آغابزرگ الطهراني، محمدمحسن بن علي بن محمدرضا بن محسن علي‌أکبر (11 ربیع الأول 1293-13 ذي‌الحجة 1389/7 نیسان 1876-20 شباط 1969)، فقیه إمامي و خبیر بالکتب. ولد في طهران و کان والده وجده من رجال‌الدین في هذهالمدینة و کان جده الأکبر الحاج محسن تاجراً وقد أسس بمساعدة منوچهرخان معتمدالدولة الگرجي أول مطبعة في ایران.

تلقی آغابزرگ علومه الأولیة في مدرسة دانگي و مدرسة پامنار ثم تابعها في المدرسة الفخریة (المروي). وأخذ العلوم العربیة عن الشیخ محمدحسین الخراساني والشیخ محمدباقر معزالدولة. واستقی المنطق من میرزا محمد القمي. و تلقی سطوح الأصول من السید عبدالکریم المدرسي والسید محمدتقي التُنکابُني والشیخ محمدتقي النهاوندي، وتعلم سطوح الفقه علی میرزامحمدتقي الجرجاني والشیخ علي نور الایلکائي، و مبادئ الریاضیات علی میرزاابراهیم الزنجاني، کما عکف علی دراسة کتب تواریخ الأدب ورجال الحدیث.

وفي 10 جمادي الثانیة 1315/6 تشرین الثاني 1897 توجه الی النجف لمتابعة دراسته، فدرس العلوم في هذه المدینة منذ ذلک التاریخ و حتی عام 1329ھ/1910م عند الحاج میرزا حسین النوري والشیخ محمدنجف والسید مرتضی الکشمیري والحاج میرزا حسین میرزا خلیل والآخوند ملامحمدکاظم الخراساني والسید أحمد الحائري الطهراني و میرزاعلي الچهاردهي والسیدمحمدکاظم الیزدي و شیخ الشریعة الأصفهاني.

وفي 1329ھ/ 1911م رحل إلی الکاظمیة حیث بدأ بالتحقیق والبحث لتألیف أکبر دائرة معارف في کتب الشیعة هي الذریعة إلی تصانیف الشیعة. وبعد فترة توجه إلی سامراء وحضر ضمن متابعة عمله دروس میرزا محمدتقي الشیرازي. وفي 1335ھ/1917م عاد إلی الکاظمیة، وبقي فیها سنتین ثم ذهب ثانیة إلی سامراء. وعاد في 1354ھ/1935م إلی النجف لطبع کتابه الذریعة، فأسس مطبعة باسم مطبعة السعادة، إلا أن الحکومة العراقیة حالت دون عمله باختلاق حجج مختلفة. فأتمّ الشیخ طبع المجلد الأول من الذریعة في مطبعة الغَرِي. غیر أن نشره تأخر أیضاً ستة أشهر بسبب ممعارضة الحکومة العراقیة.

قام آغابزرگ برحلات طویلة لتألیف و إتمام دائرة‌المعارف هذه، فزار أکثر المکتبات العامة في العراق و ایران و سوریة وفلسطین و مصر والحجاز. وکثیراً من المکتبات الخاصة، وعکف علی دراسة کتبها. حیث قام بنفسه بالتحقیق والبحث في 62 مکتبة. کما طالع فهارس الکثیر من المکتبات الأخری.

لقد کان تألیف دائرة معارف کالذریعة حلم الکثیرین من علماء الشیعة، وکان الشعور بالحاجة إلی وضع فهرس لآثار کتّاب الشیعة یراودهم منذ مدة طویلة. ذلک أن آثار کبار الشیعة لم تکن تلقی الاهتمام في الفهارس المشابهة من آثار العلماءا لمسلمین التي کان یدونها محقق و المذاهب الأخری؛ حتی ظهر کتاب تاریخ آداب اللغة العربیة لجُرجي زیدان الأدیب المسیحي العربي فاستهان فیه یدور الشیعة في بناء الثقافة الاسلامیة واعتبره غیر ذي أثر یذکر، مما آثار حفیظة الشیعة. فاجتمع عدد منهم واتفقوا علی أن یقوم ثلاثة منهم بترجمة علماء هذه الطائفة والتحدث عن آثارهم ودحض ادعاء جرجي زیدان الباطل. فتقرر أن یعهد للسید حسن الصدر ببیان دور الشیعة في العلوم الاسلامیة. فعکف علی هذا العمل و نشر ما وجده في کتاب تأسیس الشیعة الکرام لفنون الاسلام. کما عهد الی الشیخ محمدحسین کاشف‌الغطاء للکشف عن الأخطاء في کتاب جرجي زیدان ورلّاته، فبدأ بتألیف المراجعات الریحانیة والنقود والردود. وأخذ آغابزرگ علی عاتقه تألیف الذریعة، وکان السیدحسن الصدر قد عکف علی هذا العمل فجمع أسماء کبار الشیعة في مجموعة تحت عنوان وفیات الأعلام من الشیعة الکرام، لم ینشر منه سوی جزء صغیر یتعلق بالقرون الثلاثة الأولی من تاریخ الاسلام، و تابع آغابزرگ عمله، وبدأ بتدوین موسوعة کبری تضم تراجم علماء الشیعة منذ القرن 4-14ھ/10-20م وانتخب لهذه المجموعة في البدء عنواناً عاماً هو وفیات الأعلام بعد غیبة الامام. ولما رأی أن المصلحة تقضي بذکر أسماء العلماء الأحیاء في المجلدات المتعلقة بالقرن 14ھ/20م بدل اسمه بـ طبقات أعلام الشیعة. وقد أجاز آغابزرگ في روایة الحدیث عدد کبیر من محدثي المذاهب المختلفة منهم حسین النوري والسید محمدعلي الشاه عبدالعظیمي والشِیخ علي الخاقاني والشیخ محمدصالح آل طعان البحراني والشیخ موسی الکرمانشاهي والسید أبوتراب الخوانساري والشیخ علي کاشف‌الغطاءوالسِیدحسن الصدر والشیخ محمدعلي الأزهري المالکي (شیخ المدرسین في المسجد الحرام) والشیخ عبدالوهاب الشافي (إمام الجماعة في المسجد الحرام) والشیخ ابراهیم بن أحمد الأحمدي (من فقهاء المدینة) والشیخ عبدالقادر الطرابلسي (مدرس في الحرم الشریف) والشیخ عبدالرحمن علیش الحنفي (مدرس في الأزهر). ومن کبار الذین حصلوا علی إجازة للروایة عنه؛ الحاج آغاحسین البروجردي وعبدالحسین شرف‌الدین العاملي والشیخ عبدالحسین الأمیني والسید عبدالهادي الشیرازي والشیخ محمدرضا آل‌یاسین والشیخ محمدحسن المظفر والسید هبة‌الدین الشهرستاني و میرزا محمدعلي الأردوبادي والسیدمحمدحسین الطباطبائي والسیدمحمدصادق بحرالعلوم والسید شهاب‌الدین المرعشي. وقد تزوج آغابزرگ مرتین ورزق بخمسة أولاد و أربعبنات و توفط بالنجف الأشرف بعد مرض طویل و دفن في مکتبته التي وقفها لاستفادة العلماء والطلاب کا جاء ‌ي وصیته.

أهم آثاره

1. الرریعة إلی تصانیف الشیعة، وهو في 26 مجلداً، الجزء التاسع منه 4 مجلدات. تم طبعه في النجف و بیروت بین عامي 1357-1397ھ/1938-1977م؛ 2. طبقات أعلام الشیعة، ویتألف من 11 جزءاً مرتبة کمایلي: نوابغ الرواة في رابعة المئات، بیروت، دار الکتاب العربي، 1391ھ/1971م؛ النابس في القرن الخامس، بیروت، دار الکتاب العربي، 1391ھ/1971م؛ الثقات والعیون في سادس القرون، بیروت، دار الکتاب العربي، 1392ھ/1972م؛ الأنوار الساطعة في المائة السابعة، بیروت، دار الکتاب العربي، 1392ھ/1972م؛ الأنوار الساطعة في المائة السابعة، بیروت، دار الکتاب العربي، 1392ھ/1972م؛ الحقائق الراهنة في المائة الثامنة، بیروت، دار الکتاب العربي، 1392ھ/1972م؛ الضیاء اللامع في عباقرة القرن التاسع، جامعة طهران، 1362ش 1983م؛ إحیاء الداثر في مآثر أهل القرن العاشر (تحت الطبع)؛ الروضةالنضرة في تراجم علماء المائة الحادیة عشرة (معد للطبع)؛ الکواکب المنتثرة في القرن الثاني بعد العشرة، (مخطوط)؛ الکرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة، النجف 1373-1377ھ/1954-1957م؛ نقباء البشر في القرن الرابع عشر، النجف، 1373هـ؛ 3. مصفی المقال في مصنفي علم الرجال، طهران، (1337ش) 1958م؛ 4. المشیخة، النجف، 1356ھ/1937م؛ 5. هدیّة الرازي إلی المجدد الشیرازي، کربلاء، 1383/1963؛ 6. النقد اللطیف في نفي التحریف عن القرآن الشریف (مخطوط)؛ 7. توضیح الرشاد في تاریخ حصر الاجتهاد، قم، 401ھ/1981م؛ 8. تفنید قول العوام بقدم الکلام، (مخطوط)؛ 9. ذیل المشیخة، النجف، 1355ھ/1937م؛ 10. ضیاء المفازات في طریق مشایخ الاجازات، (مخطوط)؛ 11. اجازات الراویة والوراثة في القرون الأخیرة الثلاثة، (مخطوط)؛ 12. حیاة الشیخ الطوسي، النجف، 1376ھ/1956م (طبع في مقدمة تفسیر التبیان، بیروت، دار إحیاء التراث العربي)؛ 13. مستدرک کشف الظنون، طهران، مکتبة الاسلامیة و جعفري التبریزي، 1387ھ/1967م.

المصادر

آقابزرگ، تاریخ حَصر الاجتهاد، قم، مطبعة الخیام، 1401 هـ، ص 55-66؛ الذریعة، 1/ المقدمة، 129، 308، 3، 2/70، 428، 3/71، 4/216، 383، 5/8، 7/34، 8/86، 87، 10/26، 27، 51، 11/304، 13/31، 15/127، 128، 130، 146، 202، 18/18، 269، 20/82، 151، 21/4، 5، 130، 24/1، 115، 271، 278، 315، 25/123، 207، 274؛ م.ن، طبقات أعلام الشیعة (القرن الرابع)، بیروت، دار الکتاب العربي، 1971م، المقدمة؛ حکیمي، محمدرضا، شیخ آقابزرگ تهراني، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامي، ص 3-28؛ الخلیلي، جعفر، موسوعة العتبات المقدسة، بغداد، دار التعارف، 1965م، 2/261-262؛ زیدان، جرجي، تاریخ آداب اللغة العربیة، القاهرة، دار الهلال 1957م، 2/384؛ محمدعلي، شیخ الباحثین آغابزرگ الطهراني، النجف 1390 هـ (مخـ)؛ مشار، خانبابا، فهرست چاپي عربي، ص 58، 344، 392، 605، 857؛ منزوي، علینقي، «الذریعة وآقابزرگ تهراني»، آینده، س 6، عد 3-4، 7-8 (خرداد-تیر، مهر – آبان، 1359ش)، ص 247-253، 588-596.

کاظم الموسوي البجنوردي