آق مسجد (سمفروپُل)، مدینة وقاعدة إداریة لمقاطعة القریم في جمهوریة أوکرانیا السوڤیتیة الاشتراکیة، تقع علی ضفة نهر سالگیر علی بعد 64 کم إلی الشمال الشرقي من منیاء سیڤا ستوپل. یبلغ عدد سکانها 000/249 نسمة (إحصاء 1390/1970)، وتقع علی خط الطول   و 3َ شرقاً و علی دائرة العرض   و 58َ شمالاً. وسکانها من الأتراک والروس والتتر. وآق مسجد (تلفظ محلیاً «آق مچت») تعني «المسجد الأبیض». وتسمی أحیاناً «سلطان‌سرا» بسبب إقامة ولي عهد الخانات التتر فیها. و تقع المدینة في سهل رسوبي یرویه نهر سالگیر.

تاریخها

بنی خانات القریم التتر المسلمون مدینة آق مسجد في القرن 9ھ/15م في موضع الحصن المسمی کرمنچیک، وکان قصر ولي عهدهم کالغي یقع في ضواحي المدینة، کما کان یوجد هناک مسجد باسم منگیلي گیراي. وتعود الأهمیة التاریخیة لـ آق مسجد الی آثار مدینة نئاپلیس القدیمة التي کانت قاعدة دولة الأسکیتیین؛ وقد بنی أحد ملوک الأسکیتیین المدعو أسکیلو روس قلعتها القدیمة (نئاپلیس) لصد الهجمات المحتملة للأقوام المتوحشة. وقد أحرق الروس هذه المدینة في 1149ھ/1736م بعد احتلالها، وشیدوا المدینة الجدیدة سمفروپُل في 1199ھ/1784م الی جوار خرائب آق مسجد التي کانت قاعدة للمهاجرین التتر، بعد إلحاق منطقة القریم ببلادهم. غیر أن الأتراک المقیمین في المدینة کانوا یرفضون الاسم الجدید. ثم اختیرت المدینة بعد فترة قصیرة لتکون قاعدة لناحیة تاڤریدا، وخضعت في ربیع الثاني 1336/ کانون الثاني 1918 لسیطرة الثوار الروس. وکانت في الفترة مابین 1340-1365/1921-1945 عاصمة لجمهوریة القریم الاشتراکیة. وخلال الحرب العالمیة الثانیة خضعت المدینة لاحتلال القوات الألمانیة النازیة لفترة قصیرة، ابتداء من الثالث من ذي‌القعدة 1362/ الأول من تشرین الثاني 1943 وحتی التاسع عشر من ربیع الثاني 1363/ الثالث عشر من نیسان 1944.

الوضع الحالي

أعیدت الحیاة مرة أخری الی المدینة بعد الحرب العالمیة الثانیة کما جدّد الاهتمام بصناعتها وتطویرها و تحولت الی مرکز رئیس للصناعة واکتسبت أهمیة تجاریة نتیجة اتصالها بشبکة خطوط السکک الحدید العامة في الاتحاد السوڤیتي (وکانت سکک حدید سڤاستوپُل تمرّ منها قبل 1291ھ/1874م). وعرفت سمفروپُل بمختلف الصناعات الغذائیة والکیمیاویة الخفیفة والثقیلة. وتنتج فیها المکائن والآلات الکهربائیة والزراعیة وأجهزة التلفزة وقطع الغیار وأنواع المواد الغذائیة کالریوت والمعلبات واللحوم والألبان و أنواع الملابس والأقمشة والمصنوعات الجلدیة والأحذیة. ومحاصیلها الزراعیة هي التبغ والتنباک و القطن والکروم. وفي المدینة ثلاث مؤسسات للتعلیم العالي منها جامعة سمفروپُل؛ وفیها تسع مدارس ثانویة فنیة في مجال السکک الحدیدیة والشاحنات و تصنیع المواد الغذائیة و عرضها. وفیها مطار و محطة قطار و طرق عامة واسعة. وقد شید فیها بعد الحرب العالمیة الثانیة مرکز للخدمات الاجتماعیة ومتنزّه ومجمعات سکنیة حدیثة. وتوجد في المدینة الآن خزانات لمیاه الشرب ومصنع حکومي لتولید الطاقة الکهربائیة باسم منطقة کهرباء لینین (في ضواحیها) وصالة للموسیقی ومسرح شعبي و آخر للعرائس ومتحف للفنون وآخر للفلوکلور ومعهد إعداد المعلمین و عدد من المؤسسات الطبیة والزراعیة والمختبرات. وتعتبر سمفروپُل إحدی المراکز السیاحیة في شبه جزیرة القریم لقربها من البحر الأسود حیث یربطها الترامواي بالساحل الجنوبي لشبه الجزیرة.

المصادر

آریانا؛ آمریکانا؛ بریتانیکا؛ دائرة‌المعارف الاسلامیة؛ دائرة‌المعارف السوڤیتیة الکبری؛ دانشنامه ایران و اسلام؛ قاموس الأعلام (بالترکیة).

حسین قره چانلو