آل أبي صفیّة، أسرة شیعیة في الکوفة اشتهرت بالروایة في القرنین 1، 2ھ/7، 8م. ولایعرف عن رأس هذه الأسرة (دینار أبو صفیِه الثُّمالي) إلا أنه کان یعیش في الکوفة في القرن الأول، کما لم یتضح هل کان مولی لآل المُهَلَّب أم لا؟ إلا أن أغلب کتاب الشیعة لایعتقدون بصحة هذا الولاء. کما اختلفت هناک الآراء في نسبة دینار إلی ثمالة فیری البعض ومن بینهم شیخنا الصدوق، أنه کان من بني ثُعَل الذین جاوروا بني ثمالة فنسبوا إلیهم، وأشهر آل أبي صفیة:

1. أبوحمزة الثمالي ثابت بن دینار

و هو رأس هذه الأسرة، و کان من الذین أدرکوا عهد أربعة أئمة للشیعة: علي بن الحسین (ع) و محمد بن علي (ع) و جعفربن محمد (ع) و – علی قول البعض – عهد إمامة موسی بن جعفر (ع)، و کان یعد من خاصة أولئک و موضع ثقتهم. و روی أن الامام الصادق (ع) کان یعتبر أبا حمزة کـ «سلمان الفارسي» في زمانه، واعتبره الامام الرضا (ع) «لقمان» عصره. وهو من ثقاة رواة الشیعة حیث یحتج بخبره الواحد، إلا أن عدداً من علماء رجال أهل السنة اعتبروه «ضعیفاً» و «واهي الحدیث» و «أقرب الی الضعف» و «لایُحتَجُّ به» و «لَیِّن»؛ و ربما یعود ذلک أحیاناً الی غلوه في التشیع أو اعتقاده بالرجعة (الأمین، 4/9-11). وقد نقل البعض الآخر منهم الحدیث عنه، و لهذا فانه یعد من الرواة الشیعة القلائل الذین اعتمد علیهم أهل السنة أیضاً. واشهر مایروی عنه أولاً دعاء السحر للامام السجاد (ع) والذي یعرف بـ «دعاء أبي حمزة الثمالي»، ثانیاً رسالة الحقوق التي تروی أیضاً عن ذلک الامام. وینسب إلیه بالاضافة إلیها کتاب: التفسیر المشهور بأنه أول تفسیر شیعي مدوّن؛ النوادر في الحدیث، الذي نقله حسن بن محبوب؛ و کتاب الزهد. واختلف في تاریخ وفاة أبي حمزة، فالعالبیة أوردوا أن وفاته کانت في 150/767. و لما کان الحسین بن محبوب الذي عاش في الفترة 149ھ/766م-224ھ/839 م قد روی عنه الکثیر، هذا یعني أن عمره لم یتجاوز عاماً واحداً عند وفاة أبي حمزة، لذلک لابد من الشک في تاریخ وفاته المذکور. وبالرجوع إلی آثار الکّتاب الذین لاحظوا هذا التناقض و نعثر علی حلین فالبعض یری أنه عاش 95 سنة و توفي بعد 150ھ/767م، و اعتبر البعض الآخر روایات ابن محبوب نقلت عنه بالواسطة، بینما شک آخرون في أن أبا حمزة الثمالي کان قد أدرک عصر الامام الکاظم (ع) والذي کانت إمامته في الفترة (148-183ھ/765-799م) (ظ: أبو حمزة الثُّمالي).

2. محمد بن أبي حمزة

اعتبره الکشّي و النجاشي من الثقاة. وعدّه البعض من أصحاب الامام الباقر (ع). وعده آخرون من أصحاب الامام جعفر الصادق (ع). و رغم أن اسمه قد ذکر في مقدمة أکثر من 200 سلسلة سند للروایات إلا أنه لایعرف أکثر من ذلک عن حیاته و أحواله. وقدذکر في کتب الرجال شخص بهذا الاسم و لکن بلقب التمیمي. وقد سعی بعض علماء الرجال بکل حذر لاعتباره محمد الثمالي نفسه (ظ: الأمین، 5/464).

3. علي بن أبي حمزة

و یذکر الکشي نقلاً عن حمدویة أنه یعد مع أخویه الآخرین من الرواة الشیعة الثقاة.

4. حسین بن أبي حمزة

یوجد اختلاف کبیر حوله بین المؤلفین و في کتب الرجال. و یبدو أن الاختلاف ناشئ من أن الکشي قد اعتبر حسین بن أبي حمزة ابناً (لأبي حمزة وعدّه ثقة. إلا أن النجاشي ذکر حسیناً آخر هو ابن حمزة اللیثي، وقال إن حمزة اللیثي هذا کان صهر ثابت (أبي حمزة) و النتیجة أن حسین هذا هو ابن بنت أبي حمزة و لیس ابنه؛و لهذا فإن النجاشي عندما یذکر أبناء أبي حمزة لایشیر الی حسین هذا (ص 40)، و من هنا فان البعض (وخاصة العلامة الحلّي، ص 26) یعتبر الاثنین رجلاً واحداً. وعلی کل حال، یحتمل أن حسیناً هذا هو سط أبي حمزة. کما اعتبر من أصحاب الامامین الباقر و الصادق (ع)، وعد من الرواة الثقاة. و قیل إن الحسن بن محبوب روی عنه. و اعتبر بعضهم مرجع ابن محبوب هو الحسین بن أبي حمزة. و ذلک للتمییز بین هذین الحسینین.

و ذکر المؤرخون ثلاثة آخرین من أبناء أبي حمزة استشهدوا في النهضة التي قادها زید بن علي بن الحسین (79- 122ھ/698-740م) في عهد حکومة هشام بن عبدالملک. وهم: نوح و منصور و حمزة.

المصادر

آقابزرگ، الذریعة، 4/252؛ ابن أبي حاتم الرازي، محمد بن إدریس، الجرح و التعدیل، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 1371هـ، ص 450-451؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذیب التهذیب، بیروت، دار صادر، 2/5-8؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، تقـ : احسان عباس، بیروت، دار صادر، 6/364؛ ابن الندیم، محمد بن اسحاق، الفهرست، بیروت، دار المعرفة، 1398هـ، 50-51؛ الاسترابادي، محمد، منهج المقال، 1304هـ، ص 73-74؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، دارالتعارف، 1403هـ، 2/89، 4/12، 5/464؛ بحر العلوم، محمدمهدي، رجال (المعروف بالفوائد الرجالیة)، تهران، مکتبة الصادق، 1363ش، 1/258-263؛ البغدادي، اسماعیل باشا، إیضاح المکنون، استانبول، 1364هـ، 1/304، 562، 2/301، 347؛ الحلي، الحسن ابن یوسف، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، تهران، 1310 هـ، ص 26؛ الخوئي، أبوالقاسم، معجم رجال الحدیث، بیروت، 1403هـ، 3/381-388، 5/225-226، 11/232، 14/237-242، 23/66؛ الزرکلي، خیرالدین، الأعلام، بیروت، ط: 2، 2/81؛ الصدر، حسن، تأسیس الشیعة، شرکة النشر و الطباعة العراقیة، 1354هـ، ص 327؛ الطوسي، محمدبن الحسن، اختیار معرفة الرجال، تقـ : حسن المصطفوي، دانشگاه مشهد، 1348ش، ص 33-123، 124، 201، 202، 203، 406، 485، 486، 597، 598؛ م.ن، الفهرست، تقـ : محمود رامیار، دانشگاه مشهد، 1351ش، ص 71-72؛ م.ن، الرجال، النجف، المکتبة الحیدریة، 1381هـ، ص 309؛ الغروي الحائري، محمدبن علي، جامع الرواة، بیروت، دارالاضواء 1403هـ، 1/134-138، 237-238؛ کحالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، دار إحیاءالتراث العربي، 3/100؛المامقاني، عبدالله، تنقیح المقال، النجف، المرتضویة، 1352هـ، 1/189-191، 316-317، 372، 2/59-60، 263؛ المجلسي، محمدباقر، الوجیزة، تهران، 1310هـ، ص 147؛ النجاشي، أحمد بن علي، رجال، قم، مکتبة الدّاوري، 1389هـ، ص 254.

قسم العلوم الاسلامیة