آل، العیال والعالئلة والأسرة والطائفة والأهل والعشیرة والأتباع والأقارب. ویبدو أن هذه الکلمة کانت معروفة في أکثر هذه المفاهیم منذ العصر الجاهلي. فالقرشیون کانوا یطلقون علی أنفسهم (آل الله) لتولیهم سدانة الکعبة وما یتعلق بها. وکان العرب یقولون في الاستغاثة «یالَ اللَّه» أي یاقرشیون (ورد ترکیب «آل الله» في بیت ینسب الی أبي طالب، في کشف العمة للاربلي، 1/40؛ دائرة‌المعارف الاسلامیة (الأول)، مادة آل). إلا أن أصل الکلمة لیس واضحاً تماماً ولم نعثر علی ما یماثلها في اللغات السامیة. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار معی «النسبة الی الشخص أو المحل» و«المجتمع والقدرة» أمکننا عندئذ اعتبارها من نفس أسرة لفظ «الأول» (الأوغاریتیة ‘wl: الأوّل؛ الآرامیة awwal, awla’: البدء، الماضي؛ المندائیة awal: الأول) ومن أسرة «العودة إلی والوصول إلی، مع فعل آل (العربیة الجنوبیة t+’wl: العودة) أیضاً. ومن ثم تنتهي إلی معنی القدرة (الأوغاریتیة ‘ul، الکنعانیة yal: القدرة). ومن ناحیة أخری یمکن اعتبار یائیة الکلمة أصلاً لها: ففي الآرامیة والسریانیة iyālā: المساعدة، والکنعانیة ‘eyāl القدرة والمساعدة، والأکدیة ayyalu: الحلیف. وعلاوة علی هذا فإن تعلیل علماء اللغة المسلمین بأنها مشتقة من «أهل» لایحلو من الصحة (رغم أن استنادهم إلی تصغیر الکلمة لایمکن أن یکون موثوقاً) ذلک لأن لفظ ‘ahl (العبریة – الکنعانیة ‘ahel: الآرامیة ‘ahlā؛ النبطیة ‘hlt’) جاء في الأوعاریتیة بمعنی الخیمة وفي الأکدیة بشکل al (بمعنی المدینة). ومن ثم نری أن الشاعر الجاهلي أبا دؤیب یستعملها بمعنی أعمدة الخیمة (البیت في لسان، مادة «أول»).

و ربما کان تطور الکلمة من الجزئي إلی الکلي: العائلة (تسکن خیمة). الأسرة، الأسرة الکبیرة والعشیرة، القبیلة، الأتباع (الساسیون أو‌الدینیون). ووردت في القرآن الکریم أیضاً بمعنی الأسرة (آل عمران، آل ابراهیم، آل یعقوب و غیرهم) و بمعنی الأتباع‌الدینیین – السیاسیین – الجغرافیین (آل فرعون، آل لوط و غیرهما. قا: حدیث ابن عباس: «آل الله، أهل القرآن»، الاربلي، 1/40) (ظ: فهارس القرآن. قا: التفاسیر؛ وأیضا الراغب، 30).

وقد حدد علماء أهل السنة جمیعاً معنی «آل محمد و آل النبي» بالمفهوم العام لـ «بني‌هاشم» وفسروهما أحیاناً بـ «أمة محمد» (وظن بعضهم أیضاً أن المراد من هذا الترکیب زوجات الرسول «ص»). وینقل الراغب في معنی آل النبي (ص) أنهم المختصون به من حیث العلم وذلک أن أهل‌الدین ضربان: «ضرب متخصص بالعلم المتقن والعمل المحکم فیقال لهم آل النبي وأمته. وضرب یختصون بالعلم علی سبیل التقلید فقط یقال لهم أمة محمد (ص)» وهو یشیر أیضاً في هذا الباب إلی حدیث للامام الصادق (ع) (مفردات، 30-31).

والاتجاهَ العام للشیعة هو أن «آل محمد» و «آل النبي» و «العترة» أي أولاد الامام علي (ع) والسیدة فاطمة (ع) بمعنی واحد. (ظ: أهل البیت؛ وأیضاً الاربلي، 1/42). و یسعی الاربلي للفصل بین مفهوم الآل والأهل والعترة (ص 40). وربما کان هذا هو السبب الذي دفع ریّان بن الصلت القمّي إلی تألیف کتاب جمع فیه أحادیث الامام الرضا (ع) في «الفرق بین الآل والأمة» (الطوسي، 140).

وقد استعملت کل من کلمتي الآل والأهل بالتدریج في مواضع خاصة. ووردت أحادیث مستفیضة في التفریق بین مفاهیم هذین اللفظین. فآل، علی خلاف أهل، لاتضاف إلی الأسماء الجغرافیة: فیقال أهل بغداد و أهل المشرق ولایقال آل بغداد و آل المشرق وغیرهما.

وقد شاع استعمال آل بمعنی «أسرة وأخلاف الرجل الشریف» شیوعاً واسعاً منذ القرن 1ھ/7م. وهي تستعمل الآن أیضاً لأسر الملوک والأمراء. وهذا الترکیب شائع جداً في اللغة الفارسیة حتی ان بعض الأسر الایرانیة العریقة تتمیز بلفظ آل: فـ «آل بویه» أشهر بکثیر من «البویهیین»، ولذا فإن الأسر الایرانیة ترد في دائرة‌المعارف الحاضرة أحیاناً تحت مادة «آل» و أحیاناً تحت الاسم الأصلي. وذلک بالنظر الی الترکیب الأشهر.

المصادر

الاریلي، بهاءالدین أبوالحسن، کشف الغمة، بیروت، دار الکتاب الاسلامي، 1981م؛ دائرة‌المعارف الاسلامیة (الأول والثاني)؛ الراغب الاصفهاني، حسین بن محمد، مفردات، تقـ : محمدسیدالگیلاني، مصر، مصطفی البابي الحلبي، 1381هـ؛ الطوسي، محمدبن الحسن، الفهرست، تقـ : محمود رامیار، دانشگاه مشهد، 1351ش؛ لسان العرب؛ وأیضاً:

Cohen, David, Dictionnaire desracines Semi tiques, Paris, 1970, Sous, ‘wl, ‘hl, ‘yI; Lane E. William, An Arabic – English Lexicon, under «اول»

آذرتاش آذرنوش