آیة الله محقق داماد: باسم الدین، اشتعلت نیران الحرب و إراقة الدماء في الشرق الأوسط

1444/8/14 ۱۲:۲۳

آیة الله محقق داماد: باسم الدین، اشتعلت نیران الحرب و إراقة الدماء في الشرق الأوسط

صرح رئیس مجموعة الدراسات الآسلامیة بمعهد العلوم/ آیة الله الدکتور سیدمصطفی محقق داماد بأن البشر قد سار تلقائیا باتجاه الشرک بسبب التفسیر البعید عن الواقع و التفکیر المنحرف و الانطباع الخاطئ عن الدین، و قد حارب الآخر باسم الدین. کما أن الحرب و سفک الدماء و قتل النفوس قد اشتعلت نیرانها الیوم في الشرق الأوسط، و ذلک باسم الدین و تحت عنوانه.

عصر یوم الأحد الموافق 2022/6/19 م أقیم في مقر معهد العلوم، و بحضور آیة الله الدکتور سیدمصطفی محقق داماد، المؤتمر الإعلامی للدورة السادسة لندوة الجمعیة العلمیة الإیرانیة لدراسات السلام التي تنعقد علی صعید دولي تحت عنوان "الدیانات و تحقیق السلام في الألفیة الثالثة؛ الإمکانیات المتاحة و التحدیات".

و خلال هذا الاجتماع، صرح آیة الله محقق داماد قائلا: إن دراسة الدیانات الإبراهیمیة ـ التوحیدیة تؤدي بنا إلی نتیجة هي أن الهدف الرئیسي للدیانات الإلهیة تتمثل في تحقیق السلام و الاستقرار و الوداد بین أبناء البشر. و إذا أردنا أن نلخص رسالة أنبیاء الله في هذا الکون، فهي تتلخص ـ بعد تعلیم التوحید ـ في إقامة السلام و الوداد.

و أضاف قائلا ...: بل حسب رأیي هناک ترابط بین هذین الموضوعین. أي أن هناک تلازم بین التوحید و بین تحقق السلام و الوداد فیما بین أبناء البشر.

و بیّن رئیس مجموعة الدراسات الإسلامیة بمعهد العلوم أن التأریخ یشهد أن أول حرب وقعت بین  أبناء الإنسان کانت ناتجة من الشرک، مؤکدا بأنه عندما یؤمن کل واحد بإله خاص له و یرفض إله غیره، فذلک بدایة للنزاع و إراقة الدماء. و علی هذا الأساس، أنا شخصیا أری بأنه إذا تطلعنا إلی السلام و الاستقرار للبشریة کهدف سامٍ، علینا أن نحاول تحقیق مفهوم التوحید و نقدم التوحید للبشریة.

و استطرد قائلا: إن تحقیق السلام و الاستقرار و الوداد بین أبناء الإنسان کان الهدف الرئیسي لأنبیاء الله. لکننا نری بأن تفسیر الدین بوجه بعید عن الواقع مع التفکیر المنحرف و الانطباع الخاطئ عن الدین، قد دفع أبناء البشر ـ مع الأسف ـ نحو الشرک و محاربة الآخر باسم "الدین".

و أکد آیة الله محقق داماد بأننا نشهد الیوم اشتعال نیران الحرب و إراقة الدماء في منطقتنا ـ في الشرق الأوسط. و المؤسف أن ذلک یتم باسم الدین و تحت مظلة الدین. بینما أن کل ذلک ناتج عن التفکیر المنحرف و التفسیر الخاطئ و الفهم الغلط عن الدین.

و صرح قائلا: إنني من خلال کلامي هذا أقصد بوجه عام الدیانات الإلهیة ـ بما فیها المسیحیة و الیهودیة و الإسلام. لأن هذه الدیانات الإبراهیمیة الثلاث کلها جاءت لنشر التوحید. فمن أجل هذا الهدف المقدس رفع إبراهیم علیه السلام عقیرته لغرض تکریس التوحید، کما أن الدیانات الإبراهیمیة الثلاث جاءت لتحذو حذو إبراهیم علیه السلام في هذا الاتجاه. فما کان من المتوقع أصلا أن تقوم فیما بینها حرب و إراقة دماء. إلا أننا نری ـ مع الأسف ـ کم من حروب و قتل للنفوس وقعت علی مر التأریخ!

و أشار آیة الله محقق داماد إلی أن ظاهرة "رهاب الدین" کلها الیوم حصیلة الأفکار الدینیة المنحرفة، مؤکدا بأن : الدین بشکله الصحیح ینطوي علی الجاذبیة. و الفهم الصحیح عن الدین یجذب قلوب الناس، و القلب السلیم ینجذب و ینجرّ إلی صحیح الدین.

و أضاف قائلا: إن القرآن الکریم یقدّم الله تعالی إلها له الأسماء الحسنی، أي له أسماء جمیلة. لکن، هل تعلمون ما هو أجمل أسماء الله تعالی؟ إنه تعالی یذکر في سورة الحشر بأن "السلام" هو من أسماء الله. و هو من أسمائه الجمیلة. و تأتي الصفات الإلهیة کلها علی ضوء "السلام". و السلام یعني الصلح و الوداد و الاستقرار.

و قال آیة الله محقق داماد: إن الإسلام عبارة عن إسلام خاص هو الإسلام المحمدي، و إسلام عامّ هو الإسلام الإبراهیمي. حیث إن القرآن الکریم قدّم إبراهیم علیه السلام بصفته "مسلما". و قال إبراهیم علیه السلام أن دینه هو الإسلام. و قدّم نبي الإسلام نفسه أنه یتبع إبراهیم علیه السلام. مما یعني أن الإسلام هو دین الاستقرار و الوداد و السلام و الإخاء.

و أکد آیة الله محقق داماد أن تحقیق السلام و الوداد في المجتمع البشري المعاصر یُعدّ واجبا مهما و خطیرا، و أضاف قائلا: إنه من واجب کل إنسان من ذوي القلم و البیان و الثقافة أن یفکّر بالسلام و یحرص علی تحقیقه و تعلیمه في مجتمعه، و أن ینشر فکرة السلام و الحرص علیه و التوجه إلیه. لابد أن تتمثل القیمة السامیة في السلام و الوداد. لأنه بموجب ما ورد في القرآن الکریم، السلام من جانب الله، و یقف ضده الشیطان. " إنما یرید الشیطان أن یوقع بینکم العداوة و البغضاء".

و أضاف رئیس مجموعة الدراسات الإسلامیة في معهد العلوم قائلا: إن الشیطان یأتي بالعداوة و البغضاء و الله هو السلام و الوداد. الشیطان مصدر العداوة و الله مصدر السلام و الوداد. و إذا کان الأمر کذلک، تقع مسؤولیة جسیمة علی عواتقنا جمیعا. فإننا ـ مِن أهل القلم و الکتابة کنّا أو من أهل الکلام و البیان ـ یجب علینا أن نستخدم القلم و البیان لندفع مجتمعنا نحو السلام و الوداد و الوفاق و المودة.

و أکد آیة الله محقق داماد بأن تعاطي الآراء و الأفکار من قبل الباحثین و المفکرین في مجال الدین بهدف إیجاد آلیات مشترکة و وضع خطط جماعیة للتوصل إلی سلام عالمي، من شأنه أن یوفر أرضیة ملائمة للتعایش السلمي فیما بین المجتمعات علی الصعیدین الإقلیمي و الدولي من جهة، کما یمکن لذلک أن یمهد لإیجاد حلول مشترکة للتصدي أمام التهدیدات و أمام ما یزعزع الأمن في العالم من جهة أخری.

و قال السکرتیر العلمي للدورة السادسة لندوة الجمعیة العلمیة الإیرانیة لدراسات السلام: إن الجمعیة العلمیة الإیرانیة لدراسات السلام، التي کانت خلال السنوات الأخیرة سباقة في مجال توفیر الأرضیة الملائمة للحوار و تبادل الأفکار فیما بین الباحثین في الحقل الدیني و کذلک النخب الفکریة من مختلف الدیانات بهدف نشر و تکریس السلام؛ سوف تقیم الدورة السادسة لندوتها السنویة تحت عنوان " الدیانات و تحقیق السلام في الألفیة الثالثة؛ الإمکانیات و التحدیات" و ذلک في الفترة من 18 إلی 19 ینایر عام 2023م، و بحضور مفکرین  یشارکون فیها من ثماني دول مختلفة.

و في الختام، أکد قائلا: إن الهدف من إقامة هذه الندوة، هو إیجاد خطاب علمي حول توجه الدیانات نحو السلام المستدام، و دعوة الباحثین و المفکرین في المجال الدیني إلی التأمل في موضوع السلام و عدمه في عالمنا المعاصر، و التعارف و التواصل فیما بین المفکرین و الباحثین في الحقل الدیني في مختلف الدول، و إیجاد آلیات لتحقیق السلام في المجتمعات المعاصرة علی أساس التعالیم الدینیة.

المصدر: معهد العلوم

أکتب رأیك
تعليقات المستخدم

عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.

تقرير

الأخبار المرتبطة

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: