آرزاو، میناء یقع شمال غرب الجزائر علی البحر الأبیض المتسط. و یعرف هذا المیناء الصغیر حالیاً بأسماء أخری مثل «آرزو» و «آرزیو». و یلفظ البربریة آرزیو، و کان یطلق علیه قدیماً اسم آرسِناریا (وِبِستر، 80، دائرة‌المعارف الاسلامیة) و بالعربیة آرزاو. وتقع مدینة آرزاو القدیمة علی بعد 70 کیلومتراً شرق المدیة الصغیرة الحالیة بین و هران (أُران في المصادر الأوروبیة)، و مستغانم، في إقلیم سیرات السهلي الساحلي في منطقة پورتوس ماغنوس (سانت‌لو الحالیة والتي لم تزل تعرف باسم آرزاو القدیمة). و کان المسلمون یسکنون في هذا المیناء منذ القرون الوسطی. و یشیر البکري (تـ 487ھ/1094م) إلی آثار رومانیة مهجورة تحیط بها ثلاث قلاع في الجبال المحیطة بها و کانت تتخذ رباطاً. و یبدو أن هذه القلاع کانت صوامع، و تعود أهمیتها إلی أن صوامع الصوفیة ذات التحصینات العسکریة کانت نادرة علی الساحل الشمالط لبلاد البربر، و من ثم یبدو أن آرزاو کانت تتمتع بأهمیة عسکریة و دینیة. ویتابع البکري أیضاً إلی وجود الزئبق والحدید في الجبال المحیطة بها و یقول: «وإذا أرسلت النار في شجره تفاوحت منه أرواح عطرة» (ص 70).

کما ازدهرت الملاحة في هذا المیناء إثر نشاط المهاجرین الأندلسیین. وقد أمدت آرزاو عبدالمؤمن الموحدي (524-558ھ/ 1130-1163م) بالسفن لفتح أفریقیا. و یذکر الشریف الادریسي (493-560ھ/1100-1165م) ازدهارها الاقتصادي في تلک الفترة. وذکر أنها کانت مرکزاً تجلب إلیه الحنطة التي یغلها الریف المحیط بها فیسیر بها التجار و یحملونها إلی کثیر من البلاد (الادریسي، 1/271). و علی الرغم من أن حسن بن محمد الوزان الزیاتي المعروف بـ لیون الأفریقي (888-957ھ/1483-1550م) لم یذکر هذه المدینة في قائمته التي تشمل البلدان الکبیرة واصغیرة للساحل الجزائري الشمالي، إلا أن التجار الایطالیین زاروها في تلک الفترة (القرن 8 و 9ھ/14 و 15م (دائرة‌المعارف الاسلامیة ط، انجلیزي). وفي القرن 10ھ/16م خضعت آرزاو للأتراک العثمانیین و بنوا فیها تحصینات عسکریة. ثم أصبحت في تاریخ ربما یرجع الی القرن 12ھ/18م موطناً لقبائل بطّیوه البربریة التي هاجرت إلیها من جبال منطقة الریف في المغرب. و سیطر علیها الامیر عبدالقادر الجزائري (1222-13000ھ/1807-1883م). و بعد سنتین احتلها الجنرال لویس دي میشیل (1779-1845م) وأصبحت جزءاً من المستعمرات الفرنسیة بموجب معاهدة 1837م. أما آرزاو الجدیدة، فقد توسعت في ضواحي المرسی الذي أنشأه الفرنسیون عام 1863م. وتقع آرزاو الحالیة علی دائرة عرض   و 51َ شمالیة و علی خط طول   و 19َ غربي في شمالي غربي الجزائر بالقرب من مدخل أوید ماغون، و هي ناحیة تابعة لمحافظة و هران تقع علی بعد 22 کیلومتراً من شمال شرقي مدینة وهران، ویبلغ عدد سکانها 11499 نسمة بموجب إحصاء عام 1966م. وأهم حدث في تاریخها المعاصر احتلال قوات الحلفاء لها أثناء الحرب العالمیة الثانیة. ففي الفترة التي هاجمت فیها قوات الحلفاء شمالي أفریقیا نزل الجنود الامریکیون بدعم من القوة الحریة البریطانیة إلی هذا المیناء في منتصف لیلة 8 تشرین الثاني 1942 م (تشرشل، 4/510).

ویعتبر میناء آرزاو من الموانیء الجزائریة المهمة (وزارت بازرگاني [وزارة التجارة]، 18) و من المراکز النشطة اقتصادیاً في الجزائر. ویحتل معمل تکریر الغار السائل و مصفی النفط و الصناعات البترو کیمیاویة فیها أهمیة صناعیة. ویصدر الغاز السائل ألی کل من انجلترا و فرنسا من میناء آرزاو بواسطة الأنابیب الممتدة إلیه من هاسي رمل حیث بدأ استثماره في 1964م. ولاتخلو آرزاو من بعض نشاطات صیدالأ سماک. و من محاصیلها المشهورة نوع من النبات یسمی اسپارتو (الحلفاء) الذي یینمو في سواحل شمالي أفیقیا و یستخدم في صناعة الورق، و کذلک الملح الذي یستخرج من الممالح الواقعة علی بعد 11 کم جنوب المدینةف کما تصدر آرزاو محاصیل زراعیة أخری کالقمح و الشعیر (الغلات) والعنب و القطن.

المصادر

آمریکانا؛ الادریسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق، روما، 1972م، 1/271؛ بریتانیکا؛ البکري، عبدالله بن عبدالعزیز، المغرب، تقـ : دوسلان، الجزائر، 1857م؛ چرچیل، وینستون، خاطرات، تجـ : تورج فرازمند، طهران، نیل، 1361 ش؛ دائرة‌المعارف الاسلامیة؛ العربي، اسماعیل، دولة بني حماد ملوک القلعة و بجّایة، الجزائر، الشرکة الوطنیة للنشر و التوزیع، 1980 م؛ غروي، محمد، جغرافیاي آفریقا، طهران، دانشگاه تربیت معلم، 1356 ش، ص 209؛ لاروس، مادة Desmichels, Arzew؛ مایر؛ وزارت بازرگاني، (مؤسسۀ مطالعات و پژوهش‌هاي بازرگاني)، الجزایر، طهران، خرداد، 1361 ش؛ و أیضا:

Webester’s new Geographical Dictionary

جعفر شعار