الآدابُ العَربیَّةُ في القَرنِ التّاسِع عَشَر، کتاب أدبي باللغة العربیة تألیف لویس شیخو (1275-1346ه/1859-1927م) من الآباء الیسوعیین في لبنان. و قد بدأ المؤلف الذي یُعتبر مؤسس مجلة المشرق بنشر سلسلة مقالات فیها عن الأوضاع الأدبیة و الکتّاب و الشعراء في القرن 13ه/19م، وذلک خلال الفترة 1325-1328ه/1907-1910م، ثم بادر الی طبع المقالات هذه في مجلدین: مجـ 1 من 1214-1287ه/1800-1870م، بیروت، المطبعة الکاثولیکیة، ط 1، 1236ه/1908م، ط 1342ه/1924م، في 140 ص و مقدمة بصفحتین باللغة الفرنسیة؛ مجـ 2 من 1287-1317ه/1870-1900م، بیروت، المطبعة الکاثولیکة، ط 1، 1328ه/1910م، ط 2، 1345ه/1926م، في 192 ص.

وقد بدأ شیخوفي 1344ه/1925م من جدید عمله في دراسة الأدب العربي الحدیث و کتب مقالات عن تاریخ الآداب العربیة في الربع الأول من القرن العشرین (الربع الثاني من القرن الرابع عشر الهجري) نشرها في البدایة في أعداد السنتین الثالثة و-العشرین و الرابعة و العشرین من المجلة (1343-1344ه/1925-1926م) ثم تمّ طبعها تحت عنوان تاریخ الآداب العربیة في 208 ص، في بیروت عام 1345ه/1926م، وفي السنة الأخیرة، تمّ نشر مجموع الکتب الثلاثة في ثلاثة مجلّدات یشمل کل منها ثبتاً بأعلام العرب (یفصل المسلمین عن النّصاری) و المستشرقین (بالعربیة والانجلیزیة) و الأعلام الجغرافیة. أما الکتاب الثالث فقد تضمَّن ثبتاً عاماً فقط.

و تأتي أهمیة کتاب شیخو ‌في کونه المؤلَّف الوحید في اللغة العربیة في موضوعه لغایة نشره في المشرق، حیث ان تراحم فحول الشعراء والأدباء العرب کانت متوزّعة علی المقتطفات و کتب التراجم وفي بعض الأحیان في المجلات أو الکتب الخاصة بالعلوم الأخریٰ، بحیث لم یکن مفهوم «تاریخ الأدب» قد تبلور بعد في بلاد الشرق، کتاریخ الآداب الأوروبیة في القرن 13ه/19م. و لعل الأثر الوحید الذي یمکن مقارنته ببادرة کتاب شیخو وتعود لنفس الفترة، هي المحاضرة التي ألقاها کرد علي في باریس (1328ه/1910م) و التي نُشرت فیما بعد في کتابه غرائب الغرب (دمشق، 1328ه/1910م، ص 94-112). اما في أوروبا، فقد کانت هناک کتب متعددة في تاریخ الاداب العربیة (مثل هامر پورغشتال، ڤییّنا، 1272ه/1856م؛ هُوار، باریس، 1320ه/1902م؛ بروکلمان، ویمار، 1320ه/1902م؛ پیتزي، میلانو، 1321ه/1903م؛ نیکلسون، لندن، 1325ه/1907م و غیرهم). ولکن قَلَّما تَعرَّض هؤلاء المؤلفون الی الآداب المعاصرة (قا: بروکلمان، تاریخ الاداب العربیة، 2/620 ومابعد، وهو مختصر جدّاً، أُکمل فیما بعد في «ملحق» الکتاب؛ نیکلسون، تاریخ الآداب العربیة، و رغم أنه خصص الفصل الأخیر منه بعصر المغول حتی الوقت الحاضر، إلّا أنه لم یتعرض الی ما بعد الحملة النابلیونیة علی مصر). و یبدو انّ شیخو الذي کان یتقن الفرنسیة لم یهتّم بالکتب المؤلفة، في هذا المجال، باللّغات الأخری، إلّا کتاب هُوار، تاریخ الآداب الذي اقتبس منه عدة مرات.

درس شیخو في الفصلین الأول و الثاني من الجزء الأول العوامل التي أدَّت الی «النهضة» العربیة، ومنها حملة نابلیون علی مصر و ایجاد صناعة الطباعة و نشاط المدارس المسیحیة في مختلف البلاد العربیة و تأسیس الجمعیات المختلفة في الشرق و الغرب و قیام المستشرقین بتألیف الکتب في الآداب العربیة وغیر ذلک. وقد تَکَرَّرَ هذا النهج في الفصول اللاحقة وفي إطار بعض الفترات التاریخیة المعیّنة وأُشیر في خلال ذلک الی تراجم الأدباء في کل فترة. و خصص المؤلف في نهایة کل فصل جزءاً مفصلاً نسبیاً تعرَّض فیه الی المستشرقین. ولاتختلف طریقته في الجزء الثاني عن النهج الذي سلکه في الجزء الأول إلّا في تمییزه لأدباء کل بلد و بخاصة الأدبا المسلمین عن المسیحیین بشکل أوضح.

أمّا الجزء الثالث، الذي یدور حول الآداب العربیة في بدایة القرن 14ه/20م، (و یتضمّن بعض الحوادث المهمّة کالحرب العالمیة و انقراض الامبراطوریة العثمانیة و ظهور بعض الدول العربیة المستقلة و أمثال ذلک) فینقسم إلی ثلاثة أقسام، بحسب السنین، و عدة «بحوث» و «أبواب». و یبدأ کل فصل بدراسة دوافع التيوّر في تلک الفترة وینتهي بتراجم الأدباء (و جلّهم من المسیحیین، و تأثیرهم علی الآداب العربیة). أما القسم الأخیر من هذا الکتاب (البحث الثالث، ص 139-185) فیتضمّن دراسة الأوضاع الأدبیة و الکّتاب و الشعراء في زمن المؤلف. هذا و إنّ الاهتمام البارز الذي أولاه شیخو للأدباء و الشعراء المسیحیین و-نسبته الکثیر من الفطاحل الی الدیانة النصرانیة و بخاصة في کتاب شعراء النّصرانیة، (مجـ 1، العصر الجاهلي، بیروت، 1343ه/1924م؛ مجـ 2، العصر الاسلامي، بیروت، 1345ه/1926م) کانت دائماً مدعاةً لانتقاد الکتّاب المسلمین.

المصادر

وردت في المقالة.

آذرتاش آذرنوش