الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفن و العمارة / الآذری /

فهرس الموضوعات

الآذری

الآذری

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/4 ۲۰:۵۵:۱۸ تاریخ تألیف المقالة

الآذري، أسلوب في فن العمارة الاسلامیة في ایران، ینسب إلی آذربایجان، ویشتهر بالأسلوب المغولي أو الایراني – المغولي، وهو معاصر لفترة حکم الایلخانیین في إیران (654 736ھ/1254 1336م) و غالباً ما ینسب الباحثون في تاریخ الفن و العمارة فترة الـ 1400 سنة للفن و الأسالیب المعماریة في ایران بعد الاسلام الی السلالات الحاکمة الهامة، ویتم دراستها ضمن القرون الأولی والعهد السلجوقي والمغولي (الایراني – المغولي والایلخاني) والتیموري والصفوي والقاجاري (ویلسن، مخـ؛ دیماند، مخـ؛ هنرفر، مخـ؛ ویلبر، 33، 35؛ پوپ، دراسة الفن في ایران، مخـ؛ الفن الایراني في الماضي والحاضر، مخـ؛ دوري، مخـ؛ مارسیه، مخـ). ولم تستعمل کلمة «الأسلوب» کاصطلاح فني إلّا ثلة من الباحثین أمثال زکي محمدحسن (ص 15، 17، 18، 27، 36) و ارنست کونل (ص 11، 43، 94)، أما الأغلبیة فانهم لم یتطرقوا إلیها دون أي ایضاح، غیر أن ویلبر کان الوحید الذي علل سبب عدم استعمالها بقوله: لما کان دور حکّام هذه العصور یقتصر علی تقدیم المساعدات و توفیر سبل الازدهار العمراني لاخَلقة، فقد استعمل العنوان السیاسي بدل کلمة «أسلوب المغولي» و «الأسلوب الایلخاني» وأحیاناً «الأسلوب المعماري للعهد الایلخاني» (ص 33، 35). و یبدو أن محمدکریم پیرنیا کان أول من استعمل کلمة «أسلوب» من بین الباحثین عن علم و درایة، وذلک عام 1968م في مقالة نشرها تحت عنوان «علم أسالیب البناء في ایران». و وضع اصطلاحات جدیدة في دراسته لتاریخ فن العمارة في ایران بعد الاسلام، للوصول إلی «أسماء منطقیة و مناسبة» والحیلولة دون تسمیة عدد من الأبنیة «التيبُنیت علی طراز واحد» بأسماء مختلفة مثل «مغولیة و تیموریة و قره قویونلویة وأمثالها». ونهج في الأسالیب المعماریة نهج علم أسالیب الشعر الفارسي فنسبها إلی مواطنها مقترحاً الأسماء الخراسانیة والرازیة والآذریة والأصفهانیة (ص 43 44). وبالنظر الی المیزات التاریخیة والجغرافیة والخصائص المعماریة والأبنیة القائمة التي تنسب إلی الأسلوب الآذري، فان من الممکن مقارنته بفنِ العمارة الاسلامیة في إیران إبّان العهد الایلخاني (المغولي). و یری پیرنیا ان فن العمارة الایرانیة اکتسب روحاً جدیدة بعد استقرار هولاکو في مراغة (657ھ/1259م)، و ان الأسلوب الآذري الذي تجسد في الأسلوب الرازي (فن العمارة في العهد السلجوقي) بدأ من مراغة بعد التيورات التي حدثت إثر الأوضاع السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة المخیّمة علی المجتمع، و شقّ طریقه باسم الأسلوب المغولي إلی تبریز والسلطانیة وتغلغل منهما في مختلف أرجاء ایران و خارجها. وازدادت الزخرفة فیه یوماً بعد یوم حتی وصل إلی ذروة ازدهاره في الأبنیة الرائة التي أقیمت في عهد أولاد تیمور ولاسیما شاهرخ (807 850ھ/1404 1446م) (م.ن، 45). ویتضح من حدیث پیرنیا هذا و من قرائن أخری وردت في مقالتیه أثناء إشارته الی مقبرة الشیخ صفي‌الدین الأردبیلي ومسجد گهرشاد و عدد آخر من الآثار التي تلت العصر الایلخاني انه یعتبرها في عداد الأبنیة المشیدة علی الأسلوب الآذري و هو یرید بهذا الأسلوب أبنیة العهدین الایلخاني والتیموري. بینما درس أغلب الباحثین الفن و البناء في العصر المغولي (الایلخاني) والتیموري منفصلین کل منهما عن الآخر و بشکل عهدین مختلفین. حتی إن کونل الذي تحدث عن هذا العهد تحت عنوان واحد هو الأسلوب الایراني المغولي، لاحظ أنه یمکن تمییز فترتین متوالیین یفصل بینهما زمن قصیر، و یعتقد ان العنصر المغولي کان یؤثر علی الأعمال الفنیة في ایران في الفترة الأولی المتعلقة بالایلخانیین. کما برزت أهمیة و مکانة الأسلوب التیموري في الفترة الثانیة بعد انصهار اعنصر المغولي في الثقا‌ة الایرانیة (ص 94). والحقیقة أنه رغم انتهاء العهد الایلخاني بوفاة آخر ملوک هذه السلالة المقتدر أبي سعید في 736ھ/1335م إلّا أن وفاته «لم تحل دون استمرار النشاط المعماري و أسلوب العمارة» (ویلبر، 105)، ولذلک یمکن اعتبار بقیة القرن 8/14 أیضاً جزءاً من هذا العهد و أسلوبه.

 

سبب التسمیة

لم یصرح پیرنیا بسبب تسمیة هذا الأسلوب ولکن یمکن الوقوف علیه من العبارة التالیة: ظهر هذا الأسلوب «نتیجة لمزج و ترکیب و تداخل فن العمارة في الجنوب و تقالیدها مع الأسالیب المحلیة في آذربایجان منذ العصور القدیمة «وأُطلق علیها بحق اسم الآذري («سبک آذري [الاسلوب الآذري]»، 55). ولکنه لم یوضح متی و ممن و أین نال «اسم آذري» وفي أي نص قدیم أو حدیث استعمل. وبالطبع لم یکن الاهتمام و الإشارة إلی فن العمارة المحلیّة في آذربایجان «جدیداً في ما دوّنه الباحثون الاخرون فقبل پیرنیا استعمل اندره گدار في حدیثه عن مقابر مراغة التي بنیت في النصف الثاني من القرن 6ھ/12م (قبل هجوم المغول) عبارتي «طراز الأبنیة في آذربایجان» وفن العمارة في آذربایجان، (ص 426). و اهتم کذلک في حدیثه عن ضریح الجایتو (السلطان محمد خدابنده) بأشهر أثر معماري في العصر الایلخانی «بأبنیة آذربایجان السابقة» و فن العمارة الآذریّة القدیمة» (ن. م، 433).

المنشأ: یعتقد بعض الباحثین أمثال عباس اقبال ان العلاقات بین العالم الاسلامي و بین الصین (مرکز حکومة‌خان المغول) التي بدأت منذ عهد هولاکو ترکت آثاراً متقابلة في الأصول المعماریة لکلا المنطقتین و کان أهم ما ترکه فن العمارة الصینیة في عمارة العالم الاِسلامي: أولاً، في شکل قباب المقابر و المساجد و التي کانت تقلیداً تاماً للمعابد الصینیة و البوذائیة. و ثانیاً، في اللون الأزرق الشفاف في زخرفة البلاط وتغطیة سطوح القباب بالخزف الأزرق اللامع. و تبدو بعض الأبنیة التي لاتزال منذ العهد الایلخاني من بعید علی شکل خیام أي المنازل الخاصة بالقبائل الترکیة. ویظهر تأثیر شکل هذه المنازل أکثر من أي مکان آخر في الضریح المعروف باسم ابنة هولاکو في مراغة» (اقبال، 564؛ قا: حسن، 30، 48؛ الألفي، 210؛ برایس، 101؛ دیماند، 188). ویتحدث ارنست کونل أیضاً عن تدفق التصادمیم کالسیل من شرق آسیا إلی ایران و البلاد المجاورة و تأثیر العنصر المغولي في الفن الایراني إبّان العهد الایلخاني و لکنه یضیف «ما وصل إلیه من ابداع وکمال في الماضي کان قویاً بحیث استطاع الوقوف في وجه هذا الخطر…. فقد بقي نوع البرج في أبنیة العهد السلجوقي بادئ الأمر بنفس الشکل، فقبر بنات [؟] هولاکو في مراغة مثلاً بني بنفس الأسلوب المتّبع في مقابر نخجوان» (ص 94، 95). ویعتقد کارل دوري بالمقابل ان فن العمارة في هذا العهد (الایلخاني) اقتبس کافة التيورات التي أوردها السلاجقة من أصول تقلیدیة اقتباساً کاملاً. فقد نفّذت تصامیم المسجد و المدرسة السلجوقیین بدون تغییر یذکر تقریباً … وضریح أم [ابنة] هولاکو في مراغة یشبه في بنائه الطراز المعماري السلجوقي» (ص 171، 172، قا: الالفي، 210؛ دیماند، 102). أما گدار فکان أکثر صراحة في رده علی آراء الباحثین أمثال إقبال. فهو یری أن أسلوب «بناء القبة العلویة في القباب المزدوجة السطح» و الذي أخذ به في أوائل العهد المغولي هو استمرار لأسلوب العمارة في العهد الساساني و یقول: إن هذه الطریقة استعملت أحیاناً في العهد السلجوقي أیضاً واستمرت حتی عهد المغول (ص 421). ویشیر بوضوح الی أن ضریح السلطان سنجر و بناء سنگ بست المقبّب والقبّة الهارونیة الموجودة ثلاثتها في خراسان و التي تعود الی العهد السلجوقي، تعتبر نماذج لقبتي السلطانیَة و شنب غازان الأثرین الهامین للطراز المعماري في العصر الایلخاني (المغولي، الأسلوب الآذري)، (ص 33؛ قا: مارسیه، 170 172).

ویری دونالد ویلبر الذي ألف کتاباً مستقلاً ووافیاً في فن العمارة الاسلامیة في ایران إبّان العهد الایلخاني أن آثار فن العمارة في هذه الفترة هي مرحلة من تاریخ فن العمارة الاسلامیة في ایران و التي تعکس نماذج العصور التي قبلها و خصائص التصامیم و تفاصیلها (ص 33). ویعتقد بأن «النماذج المعماریة» في أبنیة العهد السلجوقي التاریخیة هي من تراث العصر الساساني. وان الدمار الهائل الذي خلّفه المغول لم یؤثر علی الخصائص المعماریة في العهد السلجوقي فظلت کما هي و بذلک استمرت الممیزات الأساسیة للقبة والایوان في جمیع العهود التي أعقبتها (ص، «ژ، س»، 34). و یری کذلک أن بنّائي العهد الایلخاني اقتبسوا کل التصامِیم والمواد وأسالیب البناء من العهد السلجوقي (ص 35). ویرد ویلبر رأي الباحثین أمثال إقبال حول تأثیر شکل القباب الصینیة في قباب العهد المغولي (الایلخاني، الآذري). رداً فاطعاً بقوله: ان القباب التي شیّدت في هذا العهد تعود من حیث الحجم والأعراف و التقالید الی العهد الساساني مباشرةً مروراً بالعهد السلجوقي (ص 71).

وقد تعرض پیرنیا للمسألة لدحض رأي إقبال و مؤیدیده بعرض شواهد من آثار الأبنیة الباقیة. فهو یری أولاً: ان أبنیة رَبع ررشیدي و شَنَب غازان و دارالشفاء في یزد تعتبر الحلقة المفقودة في سلسلة أبنیة مراغة حتی القبة السلطانیة. ویعتقد انه لو بقیت هذه الأبنیة لکان من الأسهل دراسة مراحل تطور وتکامل الأسلوب الرازي (فن العمارة السلجوقیة) الی الآذري. ویری ثانیاً: ان قبة مدرسة ضیائیة في یزدبُنیت کما ورد في جامع جعفري عام 623/1226 (والصحیح تاریخ یزد لاجامع جعفري، وعام 631، لا 623). وان قبتي الجبلیة في کرمان والهارونیة في طوس، دلیل قاطع علی عدم صحة هذا الرأي (پیرنیا، سبک‌شناسي [علم الأسالیب]: 45).

و رغم صحة ما أورده پیرنیا و غیره من الباحثین الذین صرحوا بذلک و أیدوه (کونل، 95؛ دوري، 171 172)، ویلبر «ژ، س» 33 35؛ گدار، 431، 433) إلّا أن تعلیله ضعیف، ذلک أنه لایمکن الاعتماد أولاً علی تلال ترابیة باقیة من ربع رشیدي و شنب غازان ودار الشفاء في یزد. و ثانیاً، صحیح أن بناء مدرسة ضیائیة بدأ کما ورد في تاریخ یزد عام 631ھ/1234م إلّا أنه فُرغ منه عام 705ھ/1305م (جعفري، 117) أو 750ھ/1349م (کاتب، 136)، و بعبارة أوضح فإن هذا الأثر المعماري یعود الی العهد الایلخاني (المغولي) لاقبله وذلک بالنظر الی تاریخ الانتهاء من بناء مدرسة ضیائیة و قبتها و الفبة کما هو معروف تشید في المرحلة الأخیرة من عملیة البناء.

الخصائص

فصل کونل في دراسته لفن العمارة بالأسلوب الایراني – المغولي، المقابر عن المساجد و المدارس و الأبنیة الأخریٰ. فهو یری أن أسلوب المقابر البرجیة في هذه الفترة هو نفس أسلوب العهد السلجوقي. إلّا أن المقابر المقبّیة تتعرض للتطور بما تشهده من زیادة في الاتساع والعظمة. وهو ما یبدو واضحاً في التأکید علی عمودیة البناء والقبة الهلالیة ذات القوس المنکسرة القائمة علی قاعدة مثمنة الأضلاع (ص 95). ویری أن أسلوب المساجد في هذا العهد ستمرار للأسلوب الذي ابتدع في العهد السلجوقي. ولکن بتصمیم أکمل، ثم تطور في العهد الایلخاني «ببناء آربعة أو اوین و مصلی کبیر متصل بها» (ص 96). و یشیر دوري الی أول سمة خاصة للعمارة المغولیة في الأضرحة وهي: «القبة الضخمة المزدوجة السطح و صحن صغیر للمزار» (ص 172).

ویری ویلبر ان فن العمارة الاسلامیة في ایران تطور خلال 300 سنة (من السلجوقیین الی الایلخانیین) بشکل منظم و متواصل، ویمکن اعتبار فن العمارة السلجوقیة مظهراً بدائیاً للأسلوب الایلخاني. «فظرافة العناصر البنائیة و روعتها» من أهم المیّزات المعماریة لهذه الفترة: فقد أصبحت العناصر والجزئیات الانشائیة المشترکة مع العهد. السلجوقي في هذا الأسلوب أکثر أفاقة و زخرفة و هیاکل الابنیة أکثر رشاقة. کما أدت هذه الرشاقة الی اتساع النوافذ والتجانس بین الجدران الداخلیة والخارجیة. و کانت النتیجة الطبیعیة للاستفادة المتزایدة من النوافذ الواسعة زیادة الضوء داخل الأبنیة. و هي میّزة في الأبنیة الایلخانیة (الآذریة) یقابلها الأبنیة المظلمة في العهد السلجوقي (ص 35، 82، 84).

والمیّزة الرئیسیة الأخری لهذا الأسلوب التأکید علی زیادة ارتفاع الأبنیة. فرغم أن الأسالیب التي استعملت عن درایة لزیاده هذا الارتفاع لم تکن کلها جدیدة بالنسبة للعهد السابق، إلّا أن نظرة إجمالیة الیها یتضح لنا الاختلاف بین ذلک الاسلوب والاسالیب المتبعة في العهد السلجوقي: 1. في زیادة ارتفاع الغرف والقاعات بالنسبة إلی مقاییسها الأفقیة؛ 2. زیادة ارتفاع الأواوین و رشاقتها، فمن الخصائص البارزة لهذا الأسلوب الایوان المرت‌ والرشیق في واجهته الذي یزید من بهائه المئذنتان المشادتان علی طرفیه؛ 3. زیادة ارتفاع الأبنیة المقبّبة، حیث أدی مراعاة علم الجمال إلی زیادة الاهتمام بالارتفاع والتصمیم وإظهار القبة. و کان من الواضح في هذه الفترة السعي للوصول الی «العظمة والجلال و إیجاد الحلول الجدیدة للمسائل العمرانیة» (ص 35، 68 69، 70، 82). وقد أطلق بناء القباب المزدوجة السطح، أیدي بنائي هذا النوع من العمارة في زیادة ارتفاعها و ذلک لزوال مشکلة حفظ النسب المعینة بین عرض و طول القاعات وبین ارتفاعها. وکان کافیا ان یریدوا من ارتفاع السطح الخارجي بالقدر الذي یریدون و ماتسمح لهم امکانیاتهم به (ص 83). ولم یرتفع السطح الخارجي في القباب المشیّدة علی هذا الطراز عن القباب المفردة فحسب، و إنّما زید من ارتفاع اسطوانة القبة أیضاً وبذلک بدت القبة منفصلة و واضحة تماماً عن الجدران السفلیة. و هذا الأُسلوب في البناء یشیر بوضوح الی تکامل بناء القباب في هذه الفترة بالنسبة للعهد السلجوقي حیث کانت قاعدة القبّة تختفي عن الأنظار خلف الجدران الضخمة (ص 70). وقد استمرت طریقة بناء الطاق النصفي المثمن الزوایا فوق الغرفة المکعبة و إشادة قبة علیه علی غرار ما کانت علیه في العهد السلجوقي ما عدا الموضع المثمن الزوایا الذي زید في ارتفاعه. کما حدث تطور في بعض أبنیة هذه الفترة في هذا الخصوص بأن استبدل مثمن الزوایا بست عشرة زاویة لم یلبث ان حلت محله الدائرة في العهود التي بعده (ص 70، 71)؛ 4. ومما تجدر الاشارة إلیه في هذا الأسلوب السعي الجاد لإیجاد التشابه والتجانس بین تصمیم القباب البیضویة الشکل المخروطیة ومقاطع الممرات القوسیة الحادة في الممرات وأقواس الجدران؛ 5. أدّی مراعاة الظرافة والرغبة في بناء القبة بشکل أکثر بروزاً الی کسوتها بالآجر أو القرمید الأزرق النیلي رغم أن هذه الظاهرة تعود الی القرن 2/8 (ن، م)؛ 6. إظهار الرشاقة في عناصر البناء: فقد بنیت الرفوف المزخرفة للحدران الداخلیة والخارجیة للبناء أکثر ارتفاعاً بالنسبة لعرضها. حیث وصل ارتفاع الرفوف أحیاناً في هذه الواجهات الی 5/4 اضعاف عرضها. وأصبحت أبعاد الأعمدة النصفیة للزوایا التي تعتبر وسیلةً مؤثرةً لإظهار الارتفاع ضیقة، وغدت الجدران الضخمة السمیکة التي انتقلت من العمارة الساسانیة و استعملت في العهد السلجوقي رشیقة و متناسبة مع ثقل ماتحمله. کما أصبحت بعض المحاریب أکثر رشاقة (ص 82، 83، 84).

الزخرفة

تظهر في الزخرفة المعماریة لهذه الفترة الخصائص التالیة: أصبح فن المقرنصات الذي کان من الخصائص المعماریة العادیة في العهد السلجوقي أکمل و أکثر تفصیلاً و تنوعاً في العهد الایلخاني (ویلبر، 78)، ولاتظهر بعض خصائص فن مقرنصات هذا الأسلوب في العهد السلجوقي: کالمرقرنصات الجصیّة المعلقة، وانتشار تکلیس المقر نص بأکمله، وجمع کل مجموعة المقر نص في أماکن هرمیة الشکل أو في المرز والحیلولة دون توزیع الأثر الزخرفي علی کل أجزاء المقرنص؛ وقد وصلت هذه الخصائص في العهد التیموري الی دروة الکمال (م.ن، 80). والمیّزة البارزة الأخری للزخرفة المعماریة في هذا الأسلوب، المهارة الکبیرة في التجصیص و استعماله بأشکال مختلفة، کمساعد و مادة ملحقة بالبناء، وبشکل نقوش جصیة فوق الاجر والکسوة المسطّحة، والزخرفة بالنقوش البارزة، والزخرفة بالجص بنوعیه المفّرغ و غیر المفرّغ، والترمیم بالجص والزخرفة بالملوّن منه، حتی تم التخلّي شیئاً فشیئاً عن الکسوة الآجریة في هذه الفترة (م.ن، 81، 85 90؛ پیرنیا، «سبک شناسي»، 45).

وبالرّغم من أن پیرنیا یعترف بأن «خصائص الأسلوب الآذري للعمارة في ایران کثیرة ویمکن تألیف کتب حولها» («سبک آذري»، 56) إلّا أنه اقتصر علی عدة جمل في بیانها: فهویری أن من خصائص هذا الأسلب أولا القوس والکسوة المعروفة بـ «الإِکلیل الآذريم الذي یبدو أکثر من غیره في مزار وخانقاه الشیخ صفي في أردبیل و کذلک في قبة خدابنده. و یعتقد بأنه أینما وجد مثل هذا القوس وجب البحث عن تأثیر فن العمارة الآذریة (ن.م، 55). و من الممیّزات الأخری لهذا الأسلوب في رأیه: زخرفة البناء بالآجر والحجر واللبن المرصوف والنقش الأنبوبي وشرفات الأواوین والبساطة في الزوایا والمثمّنات التي تحت القباب وزخرفة داخل و خارج البناء بالآجر الجاهز والتجصیص بالنقوش المعقودة الکثیفة. وکذلک زخرفة المحاریب والحواشي بالنقوش البارزة وقطع البلاط (ولکن لیس علی النمط الرازي)، واستعمال البلاط المعرّق وأحیاناً النقوش الذهبیة واللازوردیة والحمراء الزاهیة في داخل البناء («سبک‌شناسي»، 45، ق: گدار، 434 435).

 

الآثار الباقیة

أورد ویلبر فهرساً یشتمل علی أکثر من مائة أثر معماري مع وصف موجز لکل منها مرفق بصورة له، یمکن أن نذکر منها: شاه‌چراغ (شیراز)، وحفید الامام یحیی (ورامین)، و میل رادکان (علی بعد 88 کم من مشهد)، پیر بکران (لنجان بأصفهان)، والغازانیة (تبریز)، و ربع رشیدي (تبریز)، وجامع نطنز و ضریح الشیخ عبدالصمد الاصفهاني (نطنز)، وضریح محمد الجایتو (السلطانیة)، وجامع علیشاه (تبریز)، والهارونیة (طوس)، و مسجد ورامین، و مصلی ضریح الامام الرضا (ع) و مقبرة حمداللَّه المستوفي (قزوین) و مسجد سمنان وواجهة مسجد جامع أصفهان (ص 105 204).

ویزید پیرنیا في عدد هذه الآثار الباقیة بالنظر الی طول الفترة الزمنیة التي یراها فیذکر: ضریح خدابنده و مسجد گوهرشاد و جامع ورامین وجامع یزد و جامع نطنز و مسجد الخواجه نصیر بمراغة و عدد کبیر من مزارات الأولیاء التي زید في زخرفتها في عهد الصفویین («سبک شناسي»، 46).

 

المصادر

اقبال، عباس، تاریخ مغول، تهران، امیرکبیر، 1364 ش؛ الالفي، أبوصالح، الفن الاسلامي، القاهرة، دارالمعارف بمصر، 1967م، پرایس، کریستین، تاریخ هنر اسلامي، تجـ مسعود رجب‌نیا، تهران، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، 1356 ش، پوپ، آرتور، هنر ایران در گذشته و آینده، تجـ عیسی صدیق، تهران، مدرسه عالي خدمات جهانگردي، 1355 ش، ص 17 24؛ پیرنیا، محمدکریم، «سبک آذري»، فرهنگ معماري ایران، س 1، عد 1 (فروردین 1354 ش)؛ ــــ، «سبک‌شناسي معماري ایران»، یادنامۀ پنجمین کنگره بین‌المللي باستان‌شناسي و هنر ایران، تهران، انتشارات وزارت فرهنگ و هنر، 1347 ش؛ جعفري، جعفر، تاریخ یزد، تقـ ایرج افشار، تهران، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، 1343 ش؛ حسن، زکي محمد، الفنون الایرانیة في العصر الاسلامي، القاهرة، دارالآثار العربیة، 1940 م؛ دوري، کارل، هنراسلامي، تجـ رضا بصیري، تهران، فرهنگ سرا، 1363 ش؛ دیماند، موریس، راهنماي صنایع اسلامي، تجـ عبداللَّه فریار، تهران، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، 1336 ش؛ کاتب، أحمد بن حسین، تاریخ جدید یزد، تقـ ایرج افشار، تهران، أمیر کبیر، 1357 ش؛ کونل، ارنست، هنر اسلامي، تجـ هوشنگ طاهري، تهران، توس، 1355 ش؛ گدار، آندره، هنر ایران، تجـ بهروز حبیبي، تهران، دانشگاه ملي ایران، 1345 ش؛ مارسیه، جورج، الفن الاسلامي، تجـ عفیف البهنسي، دمشق، وزارة الثقافة والسیاحة والارضاد القومي، 1968م؛ ویلبر، دونالد، معماري اسلامي ایران در دورۀ ایلخانان، تجـ عبداللَّه فریار، تهران، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، 1346ش؛ ویلسن، کریستي، تاریخ صنایع ایران، تجـ عبداللَّه فریار، تهران، وزارت معارف، 1317 ش؛ هنرفر، لطف‌اللَّه، گنجینۀ آثار تاریخي اصهفان، کتابفروشي ثقفی، 1344 ش. وأیضاً:

 

Pope, Arthur upham, A survey of Persian Art, Tehran, Soroush, III/930, 967, 981, 1046, 1052, 1119, 1165.

هادي عالم‌زاده

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: