الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آق سنقر /

فهرس الموضوعات

آق سنقر

آق سنقر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/17 ۲۲:۵۱:۰۴ تاریخ تألیف المقالة

آق سنقر، قسیم‌الدولة، جد العائلة الزنگیة والأتابکیة الموصلیة وأحد الأمراء الکبار في عهد جلال‌الدین ملکشاه السلجوقي، ووالیه علی حلب من 479ھ/1086م وما بعدها. وهو من أصل ترکي و من «الممالیک». و یذکر ابن العدیم في بغیة الطلب (هامش زبدة الحلب، 2/103) أن اسم أبیه «آل ترغان» من قبیلة «ساب یو». و یذکر ابن خلکان أنه «عبدالله» (ص 241). ویستبعد أن یکون هذا السمه الأصلي، و ذلک لأن الأتراک کانوا یسمّون بأسماء ترکیة في قبائلهم و مواطنهم الأصلیة ولکن بعد مجیئهم الی البلاد الاسلامیة ونشأتهم فیها صاروا یتسمون بأسماء إسلامیة لسهولة التلفظ بها و لأهداف أخری. ولم یتطرق ابن الأثیر في کتاب الباهر الی الحدیث عن العائلة الأتابکیة الموصلیة و ترجمة حیاة قسیم‌الدولة و کونه مملوکاً، و إنما اعتبره من أصحاب وأتراب جلال‌الدین ملکشاه السلجوقي، ذلک أنهما نشأا سویّاً. ویبدو أن ابن الأثیر أورد ذلک احتراماً لهذه العائلة في حین أنه ذکر في الکامل (أحداث 480ھ/1087م) بصراحة کونه مملوکاً لـ «ملکشاه». وورد في زبدة الحلب (2/103) أن البعض یعتبرونه «مملوکاً» والبعض الآخر «لصیقاً» وأن اسم أبیه «النعمان». ویقال إن «النعمان» تصحیف لـ «آل ترغان» المذکور في بغیة الطلب. و «اللصیق» یعني «الدعي» أي الذي ینسب نفسه إلی شخصٍ آخر أو عائلة معیّنة. و یظهر أن الاختلاف في کونه «مملوکاً» أو «لصیقاً» یعود إلی فترة تولّي عائلته الحکم وأن المؤرخین کابن الأثیر و غیره لم یحبّذوا التصریح بهذا الموضوع. وجاء في الکامل (أحداث 480ھ/م1087) وفي زبدة الحلب (2/105) أن آق سنقر کان زوجاً لخاتون مرضعة ملکشاه. و یذکر المصدر الأخیر أن هذه المرضعة قتلت إثر مزاح بسکین کانت في ید آق سنقر، عن غیر عمد. وذکر ابن الأثیر أن وفاتها کان في 484ھ/1091م. ویشیر في (الباهر) أن قسیم‌الدولة کان مقرباً جداً الی ملکشاه فکان یقف الی یمین العرش (في المراسم الرسمیة)، ولم یکن أحد یتقدم علیه وبقي هذا المقام محفوظاً من بعده لأولاده أیام الملوک الذین خلفوا ملکشاه. ولایعرف بالضبط متی منح لقب قسیم‌الدولة، غیر أن هذا اللقب یشی الی أهمیة آق سنقر کما یستنتج من معناه الذي أوضحه ابن الأثیر.

وأول ذکر لقسیم‌الدولة کان في 477ھ/1084م، حیث عیّنه ملکشاه عمیدالدولة ابن فخر‌الدولة ابن جُهیر وزیر الخلیفة قائداً لجیشه لانتزاع الموصل من ید شرف‌الدولة مسلم بن قریش العُقَیلي (الباهر، 5). واستطاع ملکشاه في 479ھ/1086م، کما جاء تفصیل ذلک في الکتب التاریخیة، السیطرة علی حلب و تعیین قسیم‌الدولة والیاً علیها ووضع تحت تصرفه أربعة آلاف خیال (ابن العدیم، 2/103). ویقول ابن الأثیر أن هذا الموضوع تم بناء علی اقتراح نظام الملک الذي کان یهدف الی أن یمنَّ علی قسیم‌الدولة أولاً وأن یبعده عن السلطان ثانیاً.

وقد أحسن آق سنقر السیرة في حلب ونشر الأمن والاستقرار فیها وقضی علی للصوص و قطاع الطرق، وأصبحت حلب في أیامه مرکزاً تجاریاً یتوافد علیها التجار من کل مکان (ـــــ، 2/104).

ویذکر ابن العدیم في الزبدة (2/105) أن قسیم‌الدولة توجّه لمحاربة نصربن علي بن مُنقذ الکناني في شَیزَر ثم عاد الی حلب بعد قتال انتهی بعقد صلح بینهما (ابن الأثیر، أحداث 481ھ/1088م). وفي 482ھ/1089م انتزع آق سنقر قلعة برزویه من أیدي الأرمن. ثم أمر ملکشاه أخاه تاج‌الدولة تُتُش و آق سنقر و «یاغي سیان» و «بوزان» أن یخلّصوا حمص من صاحبها خلف بن مُلاعب و کان الضرربه و بأولاده عظیماً علی المسلمین، فاستولوا علیها و ملکها ملکشاه لأخیه تاج‌‌الدوله تُتُش، و بعد ذلک استطاع آق سنقر احتلال أفامیة وسلّمها إلی نصر بن منقذ:

واعتبر ابن الأثیر فتح مصر وأفامیة جزءاً من خطة واسعة کانت تخامر ملکشاه، هدفها السیطرظ علی سواحل بلاد الشام و انتزاعها من أیدي ولاة الخلیفة الفاطمي المستنصر بالله، وفتح مصر. ولکن فشلت الخطة بعد فتححمص وأفامیة في 485ھ/1092م عند فرض الحصار علی طرابلس الشام، فقد خدع جلال الملک ابن عمار والي طرابلس وزیر آق سنقر زرین کمر [ذا الحزام الذهبي] فرشاه بمبلغ 30000 دینار وتحفاً بمثلها لیقنع ابن عمار آق سنقر برفع الحصار عن المدینة. وذلک بأن یظره أوامر من ملکشاه تقضي بتعیینه والیاً علی طرابلس، فقال آق سنقر لتاج‌الدولة تُتُش: لاأقاتل من هذه الأوامر بیده. وأجابه تُتُش: أولست تحت إمرتي؟ فقال آق سنقر أنا أتابعک إلا في معصیة السلطان؛ ورحل من الغد عن موضعه فاضطر کل من تاج‌الدولة و «بوزان» الی فک الحصار عن طرابلس و بذلک لم تنفذ تلک الخطة.

وکان ملکشاه قد قدم تانیة الی بغداد في 484ھ/1091م، فذهب کل من آق سنقر و تُتُش و أمراء النواحي والأطراف الی بغداد لزیارته، واشترکوا في احتقالات عظیمة أقامها ملکشاه في بغداد. و کان آق سنقر في هذه السفرة یرتدي زیّاً فریداً جمیلاً. وقد استحسن ملکشاه عمله هذا و أمره ثانیة بالرجوع الی حلب.

وبعد وفاة ملکشاه في 485ھ/1092م ادعی تاج‌الدولة تتش في دمشق السلطنة و توجّه الی حلب للاستیلاء علیها. و کان الصراع مایزال محتدما بین أولاد وأخلاف ملکشاه، فرأی آق سنقر أن یقدّم الطاعة لتُتُش لعدم قدرته علی محاربته و حمل کلاً من «بوزان» و «یاغي سیان» علی إطاعته أیضاً. وبعد أن احتل تتش نصیبین والموصل توجه الی دیاربکر وأذربیجان و هناک واجه بَرکِبارُق ابن ملکشاه. وکان آق سنقر مصاحباً لتتش في سفرته الی الموصل و أذربیجان. وعندما نشبت الحرب بین تتش و برکیارق، خاطب آق سنقر بوزان قائلاً: کنا نطیع تتش حتی نری مایکون من أولاد صاحبنا ملکشاه. والآن وقد صار برکیارق بن ملکشاه ملکاً فان الحکمة والرجولة یقتضیان منا الوقوف الی جانبه. وبهذا فقد فارق آق سنقر و بوزان تاج‌الدولة والتحقا بـ برکیارق، واضطر تاج‌الدولة للرجوع الی الشام. وقد أغرت ترکان خاتون أرملة ملکشاه، اسماعیل بن یاقوتي بن داود السلجوقي الذي کان ابن عم ملکشاه و خال برکیارق باعلان الحرب علی برکیارق ولکنه انهزم و طلب من اخته زبیدة خاتون أم برکیارق أن تسمح له بالتوجّه إلیها. فسمحت له، واعترف اسماعیل خلال خلوة جمعته بـ «آق سنقر» و «بوزان» و «گُمُشستگین» بأن هدفه قتل برکیارق واعتلاء عرش السلطنة. فقام آق سنقر مع الأمراء الآخرین بقتل اسماعیل (ابن اثیر، أحداث 486ھ/1093م).

وبعد ذلک أرسل برکیارق، کلاً من آق سنقر و بوزان الی الشام لیحولا دون قیام تاج‌الدولة تتش بمهاجمة بلاد برکیارق. وتوجّه تنش علی رأس جیش لاحتلال حلب التي کانت في ید آق سنقر، ودارت رحی الحرب علی بعد ستة فراسخ من حلب الی جانب نهر «سبعین» فانهزم جیش آق سنقر و ثبت قسیم‌الدولة وأخذا أسیراً. وأحضر عند تتش فقال له: لو ظفرت بي ما کنت صنعت؟ قال: کنت أقتلک، فقال تتش: و «أنا أیضا أقتلک»؛ وقتله صبراً (جمادی الأولی 487/ أیار 1094؛ الباهر، ص 15). ولم یخلف إلّا ولداً واحداً وهو عمادالدین الزنگي (ظ: آل زنگي) کان عمره حین مقتل أبیه 10 سنوات.

ویری المؤرخون کما ذکرنا سابقاً أن آق سنقر کان أمیراً عادلاً، حسن السیرة والسلوک والسیاسة، وقد عمل علی استتباب العدل والأمن ورخّص الأسعار في الأرض التي کان یحکمها، وکان السیّارة اذا بلغوا قریة من بلاده ألقوا رحالهم و ناموا براحة بال؛ وإذا سرق منهم شيء أونهبت أموالهم غرم أهل القریة جمیع مایؤخذ من الأموال. ومن آثار عهده منارة مسجد جامع حلب (للاطلاع علی التفاصیل ظ: الأعلاق الخطیرة، 1/33 ومابعدها).

 

المصادر

ابن الأثیر، عزالدین، التاریخ الباهر، تقـ : عبدالقادر أحمد طلیمات، القاهرة، دارالکتب، 1382/1963م؛ م.ن، الکامل، بیروت، دار صادر، 1966م، 10/161-163؛ ابن خلکان أحمد بن محمد، وفیات الأعیان، تقـ : إحسان عباس، أو فسیت قم، ج 1، 1364 ش؛ ابن دواداري، عبدالله بن أیبک، کنز الدرر وجامع الغرر، تقـ :  هانس روبرت رویمر، بیروت، 1960، 6/481؛ ابن شدّاد، محمدبن علي، الأعلاق الخطیرة في ذکر أمراء الشام والجزیرة، تقـ : یحیي عبارة، دمشق، وزارة الثقافة، 1978م؛ ابن العدیم، عمر بن أحمد، زبدة الحلب من تاریخ حلب، تقـ : سامي الدهان، دمشق، 1954م، 2/103-104؛ م.ن، بُغیة الطلب في تاریخ حلب (هامش الزبدة)؛ ابن القلانسي، أبویَعلی حمزة، مادة تاریخ دمشق، تقـ : آمدروز، بیروت، مطبعة الآباء الیسوعیین، 1908م، ص 119، 126، 130؛ صدرالدین الحسیني، علي بن أبي الفوارس، أخبارالدولة السلجوقیة، تقـ : محمد إقبال، لاهور، جامعة البنجاب، 1933م، ص 76، 78، 79.

عباس زریاب

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: