الآقسرائي، الخواجة کریم‌الدین محمود بن محمد (تـ أواسط 723 و 733ھ/1323 و 1333م)، مؤرخ و کاتب في الدیوان و أحد رجال‌الدولة في عهد سلاجقة الروم في القرن 7 و 8ھ/13 و 14م. ولاتتوفر معلومات وافیة عن نسبه و مسقط رأسه و تاریخ وفاته و کذلک المناصب التي تولّاها عندالسلاجقة وقد توصل عثمان توران الی بعض المعلومات من خلال تصحیحه و دراسته لأثر الآقسرائي الوحید؛ مسامرة الأخبار و مسایرة الأخیار؛ فقال في المقدمة یبدو من اسم الآقسرائي أنه ینتسب الی أسرة من آقسرا (ناحیة)، وقد ذکر الآقسرائي في بدایة الفصل الرابع من کتابه عند سرده للحوادث التي وقعت بعد وفاة غیاث‌الدین کیخسرو الثاني (تـ 644ھ/1246م)، أنه کان موظفاً في دیوان سلاجقة الروم و یبلغ من العمر آنذاک 20 أو 25 سنة. و علی هذا یمکن القول بأنه ولد في النصف الأول من القرن 7ھ/13م، و من جهة أخری، فان الوقائع التي ذکرها في مسامرظ الأخبار، تدل علی أنه قضی في خدمة السلاجقة 47 سنة من حیاته علی أقل تقدیر (675-723ھ/1276-1323م). کما أن تاریخ تألیف مسامرة الأخبار في 723ھ/1276-1323ھ). کما أن تاریخ تألیف مسامرة الأخبار في 723ھ/1323م، وما کتبه القاضي أحمد النقده‌اي، یؤکدان علی أن الآقسرائي لم یکن علی قید الحیاة في 733ھ/1333م (الآقسرائي، مقدمة المصحح، 33) و علیهذا فمن البدیهي أنه توفّي مابین سنتي 723، 733ھ/1323 و 1333م.

وقد عاصر الآقسرائي الاضطرابات التي حدثت ضد الایلخانیین الروم، منها تمرد أوغلو الخطیر في 675ھ/1276م، ورغم أن الآقسرائي خدم مکرهاً في دیوان أوغلو مدة، إلّا أنه استطعاع أن ینجو بنفسه من تلک الأحداث؛  منها أیضاً تمرّد القرامانیین و البالتو علی غاران‌خان في 696ھ/1297م. و کان مجیرالدین شاه، الوحید من بین الأمراء الذي قدّم له الآقسرائي دائماً خدمات مهمة. و کان غیاث‌الدین مسعود السلجوقي (حکم: 681-702ھ/1282-1303م) قدعیّن هذا الأمیر نائباً للسلطنة وحظي باهتمام الایلخانیین. وقد لازمه کریم‌الدین الآقسرائي مدة تولیه ذلک المنصب، وأشار في کتابه الی ما عاناه من مصاعب و مصائب في تلک الفترة (مسامرة الأخبار، 209). وتولی الآقسرائي بعد وفاة مجیرالدین (701ھ/1302م) إدارة أوقاف السلاجقة لبضع سنوات، ثم عین حاکماً علی الآقسراي، و کان ثریّاً، یملک «قلعة سالمة» (ن. م، ص 306)، وله باع في النثر الدیواني و نظم بالفارسیة کما یلاحظ في کتابه مسامرة الأخبار.

وکما أضرنا آنفاً فان کتابه مسامرة الأخبار و مسایرة الأخیار هو أثره الوحید وقد کتبه باسم الأمیر تیمورتاش نویان الچوپاني (تـ 728ھ/1328م) حاکم آسیا الصغری إبان عهد السلطان أبي سعید بهادر (716-736ھ/1316-1336م)، و کما أورد في مقدمة الکتاب فقد قسم کتابه الی أربعة أصول کي یتناول فیه طبیعة التواریخ و کیفیتها و فوائدها و تاریخ الاسلام من هجرة النبي (ص) الی سقوط العباسیین و حکم السلاجقة وسلاطین المغول و ملوک الروم، وأمراء و رجال عهده، والحوادث التي عاصرها أثناء تولّیه المناصب الدیوانیة، إلّا أن مایتوفر لدینا الآن – وربّما وفّق المؤلف في إتمامه – یضم حوادث العصر السلجوفي منذ بدایة تأسیس‌الدولة السلجوقیة و ذکر سلاجقة ایران و الروم والحوادث التي مرّت علی تلک السلالة حتی انتصار المغول، و من میّزات هذا الکتاب ذکر التواریخ المشهورة التي أوردها المؤلف حول الحوادث المهمة، و تاریخ و فیات‌الأعیان (صفا، 3/1255- 1256) و یری بعض أصحاب الرأي أن کتابي مسامرة الأخبار و تاریخ ابن بي بي (الأوامر العلائیة) هي أهم ما أرخ عن السلاجقة، وقد طبع کتاب مسامرة الأخبار بتصحیح عثمان توران مع مقدمة علمیة باللغة الترکیة الحدیثة في أنقرة سنة 1943 م.

المصادر

آقسرایي، کریم، مسامرة الأخبار و مسایرة الأخیار، تقـ : عثمان توران، آنکارا، 1943م، (مخـ)؛ صفا، ذبیح‌‌الله، تاریخ أدبیات در ایران، طهران، فردوسي، 1363ش؛ مشار، خانبابا، فهرست چاپي فارسي، 4/4745-4746؛ منزوي، فهرست خطي فارسي، 6/4246.

جعفر شعار