین (ع) (38-94ھ/658-712م)، حیث تشرف بعضهم بزیارته، وامتازوا بالتفوّق في علم الکلام والفقه والحدیث والعلوم الأخری في ذلک العصر وقد صحب أحفادهم فیما بعد الأئمة الآخرین، وارتقی قسم منهم الی مراتب علمیة ودینیة مرموقة. ویذکر أبوغالب الزراري – وهو أحدهم – أن آل أعین 60 شخصاً ویعرّفهم بقوله: أِنّا أهل بیت أکرمنا الله عزوجل بمنّه علینا بدینه واختصّنا بصحبة أولیائه وحججه علی خلقه من أول مانشأنا الی وقت الفتنة التي امتحنت بها الشیعة (ص 12، 18) أشهرهم:

 

1. أعین بن سُنسن الشیباني

أعین بمعنی الواسع العین وکان أبوه سنسن أو سنبس راهباً في إحدی بلاد الروم، وکان أعین غلاماً رومیاً اشتراه رجل من بني شیبان من الجلب، وجاء به الی الکوفة وأسلم هناک، واهتم سیده بتربیته الاخلاقیة والعلمیة، فحفظ القرآن بعد مدة وبرع في الأدب، وبلغ أعلی المراتب في الأخلاق والتقوی والورع، ثم أعتقه سیده. وقال بعضهم إن أعین کان إیرانیاً، وتشرّف بزیارة الامام علي بن أبي طالب (ع) وأسلم علی یدیه وصار بعد ذلک من أصحابه (الأمین، 2/101)، ولکن علماء الرجال عامة پرفضون ذلک. و من المؤکد أن أعین وأهل بیته کانوا من الشیعة إلا القلیل منهم، واشتهر کثیر منهم بحبهم و ولائهم للامام أمیرالمؤمنین علي (ع) و بقیة الأئمة.

 

2. زُرارَة بن أعین الشیباني

(تـ 150ھ/767م)، محدّث، فقیه، متکلم، أدیب، مؤلف إمامي، وهو من أشهر رواة الشیعة ومن أبرز تلامذة الامام الصادق (ع) ومع ذلک فان تاریخ حیاته غیرواضح، وکان زرارة متضلّعاً بعلم الکلام والجدل والاستدلال لایقوم أحد لحجته، وغالباً ماکان یلزم مخالفیه بالحجة القاطعة، ولذلک کان موضع عنایة الامام الصادق (ع) والشیعة، و کان من تلامذة الامام الباقر (ع) (57-114ھ/676-732م) ونقل عنه روایات کثیرة ولکن بعض علماء الرجال لایوثقونه، وهناک بعض الروایات في قدحه أیضاً، یصل عددها في روایةٍ إلی العشرین (البهبهاني، 142) إلّا أنه کان ذا منزلة رفیعة لدی الامامین الخامس والسادس، کما وردت روایات کثیرة عنهما وعن الأئمة الآخرین في مدحه وتوثیقه، حتی عرف بأنه أصدق أهل زمانه (الطوسي، 141)، ولهذا لیس من شک في إیمانه و علمه واخلاصه و أمانته وفقاهته. وقدساهم زرارة في نشر وإحیاء علوم أهل البیت الی درجة حیث یقول الامام الصادق (ع): «رحم الله زرارة بن أعین، لولازرارة ونظراؤه لاندرست أحادیث أبي (ع)» (أبوغالب الزراري، مقدمة المصحح، ص «د»)، کما صرّح الامام الصادق (ع) في حدیث آخر أنه من أهل الجنة (الموسوي الأصفهاني، 1/305)، وهناک روایة أخری عن الامام الصادق (ع) یقول فیها «أحب الناس إليّ … احیاءً وامواتاً أربعة، بُریدبن معاویة العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والأحول، وهم أَحبُّ الناس إِليّ احیاءً وأمواتاً (رجال الکشي، ص 86). ثم أن الروایات التي تقدح في زرارة ضعیفه عند علماء الرجال، أو أنها قیلت إبان وضع سیاسي خاص، أو قیلت تقیة (ن.م)، والآمر الآخر الذي ناقشه محقق و الشیعة هو إنکار زرارة أو تردده في إمامة موسی بن جعفر (ع)؛ 128-183ھ/ 745-799م) (الأمین، 7/35). ومع أن نسبة هذا الأمر الی زرارة غیر مسلّم به قطعاً، ولو کان یخامر زرارة مثل هذا الشک أو التردّد فمما لاشک فیه أن زرارة کان قد سلّم أخیراً بإمامة االمام موسی (ع) یؤید ذلک توثیق الأئمة علیهم السلام له.

وقیل أیضاً أنه توجد لزرارة مؤلفات، إلّا أنه لم یُذکر له إلّا کتاب واحد باسم «الاستطاعة والجب روالعهود» (الطوسي، 143)، ویقول ابن بابویه القمي (تـ 329ھ/941م) إنه رأی الکتاب (نامۀ دانشوران، 9/83).

ویقول بعضهم إن زرارة عاش 90 عاماً (ن. م، 9/89). ولا یعد ذلک، فقد عده بعضهم من أصحاب الامام علي بن الحسین (ع) (أبوغالب الزراري، 3). وکان لزرارة سبعة أولاد بأسماء: رومي، ویحیی، وعبدالله، وحسن، وحسین، ومحمد، وعبید، وکلّهم یعدّون من رواة الشیعة وکان أغلبهم من تلامذة الامامین الصادق والکاظم (ع) ونقلوا عنهما الحدیث. و کان عبید یحظی من بینهم باحترام و شهرة أکبر، فقد عدّوه من «المؤثّقین» وکان یسکن الکوفة، وذا منزلة رفیعة، حیث کان یذهب ممثلاً عن الشیعة الی المدینة للاتصال بالامام الصادق (ع) أوسؤاله (ن. م، 5).

 

3. حُمران (أبوحمزة) بن أعین

فقیه، محدث، نحوي، أدیب و لغوي، هو من تلامذة الامامین الباقر والصادق (ع)، ونقل عنهما کثیراً من الروایات، وروی عنه الحدیث کثیرون. إلّا أن بعض علماء الرجال السنة لایرون وثاقته لتشیعه، ولکنه موثّق عند عامة علماء الرجال الشیعة وموضع اعتمادهم حتی إن بعضهم یفضّله علی زرارة (الأمین، 6/234).

وقد تعلّم حمران النحو عند أبي الأسود الدؤلي. وعلی الرغم من عدم معرفة تاریخ وفاته، فمن المؤکد أنها کانت قبل وفاة الامام الصادق (ع) (أبوغالب الزراري، 4). و کان لحمران عدد من الأولاد هم: عقبة، وحمزة، ومحمد، وهم من أصحاب الامامین الباقر و الصادق (ع)، ومن الرواة الموثقین، نقلوا عنهما روایات کثیرة.

 

4. بُکَیر (أبوجهم) بن أعین

فقیه و محدّث من الرواة الموثقین و من أصحاب الإِمامین الخامس و السادس (ع) وقد روی عنهما کثیراً، ورغم شهرته لایعرف عنه أکثر مما ذکر، وقد توفّي قبل وفاةِ الامام الصادق (ع) وکان لبکیر 6 أولادهم: عمر وجهم وزید و عبدالله و عبدالحمید و عبدالأعلی، ویعدّون من العلماء والمحدّثین ومن أصحاب الامام الصادق (ع)، ورغم أن عبدالله عرف بأنه فقیه و ذو رأي، إلّا أنه عدّ من الفطحیة (ن.م، 4، 6).

 

5. أحمد بن محمد

ویعرف بأبي غالب الزراري (285-367ھ/898-978م)، فقیه ومحدّث ومتکلّم وأیب وشاعر، وهو من أبرز علماء ومحدّثي آل أعین، وآخر المشهورین من هذا البیت. ولد في الکوفة، وتوفي أبوه و له من العمر خمس سنین، ثم تولی جده محمده بن سلیمان تربیته، وبعد أن أنهی دراسة مقدمات العلوم، برزفي دراسة العلوم المختلفة علی یدکبار علماء عصره، ونهل من توَجیهاتهم الأخلاقیة والمعنویة، وکان قد تعلّم الحدیث في الحادیة عشرة من عمره، توفّي جده سنة 300ھ/912م، وتزوّج وله من العمر أقل من عشرین سنة، وقد أغار القرامطة علی الکوفة في عصره، وهدموا محلة آل أعین، ثم وفَق لزیارة الکعبة في سنة 350ھ/961م، وبقی هناک مدة قضاها بالعبادة وقد کتب أبو غالب في سنة 356ھ/967م، رسالة في آل أعین، تحدّث عن حیاته باختصار وذکر فیها مشایخه في الروایة وطرق روایاته، وأهدی تلک الرسالة لحفیده محمدبن عبدالله، عسی أن یسعی حفیده لإعادة مجد أسرته في حفظ روایة الحدیث في سلالة آل أعین. ورجع من مکة في سنة 367ھ/977م، وتوفّي بعد سنة ودفن في الکوفة.

وکان أبوغالب من نسل بُکیربن أعین، ولذلک عرف أجداده بـ «البُکیري»، ولکنهم اشتهروا منذ عصر الامام علي بن محمد (ع) (212-254ھ/829-868م) بـ «الزُراري». وعرفوا بهده الشهرة – علی حد قوله منذ عصر جده سلیمان بن الحسن، وقد ذکروا دلیلین لهذا التغییر في اللقب: أحدهما أن أم الحسن بن جهم بن بُکیر – أي الجد الأکبر لأبي غالب الزراري – کانت بنت عبیدبن زرارة، والآخر هو أن الامام العسکري (ع) ربما لقّب سلیمان بن حسن، بالزراري، لأسباب سیاسیة (الزراري، 11؛ الأبطحي، 3/335).

نقل أبوغالب الحدیث عن کثیرین و کان یعد من ثقاة، وقد ذکر أبرز مشایخه في رسالته، وهم: أحمد بن ادریس الأشعري (تـ 306ھ/918م)، أحمدبن محمدبن سعیدبن عقبة (تـ 333ھ/944م)، أحمدبن محمد العاصمي البغدادي، أحمدبن محمد رباح الواقفي، جعفر بن محمدبن مالک الفزاري البزّاز، جعفربن محمد بن لاحق الشیباني، حمید بن زیاد النینوائي (تـ 310ھ/922م)، عبدالله بن جعفر الحمیَري، أبوطالب عبیدالله بن أبي زید الأنباري، علي بن الحسین السعدآبادي، أبوالحسن علي بن سلیمان (عم أبیه)، علي بن سلیمان بن المبارک القمّي، علي بن محمد بن عیسی بن زیاد التستري، عمر بن فضل الورّاق الطبري، محمدبن أحمد بن داود (تـ 378ھ/988م)، أبوعبدالله محمدبن ابراهیم بن جعفر الکاتب النعماني، محمدبن الحسن بن علي بن مهزیار الأهوازي، محمدبن سلیمان بن الحسن (تـ 300ھ/912م) (جد أبي غالب)، محمدبن جعفر الرزّاز (خال أبیه)، محمدبن محمد المعادي، محمدبن یعقوب الکلیني (تـ 329ھ/940م)، وابن المغیرة (أبوغالب الزراري، 38-107). أما الذین رووا عن أبي غالب فهم: الشیخ المفید (تـ 413ھ/1022م)، أبوعبدالله الحسین بن عبیدالله الغضائري (تـ 411ھ/1020م)، أبوالعباس أحمدبن علي بن نوح السیرافي، ابن عبدون (تـ 423ھ/1031م)، أبوطالب ابن غرور، أبوعبدالله أحمد بن محمدبن عیِاش الجهري (تـ 401ھ/1010م)، وأبو الفرج محمدبن المظفر (ن.م، مقدمة المصحح، ص «ک»، «ل»). وهؤلاء جمیعاً من مشایخ الشیخ الطوسي (385-460ھ/995-1067م) وأحمدبن عليبن أحمد النجاشي (450-528ھ/1058-1133م) في الروایة. وکان لأبي غالب مصنّفات هي: کتاب في التاریخ، ذکر الشیخ الطوسي والنجاشي أنه لم یتم؛ کتاب الأفضال؛ کتاب مناسک الحج (کبیر و صغیر)؛ کتاب أدعیة السفر؛ مختارات من کتاب بصائر الدراجات لسعد بن عبیدالله أو أخبار علي بن سلیمان القمي؛ أخبار في الصوم؛ أخبار في الظهور؛ خطبة للنبي (ص) في یوم الغدیر؛ خطب أمیرالمؤمنین (ع)؛ مجموعة أخبار متفرقة؛ مجموعة من الأدعیة؛ و رسالة في آل أعین، طبعت سنة 1399ھ/1978م في أصفهان، ولایعرف غیرها من هذه المصنفات.

 

المصادر

الأبطحي، محمدعلي، تهذیب المقال، النجف الأشرف، مطبعة الاداب، 1390هـ؛ ابن الندیم، محمدبن إسحاق، الفهرست، بیروت دار المعرفة، 1398 هـ، ص 309؛ أبوغالب الزراري، أحمد، رسالة في آل أعین، تقـ : محمدعلي الموسوي الأبطحي، أصفهان، 1399هـ، (مخـ)؛ الأردبیلي، محمد بن علي، جامع الرواة، بیروت، دار الأضواء، 1403هـ، جـ 1 (مخـ)؛ أفندي الأصفهاني، عبدالله، ریاض العلماء، تقـ : أحمد الحسیني و محمود المرعشي، قم، مطبعة الخیام، 1401هـ، ص 62؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، دار التعارف، 1403هـ، 6/235، 7/46، 390، 955؛ بحرالعلوم، محمدمهدي، رجال، تهران، مکتبة الصادق، 1363ش، 1/222-257؛ البهباني، محمدباقر، تعلیقات علی منهج المقال، 1306هـ، ص 71-72، 97، 99، 112، 124، 125، 143-148، 187، 189، 200، 203، 215، 216، 266؛ الحمي، الحسن بن علي، کتاب الرجال، تقـ : جلال‌الدین محدّث، دانشگاه تهران، 1342 ش (مخـ)؛ الخوئي، أبوالقاسم، معجم رجال الحدیث، بیروت، 1403هـ، 3/253، 359-362، 6/255-262، 9/147-149، 254-255، 260-261، 310-312، 10/113-114، 11/14-17، 13/181، 14/155-156، 15/113؛ الطوسي، محمدبن الحسن، الفهرست، تقـ : محمود رامیار، دانشگاه مشهد، 1351 ش؛ القمي، عباس، الفوائد الرضویة، تهران، 1327ش، ص 31-32؛ الموسوي الأصفهاني، آقاحسین، ثقاةالرواة، النجف الأشرف، مطبعة الآداب، 1387هـ، ص 304-332؛ نامۀ دانشوران، قم، دارالفکر.

قسم المعارف

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: