مرکز دائرة المعارف الإسلامیة أصدرت: کتاب " الحروب الصلیبیة "

1443/12/12 ۱۵:۰۴

مرکز دائرة المعارف الإسلامیة أصدرت: کتاب

أصدر قسم النشر بمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری (مرکز الدراسات الإیرانیة ـ الإسلامیة) کتاب "الحروب الصلیبیة" لمؤلفه عبدالله ناصري طاهري

دبا: أصدر قسم النشر بمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری (مرکز الدراسات الإیرانیة ـ الإسلامیة) کتاب "الحروب الصلیبیة" لمؤلفه عبدالله ناصري طاهري.

في جزء من مذکرته التي وضعها في مستهل هذا الکتاب، أشار کاظم موسوي بجنوردي إلی ما یلي: " الحقبة التأریخیة المشهورة بـ "الحروب الصلیبیة" هي من أشهر المحطات التأریخیة بین الشرق الإسلامی ـ العربي و بین الغرب المسیحي عبر القرون الماضیة. فقد دأب طرفا النزاع علی توسیع ساحة الصراع بینهما لیغطي المعتقدات و المذاهب و الکتب و الرسائل و کل المواد الإعلامیة و الدعائیة، شأنه شأن أي حادث مهم آخر استمر علی هذا المستوی لأمد طویل. حیث یمکن ملاحظة آثار تلک الصراعات و المعارک لیس في ما بقي لدی الطرفین من کتابات تأریخیة فحسب، و إنما بین ثنایا الکثیر من الآثار التذکاریة التي ترکته تلک القرون و الحقب. إلی درجة أن هناک من یری في عصرنا الراهن بأن الحروب الصلیبیة لم تتوقف بعد. و قد صار مثل هذا الرأي ترتفع لُهبه في المجتمعات الحدیثة من کلا جانبي الصراع بین فینة و أخری. و مع أن دراسة حقبة الحروب الصلیبیة ظلت موضوع کثیر من الأبحاث و الدراسات في الشرق و الغرب، و تم تألیف و نشر آثار کثیرة في هذا المجال بمختلف اللغات، لکنه یجب الاعتراف بأن البحوث و الدراسات المکتوبة في هذا المجال بالفارسیة لازالت قلیلة."

لقد سجّل مؤلف الکتاب في مقدمته ما یلي: " تشکل الحروب الصلیبیة ورقة نصفها صفراء و نصفها ذهبیة تضم تأریخ أوروبا المسیحیة و حوض البحر الأبیض المتوسط الإسلامي. تلک الحروب التي بررها رؤوس الکنیسة الغربیة استنادا إلی نصوصهم المقدسة، و مثّلها الفرسان المقاتلون الخاضعون لأمرهم هربا من الأزمة الداخلیة. و نُشبت هذه الحروب علی خلفیة فکرة "الموت من أجل المسیح" حسب تعبیرمؤرخ الحروب المعاصر "بالدریک دویلي"، حیث تحولت هذه الفکرة إلی صورة جمیلة لدی المسیحي و هو یحمل شارة الصلیب علی صدره. إن تلک الحروب، و کما یقول "إدوارد غیبون"، أبادت ثروات أوروبا الغربیة کما أزهقت أرواح أناس کان لهم أن یعیشوا في علاقات ودیة مع العالم الإسلامي. و یری هذا المؤرخ البریطاني نفسه، أن تلک الحروب المستقاة من التفکیر المسیحي السائد في العصر الوسیط، لم تعدُ عن کونها خرافة محفوفة بالذنب و المعصیة. و أن المقاتلین الصلیبیین کانوا جهلة غرّر بهم وَهمُ القداسة. إلا أن تلک الحروب و السجالات العسکریة و التقلبات السیاسیة و الاقتصادیة التي تخللتها، قد أثّرت تأثیرا کبیرا في إنتاج الخطاب الحربي و الحماس القتالي علی الصعید الأوروبي، حیث جعلت روح الصلیبیة نشطة حیة: «سواء أکانت هناک "صلیبیة في الهدوء و الاستقرار" مما تبلور في سلوک الامبراطور الألماني/ ولهلم الثاني في 31 أکتوبر عام 1898م في القدس ـ حسب تعبیر الناقد البرلیني "الفرید کرر" ، أو کانت "صلیبیة في الصخب و الضجیح" مما یمکن مشاهدته في الساحة الأوروبیة إثر قیام سموئیل هنتینغتون بعرض نظریته المعروفة بـ "صراع الحضارات". هذه النظریة التي جاءت امتدادا لمبدأ "عنف المسلمین" المطروح من قبل برنارد لویس، لیشکل منظومة من رهاب الغیر (رهاب الإسلام)، فأحدث أخدودا غیرمنسجم مع الواقع في ساحة العلاقات بین الأدیان التوحیدیة، حسب التعبیر الجمیل الذي جاء به إدوارد سعید. لقد جاء منظّرعنفٍ، علی شاکلة هنتینغتون، فأعاد دراسة الخطاب التأریخي المشبَع من الجهل في الساحة الغربیة معتمدا علی عنصر الثقافة، لیتم إحیاء ثقافة الاحتلال و الاستیلاء. و هذا ما تابعه الصلیبیون قبل حوالي ألف عام بهدف السیطرة التامة علی تجارة البحر الأبیض المتوسط و تنصیر شرق هذا البحر بالکامل و عولمة المسیحیة. و قد تذرعوا بأن المسیحیین الساکنین في شرق المتوسط یعانون من الاضطهاد و الأذی. و کان ذلک زعما باطلا، حیث رفضه رفضا قاطعا باحث الحروب الصلیبیة المعاصر/ کلود کاهن الذي یری بأن: " العالم الإسلامی (آنذاک) کان متعدد العقیدة، و محتضنا أتباع سائر الدیانات الإلهیة في ظل تعایش سلمي أصبحنا الیوم نبحث عبثا عن مثیل له في سائر المجتمعات". و قد أصبحت إعادة قراءة الخطاب الصلیبي تعم العالم کله بفعل حادث الحادي عشر من سبتمبر (الذي مازال بعض جوانبه في هالة من الغموض، و لا شک أنه صحّ تسجیله في التأریخ کجریمة کبری باسم الأصولیین الإسلامیین، و علی أثره تم إحیاء الضجة الصلیبية و معاداة الإسلام في الساحة الأوروبیة، مما دفع بالشاب النرویجي / أندریه بریویک الملقب بفارس المعبد إلی إزهاق أرواح عشرات من المسلمین). و کان لإعادة قراءة الصلیبیة خلفیة أخری هي "محوریة أوروبا" و " التفوق الغربي" و هما من المقولات التي اشتهر أمثال هیغل بإعادة إنتاجها حیث یحاولون الإیحاء بأن کل ما في التأریخ من التحدیث و الإبداع هو من الغرب، و أنه لیس هناک ما یسمی بالحضارة الإسلامیة. بینما ورد في هذا الکتاب نفسه أن تواجد المسیحیین الصلیبیین في شرق البحر الأبیض المتوسط لمدة مأتي عام، کان بمثابة هدیة کبیرة تلقتها أوروبا التي کانت مدینة للأندلس و الصقلیة بما أخذته منهما، والذي شکل أساسا للحضارة الأوروبیة اللاحقة.

إن کتابة تأریخ الحروب الصلیبیة استأثرت بمساحة واسعة علی الصعید الأوروبي. لکن الکتب التي ظهرت أیام الحروب نفسها، و کما قال کلود کاهن، جاءت في أجواء ملیئة بالنزعات و الأهواء النفسانیة مما لا یتناغم مع الدراسات و الأبحاث العلمیة. هذه النظرة ظلت قائمة کتذکار من العصر الوسیط و لاتزال مستمرة إلی عصرنا الراهن. حیث تعکس هذه الکتابات ما کان لدی مؤلفیها من أفکار و مشاعر و أحاسیس، و هي تقدم قراءة معینة عن الحروب. إن الحروب الطویلة الأمد التي وقعت تحت اسم الصلیب، تشکل ظاهرة تأریخیة ألقی خلالها الجهل بظلاله علی الواقع العلمي. و علیه یجب الإذعان بأن الحروب الصلیبیة مازالت بحاجة إلی دراسات و أبحاث جدیدة، رغم ما تحقق في مجال کتابة التأریخ من تقدم ملحوظ خلال الفترات الأخیرة. في العصر الراهن، حاول الیهود تحویل رجال الحروب الصلیبیة و تأریخها إلی محمل لمشروعهم الوطني القومي. و النموذج البارز في هذا المجال، هو البحاثة الیهودي الإسرائیلي المشهور في مجال التأریخ "جوزیه براور". فهذا الرجل الذي کان قد فقد أسرته و أمه في خضمّ الحرب العالمیة الثانیة و خلال أحداث المحرقة (الهولوکاست)، اندفع إلی ساحة التأریخ و الحروب الصلیبیة بوجه خاص، و ذلک بناء علی نصیحة عالم التأریخ البریطاني/ ریتشارد کویر. و إذا رأینا الیوم أن الباحثین الیهود في مجال التأریخ یحرصون علی المغالاة في إبراز دور الیهود في تلک الحروب، فهو من ثمار عمل هذا الشخص.

"السبب الرئیسي لنشوب الحروب" هو الآخر من التحدیات الجدیدة في کتابة تأریخ الحروب الصلیبیة. کأن یقال بأن العامل الرئیسي في نشوب تلک الحروب هو أن الامبراطوریة الرومانیة الشرقیة طلبت مساعدة البابا و الکنیسة الکاثولیکیة الغربیة ـ کما نجد بیترفرانکوین، و هو أستاذ التأریخ بأکسفورد،  یبدو مصرّا علی إثبات ذلک في مؤلَفه الجدید تحت عنوان الحرب الصلیبیة الأولی (مع قلة من یذهبون إلی هذا الاتجاه بالطبع). أو أن هذا الحشد العظیم للفرسان و رعاع الناس في أوروبا عند نهایة القرن الحادي عشر المیلادي، سببه لم یکن مقصورا علی مساعدة و دعم الإمبراطوریة الرومانیة الشرقیة، کما یشهد بذلک ما ورد في کلمة البابا أوربان الثاني أمام منتدی کلیرمون، حیث یوافق المؤرخون القدماء و الجدد علی هذا الرأي.

و لاشک أن حادث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م تحول إلی منعطف في التفکیر و الخطاب الخاصین بالحروب الصلیبیة. الأمر الذي أکّد ضرورة مزید من التمعّن في فلسفة الحروب. کما ساهم في تسلیط مزید من الضوء علی الروابط الماضیة و الراهنة بین الإسلام و المسیحیة. و في هذا المجال، کان الدور الأکبر للمؤرخ البریطاني الشهیر/ جاناثان ریلي سمیث. فکتابه المعنون بـالحروب الصلیبیة، الإسلام و المسیحیة الذي صدر بعد تدمیر البرجین في نیویورک بسبع سنوات، شکل إعادة إنتاج خطاب جدید ینبني علی أساس أن الأوروبیین قد خصصوا للحروب الصلیبیة نمطا أدبیا خاصا و عملوا علی حرف التأریخ من خلال التلاعب بالألفاظ و الکلمات. و قد ذکر بصراحة بأنه: " یجب ألانأمل في أن نکون قادرین علی فهم و مواجهة من یبغضوننا إلی هذه الدرجة (أي المسلمون)، إلا بالتعرف علی نمط تفکیرهم. و هذا یتطلب منا أن نفتح عیوننا علی حقیقة الواقع الذي کنا نحن فیه بالماضي و لیس الأوهام الذي نتخیلها."

الکتاب الذي بین أیدیکم، و الذي یضم شرحا تفصیلیا حول المدخل الصلیبي للحروب، بعید عن عملیة التحلیل و البحث. و قد اهتم الکاتب بتحلیل الموضوع في سائر المؤلفات ذات الصلة. إلا أن الاهتمام بهذا المقطع من تأریخ الإسلام و المسیحیة ضروري للغایة بالنسبة للإیرانیین. و ذلک لأسباب عدیدة: منها الثورة الإسلامیة في إیران التي ساهمت في تعزیز الإسلام السیاسي من جهة و زادت من حدة رهاب الإسلام [ أو التخویف من الإسلام] في الغرب من جهة أخری، و کذلک الدور الکبیر الذي لعبه الإیرانیون ـ صلاح الدین الأیوبي، و فخرالدین یوسف الجویني، وأحمدیل بن إبراهیم حاکم مراغه ـ في تلک الحروب، بالإضافة إلی ما ترکت تلک الحروب في الأرض الإسلامیة من آثار و تداعیات، و قد تطرقتُ إلی ذلک أیضا."

تم تألیف هذا الکتاب في ثلاثة فصول: الفصل الأول عنوانه " أسباب و خلفیات الحرب في العالم الإسلامي" و یشتمل علی العناوین الفرعیة التالیة: في أوروبا، الدور الصلیبي في الحروب، حج و زیارة بیت المقدس، تعالیم التوبة و الغفران، تعالیم الجهاد و الحرب المقدسة، الاتجاه الفکري الألفي، الأسباب المادیة و الاقتصادیة للحروب.

و عنوان الفصل الثاني هو: "الحروب الثمان" و یشتمل علی العناوین الفرعیة التالیة: التوجه نحو الشرق (الحرب الصلیبیة الأولی)، الجیش الصلیبي المنظم یتجه نحو الشرق، نیقیة: نقطة الانطلاق، الإمارة الصلیبیة الأولی في رها، أنطاکیة (الأمارة الصلیبیة الثانیة)، الانطلاقة صوب المرکز و تأسیس الدولة المرکزیة، الشیعة و الحروب الصلیبیة، علماء المسلمین و الحروب الصلیبیة، الحکم الصلیبي في البقاع الشرقیة للبحر الأبیض المتوسط، الفصائل العسکریة في الأراضي المحتلة، الحرب الثانیة، حطّین و المعرکة المصیریة، الحرب الثالثة، الحرب الرابعة، الحرب الخامسة، الحرب السادسة، الحرب السابعة، الحرب الثامنة. أما الفصل الثالث فعنوانه: "آثار و تداعیات الحرب" و یضم العنوان الفرعي التالي: آثار و تداعیات الحروب الصلیبیة علی مدی الخارطة الجغرافیة الإسلامیة.

تم طبع کتاب " الحروب الصلیبیة" في 114 صفحة، بقیمة 185 ألف تومان إیراني، عدد النسخ المطبوعة: 200 نسخة.

و لمن یرغب في اقتناء هذا الکتاب، مراجعة معرض مبیعات قسم نشر المرکز، و عنوانه: طهران، نیاوران، کاشانک، المبنی رقم 210

أو مراجعة معرض المبیعات الالکتروني لمرکز النشر علی الانترنت و عنوانه: store.cgie.org.ir

الاتصال بقسم النشر للمرکز عبر الهاتف رقم 02122297677

إرسال الرسائل عبر الواتساب برقم 09127362684  

أکتب رأیك
تعليقات المستخدم

عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.

تقرير

الروابط

الأخبار المرتبطة

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: