الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / الآداب /

فهرس الموضوعات

الآداب

الآداب

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/2 ۲۲:۰۰:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

الآداب، في اصطلاح الصوفیة عبارة عن مجموعة القواعد و-التقالید و الأعمال و الواجبات التي یجب مراعاتها علی السالکین في الطریقة الصوفیة. و قد قیل في تعریف الأدب: «إنه عبارة عن تحسین الأخلاق و تهذیب الأقوال و الأفعال» (الکاشاني، 203). و بما أن الأفعال علی نوعین أفعال القلوب أو النیّات و هي باطنیة و أفعال القوالِب أو الأعمال المتعلِّقة بالظاهر فالأدیب الکامل هو الذي یَتَحلّیٰ ظاهراً و باطناً بمحاسن الأخلاق و الأقوال و النیّات والأعمال (م. ن). و من هنا، قال الخواجة عبدالله الأنصاري: «الأدب تهذیب الظاهر والباطن» (م. ن). فحقیقة الأدب، اجتماع خصال الخیر في السالک (القشیري، 140؛ الهجویري، 443) فما هي هذه الخصال؟ یجیب أبونصر السراج قائلاً: «فأکثر آدابهم في ریاضة النفس و تأدیب الجوارح و حفظ الحدود و ترک الشهوات». و بالاضافة الی ذلک، فالأدب یعني «طهارة القلوب و مراعاة الأسرار و الوفاء بالعهود و عدم إضاعة الوقت وقلَّة الالتفات إلی الخواطر المختلفة و حسن الأدب في مواقف الطَّلَب و أوقات الحضور و مقامات القُرب» (م. ن، 444-445).

و یری الهجویري أن آداب الصوفیة علی ثلاثة أقسام: «الاول، عند التوحید للحقّ عزّوجل و الآخر، أدب النفس في المعاملة و الثالث، الأدب مع الخلق في الصحبة». و هذه الأقسام الثلاثة لاینفصل بعضها عن بعض، بل ان الالتزام بأحدها یستوجب الالتزام بالآخَرَین (ص 432). و قد تحدّث نجم‌الدین کُبری عن آداب الظاهر و آداب الباطن: فآداب الظاهر هي العمل بأمور سبعة: 1. الأدب في لبس الخرقة. 2. في الجلوس و القیام. 3. في الذهاب إلی الخانقاه. 4. في تناول الطعام. 5. في الذهاب الی الولائم و المآدب. 6. في السّماع. 7. في السّفر (ص 38). اما آداب الباطن «فهي عمل آخر، و أبوابها کثیرة و مقاماتها و منازلها لاتعّدو لاتحصی». وللاطلاع علی آداب الباطن یقترح نجم‌الدین قراءة منازل السائرین للخواجة عبدالله الأنصاري، لکنه یؤکّد أن السالک لایصل الی هدفه بقراءة هذا الکتاب فقط، لأن «العمل بالعمل و لیس بالقول، و معرفة الماء لاتطفئ الظمأ» (م. ن). و یریٰ الصوفیون أن لکل مرحلة من مراحل السلوک – من البدایة الی النهایة – آداباً خاصة، حتی إن أبا حفص الحدّاد قال: «التصوف کلُّه آداب، لکلّ وقت و کلّ حال و کلّ مقام» (الکاشاني، 213). أما مصدر هذه الآداب فهوسنة النبي (ص) و سجایاه و سیرته و-أقواله و أفعاله لیس إلّا (م. ن، 208). و من هنا صَرَّحَ مشایخ الطریقة: «کمال الأدب لایصفو إلّا للأنبیاء» (القشیري، 142). و-النقطة المهمة هي انّ الالتزام بآداب الطریقة و الشریعة في جمیع مراحل السلوک شرط أساس، و حتی اذا ما وصل السالک الی أَسمیٰ مرتبة متجاوزاً حدود التکلیفَ، فلن یقبل منه في کل الأحوال عدم التقید و الالتزام؛ بل انّ أحد شروط السالک العارف، سواء کان في مرحلة السلوک أو عند نهایتها «العمل مع سمو المنزلة بما هو جدید بالناشئة» (الشبستري، 21).

و یمکن تصنیف آداب المتصوّفه کمابلي: 1. آداب الحضرة الالهیة، «فأيّ عبد کانت المحبة الالهیة في قلبه أرسخ، کان اهتمامه برعایة آداب الحضرة الالهیة أکثر» (الکاشاني، 208)؛ 2. آداب الحضرة الرسالیة، أي کمال الاقتداء بسنَّة الرسول الأکرم (ص)؛ 3. آداب المرید تجاه الشیخ؛ 4. آداب الشیخ و واجباته تجاه المرید: «فکما أن للمرید أدباً مع شیخه و هو حق الارادة، فللشیخ أباً مع المرید و هو حق التربیة» (الکاشاني، 227)؛ 5. آداب الصحبة مع الخلق؛ 6. آداب المعیشة و الحصول علی لقمة العیش، امّا عن طریق الکسب أوالاستجداء أو فتوح الحق تعالی؛ 7. آداب العُزوبیة و الزواج؛ 8. آداب السفر «علی المرید أن یسافر لثلاث فوائد: الزیارة أو لقاء المشایخ أو الریاضة» (نجم‌الدین کُبری، 37)؛ 9. آداب واجبات النفس، المتعلقة بقضاء الحاجات الضروریة للحیاة. و «الواجبات الضروریة ثلاثة أشیاء: المأکل والملبس و النوم» (الکاشاني، 270)؛ 10. آداب الجوارح، تشمل أدب اللسان و القلب و الیدین و الرجلین؛ 11. آداب الخانقاه؛ 12. آداب السماع وهو «لطف عند الأرواح لأهل المعرفة» (القشیري، 168)؛ 13. آداب الریاضة و المجاهدة؛ 14. آداب الخلوة و العزلة و الدخول في الأربعینیة.

 

المصادر

الآملي، محمدبن محمود، نفائس الفنون، تقـ : ابوالحسن الشعراني، تهران، اسلامیة، 1377-1379 هـ، 2/7-12، 38-42؛ السهروردي، ضیاءالدین، آداب المریدین، تجـ : عمربن محمد شیرکان، تقـ : نجیب مایل هروي، تهران، مولی، 1363 ش، ص 82-175؛ شبستري، محمود، گلشن‌راز، لاهور، انتشارات اسلامیة؛ القشیري، أبوالقاسم، الرسالة القشیریة، مصر، مکتبة و مطبعة مصطفی البابي الحلبي وأولاده، 1940 م، ص 140-147، 166-173؛ کاشاني، محمود بن علي، مصباح الهدایة، تقـ : جلال همائی، طهران، 1323 ش، ص 203-282؛ نجم‌الدین کُبری، أحمد بن عمر، آداب الصوفیة، تقـ : مسعود قاسمي، تهران، انستیتو ایران و فرانسه، 1350 ش، ص 120-130؛ الهجویري، علي بن عثمان، کشف المحجوب، تقـ : ڤ. آ. جوکوفسکي، تهران، طهوري، 1358 ش، ص 432-478.

 

صمد موحّد

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: