الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / آرکات /

فهرس الموضوعات

آرکات

آرکات

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/7 ۱۴:۴۰:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

آرکات، بلدة في منطقة آرکات الشمالیة في جنوب الهند، ومن أعمال مقاطعة مدراس الواقعة علی ضفة نهر پالار علی بعد 117 کم جنوب غربي مدینة مدراس، یبلغ عدد سکانها 30229 نسمة (إحصاء 1971م). یعتنق أکثر سکانها الدیانة الهندوسیة ویتکلمون غالباً باللغة التلغویة.

تتکون آرکات من کلمتین «آرو» و «کذو» و تعنیان باللغة التامیلیة «الغابات الست» (آسیاتیکا). و کان الجغرافیون الیونانیون علی علم بهذه الناحیة منذ القرون المیلادیة الأولی، ویشیرون إلیها باسم آرکاتوس (ن.م)، وقد ضبط ابن بطوطة اسمها بـ «هرکاتو» في القرن 8/14 (ص 602؛ حسیني، 1/64).

وفي عهد راجات سلالة تشولا (القرون 4-7ھ/10-13م) کانت هذه المنطقة من المراکز‌الدینیة والعلمیة الهامة. وقد أسست فیها مدرسة کبیرة لتدریس مختلف الفروع العلمیة (ساتهیاناتهایر، 5/240). وفي القرون الاسلامیة الأولیٰ هاجر المسلمون إلی السواحل الشرقیة من الهند عن طریق البحر، وسکنت جماعة منهم في ضواحي هذه المدینة. وقد عثر أخیراً في التنقیبات الأثریة التي أجریت في المنطقة علی 9 مسکوکات ذهبیة تعود إلی عهد الأمویین (أحمد، 2/411)، وکان هذا الجزء من المناطق الجنوبیة من الهند یتمتع بالاستقرار و الازدهار الثقافي و الاقتصادي حتی سقوط سلالة تشولا (القرن 7ھ/13م). ولکنه أصبح لفترة في أواخر القرن 13م مسرحاً للصراع بین الراجات المحلیین، ثم مکاناً للقتال بین جیوش السلاطین الخلجیة و القطب شاهیة والعادل شاهیة. وأخیراً میداناً لغارات وهجمات المراطهیین. و حتی بعد أن استولی أورنگ زیب في 1100ھ/1689م علی مناطق الدکن، کان قادة المراطهیین لایزالون یسیطرون علی هذه المنطقة، وکانوا یحتلون قلعة جِنجي في آرکات. وفي 1102ھ/1691م حاصرت جیوش المغول را جارام (ابن و خلیفة شیواجي) في هذه القلعة، وقد صمد فیها سنین عدیدة أمام قوات الامبراطور المغولي. وکان محاربو المراطهیین خلال هذه الفترة، ینقضون علی جیوش المغول من کل جانب ویحولون دون وصول الامدادات إلی تلک المنطقة. وأخیراً و في 1212-1213ھ/1798م سقطت هذه القلعة الحصینة وألحقت منطقةآرکات باسم صوبه کَرناتِک بالامبراطوریة المغولیة (سجون لال، 1/603-609) وأصبحت مدینة آرکات قاعدة لها. کان یتولی إدارة الدکن إلی ماقبل وفاة أورنگ زیب (1119ھ/1707م) أحد قواهده باسم داود خان، کما کان صوبه داراً (حاکماً) علی کَرناتِک أیضاً. وفي 1122ھ/1710م أُرسل داود‌خان إلی غجرات، فعین في 1124ھ/1712م محمدسعید المعروف بنواب سعادت‌اللَّه خان، والذي کان في بلاط داودخان، صوبه داراض علی کَرناتِک. وقد حکم النواب سعادت‌اللَّه‌خان في آرکات حتی عام 1145ھ/1732م، وکان خاضعاً لنظام الملک آصف جاه الذي أصبح حاکماً علی الدکن ثم استقل فیها. و بعد سعادت‌اللَّه‌خان خلفه ابن أخیه النواب دوست علي‌خان. و حینما قتل في الحرب التي دارت بینه وبین قواد المراطهیین (1153ھ/1740م) تولی ابنه النواب صفدرعلي‌خان الحکم في آرکات، ولکنه ما لبث بعد فترة أن قتل أیضاً في الصَراعات الداخلیة (1155ھ/1742م) و توجه نظام‌الملک بنفسه إلی آرکات وأید حکم محمدسعید بن صفدر علي‌خان البالغ من اعمرست سنوات والذي خلف أباه باسم النواب سعادت‌اللَّ‌خان الثاني، إلا أن محمدسعید قُتل بعد عامین أیضاً (1157ھ/1744م) وانتهی حکم هذه الأسرة في آرکات (کوکن، 4-6، 12-13، 85).

ینتمي النواب سعادت‌اللَّه‌خان و خلفاؤه الذین کانوا من الشیعة في الهند إلی قبیلة «النوائط» (التي یقال إن أفرادها هاجروا إلی الهند من العراق). وکانوا جمیعاً یولون الثقافة الاسلامیة اهتماماً خاصاً ومن المشجعین للشعر والأدب الفارسیین. وکانت آرکات في عهد هذه الأسرة من المراکز العلمیة والأدبیة الاسلامیة الهامة في الهند بالرغم من تعرضها لهجمات مقاتلي المراطهیین والصراعات الداخلیة. وکان المسلمون یتقاطرون إلیها من المناطق الأخری، کما ورد إلیها عدد من الشعراء والعلماء من المناطق الشمالیة في الهند. وکان النواب غلام علي‌خان شقیق سعادت‌اللَّه‌خان وابنه النواب باقر علي‌خان یقرضان الشعر بالفارسیة. وقد ترک کل منهما دیواناً. وکان زین العابدین‌خان المتخلص بـ «دیوان» و من شعراء هذه الفترة المشهورین ابن أخت سعادت اللَّه خان، وقد أولی سعادت اللَّه‌خان بناء آرکات اهتماماً کبیراً وهو الذي بنی المسجد وعیدگاه (مصلی العیدین) في تلک المدینة (کوکن، الفصل/ 1).

وبعد مقتل محمدسعید، عَیّن نظام الملک قائداً له باسم نورالدین‌خان حاکماً علی کَرناتِک، وکان قد أرسله إلی آرکات لتنظیم أمورها. وبعد وفاة نظام‌الملک (1161ھ/1748م)، خلفه ابنه ناصر جنگ علی الحکم. إلّا أن ابن أخته مظفر جنگ ثار علیه و هاجم آرکات بمساعدة حسین دوست‌خان المعروف بچَندا صاحب (ابن اخت النواب صفدرعلي)، والذي کان من النوائط، ویری أنه أحق بحکم آرکات. وقد ساندت القوات الفرنسیة بقیادة دوپلیه حاکم پوندتشري الفرنسي، چند اصاحب و مظفّر جنگ في هذه الحرب أیضاً، مما أدی إلی هزیمة أنوار‌الدین ومقتله مع جماعة من المقربین له وسقطت آرکات بید مظفر جنگ وچندا صاحب (1162ھ/1749م). سار ناصرجنگ بجیوشه من حیدرآباد مهاجماً ارکات وأسر مظفر جنگ وألقی به في السجن، وعین محمدعلی والاجاه حاکماً مکانه. وفي 1164ھ/1751م قتل ناصر جنگ، واصبح مظفر جنگ حاکما علی الدکن. فأدخل عدداً من أصحاب المناصب الفرنسیین في جیشه، ولکنه ما لبث بعد فترة أن قتل أیضاً، فعُین چندا صاحب بتدخل من القوات الفرنسیة حاکماً علی آرکات، إلّا أن المعتمد الانجلیزي روبرت کلیف احتل المدینة في 1164ھ/1751م، وسحق القوی الفرنسیة ودحر قوات چندا صاحب بما أبداء من جهود وصمود لانظیر له أمان هجماتهما. وعین النواب محمدعلي والاجاه حاکماً علی آرکات. تولی النواب والاجاه الحکم أربعین عاماً، وخاض خلال هذه الفترة ولمدة قصیرة حرباً مع مقاتلي المراطهیین وأنصارهم الفرنسیین، ثم مع حیدر علي وابنه تیبوسلطان، حاکمي میسور، مستعیناً بحکومة حیدرآباد والقوات الانجلیزیة. وحینما استولی حیدرعلي علی آرکات في 1180ھ/1766م کانت القوات الانجلیزیة في الحقیقة هي التي استردت المدینة. وأخیراً اضطر تحت وطأة الضغوط المالیة ونفقات الدفاع أن یعهد بإدارة شئون المناطق التي کانت تحت نفوذه إلی المعتمدین الانجلیز. وبعد وفاة والاجاه (1210ھ/1795م) تولی الحکم ابنه النواب عمدة الأمراء لمدة ست سنوات، وحینما توفي لم یسمح الانجلیز لابنه علي حسین‌خان تاج الأمراء أن یخلفه علی الحکم وعینوا ابن أمیر الأمراء والحفید الآخر لوالاجاه نواب عظیم‌الدولة حاکماً علی آرکات. اُقصي عظیم‌الدولة عن‌السیاسة و ادارة شئون البلاد نهائیاً وکان یقبض نفقاته و نفقات بلاطه السنویة من الانجلیز و «شرکة الهند الشرقیة». وقد فقدت آرکات استقلالها منذ أوائل حکمه. وفي 1216ھ/1801م أصبحت تلک المنطقة رسمیاً مستعمرة انجلیزیة. انتخب الانجلیز بعد عظیم‌الدولة ابنه أعظم جاه لیکون خلفاً له (1234ھ/1819م). وحینما توفي بعد 7 سنوات ولّوا ابنه الصغبر غلام عزت‌خان مکانه. ولما کان عمره أقل من سنتین فقد جعلوا عمه عظیم جاه وصیاً وثائباً عنه حتی وصل إلی سن البلوغ. وفي 1258ھ/1842م أصبح نواباً لآرکات اسمیاً، وظل یحکم بهذه الصفة 13 سنة باسم والاجاه الخامس، حتی توفي سنة 1272ھ/1856م. وبموته زال منصب نواب، وأقام الانجلیز عمه النواب عظیم جاه أمیراً لآرکات وخصصوا له راتباً شهریاً یبلغ حوالي 25 ألف روبیة. وبذلک أغلقت جمیع مکاتب ودوائر و مؤسسات الجهاز النوابي وعرضت جمیع ممتلکاته و ما یتعلق به للبیع بالمزاد العلني.

لقد کان نواب هذه الأسرة یولون الشعر والأدب والعلوم‌الدینیة أهمیة خاصة وقد بذل أنوارالدین‌خان خلال فترة حکمه جهوداً کبیرة في إعمار آرکات بالرغم من الحروب والمشاکل المختلفة التي کان یواجهها. و بنی في مدینة مدراس مسجداً کبیراً باسم «مسجد أنواري». وکان ابناه بدرالاسلام و محفوظ‌خان متبحرین في علوم القرآن والفقه والحدیث. وکانَ للنواب والاجاه ممثلین في مکة والمدینة، حیث کان ینفق في کل عام مبلغاً لتغطیة نفقات الحرمین الشریفین. کما کان علی اتصال مع حکومة الخلافة العثمانیة. وکان یمیل إلی الصوفیة وینتمي إلی الفرقة القادریة. وکان ابنه أمیر الأمراء حافظاً للقرآن و صاحب مؤلفات في تاریخ وتراجم العارفین. کما کان عمدة الأمراء علاوة علی تشجیعة اللشعراء والأدباء والعلماء یقرض الشعر ویتخلص بـ «ممتاز».وکان تاج الأمراء یتخلص في شعره بـ «ماجد». وقد ظل بلاط آرکات حتی عهد عمدة الأمراء منتدئ لأهل العلم والأدب. ولکن منذ عهد نواب عظیم‌الدولة تقرر دفع رواتب اهل العلم والکتاب عن طریق شرکة الهند الشرقیة، والتي توقفت بدورها عن دفع هذه الرواتب إلی الکتاب المعارضین للانجلیز، کما حدث لعبد العلي بحر العلوم الذي احتج علی تدخل الانجلیز في أمور البلاد فحرم من راتبه المقرر له. وکان غلام غوث‌خان أحد نواب هذه الأسرة، آخر نواب آرکات یولیَ العلوم والمعارف وتقدمها أهمیةً أکثر من غیره في هذه المنطقة، وکان نفسه یقرض الشعر بالفارسیة والأردیة ویتخلص بـ «أعظم» وقد ألف کتابین في تراجم الشعراء باسم صبح وطن (صبح الطن) و گلزار أعظم (روضة أعظم) طبع الأول منهما في 1258ھ/1842م و الثاني في 1272ھ/1856م، في مدراس، کما ألف أیضاً کتاباً في فنون الملاحة باسم سفینة النجات في أحوال الجهازات قامت بطبعه المکتبة الحکومیة للمخطوطات الشرقیة في مدراس عام 1950م، وقد أسس جمعیة أبیة ومکتبة عامة کبیرتین (کتب خانه عام مفید أهل إسلام). ومدرسة جدیدة باسم (مدرسة أعظم)، وأسس في عهده عدة مطابع مثل (کشن راج و مظهر العجایب) والعدید من الضحف بالفارسیة والأردیة مثل صبح صادق (الصبح الصادق) و جامع أخبار (جامع الأخبار) و مظهر العجایب، و جریدة روزگار (جریدة الأیام) وأعظم الأخبار و شمس الأخبار و مخزن الأخبار في کَرناتک (کوکن، 351-356).

وفي عهد نواب آرکات (1712-1855م)، أصبحت هذه المدینة أحد المراکز المهمة للشعر و الأدب الفارسي والثقافة الاسلامیة في الهند، وقد أدی اضطراب الأوضاع في الهند الشمالیة بعد وفاة أورنگ زیب و عدم الاستقرار والضعف في البلاط إلی توجه العلماء والشعراء وحتی الأمراء ورجال‌الدولة من دلهي والمدن الأخری نحو الدکن وکَرناتِک، وأصبح بلاط آرکات، کما مر، أفضل مکان لأهل العلم والأدب، وقد هاجر إلیه عدد من هؤلاء الأفراد من مناطق أخری حتی ایران کعبد اللطیف ذوقي والسید محمد واله و میراسماعیل‌خان أبجدي والسید عیدالقادر فخري وعبدالعلي بحر العلوم (شارح المثنوي المولوي). (ولمزید من التفصیل ظ: کوکن).

ومنذ أن سقطت دولة النواب بآرکات في أوائل القرن 13ھ/19م واستولی الانجلیز علی السلطة في کَرناتِک فقدت هذه المدینة مکانتها وازدهارها، وأصبحت مدارس التي غدت إحدی القواعد المهمّة لشرکة الهند الشرقیة ومرکزاً سیاسیاً و تجاریاً أکبر وأهم مدن هذه المنطقة.

من الآثار التاریخیة في مدینة آرکات یمکن الاشاره إلی قلعة المدینة القدیمة، والقصر الحکومي والمسجد و مصلّی العیدین (عیدگاه)، وضریح سعادت اللَّه‌خان و ضریح تیبومستان أولیاء

 

المصادر

آسیاتیکا، ابن بطوطة، محمد بن ابراهیم، رحله، دار صادر، دار بیروت 1384 هـ/ 1964م؛ وأیضاً:

Ahmad, Kh. Muhammad, “Calligraphy” in History of Medieval Decaan (1295-1724), ed. H. K. Sherwani, Vol. II; Husaini, S. A. O., “The Sultanate of Ma’bar” ibid, Vol. I; Kokan, M. Yousuf, Arabic and persian in karnatic (1710-1966), Madras,1974; SajunLal, K. A., “The Mughals in the Deccan”, in History of Medieval Deccan, Vol. I; Sathianathaeier, R., “The Colas”, in The History and Culture of Indian People (The Struggle for Empire). ed. R. e. Majumdar Bombay, 1966, Vol. V.

فتح‌اللَّه مجتبائي

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: