الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / آزاد، محمدحسین /

فهرس الموضوعات

آزاد، محمدحسین

آزاد، محمدحسین

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/7 ۲۲:۲۶:۲۴ تاریخ تألیف المقالة

آزاد، محمدحسین، الشهیر بشمس العلماء (1245-1328ھ/1830-1910م)، کاتب و شاعر باللغة الأردیة ومن رواد الأسلوب الحدیث في آدابها وأحد واضعي أسس تعلیم الفارسیة والأردیة بالطریقة الحدیثة في شبه القارة الهندیة. کان والده محمدباقر مثقفاً من عائلة دینیة. وقدم جده الأکبر الآخوند محمد شکوه إلی دهلي في عهد عالم شاه، وکان مجتهداً. ویصل نسب عائلة آزاد إلی سلمان الفارسي. وزوجة محمدباقر، والدة آزاد، إیرانیة الأصل.

درس آزاد مقدمات العلوم علی أبیه الذي کان من روّاد الصحافة في شمال الهند و مؤسس صحیفة «دهلي أردو أخبار». وفي 1848م دخل «کلیة دهلي» وأنهی دراسته فیها عام 1852م، وبعد مدة (1854م) تولّی رئاسة تحریر «دهلي أرو أخبار»، ولکنه کان قبل هذا التاریخ ینشر أشعاراً و مقالات في نفس الصحیفة. وکان أستاذه ومرشده في الشعر والأدب، الشاعر الشهیر باللغة الأردیة، ابراهیم ذوق (1789-1894م) الذي کان لتجیه وارشاداته أثر کبیر في تنمیة مواهب آزاد الذوقیة والفکریة. ثم خلفه آغاجان عیش أستاذاً ومرشداً في الشعر والأدب، وکان من الشعراء أیضاً. وفي الثورة الکبری التي قام بها الشعب الهندي عام 1857م، اعتبر الانجلیز والده مشاغباً وقتلوه وصادروا جمیع أمواله. ترک آزاد الشاب دهلي بعد إعدام والده وعاش تائهاً مشرّداً في مناطق الهند المختلفة لمدة ثلاث سنین. ولیس لدینا معلومات دقیقة عن حیاته في خلالها، و یبدو أ«ه کان لمدة في بمباي ولکهنو و سیالکوت. وفي 1860م ذهب إلی لودهیانا، حیث أسس هناک صحیفة باسم «مجمع البحرین» ومطبعة بنفس الاسم. وفي 1861م قدم إلی البنجاب وأقام في لاهور. وقد تولی في البدء عملاً بدائرة البرید، وفي 1964م أصبح موظفاً في وزارة التربیة والتعلیم في البنجاب، وعمل في تألیف الکتب الدراسیة لتعلیم اللغتین الفارسیة والدردیة ومنها کتابه المعروف قصص الهند، فبالرغم من أنه لیکون کتاباً دراسیا إلّا أنه یعتبر الیوم أحد الآثار البارزة في اللغة الأردیة. وفي الفترة الواقعة بین عامي 1865 و 1867 م رافق باندیت مَن پول في سفره إلی الأناضول و بخارا و خوارزم و سمرقند و طشقند، واستقی المعلومات التي تحتاج إلیها الحکومة الانجلیزیة من هذه البلاد التي خضعت لاحتلال روسیا القیصریة فیما بعد. وفي 1869م أصبح أستاذاً مساعداً للغة العربیةفي کلیة لاهور الحکومیة، وفي 1870م نال نفس الرتبة في کلیة الاستشراق؛ وبعد وفاة رئیس القسم العربي في هذه الکلیة – مولانا فیض الحسن السهارنپوري – تولی الرئاسة مکانه (1887م). وقد بلغت مساعیه ذروتها لارساء طریقة حدیثة في الشعر والأدب بالأردیة في نشاطات «جمعیة البنجاب». وکان الدکتور لیتنر رئیس الکلیة الحکومیة قد أسس هذه الجمعیة عام 1865م. وانتخب آزاد سکرتیراً و مدیراً لها في 1867 م و کان من أهداف الجمعیة الأدبیة القیام باصلاحات أساسیة في الشعر بالأردیة و تجدیده. وکانت تسعی لتحقیق هذا الهدف بالدعوة ذلی ندوات خطابیة وشعریة شهریة تفتتحها علی الأغلب بکلمة یلقیها آزاد حول القضایا والموضوعات المتعلقة بالشعر والفن و قواعد الکتابة، ثم یلقي الشعراء قصائدهم في المواضیع المحددة لهم. وتعتبر قصائده و نقده ووجهات نظره إلی جانب ما خلّفه ألطاف حسین حالي، الخطوة الأولی للشعر والآداب الأردیة الحدیثة. وقد أسس أزاد عام 1885م مکتبة في لاهور تعتبر مخزناً کبیراً لکتب الشیعة التي جعلها أکثر غنی بما أتیٰ به من کتب أثناء سفره إلی ایران، وقد فقد قسم من هذه المکتبة خلال مدة مرضه، ووقف مابقي فیها من الکتب لجامعة البنجاب. وفي 1887 م نال لقب «شمس العلماء» لما أسدی من خدمات ثقافیة. وقد ألف آزاد أفضل آثاره في الفترة الواقعة بین عامي 1869 و 1889م. و قضی السنوات العشرین الأخیرة من عمره یعاني من مرض الأعصاب والاضطراب حتی توفي عام 1328ھ/1910م.

کانت الفترة التي عاش فیها آزاد تتزامن مع سیطرة الاستعمار الانجلیزي التامة، ومساعي المأجورین الأجانب الخبیثة لصرف المسلمین عن العلم و الصناعات الحدیثة، والقضاء علی النظام التقلیدي للمجتمع، وسعي وجهاد المثقفین المسلمین لاعادة حیاتهم‌الدینیة والثقافیة ورغم أن آزاد لم یساهم مساهمة فعالة في اتجاهات هذا الجهاد السیاسیة إلا أنه سعی سعیاً حثیثاً في المیادین الفکریة والثقافیة وإصلاح القواعد والأسالیب الأدبیة، و الننسیق بینها و بین الأوضاع والظروف الجدیدة. وکان لآثاره وأفکاره أثر کبیر في هذا السبیل.

آثاره: خلف آزاد آثاراً کثیرة منها: 1. سخندان فارس (أدیب فارس) وهو من أهم آثاره. و یضم هذا الکتاب مجموعة خطبه التي ألقاها في الکلیة الحکومیة حول اللغة والآداب الفارسیة والتي کان أکثرها في 1872م. ویحتوي الکتاب علی قسمین: الأول، یشتمل علی خطبتین حول علم الغة الفارسیة مع إیراد شواهد وأمثال من اللغة السنسکریتیة نشر آنئذ بشکل کراسة صغیرة؛ والقسم الثاني، یشمل أحد عشر خطبة حول الآداب الفارسیة التي نشرت بعد فترة طویلة أي في 1907م. ویبدو بوضوح في هذا الکتاب مدی المامه باللغة الفارسیة والتاریخ والثقافة والآداب الایرانیة وبالعلوم وأسالیب التحقیق الحدیثة أیضاً، وتضلعه – خلافاً لما هو معروف عنه – باللغة الانجلیزیة، وتتبعه للأعمال العلمیة والتحقیقیة لدی الأوروبیین. وقد ترجم المقرئ عبداللَّه‌خان ملک الشعراء هذا الکتاب إلی الأردیة ونشره في کابل عام 1936م؛ 2. آب حیات، یعتبر هذا الکتاب أکثر آثار آزاد قیمة وأهمیة لأنه أول کتاب ألف في الآداب الأردیة بهذه اللغة بأسلوب حدیث علی أساس قواعد جدیدة. ویمتاز نثر آزاد في هذا الکتاب بالجمال والفصاحة والسلاسة. وقد رأی نقاد آثاره أنه فيلغته لایزال متأثراً باللغة الفارسیة؛ هذا التأثیر الذي سعی کتاب مدرسة علیکره – شبلي وحالي – لتصفیة لغتهم منه. ویشتمل هذا الکتاب ککتاب سخندان فارس علی قسمین: القسم الأول، یبحث في تطور و تکامل اللغة الدردیة، والقم الثاني، عبارة عن دراسة للشعر الکلاسیکي بهذه اللغة. وتبدو أهمیة هذا الکتاب في جدة مواضیعه ودقتها وصحتها. ولاتزال النتائج التي توصل إلیها آزاد حول القضایا المتعلقة بتاریخ اللغة الأردیة وشعرها وأدبها تحتفظ بقیمتها، وکثیراً ما کانت الدراسات الحدیثة شرحاً لهذه النظریات، فآ بحیات کتاب مليء بالمعلومات؛ وبالرغم من أن نقاد آثار آزاد أبدو شکوکاً حول صحة بعض موضوعاته التاریخیة إلا أن جمیع ما ورد فیه من معلومات استقاها من مذکراته القدیمة و مقابلاته و مراسلاته مع أصدقائه والشعراء وأصحاب الرأي المعاصرین له. وقد طبع هذا الکتاب لأول مرة عام 1881م في لاهور ثم أعید طبعه فیها سنة 1950م. وطبع في 1966م بفیض‌آباد؛ 3. قصص هند (قصص الهند)، وهذا الکتاب الصغیر مجموعة قصصیة مدرسیة من تاریخ القرون الوسطی في الهند، وقد نال مکانة خاصظ في الآداب الأرذیة لما یمتاز الکاتب فیه من قوة في الخیال وقدرة في نسج الأسطورة. ویتحدث هذا الکتاب عن التاریخ القدیم لمسلمي الهند، ومجدهم و تقدمهم وازدهارهم و ما کان یتمتع به بلاط البابریین من عظمة وقوة سیّما اکبر شاه، بأسلوب جمیل وممتع. طبع «قصص الهند» للمرة الأولی في 1872م ثم في 1961 م بلاهور وأعید طبعه في 1962م في کراچي؛ 4. نظم آزاد مجموعة شعره و دیوانه، طبع هذا الکتاب لأول مرة في 1897م ثم في 1910م بلاهور. ولایصل آزاد في شاعریته إلی مستوی ألطاف حسین حالي ذلک أن ذوقه وموهبته في النثر تبدو قویة إلی حد أنه یأتي بأروع الأخیلة وأدق المشاعر في نثر یبدعه في غایة الجمال، وقدجعلت هذه الصفة نثره یغلب علی شاعریته؛ 5. نیرنگ خیال (خدعة الخیال)، ترجمة آزاد لمجموعة ثلاثین مقالة تمثیلیة، من اللغة الانجلیزیة، طبعت لأول مرة عام 1880م؛ 6. نمایشنامۀ أکبر (مسرحیة أکبر)، 1922م؛ 7. نگارستان فارس (نقوش فارس)، 1922م؛ 7. نگارستان فارس (نقوش فارس)، 1922م؛ 8. خمکدۀ آزاد (خمارة آزاد)، 1930م؛ 9. شهزاده ابراهیم (الأمیر ابراهیم)، 1691م؛ 10. لغت‌آزاد (لغة آزاد)، 1924م؛11. مکتوبات آزاد (رسائل آزاد) عنوان لمجموعة رسائله التي نشرت لأول مرة في 1907م ثم في 1932م. کما تم طبعها في 1966م مع  هوامش و بترتیب جدید بتحقیق صدر الأفاضل مرتضی حسین؛ 12. دربار أکبري (البلاط الأکبري)، وصف آزاد في هذا الکتاب بلاط اکبر‌شاه وعظمته وجلاله، متمنیاً في حسرة إحیاء مجده و عظمته الماضیین، طبع هذا الکتاب للمرة الأولی في 1898م، والثانیة في 1910م في لاهور ثم في لکهنو.

وقد نسق آزاد دیوان شعر أستاذه ابراهیم ذوق بصورة حسنة ونشره في 1890م، کما قام آغامحمد باقر بطبع مجموعة مقالاته لأول مرة عام 1965م في مجلدین تحت عنوان مقالات آزاد، وأعید طبعها عام 1978 م فلآزاد 19 أثراً أبیاً قیماً طبعت جمیعها.

 

المصادر

آزاد، محمدحسین، سخندان فارس، ترجمة من الأردیة لملک الشعراء عبداللَّه خان، کابل، الجمعیة الأدبیة، 1315 ش، ص 263؛ آغابزرگ، الذریعة، 1/9/6، 1/1-2، 10/121-122، 12/152؛ حالي، ألطاف حسین، کلیات نثر، لاهور، 1968م، 2/176-183، 184-194؛ صدر الأفاضل، مرتضی حسین، مطلع الأنوار، کراچي، 1402، ص 27-31؛ و أیضاً:

 

Muhammad Sādiq, History of Urdu Literature, London, 1964, PP. 288-302.

افسانه منفرد

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: