اللعب بذیل الأسد / کاظم موسوي بجنوردي

1447/1/24 ۱۱:۲۹

اللعب بذیل الأسد / کاظم موسوي بجنوردي

نحن الإیرانیین، من أبناء أي لغة أو أثنیة أو دین أو مذهب، علینا أن نتضامن و نقف صفا واحدا ضد العدو الصهیوني المعتدي الفاقد للقیم الأخلاقیة، ، و ندیر هذه الحرب المفروضة عملا بواجبنا الوطني، و بذلک نردّ علی الزمرة الإسرائیلیة الإرهابیة ردّا ساحقا حتی لاتلعب بذیل الأسد مرة أخری.

دبا: کنت في أیام شبابي متأثرا بالعالم الثنائي القطب و نفوذ الأفکار الیساریة السائدة وقتذاک. إن الحرکات المناهضة للاستعمار کانت قائمة في مناطق کثیرة من العالم. کما أن کثیرا من الدول الإسلامیة کانت تشهد تنامي الحرکات الإسلامیة بهدف إحیاء الإسلام و مقارعة النفوذ الثقافي ـ السیاسي للغرب. فکنت أنظر إلی العالم الغربي و نموذج التنمیة الغربیة بنظر سلبي، شأني شأن کثیر من الناس في أرجاء المعمورة. مضت سنوات عدیدة حتی أدرکت أن الفکر الغربي لیس کله باطلا ، بل ینطوي علی الکثیر مما یستحق الاهتمام. و أننا کإیرانیین و کمسلمین، مطلوب منا أن نتعامل مع العالم الغربي في الوقت الذي یجب علینا أن نحافظ علی استقلالیتنا أیضا. الیوم، لایساورني أدنی شک في أن مناوءة الغرب تتعارض مع المصالح الوطنیة الإیرانیة. لکن، أن ترید دولة إسرائیل ـ دمیة الامبریالیة الأمریکیة ـ الاعتداء علی إیران، فهذا قصّته تختلف، و یجب معاقبتها بشدة.

نحن الإیرانیین لم یکن بیننا و بین الیهود أي تعارض علی مر التأریخ. بل کنا نحترمهم. إلا أن الحکومة الإسرائیلیة الحالیة التي ربما هي أکثر الحکومات تطرفا و صلافة علی مدی تأریخ هذا الکیان، قد سوّلت لها نفسها أن تمدّ یدها الملطخة بالدماء إلی أرض إیران بعد أن وضعت صورا أبوکالیبسیة عن غزّة أمام أعین العالم من خلال ارتکابها أبشع  الجرائم المروعة طوال التسعة عشر شهرا الماضیة.

لقد کان هؤلاء قوما مبعثرین شتاتا في مختلف أرجاء المعمورة فالتفّوا حول الفکرة الصهیونیة المصطنعة حسب تصوراتهم الواهیة، ظانّین أنهم قادرون علی مواصلة حکمهم علی الأراضي المحتلة في ظل دعم الولایات المتحدة و الدول الأوروبیة دون أن یضعوا في الحسبان مشاعر المسلمین تجاه فلسطین و القدس. فلم ینتهبوا إلی واقع کونهم متموقعین في قلب العالم الإسلامي، الأمر الذي کان یفرض علیهم أن یتصرفوا علی غیر هذا النمط. کان علیهم أن یضعوا نصب أعینهم مصیر الإمبراطوریة البیزنطیة التي استقرت خلال مرحلة من الزمن و بشکل تدریجي في داخل العالم الإسلامي. لکنها قد سقطت علی ید المسلمین في نهایة المطاف. فکیف بإسرائیل التي لاتقارَن بالإمبراطوریة البیزنطیة، و قد اختارت طریق شن الحرب علی العالم الإسلامي.

أما نحن الإیرانیین، من أبناء أي أثنیة و لغة و دین و مذهب کنا، علینا أن نتضامن و نقف صفا واحدا ضد العدو الصهیوني المعتدي الفاقد للقیم الأخلاقیة، و ندیر هذه الحرب المفروضة علینا عملا بواجبنا الوطني، و ذلک بغض النظر عن کل ما یوجد فیما بیننا من خلافات و قضایا داخلیة ـ و التي یجب معالجتها و حلها في الوقت المناسب بالتأکید.

و بهذه الطریقة نتمکن من أن نردّ علی الإرهابیین الإسرائیلیین ردّا ساحقا لکي لاتسول لهم أنفسهم اللعب بذیل الأسد أبدا.

کاظم موسوي بجنوردي ـ  رئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری

22/6/2025م

أکتب رأیك
تعليقات المستخدم

عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.

تقرير

الروابط

الأخبار المرتبطة

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: