الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / آخوند الخراسانی /

فهرس الموضوعات

آخوند الخراسانی

آخوند الخراسانی

تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/2 ۲۱:۳۳:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

آخوند الخُراساني، الملّامحمدکاظم (1255-1329ه/1839-1911م)، فقیه أصولي و مرجع تقلید للشیعة و زعیم دیني سیاسي في عهد الحرکة الدستوریة. کان الابن الأصغر للمُلآحسین الواعظ الهراتي الذي کان یسکن مدینة مشهد، حیث وُلد هناک محمدکاظم و درس مقدمات العلوم و تزّوج فیها. و في 1277ه/1860م غادر مدینة مشهد متوجّهاً إلی سبزوار حیث بقي هناک عدة أشهر. درس خلالها الفلسفة عندالحاج الملّاهادي السبزواري (تـ 1289ه/1872م). قم غادرها إلی طهران حیث واصل فیها دراسة الفلسفة عند المُلّاحسین الخوئي و میرزا أبي الحسن جلوه (تـ 1314ه/1896م). ثم توجه في 1279ه/1862م الی النجف الأشرف و حضر درس الشیخ مرتضی الأنصاري في الفقه و-الأصول مدة سنتین و بضعة أشهر حتی وفاة أستاذه في 1281ه/1864م. و واصل دراسة الفقه و الأصول بعد وفاة الشیخ الأنصاري عند میرزا محمدحسن الشیرازي (تـ 1312ه/1894م). کما درس عند آخرین، منهم السید علي الشوشتري (تـ 1283ه/1866م) و الشیخ راضي النجفي (تـ 1290ه/1873م) و السید مهدي القزویني (تـ 1300ه/1882م).

و في 1291ه/1874م عندما توجه المیرزا الشیرازي من النجف الأشرف الی مدینة سامراء و مارس التدریس هناک، أقامَ الآخوند کالعدید من تلامذة المیرزا في سامراء مدة من الزمن، و لکنه عاد الی النجف بناءاً علی رغبة المیرزا و بدأ التدریس فیها. وکان المیرزا الشیرازي یمتدح الآخوند لفضله و یشجع الطلاب علی الاستفادة من درسه. و بعد وفاة المیرزا الشیرازي بدأ نجم الحوزة العلمیة في سامراء بالأفول؛ واتجهت الأنظار مرة أخری الی حوزة النجف العلمیة و زعیمها، حیث خلف الآخوند الخراساني المیرزا الشیرازي و اعتبر أکبر مرجع تقلید للشّیعة. وعندئذ اتجه الملماء و طلبة العلوم ‌الدینیة من جمیع بلاد الشیعة الی النجف الأشرف للحضور في حلقات درسه، و بخاصة في درس الاصول حیث کان عدد الطلاب کبیراً جداً ولم یسمع بمثل ذلک أحد حتی تلک الفترة. وقد قیل ان هذا العدد في أخر دورة دراسیة له في الأصول کان یتراوح مابین 1200-2200 تلمیذ، وبناءاً علی الروایات المختلفة فان 100-400 منهم کانوا من المجتهدین.

و في الوقت الذي کان فیه الآخوند منهمکاً بأعماله العلمیة و تربیة الطلاب و ادارة شئون الحوزة العلمیة التي کان یتألق نجمها یوماً بعد یوم، کان یُتابع الأحداث السیاسیة في ایران متابعة دقیقة. وهناک ما یشیر الی معارضته لأخذ مظفرالدین شاه قرضاً من روسیا القیصریة،وجهوده في توعیة الرأي العام بشأن مضاعفات مثل هذه الاجراءات. لکن ذیوع صیت الآخوند کزعیم سیاسي بدأ في الفترة التي کان یمارس فیها نشاطاته الجادة في حرکة الدستور. و أصبح الآخوند في مقدمة زعماء، الحرکة مع اثنین من المجتهدین الکبار المعاصرین له، و هما میرزاحسین الطهراني و الشیخ عبدالله المازندراني، و ذلک بارسالهم الرسائل و البرقیات للزعماء ‌الدینیین و السیاسیین في داخل ایران، و-اصدارهم منشورات للتوعیة وکان العلامة میرزا محمدحسین الناییني یساعد الآخوند في هذا المجال حیث ألّف کتاباً عنوانه تنبیه الأمّة وتنریه الملّة، سعیٰ فیه لتبریر النظام الدستوري من وجهة نظر الشریعة الاسلامیة و رفض حجج العلماء المعارضین له. وقد کتب الآخوند الخراساني مقدمة لذلک الکتاب أعلن فیها ان أسس الحرکة الدستوریة مأخوذة من الشریعة الاسلامیة الحقة.

وکان الآخوند و أنصاره المرافقون له ینظرون الی النظام الدستوري علی أنه وسیلة لوضع حد للظلم، و یرون أن علی جمیع المسلمین الاشتراک في هذه الحرکة. وعندما أصبح محمدعلي شاه ملکاً (1324ه/1907م) أرسل الآخوند له رسالة نصحه فیها و دعاه الی الالتزام بموازین الشریعة و العدالة و-السعي في طریق تأمین استقلال البلاد. ولکن محمدعلي شاه و علیٰ الرغم من تظاهره بتأیید الحرکة الدستوریة کان یرید أن یحکم البلاد بصورة دیکتاتوریة. وکانت النتیجة أن قصف المجلس النیابي وعندها صعَّد الآخوند من حَربه ضِدَّ الملک حتی انّه سعی للاستفادة من قدرات الایرانیین الأحرار الذین کانوا یعیشون في استانبول لدعم الصراع ضد دیکتاتوریة محمدعلة شاه. کما أنه أرسل برقیة الی «انجمن سعادت ایرانیان» (جمعیة إسعاد الایرانیین) التي أسسها مجموعة من الایرانیین الأحرار في استانبول، و ذلک عندما علم أن محمدعلي‌شاه بنوي رهن المجوهرات الملکیة مقابل أخذه قرضاً من الحکومة الروسیة، وطلب منهم فیها ان یعلنوا رسمیاً وعن طریق سفراء الدول العظمی وصحفها ان حکومة ایران و بموجب المادتین 24 و 25 من النظام الاساسي لایَحِقُّ لها مطلقاً ان تعقد أیة معاهدة أو تأخذ أيّ قرض الّا بموافقة البرلمان و ان المجوهرات الموجودة في خزینة طهران تعد الی الشعب الایراني الذي لن یعترف بأي قرض یعطی لمحمد علي شاه و لن یتحمل أیة مسؤولیة تجاه ذلک. و بعد ذلک، طلب الآخوند من الشعب الایراني ان یمتنع غن دفع الضرائب لجباة محمدعلي شاه و ان یسعی للاطاحة بحکومته، وذلک من خلال البیان الذي وقعه هو و میرزاحسین الطهراني و الشیخ عبداللَّه المازندراني. کما طالب هؤلاء الثالثة في بیان لهم الثوار المسلمین في القفقاس وتفلیس و المناطق الأخری ان یسارعوا الی مساعدة ثوار تبریز و ان یضعوا نهایة لدیکتاتوریة القاجاریین.

و تشیر وثائق وزارة الخارجیة البریطانیة الی اتفاق حکومتي روسیا و انجلترا في تلک الفترة علی ارغام الشاه من جهة علی القبول بنوع من الحکم الدستوري الشکلی بغیة تهدئة الخواطر، و العمل من جهة أخری بما في وسعهما علی إبعاد علماءالدین عن میدان النشاط السیاسي. وبالفعل فقد وجهت الحکومتان مذکرة مشترکة الی الآخوند و بقیة الزعماء الدستوریین المقیمین في العراق وطلبتا منهم إیقاف نشاطاتهم السیاسیة. کما طلبتا من زعماء الفئات المطالبة بالحکم الدستوري في داخل ایران الالتزام بالعتدال. وجاء في المذکرة ان عملیة إنهاء النشاطات السیاسیة ستعود بالنفع علی المجتهدین انفسهم. لکن العلماء لم یعبأوا بهذه المذکرة التي کانت تحمل طابع التهدید لهم، و بخاصة الآخوند الذي کان لایلین. و منذ ذلک الحین، نشرت وسائل الإِعلام الانجلیزیة موضوعات معادیة جداً للآخوند. وفي تلک الأثناء، اتّخذ علماء النجف بزعامة الآخوند قراراً بالسفر بصورة جماعیة الی ایران للاطلاع عن کتب علی کیفیة الصراع و الحرب التي یقوم بها دعاة الدستور الایرانیون و ظروف المواجهة و أوضاع زعماء الحرکة في داخل ایران. لکنهم عندما وصولا إلی مدینة کربلاء قادمین من النجف أخبروا بأن قوّات السپهسالار التُنکابُني و السردار أسعد البختیاري قد احتلت طهران و اسقطت محمدعلي شاه عن العرش.

و آنذاک، أخذ بعض العلماء الذین کانوا ینظرون منذ البدایة إلی الحرکة الدستوریة و زعمائها نظرة شک و ریبة، ینحون باللائمة علی العلماء الداعین الی الحکم الدستوري أکثر من ذي قبل. و کان منهم الآغا السید کاظم الیزدي الذي کان یسکن النجف. فقد أعلن مقاطعة الحرکة الدستوریة. أمّا الآخوند فقد انتقد بشدة أعمال الزعماء السیاسیین للحرکة، لکنه واصل دفاعه عن مبدأ الدستور. و أخیراً و لأجل الاطلاع عن کثب، و الوقوف بوجه الانحرافات؛ فقد اتّخذ الآخوند قراراً بالسفر الی ایران برفقة عدد من العلماء، ولکنه توفي فجأة في النجف. ولم یعتبر موته طبیعیاً. ولیس من المستبعد انّ عملاء الانجلیز قد دسّوا له السّم. وکان الشیخ عبداللَّه المازندراني قد أعلن في إحدی المناسبات قبل 14 شهراً من موت الآخوند بأن حیاته و حیاة الآخوند مُعرَّضتان للخطر.

وقد نال الآخوند الخراساني شهرة علمیة عظیمة، لتبّحره و-تجدیده في علم الأصول. و أهم مؤلفاته کفایة الأصول، وهو کتاب دراسي للطلاب في نهایة المرحلة الدراسیة المتوسطة في الحوزة و الذي یعتبر أساساً لمنهج المدّرسین في المرحلة العالیة لعلم الأصول. وقد کتب أکثر من 100 مجتهد حواشي وتعلیقات علی هذا الکتاب. و من طلاب الآخوند المشهورین: میرزا أبوالحسن المشکیني والشیخ محمدحسین کاشف الغطاء والشیخ محمدجواد البلاغي و الآغا ضیاءالدین العراقي و الآغا السید أبوالحسن الاصفهاني و الآغاحسین القمي و السید محمدتقي الخوانساري و-السیدعبدالحسین الحجة و السید حسن المدّرس و الشیخ محمدحسن الاصفهاني (الکُمپاني) والسیدصدرالدین الصدر و-الآغاحسین البروجردي و السیدعبداللَّه البهبهاني و السید عبدالهادي الشیرازي و السیدمحسن الحکیم و السید محمود الشاهرودي و الآغا بزرگ الطهراني.

ومن أشهر مؤلفات الآخوند، الکتب والرسالات التالیة؛ کفایة الأصول و تعلیقة علی المکاسب و دُررالفوائد في شرح الفرائد و الفوائد الفقهیة والأصولیة وتکملة التبصرة و شرح تکملة التبصرة والاجتهاد والتقلید و کتاب في الوقف.

 

المصادر

آقابزرگ، هدیّه الرازي الی المجدّد الشیرازي، تهران، میقات، 1403 هـ، ص 145؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، دارالتعارف، 1403 هـ، 9/5-6؛ ایرانیکا؛ بامداد، مهدي، تاریخ رجال ایران، تهران، زوّار، 1347-1353 ش، 4/1؛ حایري، عبدالهادي، تشیع و مشروطیت در ایران، تهران، أمیرکبیر، 1360 ش، ص 155-160 و صفحات أخریٰ؛ دانشنامۀ ایران و اسلام؛ الزرکلي، خیرالدین، الأعلام، بیروت، 1969 م، 7/234؛ کسروي، أحمد، تاریخ مشروطیت ایران، تهران، أمیرکبیر، 1356 ش، ص 730؛ کفائي، عبدالحسین، مرگي در نور، زندگاني آخوند خراساني، تهران، زوّار، 1359 ش، (مخـ)؛ مدرّس محمدعلي، ریحانة الأدب، تبریز، 1346 ش، 1/41-42؛ النائیني، محمدحسین، تنبیه الأمة وتنزیه الملّة، 1334 ش، (مخـ)؛ نجفي قوچاني، محمدحسن، سیاحت شرق، تهران، أمیرکبیر، 1362 ش، ص 474، 476.

 

محمدعلي مولوي

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: