الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / آبنوس /

فهرس الموضوعات

آبنوس

آبنوس

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/30 ۰۹:۱۳:۰۰ تاریخ تألیف المقالة

آبْنوس، و تلفظ أیضاً أَبنوس و آبِنوس و آبِنوز و هي من الأصل المصری هَبِن، و في الیونانیة هِبِنُس و  في اللاتینیة اِبِنوس و في البهلویة آوانُس، و تُطلق علی عدة أنواع من الأشجار من النوع المعروف بـ «دیوسپیروس» (نوع البرسیمون) من الفضیلة الآبنوسیّة؛ و قد أطلق علی الآبنوس في بعض المصادر ساسَم و ساسَب أیضاً. و یعتقد صاحب نخبة الدهر أنه السَلَم الحجازيّ ص (208). و قد جاء في العهد القدیم (حزقیال، الاصحاح 27: الآیة 15) حیث یخاطب الربّ (یَهُوَه) مدینة صور قائلاً: «ادَّوا هدیَّتکِ قروناً من العاج و الآبنوس». و یذهب أکثر المفسرین و المترجمین الی أن کلمة هِڤنیم هذه هي هَبِن المصریة.

والآبنوس شجرة استوائیّة تنبت في القارة الأفریقیة، وکذلک في مدغشقر و الهند و  الیابان و جزر الفیلیبین وأمریکا الشمالیّة و الجنوبیّة. و أفضلها أشدّها سواداً، و توجد في سیلان و جزر الهند الشرقیّة. و تصل ارتفاع أشجار الآبنوس الی 15 متراً أحیاناً، و لون لحائها رمادي غامق، أما القلب (أي القسم المفید منها) فلونه أسود، و القشرة التي تحت اللحاء بیضاء أو رمادیة أو ذات لون قرنفلي فاتح. و قد لایکون القسم الداخلي أسود بل بُنّي اللون غامقاً، و ربما تظهر فیه عروق بُنِیّة فاتحة أو حمراء أو صفراء. و-قد جاء في تنسوخ‌نامه (نصیرالدین الطوسي، 233) و بحرالجواهر (الهروي، 11) ان الآبنوس یغوص في الماء، و یبدو أن الآبنوس المشبع هو النوع الوحید الذي یکون أثقل من الماء. و أنسجة خشب الآبنوس مفعمة بصمغ صلب بنّي اللون غامق أو أسود اللون. و ربما کان الصمغ هذا السبب في عدم تشظّیه و ملائمته للخراطة و الحفر و التنزیل. و أجود أنواع الآبنوس نوعه الأسود الذي یکون أسهل و أفضل صقلاً. و یری ابن البیطار، أن أقوی مایکون منه الحبشي الذي یمتاز بالاصلابة و الکثافة و لونه الأسود. و اذا کُسر یلذع اللسان و یقبضه، و أن وُضع علی حجر بخر بخاراً طیب الرائحة، فأما ما کان منه حدیثاً فیلتهب إذا قرب من النار لما فیه من الدسم (ص 8). و قد وصف العلماء الإیرانیون و العرب القدماء الآبنوس بأن شجره کشجر العُنّاب و أن بذره کبذر الحنّاء و ثمره کالعنب و أوراقه کأوراق الصنوبر لکنها أعرض منها. و خشبه ثمین ذو خواص طبیّة. و کل من ذکر الآبنوس منهم أشار إلی أنه من مناطق غیر ایران، فقد ورد في حدود العالم أن من جزیرة الفضة «في المحیط الشرقي» (ص 18)، و في معجم البلدان أنه من مقدیشو إلی الجنوب من الیمن (یاقوت، 4/602) و في الصیدنة أنه من الوَقواق و سواحل زنجبار و الحبشة (البیروني، 38)، باعتبارها من المناطق الغنیة بالآبنوس. أما الاصطخري فقد کان الوحید الذي قال: «و  یُحمل من سیراف ما یقع الیها من أمتعة البحر من العود و العتبر و العاج و الآبنوس… الی جمیع فارس و الدنیا کلها.» (ص 134). ولایفهم من عبارة الاصطخري هذه هل کانت سیراف نفسها غنیة بالآبنوس، أم انها کانت مرکزاً لتبادل هذه السلعة باعتبارها میناءأ تجاریاً. و-یبدو مما أورده القدماء في کتاباتهم إن الآبنوس کان یُستخدم في بعض المناطق من ایران في صنع بعض الأدوات، کالقِسّي و نُصُب السکاکین.

و قدتم استخدام الآبنوس في أوروبا خلال القرن الثالث عشر المیلادي في صنع الصنادیق الصغیرة و أدوات الکتابة و مقابض السکاکین و ألواح الشطرنج، و في أواخر القرن السادس عشر في صنع قطع الموبیلیا الکبیرة و خاصة في التصفیح (لاروس الکبیر)، و لکن یبدو ان خشب الآبنوس کان یستخدم بصورة رئیسیة في صنع الأدوات الصغیرة کملامس البیانو السوداء و الفلوت و نُصُب السکاکین و فُرَش الثّیاب، و بشکل أقل في صنع علب التجمیل. و نظراً لجودة الآبنوس و ندرته نسبیاً، و بالتالي غلاء ثمنه، فقد استُخدم بصورة عامة في صنع أدوات الزینة، و بناءً علی ما جاء في بعض النصوص التاریخیة، فقد کان یعتبر هدیة قیّمة تتبادلها الأقطار المختلفة (فخر، 147). أما استخدام الآبنوس في صنع شبکات النوافذ أو طلاء السقوف و الجدران فکان غالباً للزینة. و یبدو من الآثار الموجودة في معرض الفن الاسلامي بمصر أن خشب الآبنوس کان یُستخدم في القرنین السابع و الثامن الهجریین في عهد الممالیک بمصر في الزینة و النقوش الخشبیة في المنابر و خزانات الألبسة، و یظهر من أشارات المحققین أن الإیرانیین کانوا یستخدمون الآبنوس في التطعیم، علاوة علی العاج و العظام و الأخشاب المختلفة، و  ذلک منذ العصر التیموري علی أدنی تقدیر.و تشیر المصادر الإیرانیة و العربیة القدیمة الی الآبنوس کمادة طبیة تستعمل غالباً للعلاج. فقد وقف الأطباء و خبراء الأدویة الإیرانیون منهم و العرب علی خواص الآبنوس الطبیة من آثار العلماء الیونانیین. فیری صاحب الأبنیة أنه دواء قابض، حار، یفتت الحَصی في الکِلی، «و یزیل البثور الناجمة عن الحروق» (الهروي، 38)، و المسحوق منه یفید في جلاء البیاض الرقیق في العین». و قد أشار ابن البیطار في القرن 7ه/13م و الحکیم محمد مؤمن في 11ه/17م و العقیلي العلوي الخراساني في القرن 12ه/18م الی خواص الآبنوس الطبیة بالتفصیل، منها إزالة النفخة من المعدة و جلاء البصر و شفاء الحروق و القروح الخبیثة و قطع الدم الجاري من الجراحات الطریّة و إنبات شعر الأشفار و جلاء العشي و تحلیل الخنازیر. و قد أطلق النخاسون اسم «خشب الآبنوس» أو «الآبنوس» علی العبید السود، کما أُطلق علی النخاس اسم «بائع الآبنوس» (لاروس).

 

المصادر

ابن البیطار، عبداللَّه بن أحمد، الجامع لمفردات الأدویة و الأغذیة، بغداد، مکتبة المثنی؛ الاصطخري، ابراهیم، مسالک الممالک، تقـ : دي خویة، لیدن، 1927 م، ص 154؛ أمریکانا، مادة Ebony؛ الأنصاري الدمشقي، محمد أبوطالب، نخبة الدهر في عجائب البر و البحر، ط: أ. مهرن، لایبزیک، 1923 م، ص 130، 162؛ بریتانیکا، مادة Ebony؛ البستاني (بطرس)، دائرة‌المعارف؛ بهرامي، حسین علي، فرهنگ گیاهي، طهران، وزارت فرهنگ، 1329 ش، 1/375؛ البیروني، أبوریحان، الصیدنة، تقـ : محمد سعید و رانا احسان الهي، کراتشي، 1973، ص 18-19؛ الجرجاني، سیداسماعیل، الاغراض الطبیة والمباحثات العلائیة، طهران، بنیاد فرهنگ ایران، 1345 ش، ص 613؛ جودائیکا، مادة Ebony؛ حدود العالم، تقـ : منوچهر ستوده، طهران، طهوري، 1362 ش، دانشنامۀ ایران و اسلام؛ الطوسي، نصیرالدین محمدبن محمد، تنسوخ نامۀ ایلخاني، تقـ : محمدتقي مدرس رضوي، طهران، اطلاعات، 1363 ش؛ عقیلي خراساني، محمدحسین، مخزن‌الأدویة (القرابادین الکبیر)، طهران، محمودي، ص 44-45؛ فخر مدبّر، محمدبن منصور، آداب الحرب والشجاعة، تقـ : أحمد سهیلي خوانساري، طهران، اقبال، 1364 ش؛ فونک و واگنال؛ القزویني، زکریا بن محمد، آثار البلاد، بیروت، دار صادر، 1380ه، ص 520؛ لاروس الکبیر، مادة Ebene؛ لغتنامۀ دهخدا؛ لغتنامۀ فارسي؛ مؤمن تُنکابني، محمد، تحفة المؤمنین، طهران، محمودي ص 32-33؛ نیوستاندارد، مادة Ebony؛ هروي، أبومنصور، الأبنیة عن حقائق الأدویة، تقـ : أحمد بهمنیار، دانشگاه طهران، 1346 ش؛ هروي، محمدبن یوسف، بحرالجواهر، طهران، 1288 هـ، وزارة الثقافة، معرض الفن الاسلامي في مصر، القاهرة، 1969 م، ص 291، 321-323؛ یاقوت الحموي، أبوعبداللَّه، معجم البلدان، تقـ : فردیناند ووستنفلد، لایبزیک، 1862-1870 م؛ و أیضاً:

 

The New Caxton; Pope, Artur Upham, A Survey of Persian Art, Tehran, Sorush Press, 1977, VI/2625.

 مجدالدین کیواني

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: