الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / الآثار الذاتیة /

فهرس الموضوعات

الآثار الذاتیة

الآثار الذاتیة

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/30 ۱۷:۰۵:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

الآثار الذاتیة، هي الأوصاف الناشئة من ذات و ماهیة الشيء و التي تمیزها عن الأشیاء الأخری. و قد استعملت کلمة «الآثار» في الفلسفة الاسلامیة في الأبواب التالیة: 1. الآثار الذاتیة مقابل الآثار العرضیة؛ 2. الآثار الوجودیة مقابل الآثار المهیّة؛ 3. الآثار العلویّة مقابل الآثار السُّفلیة. و هنا یتناول بحثنا «الآثار الذاتیة» و بناءاً علی ما مرّفان المحمولات المقوّمة لموضوعاتها و یؤدي زوالها الی ظهور نقص في ذاته و ماهیته – أي إن المحمول الذي یفتقر إلیه الموضوع في تحقق ماهیته و ذاته – تسمی الآثار الذاتیة (ابن‌سینا، الاشارات، 39). و قد عبّر الفلاسفة المسلمون أحیاناً عن الآثار الذاتیة بـ «لوازم المهیّة» والتي تقابل «لوازم الوجود» او «الآثار الوجودیة» (السبزواري، 29). و المراد من «لوازم المهیّة» أوصاف المهیّة، من حیث أنها مهیّة، لاباعتبار الوجود العیني؛ و ذلک یعني الخصوصیات التي توجب تحقیق المهیّة من حیث أن المهیّة کالزوجیة للعدد أربعة. بینما المراد من «الآثار الوجودیة» الأوصاف التي یتصف بها الشيء في تحققه العیني، حتی و لو أنها غیر قابلة للانفصال عن الشيء باعتبار الوجود العیني و التي لایمکن انفصالها عنه لاباعتبار الذات ولا الماهیة، کالحراة التي هي لازمة الوجود الخارجي للنار، و التحیر الذي هو لازم الوجود الخارجي للجسم. و اصطلاحا «الذاني» و «الآثار الذاتیة» یستعملان في باب ایساغوجي (الکلّیات الخمس) أحیاناً، و أحیاناً أخری في باب البرهان.

الف. المراد من الذاتي «في باب الکلیات الخمس الشيء الذي یکون جزءً من ذات الشيء أو عین ذاته، أي الأوصاف التي تقوم علیها ماهیة الأفراد و تتصل بها، و توجب تحقق و قوام الماهیّة؛ ککون الحیوان الناطق للانسان. و بعبارة أخری، ان المحمول الذي یدخل في حقیقة ذات الموضوع و المقوّم لماهیته یدعی «ذاتي» (السبزواري، 30). و یقابل هذا العرضي، أي المحمول الذي یکون خارج الماهیة وحقیقة الموضوع، یعني الأوصاف التي لا دخل لها في ماهیة و ذات الشيء وتکون عارضة بعد تمام الذات و کمال الماهیة؛ ککون الانسان ضاحکاً، وبناءاً علی ماورد عن ابن‌سینا: إن المعاني الکلیة التي تحمل علی الموضوع، و إذا رفعتها أوجب رفع الموضوع یُقال لها «ذاتیة» و إذا کان رفعها لایوجب رفع الموضوع فهي «عرضیة». و بناء علی ما مرفان «الذاتي» مادل علی الماهیة أو أجزاء الماهیة، و یشمل الجنس و الفصل و النوع؛ کالحیوان و الناطق فان رفعتهما أوجب رفع الانسان، و رفع الانسان یوجب رفع الأفراد و الأشخاص. و هکذا «بان اختلاف ما بین نسبة الحیوان والانسان الی الاشخاص و بین نسبة الأعراض الیها. فان نسبة الأولی اذا رفعتها أوجب رفع الشخص و أما النسبة الثانیة فنفس رفعها لایوجب رفع الشخص» (ابن‌سینا، الشفاء، المدخل، 32، 33).

و هنا توجد نقطتان هامتان: الأولی انه من الممکن أحیاناً أن یکون المعنی ذاتیاً بالنسبة لشيء ذاتي و عرضیّاً بالنسبة لشيء آخر. فالنطق الذي هو جزء مقوِّم لماهیَّة الإِنسان ذاتي في الإِنسان، و لکنه في الحیوان الذي هو قریب من جنسه یعتبر عرضیّاً. و-النقطة الثانیة: «ان الذاتي في هذا الاصطلاح لیس منسوباً إلی الذات، ذلک انه من جهة عین الذات و عین الذات لایمکن أن تُنسَب إلی نفسها» و «العرضي أیضاً لیس منسوباً الی العَرَض، ذلک ان العرضي یقابل الذاتي، و ذلک العرضي المنسوب الی العَرَض یمکن أن یقابل الجوهري» (نصیرالدین الطوسي، أساس الاقتباس، 21-22).

و لـ «الذاتي» الذي ذکر في باب الکلیّات الخمس الممیزات التالیة:

1. الأمر الذاتي غیرقابل للانفصال عن الشيء دائما و في أی شرط من الشروط، لأنه «هو الذي لایمکن رفعه عن الشيء وجوداً و توهّماً (الساوجي، 9).

2. الامر الذاتي، لایعلّل بغیر الذات، و هذا یعني أن الماهیة في الاتصاف بذاتیتها لاتحتاج الی علة مغایرة لذاتها أو خارجة عن ذاتها. فالسواد هو لذاته لون، ولایحتاج الی علّة أخری غیرذاته لتجعله لوناً: «ان السواد هو لون لذاته، لالشيء آخر یجعله لوناً، فان ما جعله سواداً جعله أولاً لوناً» (ابن‌سینا، الاشارات، 40-41).

3. الأمر الذاتي في مرحلة التعقّل و الفهم مقدم دائماً علی الماهیة أو بعبارة أخری لایمکن تصور الشيء ما لم تتصور ذاتیته أولاً: کالانسان والحیوان فحینما تفهم ما الحیوان، و تفهم ما الانسان، لایمکن أن تفهم الانسان ما لم تکن قد فهمت الحیوان قبله» (جام جهان‌نمای، 10).

4. الأمر الذاتي بَیّن الثّبوت ولایحتاج الی دلیل، أي إن اثباته ضروري للماهیة، و تصوره مقترن مع تصدیق ثبوته من أجل الماهیّة. و بعبارة أخری، إن حمل الذاتي علی الماهیة بدیهي ولایحتاج الی تعلیل، ذلک لأن ثبوت الماهیة أو جزء من الماهیّة من أجل نفس الماهیّة بدیهي؛ کان نقول الانسان انسان أو ناطق. ففي جمیع المواضع السابقة، العرضي مقابل الذاتي (السبزواري، 29). و النقطة الدقیقة الأخری، أن الأمر الذاتي یجب أن یملک کل الخاصیّات السابقة وإلّا فان جمیع الخاصیة غیرخاصیّة التقدّم في التعقّل موجودة في بعض العرضیات أیضاً، و خاصة في العرضي اللازم أو في اللوازم العرضیة: «فإن الإِتنین مثلاً لایحتاج في اتصافه بالزوجیة الی علّة غیرذاته، ولایمکن رفع الزوجیّة عنه في الوجود ولا في التوهم» ابن‌سینا، الاشارات، 41).

وقد یشتبه أحیاناً بین الذاتي و العرضي اللازم. ولذلک قال الحکماء المسلمون في الفرق بینهما «إنّ الذاتي یلحق الشيء الذي هو ذاتي له قبل ذاته، فانه من علل ماهیته أو نفس ماهیته؛ والعرضي اللازم یلحقه بعد ذاته فانه من معلولاته» (ن. م، ص 41). وللتمییز بینهما نعتمد عامة علی خاصیة التقدّم في التعقّل، (نصیرالدین الطوسي، أساس الاقتباس، 22، 24؛ الساوجي، 9).

ب. المراد من «الذاتي» في باب البرهان عبارة عن الشيء الذي یؤخذ من نفس ذات الشيء. و الذات کافیة في انتزاعه. (السبزواري، 30)، وبعبارة أخری إن اللوازم الأولی للماهیة التي هي معلول الماهیة و من جنس الماهیة تسمی ذاتیة باب البرهان. و لذلک دعوا العرضي اللازم في باب البرهان احیاناً ذاتیاً أیضاً. و کما أشار الخواجه نصیر الطوسي الی هذه النقطة فقال في بیان الفرق بین «الذاتي» في باب ایساغجي و «الذاتي» في باب البرهان: «الذاتي في هذا الموضع أعمّ من الذي قلناه في ایساغجي، فالذاتي هناک أجزاء الحدّ التي هي مقومات المحدود، و ذلک الجنس و الفصل…؛ و هنا یدعون الأعراض الذاتیة، ذاتیة أیضاً و ذلک المحمول الذي یجعل لحوقه الموضوع بحسب ذات الموضوع لابحسب أمر أعم أو أخص منه، کالحرکة الارادیة للحیوان. و علی کلّ حال، فان اللواحق التي تکون عارضة للشيء علی الاطلاق أو علی وجه التقابل یحسب جوهره و طبیعته و ذاته من المحال وجودها من غیر ذلک الشيء، و یدعونها الأعراض الذتیة لذلک الشيء (نصیرالدین الطوسي، أساس الاقتباس، 380، 381). و ذاتي باب البرهان عبارة عن المحصول الذي یؤخذ من ذات الموضوع، و تصور نفس الموضوع من أجل النتراعه کاف. و-هذا «الذاتي» غیرقابل للانفصال عن الموضوع في الوجود العیني أو الذهني، ولازم بیّن له، و ذلک لأنه یتم الحصول علی ذات الموضوع من هذه الحیثیة ولاحاجة لعلة غیرنفس الموضوع.

و الفرق الرئیس بین ذاتي باب البرهان و ذاتي باب الکلیات الخمس، ان الاولی تشتمل علی لوازم الوجود و الماهیة، بینما الثانیة محدودة باللوازم دون واسطة الماهیة. و الفرق الأساسي الآخر، لما کان ذاتي باب البرهان معلول الذات فان الموضوع یلحق به دائماً بعد الذات، بینما ذاتي باب ایساغوجي یعد علّة الماهیّة و مقوّمها، و مقدّماً علی الماهیة.

 

المصادر

ابن‌سینا، حسین بن عبدالله، الاشارات و التنبیهات، تقـ : محمود شهابی، دانشگاه تهران، 1339 ش، ص 39، 41؛ م.ن، الشفاء (المدخل)، تقـ : ابراهیم مدکور، القاهرة، 1371 هـ؛ التهانوي، محمد اعلی بن علي، کشاف اصطلاحات الفنون، تقـ : لویس اشبرنجر، کلکتا، 1862م، 1/521-524؛ جام جهان‌نماي (ترجمة ‌التحصیل لبهمنیار) تقـ : عبدالله نوراني و محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، مؤسسه مطالعات اسلامي دانشگاه مک‌گیل، 1362ش؛ الساوجي، عمربن سهلان، البصائر النصیریة، مصر، 1316 هـ؛ السبزواري ملاهادي، غررالفرائد (شرح المنطومة)، طهران، 1298 هـ؛ نصیرالدین الطوسي، محمدبن الحسن، أساس الاقتباس، تقـ : محمدتقي مدرسي رضوي، دانشگاه تهران، 1335 ش، ص 21-24؛ م.ن، شرح الإشارات، (قسم المنطق)، طهران، مطبعة الحیدري 1377 هـ، 1/39-41.

 

صمد موحد

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: