الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / آراکان /

فهرس الموضوعات

آراکان

آراکان

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/5 ۲۳:۰۱:۲۶ تاریخ تألیف المقالة

آراکان، (أراکان) إحدی المقاطعات السبع لجمهوریة بورما تبلغ مساحتها 36760کم2. و تقع في أقصی المناطق الغربیة من بورما السفلی، یحدها من الشرق سلسلة جبال آراکان یوما، و من الغرب خلیج البنغال، و من الشمال الغربي بنغلادش، و من الجنوب مصب نهر اِراّوادّي. و کانت آراکان موطناً لأقوام مغولیة هاجرت تدریجیاً حوالي القرن الرابع قبل المیلاد من الصین الغربیة و هضبة التبّت إلی داخل بورما و من هناک إلی منطقة آراکان. وقاعدتها أکیاب أو (سیتوه) ومن هذه المنطقة انتشر الاسلام في بورما البوذیة. وقد کانت دولة مستقلة حتی 1199ھ/1785م ثم خضعت للاحتلال البورمي منذ 1200ھ/1786م. وانضمت في الفترة الواقعة بین 1242ھ/1826م و ربیع‌الأول 1367/ کانون الثاني 1948 إلی الهند البریطانیة ثم أصبحت جزءاً من جمهوریة بورما الفنیة بعد استقلالها في نفس السنة.

 

طبیعتها

تمتد آراکان 400 کم علی الساحل الشرقي لخلیج البنغال ابتداء من أقصی جنوب بنغلادش و حتی رأس نگرایس في منطقة باسین. وتفصلها سلاسل جبلیة عن الدول المجاورة لها کما تفصل آراکان عن سهول بورما الوسطی سلسلة جبال آراکان یوما. و تعتبر هذه السلسلة الجبلیة جزءاً من السلاسل الجبلیة الممتدة من شمالي بورما حتی رأس نگرایس، وقد ساعد وجود هذا الحاجز الطبیعي علی صعوبة اتصال آراکان ببقیة أرجاء بورما. کما تحتل الجبال والتلال معظم مساحة آراکان، و یزداد فیها تساقط الأمطار و تروی أراضیها أنهار قصیرة و سریعة الجریان یصب أکثرها في خلیج البنغال. وتبلغ أراضیها الصالحة للزراعة حوالي عشر مساحتها، وأهم محاصیلها الزراعیة الارز ثم الفواکه والفلفل الأحمر والتنباک. وتختلف آراکان عن بقیة أرجاء بورما من نواح عدیدة. و علی الرغم من أنها تشکل جزءاً من بورما – إداریا و سیاسیاً – إلا أنها لیست کذلک من الناحیة الطبیعیة والسمات الجغرافیة.

 

السکان

یقدر عدد سکان آراکان بموجب آخر إحصاء (تم قبل 1975 م) حوالي 1847000 نسمة یعیش أکثرهم حوالي میناء أکیاب. و علی الرغم من أن معظم سکان آراکان من اوائل المهاجرین البورمیین إلا أن الکثیر من الآراکانیین یرون أنهم یختلفون عن البورمیین القاطنین في أواسط البلاد. و مما یزید في حدة الشعور بالاختلاف هذا، وجود سلسلة جبال آراکان یوما. ولولا هذا العامل الجغرافي لکان من الممکن أن تزول هذه الاختلافات بین الآراکانیین و غیرهم من أبناء بورما منذ سنین. وقد أدی وقوع آراکان بالقرب من میناء جیتاکونغ البنغالي و وجود العلاقات والصلات القائمة بین المنطقتین إلی وجود عدد لا یستهان به من الآراکانیین الذین ینتسبون إلی أصول بنغالیة. ویدین أغلبیة الآراکانیین بالبوذیة (من فروع تراوادا) وتوجد بینهم أقلیّة مسیحیة ومسلمة. ویتکلم الآراکانیون باللهجة البورمیة القدیمة التي لاتختلف في حروفها و کتابتها عن کتابة لغة المناطق الوسطی من بورما. وتعتبر اللغة البورمیة من اللغات الصینیة – التبتیة. وأهم مدن آراکان هي سیتوه و ساندووي و کیایوکپیو و تیونگوب وجمیعها ساحلیة. وکانت مدینة آراکان عاصمة قدیمظ لآراکان التي تدعی الیوم میوهونغ (المدینة القدیمة) و تقع علی بعد 80 کیلومتراً إلی الشمال الغربي من أکیاب (العاصمة الحالیة لآراکان). وکانت لفترة لاترتبط بالعالم الخارجي إلّا عن طریق البحر، أما الیوم فانها تتصل بسائر أرجاء بورما بواسطة مواصلات جویة و بریة وبحریة.

 

حکومتها

کانت آراکان حتی 1199ھ/1785م حکومة ملکیة مستقلة ولکن قبل فترة من هذا التاریخ کانت الظروف الملائمة لانحطاط هذه‌الدولة و فقدان استقلالها قد توفرت تدریجیاً. وفي 809ھ/1406م لجأ نرمیکهلا ملک آراکان الی ملک البنغال المسلم إثر هزیمته أمام البورمیین. و منذ ذلک التاریخ و حتی القرن 13/19 ارتبط تاریخ آراکان بتاریخ البنغال الاسلامیة ارتباطاً وثیقاً. وقد استعاد الملک المذکور تاجه و عرشه بمساعدة القوات البنغالیة. و صار یدفع الجزیة لملک البنغال. ولم یستمر هذا الوضع أکثر من حوالي 30 سنظ فقد هاجم ابن اخیه بسوبیو البنغال و سیطر علی میناء جیتاکونغ و أصبح هذا المیناء في الفترة من حوالي 1062-1096ھ/1652-1685م جزءاً من دولة آراکان. کما استطاعت القوات البحریة الآراکانیة أن تسیطر فترة علی الطرق المائیة البنغالیة و ذلک نتیجة لسیطرتها علی جیتاکونغ والتعاون مع القراصنة البرتغالیین (الذین اشتهروا بالفرنجیین) الذین کانوا یتواجدون في القسم الشمالي من خلیج البنغال. وفي القرن 11ھ/17م قام الآراکانیون خلال مدة معینة بطرد الآلاف من البنغالیین الذین کانوا یعملون في زراعة الأرز من أراضیهم و أملاکهم. وفي 1070ھ/1660م لجأ الشاه شجاع الذي هزم أمام قوات أخیه أورنک زیب‌شاه في البنغال عن طریق البحر و تحت حمایة الأسطول الآراکاني إلی سانداتوداما ملک آراکان. وفي ذلک التاریخ اقترح المغول البنغالیون علی الملک المذکور دفع مبالغ طائلة لاسترجاع الشاه شجاع. فعرم الأخیر علی مغادرة آراکان غیر أن سانداتوداما حال دون ذلک. و إثر ذلک نشبت الحرب بین الشاه شجاع، الذي کان یتمتع بحمایة المسلمین في آراکان من جهة و القوات الآراکانیة في جهة أخری حیث قتل الشاه شجاع فیها. و ثأر شایسته‌خان ولي عهد أورنک ریب لمقتله بتدمیر بارجتین من الأسطول الآراکاني والاستیلاء علی جیتاکونغ في 1076ھ/1665م منهیاً بذلک تحرشات و اعتداءات الآراکانیین و محطّماً تفوقهم في البنغال الشرقیة (بنغلادش الیوم). وقد استمرت اعتداءات الآراکانیین و تطاولهم علی البنغال حتی القرن 12ھ/18م. وفي 1103ھ/1692م قامت مجموعة من العسکریین المسلمین الأغنیاء بالتعاون مع الأسری البنغالیین القاطنین في العاصمة الآراکانیة بانتفاضة استطاعوا علی أثرها احتلال هذه المنطقة و الحکم فیها لمدة عشرین سنة. وکان الشعراء المسلمون في البنغال أمثال دولت قاضي وسید الأول اللذین کانا ینظمان الشعر في بلاط تیري توداما و سانداتوداما یعیشان في حمایة مجموعة من هؤلاء العسکریین العاملین في البلاط. و لایزال أحفاد هؤلاء العسکریین یعیشون في نواحي منطقتي رامري و أکیباب و یعرفون بـ کمان (القوس). و یمکن أن نری الارتباط الوثیق بین الآراکانیین والبنغال الاسلامیة واضحاً و جلیاً في الألقاب الاسلامیة التي کان یتخذها الملوک البوذیون الآراکانیون لأنفسهم مثل: علي‌خان، وکلمة‌شاه في عبارات مثل إلیاس‌شاه سلطان و سِکَندرشاه و حسین‌شاه و غیرها بالاضافة إلی النقود التي کانت تنقش علیها هذه الألقاب أو کلمة‌شاه بالخط الفارسي. ولاتزال أعمال بدرالدین أولیا باقیة في الآثار الاسلامیة في مسجد سندیهکان في منطقة مروهونع وفي الخانقاهات في أکیاب وسندوي. وأشهر مقام لهذا العارف یوجد في جیتاکونغ؛ و کان أحد أولیاء و حراس الملاحین الآراکانیین والبنغالیین. کما یشاهد الیوم تأثیر الاسلام علی جوانب من حیاة البوذیین الآراکانیین حیث إنهم یجیزوا أکل لحم البقر کالمسلمین.

وألحقت آراکان بالأمبراطوریة البریطانیة في أول حرب دارت بین عامی (1240-1242ھ/ 1824-1826م) من بین ثلاث حروب وقعت في أواسط القرن 13/ النصف الأول من القرن 19 بین بورما و بریطانیا (والتي أدت بالتالي الی ضم بورما بأکملها إلی الهند البریطانیة).

وقد استقر البریطانیون الذین بدأوا بعد تأسیس شرکة الهند الشرقیة في 1008ھ/1599م بالتسلل إلی شبه القارة الهندیة، في کلکتا والبنغال الغربیة و بدأوا شیئا فشیئا باحتلال المناطق التي کان یحکمها الأمراء البنغالیون و جعلوا بالتالي من هذه المنطقة منطلقاً لتوسیع امبراطوریتهم في الهند. و بذلک وصلت حدود الممتلکات البریطانیة حتی أواخر القرن 12/ أواسط النصف الثاني من القرن 18 الی حدود بورما مما أدی الی نشوب خلافات و اشتباکات بین البورمیین و عمال بریطانیا في البنغال. وقد بدأ البورمیون الذین کانوا قداحتلوا آراکان في 1197ھ/1783م بتهدید بریطانیا في أوائل القرن 13/19 عند حدود جیتاکونغ، و کان ملکهم آنذاک آلونغ پایا الذي أسر 20000 آراکاني وساقهم معه برفقة تمثال بوذا المعروف (مهاموني). وکانت سنة 1226ھ/1811م بدایة لتدهور العلاقات و المناوشات الحدودیة العدوانیة بین آراکان و البنغال أسفر عنها نشوب حرب بینهما في 1240ھ/1824م. وانهزم البورمیون بعد سنتین من الحرب و أصبحت آراکان ناحیة تابعة للبنغال خاضعة للسلطة البریطانیة المباشرة و ذلک بموجب معاهدة سلام یاندابو في 1242ھ/1826م.

بعد الاستقلال: أصبحت آراکان جزءاً من بورما بعد استقلال الأخیرة في 1367ھ/1948م و غدت رسمیاً بموجب الدستور الجدید الذي صودق علیه في 1393ھ/1973م، إحدی المقاطعات السبع لجمهوریة بورما الاشتراکیة الاتحادیة.

 

المصادر

اینترنشنال؛ بریتانیکا؛ دائرة‌المعارف الاسلامیة (الثاني)، وأیضاً:

Bixler, norma, Burma, A Profile, London, 1971, pp. 14-15, 36-40,131-132; Yule, Henry, Mission to the Court of Ava in 1855, London, 1968, pp.214-215, 218-219.

مجدالدین کیواني

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: