الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / آسام /

فهرس الموضوعات

آسام

آسام

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/8 ۱۳:۴۲:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

آسام، إحدی مقاطعات جمهوریة الهند، تقع في أقصی شمالها الشرقي، عند سفوح سلسلة جبال هملایا الشرقیة، و بین کل من بورما وبنغلادش. تبلغ مساحتها حوالي 78890کم2 وسکانها حوالي 18200000 نسمة بموجب تقاریر عام 1397ھ/1977م (بریتانیکا، 2/207؛ راج، 7-11). وتحد هذه المقاطعة بوتان و آرونچال پرادش شمالاً، وآرونچال پرادش وناگه لند و مانیپور شرقاً، و میزورام و مگه‌لایا جنوباً، والبنغال الغربیة و تري‌پورا وبنغلادش غرباً. استبدلت عاصمتها شیلونغ في 1392ھ/1972م بدِسپور في ضواحي گاوهاتي. ویعد وادي نهر البراهمابوترا أهم نواحي هذه المقاطعة وأکثرها ازدهاراً، حیث یتمتع بمناخ حار وأمطار موسمیة غزیرة. وکانت هذه المنطقة منذ أزمنة موغلة في القدم موطناً لأقوام مختلفة بسبب طبیعتها الجغرافیة حیث تعرضت بصورة مستمرة لهجرتهم إلیها من الشمال (الصین و بورما والتیبت) ومن الجنوب. وقد أدت هذه الهجرة إلی إیجاد قومیات وثقافات مختلفة. ولهذا تغیّر التنظیم الحکومي والقضائي فیها مرات عدیدة. منذ بدایة استقلال الهند و حتی 1392ھ/1972م، فانفصلت عنها أربع مقاطعات هي مانیپور و مگه‌لایا و ناگه پرادش وتري‌پورا و ناحیتي آرونچال پرادش و میزورام، وتقلّصت مساحتها الحالیة تقلصاً کبیراً عما کانت علیه. فقبل انفصال 1391ھ/1971م هذا کانت آسام الکبری تشغل حوالي 7/7% من مجموع مساحة الهند کما أنها کانت تضم حوالي 6/3% من مجموع السکان (راج، 42-43؛ دائرة‌المعارف السوڤیتیة الکبری).

 

تاریخها

کان یطلق علی هذه المنطقة، التي کانت تضم وادي نهر البراهمابوترا، في العصور القدیمة و حتی القرن 7ھ/13م اسم «کامه روپه». وکانت قاعدتها پراگ جیوتیشه پوره (گاوهاتي الحالیة). وقد أشیر إلی هذه المنطقة وأوضاعها التاریخیة والجغرافیة في کتب الهندوس الأسطوریة القدیمة والتاریخیة کـ سهابهارته و بورانه وهرشه چریته، وفي کتب الرحالة الصینیین (سالتور، 2/665-666، 3/1165-1166؛ لال، 87). وورد اسم هذه المنطقة في کتب المسلمین قبل القرنین 7 و 8ھ/13 و 14م علی شکل قامرون و کامرو و کامرود (کما في آثار أبي الریحان البیروني وطبقات ناصري و منهاج سراج و رحلة ابن بطوطة والکتب الجغرافیة الأخری). وتشاهد أسماء ملوک کامه روپه (پراگ جیوتیشه) في الوثائق التاریخیة منذ القَرن 4م. وکان هؤلاء خاضعین غالباً لسلاطین سلالة گوپتا (بین القرنین 4-8م)، وکان اثنان منهم هما مهابهوته ڤرمن (القرن 6م) وبها سکره ڤرمن (القرن 1ھ/7م) أکثر قوة واستقلالاً في الحکم. وغالباً ما کانت هذه المنطقة تخضع في القرنین، 3 و 4ھ/9 و 10م لسیطرة ملوک أسرة پاله غیر أنها کانت تنعم بالاستقلال أحیاناً، وجاء في لوح حجري یعود إلی القرن 3ھ/9 م اسم مهراجا هذه المنطقة هرجر ڤرمن مقترناً بألقاب تختص بالملوک الکبار المستقلین («تاریخ الشعب الهندي وثقافته»، 3/88-92، 139-141، 4/50، 60، 61). و منذ القرن 4-7ھ/10-13م حکم منطقة کامروپ سلالة من الملوک المحلیین الذین کانوا غالباً یتمتعن بقوة واستقلال کاملین رغم تعرضهم أحیاناً إلی هجمات البنغال و الگُجَرات. أما منطقة سیلهت الواقعة في الجنوب (والتي تقع حالیاً في بنغلادش فکانت تخضع لسلالة أخری من السلاطین المحلیین، وکانت قبیلة کچهاري تسیطر علی الأراضي الشرقیة في القرن 7ھ/13م. وفي أوائل هذا القرن هاجمت إحدی القبائل البورمیة باسم الآهومیین وهي فرغ من الشانیین، الأجزاء الشرقیة من وادي البراهمابوترا، وسیطرت في أواسط ذلک القرن علی الأراضي التي کانت تحت سیطرة قبیلة کچهاري. وکان أول حاکم علی هؤلاء القوم سوکاپها وابنه سوتئوپها اللذین وطّدا نفوذهما علی الأجزاء العلیا من وادي البراهمابوترا والمناطق المجاورة لها، واعتنقا الدیانة الهندوسیة التي کانت سائدة بین أهالي تلک المنطقة وأصبحا من الهندوس المتطرّفین (هستنجز، 2/132). وقد بسط الآهومون سیطرتهم علی هذه الأراضي لفترة 6 قرون و عرفت جمیع المناطق الواقعة حوالي وادي البراهمابوترا باسم هؤلاء القوم «آسام» (بریتانیکا، 2/208). وواجهت سلطنة کامروپ في هذه الفترة دولة المسلمین في البنغال جنوباً ونفوذ الآهومیین و سطوتهم شرقاً؛ وانتهت الاصطدامات التي وقعت مع الآهومیین، في أوائل القرن 8ھ/14م بزواج سوکهانگه‌پها حاکم آهوم من ابنة مهراجا کامتا (کامروپ) و عقد اتفاقیة بین الطرفین («تاریخ الشعب الهندي و ثقا‌ته»، 5/44-45)، غیر أن الحرب استمرت بین المسلمین الذین کانوا یحکمون البنغال. وفي أوائل القرن 7/13 استطاع المسلمون بقیادة محمد بختیار الخلجي، الذي کان أحد قادة قطب‌الدین آیبک (ظ: ن. م)، من السیطرة علی البنغال الشمالیة، ثم بدأوا تریجیاً بتوسیع نطاق نفوذهم والسیرة علی جمیع أجزاء البنغال و علی منطقة کامروپ التي کانت آنذاک خاضعة للحکام البنغالیین الهندوس (من سلالة سِنَه). ولم یحقق المسلمون في هجماتهم علی هذه المنطقة خلال عدة قرون تالیة نجاحاً حاسماً. وفقد محمد بختیار الخلجي أثناء عودته من حملته الفاشلة علی التیبت، وعند کامروپ (602ھ/1206م) جمیع معداته وعدداً کبیراً من أفراد قواته (منهاج، 1/430-432؛ فرشته، 2/294). کما هاجم غیاث‌الدین عوض سلطان لکهنو و البنغال في 624/1227 کامروپ وباء بالفشل (منهاج، 1/438). واستطاع اختیارالدین یوزبک طغرل‌خان أن یسیطر علی تلک المنطقة فیما بعد أي في 655ھ/1257م ولقّب نفسه بسلطان لکهنو وکامروپ، إلا أنه فشل أخیراً وأسرومات في الأسر (منهاج، 2/32-33؛ «تاریخ الشعب الهندي وثقافته»، 5/145). واستطاع سلاطین البنغال (690-722ھ/1291-1322م)، في عهد رکن‌الدین کیکاووس وشمس‌الدین فیروزشاه من توسیع نفوذ المسلمین في هذه المنطقة، کما استطاع فیروزشاه أن یجتاز نهر البراهمابوترا ویسیطر علی منطقة سیلهت (وهي جزء من بنغلادش الیوم) الآسامیة ویضمها إلی منطقة نفوذه («تاریخ الشعب الهندي وثقافته»، 6/193، 389). وهاجم بعده شمس‌الدین إلیاس‌شاه (743-758ھ/1342-1357م) الضفة الأخری لنهر البراهمابوترا وسیطر علی کامروپ، وسکّ ابنه السلطان سکندر (758-795ھ/1357-1393م) النقود فیها. ویشاهد علی مسکوکات تلک الفترة اسم «چوالستان عرف کامرو» کموضع لسک تلک النقود (عبدالکریم، 28، الهامش). وتدل بعض المسکوکات التي تم العثور علیها في منطقة گاوهاتي وتعود إلی عهد السلطان غیاث‌الدین أعظم‌شاه (795-813ھ/1393-1410م) وعلیها تاریخ 799 و 802ھ/1397 و 1400م («تاریخ الشعب الهندي وثقافته»، 5/389) علی استمرار نفوذ المسلمین في هذه المناطق. إلا أنه یستنتج من بورانجیات آهومیي آسام [مذاکرات آسام التاریخیة] (التي کانت تسجل الأحداث فیها وفقاً للتسلسل الزمني) أن مهراجا کامروپ، التي انتقلت عاصمتها منذ مدة إلی کامتا، طلب المساعدة من جاره الشرقي القوي مهراجا آهوم، رغم الخلافات والنزاعات القائمة بینهما، وذلک للحیلولة دون تقدم قوات أعظم‌شاه واستطاع دحرها (ن.م، 5/203). واستطاعت حکومة کامروپ (کامتا) التي أصبحت قویة بقیادة المهراجا نیلامبره في القرن 9/15 من إلحاق الهزیمة برکن‌الدین باربک شاه، سلطان البنغال (864-879ھ/1460-1474م) الذي هاجمها (ن. م، 5/390) استطاع أخیراً من السیطرة علی منطقتي کامروپ وکامتا واخضاع الحکام المحلیین؛ ثم عین ابنه حاکماً علیها وأوکل إلیه مهمة الحفاظ علی تلک المنطقة وقفل راجعاً إلی البنغال. أما مهراجا کامتا وأصحابه وأمراؤه، الذین کانوا قد لجاؤا إلی الجبال واختفوا فیها، فقد انتظروا حلول فصل الأمطار الموسمیة (بَرَسات) وما صاحب ذلک من انقطاع الطرق فخرجوا من ملاجئهم، وحاصروا القوات الغازیة ودحروها (سلیم، 134).

وقد جاء في بورانجیات آسام [مذکرات آسام التاریخیة]، أن المسلمین آغاروا مرات عدیدة عن طریق البر و البحر وبالمدافع علی المناطق الشرقیة من آسام التابعة منذ القدیم لملوک آهوم، وذلک أیام سلطنة نصرت‌شاه ابن حسین‌شاه البنغالي (925-938ھ/1519-1532م) إلا أنهم کانوا یواجهون في کل مرة مقاومة الآهومیین العنیفة ویرغمون علی الانسحاب بعد أن یتحملوا خسائر فادحة. تتزامن هذه الفترة مع سلطنةسوهونگ مونگ حاکم آهوم (902-945ھ/1497-1538م) الذي أطلق علی نفسه الاسم الهندوسي سورگه ناراین. وقد تجح بتوحید المنطقة التي کان یسیطر علیها بنشره الدیانة الهندوسیة فیها واستطاع إخضاع الحکام المحلیین لسیطرته.

وظلّت آسام سنین طویلة بعده في مأمن من غارات الدول الأجنبیة علیها («تاریخ الشعب الهندي وثقافته»، 6/392-396). وفي عهد جهانگیر (1014-1037ھ/1605-1628م) سیطر علاءالدین إسلام‌خان، حاکم بنغالة علی کامروپ في 1022ھ/1631م، فبدأ صراع بین السلاطین المغول وبین الحکام الآهومیین. ففي 1024ھ/1615م هاجمت القوات المغولیة بقیادة السید أبي بکر الحدود الجنوبیة والغربیة لآسامواحتلت عدداً من مدنها. إلا أنها واجهت أخیراً مقاومة الآهومیین العنیفة ودفاعهم المستمیت واضطرت إلی الانسحاب («تاریخ الشعب الهندي وثقافته»، 7/184).

وفي عهد الشاه‌جهان (1037-1068ھ/1628-1658م) تمرد الآهومیون في منطقة کامروپ التي کانت تعدّ جزءاً من ولایة البنغال، واستخلصوا کامروپ من سیطرة المسلمین وذلک بتحریض أحد الحکام المحلیین ودعمه لهم. وعاد إسلام‌خان حاکم البنغال في 1048ھ/1639م إلی مهاجمة المنطقة وأرغم القوات الآسامیة علی التراجع وعقد معاهدة صداقة مع مهراجا آسام (ن.م، 7/202-203).

وفي أواخر عهد الشاه ججهان استولی مهراجا آسام و مهراجاکوچ بیهار علی کامروپ وذلک بسبب الخلافات والفوضی التي نشأت بین أبنائه علی خلافته وعندما رأی حاکم منطقة گاوهاتي خطورة الأوضاع هرب إلی جهانگیر نگر (= داکا، دهاکه). وبذلک خضعت جمیع مناطق وادي البراهما بوترا الغربیة للآهومیین في 1068ھ/1658م وتعرضت جمیع مراکز دلهي العسکریة والحکومیة في تلک المناطق للسلب والنهب (سلیم، 219).

وعین أورنگ زیب، بعد توطید حکمه، میرجملة حاکماً علی البنغال وأمره باستعادة جمیع الأراضي التي احتلت في السنین الأخیرة من عمر الشاه جهان. فبدأ میرجملة بعد استقراره في البنغال بالإعداد للهجوم في 1071ھ/1661م علی کوچ بیهار واحتلالها ثم هاجم آسام عن طریق البر والبحر، فهرب مهراجا آسام أمام القوات المغولیة، وسقطت عاصمة گره گائون بیدمیر جملة، ولم تمض فترة حتی حلّ فصل الأمطار الموسمیة، وغطت المیاه المنطقة، وانقطعت الاتصالات بین قوات میرجملة وبین أسطوله وأغلقت طرق إیصال المؤونة إلیه، وقام الآهومیون الذین کانوا بانتظار هذه الفرصة، بغارات متلاحقة ومفاجئة من جمیع الجهات وانتشرت الأمراض بین الجنود مما ألحق بهم أفدح الأضرار، ولکن میرجملة صمد رغم کل هذه المشاکل. وأخیراً وبعد انتهاء فصل الأمطار اقتراح مهراجا آسام السلام وعقد معاهدة مع میرجملة وذلک بعد إرساله ابنته إلی حرم أورنگ زیب وقبول دفع ضرائب باهظة. ومرض میرجملة بعد الجهود المضنیة التي بذلها لتحقیق هذا الانتصار وهو في طریق عودته بحراً إلی جهانگیر نگر (داکا) ومات علی ظهر السفینة التي کانت تقله. (سلیم، 222) إلا أن جهوده لم تذهب سدیٰ، فقد نعمت الامبراطوریة المغولیة بعده لسنین عدیدة بالهدوء والاستقرار.

وفي 1077ھ/1666م هاجم (چکره دهواچ، مهراجا آسام الجدید، مراکز دلهي الحکومیة وسیطر علی عدد من القلاع وعلی گاوهاتي وأسر آمرها العسکري. ولم تثمر جهود حکام الامبراطوریة المغولیة في استعادة آسام، رغم سیطرتهم في 1090ھ/1679م علی گاوهاتي بإرشاء الآهومیین، إلا أن مهراجا آسام استطاع بعد مدة، وفي 1092ھ/1681م طردهم والسیطرة علی کامروپ أیضاً («تاریخ الشعب الهندي وثقافته» 7/226-229).

وانتهز الآهومیون الفرصة بعد موت أورنگ زیب (1119ھ/1707م) وتدهور الأوضاع فسیطروا علی جمیع أرجاء المنطقة، وبلغت قوتهم ذروتها في عهد رودره سینگه (1694-1714ھ/1105-1126م). إلا أن الخلافات الطائفیة والصراعات الداخلیة وضعف الحکومة أدی إلی تدهور الأوضاع في أواخر القرن 12ھ/18م، حیث طلب گوریناته سینگه، مهراجا آسام المساعدة من الانجلیز الذین کانوا یسیطرون علی البنغال لمواجهة منافسیه. وکُلّف القبطان ولش الذي کان یقود مجموعة من الجنود المحلیین المرتزقة بتهدئة الأوضاع في آسام، واستطاع في 1206ھ/1792م من إخماد الفتن و تعزیز موقف گوریناته سینگه. ولم یر الانجلیز آنذاک التدخل المباشر في شؤوه آسام من مصلحتهم. فعاد ولش بعد سنتین إلی کلکتا خلافاً لرغبة مهراجا آسام. ومات گوریناته سینگه في 1208ھ/1794م واشتعلت نیران الخلافات الفتن مرة أخری وازداد أوارها تدریجیاً، حتی أخذ أحد قادة الأجنحة المتنا‌سة یحرّض سلطان بورما علی احتلال آسام. وسیطر البورمیون مرة في 1232ھ/1817م وأخری في 1234ھ/1819م علی آسام وعیّنوا علیها ملوکاً خاضعین لهم، وقاموا أخیراً بضم جمیع أرجاء المنطقة إلی دولتهم في 1237ھ/1822م.

غیر أن الانجلیز الذین کانوا یسعون خلال هذه الأحداث إلی الحفاظ علی سیاسة الحیاد التي اتبعوها، رأوا أنفسهم أمام بورما القویة ذات المطامع التوسعیة ممّا اضطرهم إلی التدخل، واستطاعوا أخیراً وبعد فترة من الحروب والاصطدامات دامت عدة سنوات طرد البورمیین من آسام في 1241ھ/1826م؛ کما استطاعوا بموجب معاهدة یندابو ضمّ آسام والمناطق المجاورة والتابعة لها (کچهار وجین تیا و چیتاگونگ، و مانیپور) وبعض مناطق بورما (ارکن و تناسیریم) إلی ممتلکاتهم (بعضها بصورة مباشرة والبعض الآخر بتعیین مهراجات عملاءلهم). وأدت الصراعات والخلافات حول الأجزاء المنفصلة من بورما و نقض سلطانها لمعاهدة یندابو، إلی وقوع حروب أخری مع سلاطین تلک المنطقة. وأخیراً استطاع الانجلیز بتفوقهم العسکري وقوتهم البحریة، في أواسط القرن 13ھ/19م أن یسیطروا علی جزءٍ کبیرٍ من بورما ویوفروا الأمن في حدود آسام الشرقیة ویحدوا من غارات البورمیین («تاریخ الشعب الهندي وثافته»، 9/5؛ بنرجي، 283-293). وفي الثورة الکبری التي قامت ضدالانجلیز في الهند عام 1273ھ/1857م، انضم فریق من الآسامیین الوطنیین برئاسة مانیرام دوتا إلی هذه الثورة ورشحوا أحد الأمراء الآسامیین لیکون سلطاناً علی آسام، ولکن قبل أن تتحقق هذه الخطة اطلع المسؤولون الانجلیز علیها وقمعوه بشدة، واستطاعوا القضاء علی هذه الحرکة باعدام بعض قادتها وسجن ونفي البعض الآخر (تاراچند، 2/75).

وکانت آسام والمناطق المجاورة لها حتی 1291ھ/1874م تعد جزءاً من مقاطعة البنغال ویتم إدارتها من مقر الحکومة في کلکتا. ولکنها منذ ذلک التاریخ استقلت وأصبحت شیلونغ قاعدة لها.

وفي 1323ھ/1905م ضمت هذه المنطقة إلی البنغال الشرقیة في عهد المندوب البریطاني کُرزون، إلا أن تقسیم البنغال إلی قسمین شرقي وغربي ومانشأ عن ذلک من مشاکل أدی إلی اتحا هذه المنطقة، وأصبحت آسام مرة أخری مقاطعة مستقلة.

وفي الحرب العالمیة الثانیة استخدمت آسام کطریق رئیس لإِیصال المعدات والمؤونة لقوات الحلفاء في بورما، وأدت الحروب التي دارت في 1363ھ/1944م إلی إیقاف تقدم الیابانیین داخل الأراضي الهندیة.

وبعد استقلال الهند في 1366ھ/1947م و تأسیس باکستان الشرقیة (بنغلادش حالیاً) خضعت منطقة سیلهت لها لأن أکثر سکانها من المسلمین. وفي 1961 و 1962م أدت الخلافات الحدودیة بین الهند والتبّت إلی قیام الجیش الصیني باحتلال الأجزاء الشمالیة من آسام والمجاورة للتبت، غیر أن الصینیین انسحبوا من هذه المنطقة في السنة التالیة، إلی داخل التبت. وأدی تعدد القومیات في هذه المنطقة،کما أشیر إلیه سابقاً، إلی تجزئتها وتقسیمها إلی مقاطعات وأقضیة وذلک في 1383-1392ھ/1963-1972م (بریتانیکا، 2/208).

 

الأوضاع الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة

یعود سکان آسام في أصلهم إلی العرق الآري الذین یقطنون غالباً أراضي وادي البراهمابوترا والأقسام الجنوبیة. أما أبناء العرق المغولي فانهم یسکنون الأجزاء الشمالیة وحوالي حدود التبت ویمارس معظم السکان مهنة الزراعة. وقد ازداد، عدد سکان المدن منذ الاستقلال وتأسیس المراکز الصناعیة والتجاریة بسبب اتجاه القرویین والمهاجرین إلیها من مناطق الهند و باکستان الشرقیة (بنغلادش).

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: