آغانجفي القوچاني، السیدمحمدحسن بن السیدمحمد النجفي (1295-1363ھ/1878-1944م)، فقیه و فیلسوف و أدیب. ولد الآغا نجفي في قریة خسرویة من توابع قوچان، وکان والده محمد الذي یعمل بالزراعة في خسرویة یبدي رغبة شدیدة في تعلیم ابنه. فعهد به إلی الکّتاب حیث درس الکتب الفارسیة المعهودة وأجزاء من القرآن الکریم و شیئاً من الترسل و النصاب (نصاب الصبیان) و حساب الجمل والأعداد الهندسیة، ولکنه لم یبد رغبة في متابعة الدراسة بالرغم من إصرار والده الذي لم یکن متعلّماً، فغادر خسرویة متوجهاً إلی مدینة قوچان و هو في الثالثة عشرة من عمره. و بعد أن درس فیها ثلاث سنوات توجه راجلاً إلی مشهد عن طریق سبزوار و نیشابور و هناک درس الآداب و السطح (المبادئ الأولیة) الی القوانین في مدرسة «دُودَرب». وفي 1313ھ/1895م توجه راجلاً مع أحد زملائه في الدراسة إلی یزد عن طریق صحراء النفوذ و طبس و هو في العشرین من عمره، ومنها إلی أصفهان و أقام في مسجد عَربون. وقد درس في أصفهان المنظومة للحاج الملاهادي السبزواري علی الآخوند الکاشي والرسائل علی الشیخ عبدالکریم الگزي و الفلسفة والکلام علی میرزا جهانگیرخان القشقائي. وکان حضر أحیاناً دروس الفقه و الخارج عند الآغا نجفي الأصفهاني. لقد کابد الآغانجفي القوچاني مصاعب جمّة خلال فترة دراسته في أصفهان حتی کان یضطر أحیاناً إلی بیع کتبه بثمن بخس للحصول علی لقمة العیش. وبعد أربع سنوات من الاقامة في أصفهان توجه إلی العراق و یمّم وجهه راجلا نحو النجف، فوصل إلیها و هو في الثالثة والعشرین من عمره، و أقام في غرفة مهجورة في إحدی المدارس. و في النجف حضر دروس الآخوند الملامحمدکاظم الخراساني، فقرر البقاء فیها لمتابعة دراسته. وقد بلغ حبه و علاقته بالآخوند الملامحمدکاظم الخراساني حداً دفعاه أثناءالحرکة الدستوریة و انتفاضة الآخوند و علماء النجف إلی أن یصبح من أنصار الحرکة الدستوریة و أن یورد حقائق عن حرکة رجال‌الدین في کتاب سیاحت شرق (سیاحة في الشرق). وفي الثلاثین من عمره نال درجة الاجتهاد. و کان شیخ الشریعة الاصفهاني و محمدباقر الاصطهباناتي من أساتذته أیضاً. و في الأیام الأخیرة من إقامته في النجف علم بوفاة والده في قوچان واضطر بعد عشرین عاماً من الاقامة في هذه المدینة إلی العودة في 1338ھ/1920م إلی ایران، و توجه إلی مشهد للزیارة. و بعد أن مکث فیها مدة قصیرة، غادرها إلی قوچان بدعوة من أهلها و أقام فیها دون أن یبرحها. وقد أمضی أکثر من خمس و عشرین عاماً أخری من حیاته في مقام الفقاهةو القضاء الشرعي في قوچان علاوة علی إدارته لحوزة العلوم‌الدینیة. توفي الآغا نجفي القوچاني في قوچان لیلة الجمعة في 26 ربیع الثاني عام 1363/20 أیار 1944 و هو في الـ 68 من عمره ودفن في حسینیته، و ضریحه الآن مزار لأهل قوچان.

آثاره

1. شرح دعاي صباح (شرح دعاء الصباح)، مخطوط، وقدترجم دعاء الصباح المنسوب إلی الامام علي (ع) إلی الفارسیة و شرحه. وانتهت کتابة هذا الأثر في 1327/1909؛ 2. عذر بدتر از گناه (عذر أقبح من ذنب) عن الحرکة الدستوریة في ایران، إنشاء هذه الرسالة مزیج من النثر العربي و الفارسي، و تعود کتابتها إلی 1328/1910؛ 3. سیاحت شرق، (سیاحة في الشرق)، من مؤلفات الآغا نجفي الهامّة، و تدور حول مکاره الحیاة منذ نعومة أظفاره و مراحل دراسته في مدن قوچان و مشهد و أصفهان و کیفیة دخوله إلی النجف الأشرف و دراساته النهائیة حتی نیله درجة الاجتهاد. وقد أورد في هذا الکتاب شرحاً للبحوث و العلوم الاسلامیة بأسلوب بسیط معتمداً علی الآیات والروایات و ذلک في معرض حدیثه عن مکابدة الحیاة و المصاعب التي کانت تواجهه أثناء دراسته. و لمّا کان الآغا نجفيِ القوچاني نفسه في النجف أوائل الحرکة الدستوریة فقد تحدّت بالتفصیل عن الوقائع التاریخیة  تأثیر الحرکة الدستوریة في العراق سیّما في النجف. کما بلاحظ في هذا الکتاب أیضاً قضایا التربیة و التعلیم و تزکیة النفس. وقد أُلف هذا الکتاب في 1347ھ/1928م، و تمّ طبعه في طهران عام 1983م؛ 4. سیاحت غرب (سیاحة في الغرب) في کیفیة عالم البرزخ و سیرالأرواح بعدالموت، مخطوط، أتم تألیفه في 1352ھ/1933م؛ 5. شرح و ترجمة رسالة النفّاحیة لأرسطو تتتحقیق بابا أفضل الکاشاني، مخطوطة، ألّفت في 1354ھ/1935م؛ 6. سفري کوتاه به آبادیهاي قوچان (رحلة قصیرة إلی قری قوچان)، و تدور حول النظر في الأمور الشرعیة في عدد من أریاف قوچان و تحدّث خلالها عن الأوضاع الاجتماعیة لقرویین و معتقداتهم؛ 7. إثبات رجعت (إثبات الرجعة)، مخطوط، بالعربیة والفارسیة، تم تألیفه في 1942م؛ 8. حیوة الاسلام في أحوال آیة اللَّه الملک العلّام، مخطوط، في ترجمة الآخوند الملا محمدکاظم الخراساني؛ وله کتب أخری أیضاً.

المصادر

آقانجفي، محمدحسن، سیاحت شرق، تقـ : رمضانعلي شاکري، طهران، أمیرکبیر، 1362 ش، (مخـ)؛ ایرانیکا؛ حائري، عبدالهادي، تشیّع و مشروطیت در ایران، طهران، أمیرکبیر، 1360ش، ص 117، 118، 149؛ شاکري، رمضانعلي، جغرافیاي تاریخي قوچان، فرهنگ وهنر خراسان، 1346ش، ص 138-144؛ شریف رازي، محمد، گنجینۀ دانشمندان، قم، پیروز، 1354ش، ص 220، 221؛ کفایي، عبدالحسین، مرگي در نور (زندگاني آخوند خراساني) [حیاة الأخوند الخراساني)، مشهد، زوّار، 1359ش، ص 44، 45، 102-106، 122، 123، 185-186، 283-269-271.

رمضان علي‌شاکري