المجموعة المفهرسة المصغرة للكتب الفارسية

المجموعة المفهرسة المصغرة للكتب الفارسية

لایخفی علی أي باحث مدی أهمیة إیجاد فهرس مشترک یضم کل المکتوبات و النسخ الفارسیة.

و لأن نعلم مدی الحدود الجغرافیة التي تمتد إلیها الغة الفارسیة، لابد من القول بأن: النطاق الجغرافي لما کُتب بالفارسیة  بقعة أرضیة مترامیة الأطراف تضم إیران الحالیة، بالإضافة إلی خراسان الکبری المشتملة علی أفغانستان و طاجیکستان و سمرقند و بخارا. فقد انطلقت سحُب الرحمة من هذه الأراضي لتمطر علی منطقة شاسعة من شبه القارة الهندیة (الهند و باکستان و بنغال) و آسیا الصغری (الدولة العثمانیة و البلقان)، فأنبتت منها کل زوج بهیج ـ براعم و أزهارا ـ للثقافة الإیرانیة البشریة المشترکة. إن الکتب التي تم تألیفها أو استنساخها في هذه المناطق باللغة الفارسیة و في شتی المجالات، و التي انتقلت من مکان إلی آخر بفعل تناقل الناس، ظلت أداة للتبادل الفکري ـ الثقافي بین المناطق المذکورة. و لاشک أن التعرف علی هذا الحقل الثقافي الواسع، یتطلب إیجاد مثل هذا الفهرس المشترک. و لمعرفة/ و إبراز/ دور اللغة الفارسیة في تشیید الصرح الحضاري ـ الثقافي الإنساني، تجدر الإشارة إلی أن هذه اللغة هي إحدی اللغتین الرئیسیتین من بین لغات العالم الإسلامي. کما أنها تحتل المرتبة الأولی في بعض المجالات. إلا أن هذه اللغة باتت مظلومة حیث لم تُعرف خدماتها للمجتمع البشري حق المعرفة لکي یتم التعریف بها کما هي. فمن أجل معرفة هذه اللغة و التعریف بها یجب وضع فهرس مشترک عن کل ما کُتب و أُلّف بالفارسیة ـ ابتداء من أول أثر مکتوب بهذه اللغة و حتی نهایة عهد الطباعة الحجریة ـ کي یکون ملفا یعکس خدماتها. کذلک لغرض تدوین تأریخ کل فرع من فروع العلم نحتاج إلی وجود ببلیوغرافیا لما کُتب في ذلک الفرع، لکي نطلع علی مراحل تطوره أو أحیانا نعرف أسباب سیره القهقري نحو الزوال.

هذا المشروع یهدف إلی تألیف ببلیوغرافیا یحتوي علی المؤلفات الفارسیة مرتبة حسب الموضوع. و کل موضوع یکون مرتبا ترتیبا تأریخیا و یتضمن إحصاء لکل المؤلفات الفارسیة و البیانات الأولیة عنها من الکتب و الرسائل و المکتوبات، و الرسائل القصیرة، و الدواوین المعروفة المعنونة، و أجزاء الدواوین المستخرجة من داخل المجموعات و المقتطفات الأدبیة کأنواع الشعر من قبیل الشعر الترجیعي (ترجیع بند) و "الرباعیة" و بعضا من الشعر الغزلي، و مجموعة الرسائل، و الرسائل المنفردة، و المرقعات و غیرها. أما المصادر التي یُبحث عنها خلال هذه المرحلة و التي تُستخرَج من تلافیف سطورها المعلومات اللازمة لذلک الإحصاء، فهي عبارة عن الببلیوغرافیات و کتب التذکرة، و الفهارس الإیرانیة و الأجنبیة و المجلات المعنیة بالدراسات و الأبحاث الإیرانیة. و کلما استخدمنا عددا أکبر من مثل هذه المصادر کلما تحسن العمل أکثر فأکثر کمّا و نوعا.

و خصص ورقة لکل مادة، حیث تکتمل باشتمالها علی 6 معلومات مختلفة علی الأکثر. و هذه المعلومات الستّ هي في الواقع تشکل القسم الببلیوغرافي لکل ورقة من الفهرس الموحَّد. و فیما یلي بیان موجز لذلک:

اسم الکتاب: قد یکون اسم الکتاب ورد في النسخ و المصادر بأشکال مختلفة. لذلک حاولنا أن نختار الأسم الأشهر أو الاسم الوارد في المصادر الأکثر وثوقا أو الذي ورد في النصوص المطبوعة، باعتباره الاسم الأساس المعتمد و أن نخصص ورقة علی حدة لسائر الأسماء لغرض مراجعتها.

اسم المؤلِف: یرد أولا الأسم الأشهر و الکامل للمؤلف، ثم المترجم أو المحرر، یلي ذلک تأریخ مولده أو وفاته أو القرن الذي یقدَّر أنه عاش فیه.

تأریخ التألیف: کثیر من الکتب لایُعرف تأریخ تألیفه. فهذا الفهرس یحاول التوصل إلی تأریخ یُرشد إلی تحدید عصر التألیف. و إن لم یتیسر ، یؤشَّر علی ذلک بـ "ب ت" (أي بدون تأریخ). هناک مصادر تشیر إلی تأریخین مختلفین قد یدل أحدهما علی تأریخ البدء في الکتابة و الآخر علی الانتهاء منها. کما في بعض الحالات یُذکر تأریخ عصر المؤلف.

موضوع الکتاب: لا یتم التوصل إلی الموضوع المحدد بالضبط لکل مؤلَف إلا من خلال ذکر فهرس لکل أجزائه. و هذا ما لانریده في المرحلة الأولی من العمل أي فیما یخص الفهرس الموحد. ففي هذه المرحلة نکتفي بذکر موضوع الکتاب فقط.

تبویب الکتاب: التبویب الذي یعدّ من معالم کل کتاب، یُذکر بإیجاز فیشار إلی عدد أبواب الکتاب أو عدد فصوله. أو یُذکر بأنه یتضمن کذا عدد من المقالات و أن کل مقالة تشتمل علی کذا عدد من الأبواب أو ما إلیه، و ذلک حسب نوع التبویب الموجود في کل کتاب.

مستهل الکتاب: تأتي عبارة کاملة من أول الکتاب مع کلمة أو کلمتین مما یلي عبارة "أما بعد" ... و یتم اختیار هذه العبارات بطریقة تعکس مستهل نص الکتاب.

فهرس المؤلفین: خلال مرحلة دمج الأوراق الفهرسیة المعَدّة لکل کتاب، یتم وضع فهرس عن المؤلفین المذکورین في الفهرس الموحد. و هذا ما یمنع ـ إلی حدّ ما ـ إدراج کتاب واحد تحت اسمین. کما یربط بین مؤلفات الکاتب الواحد. کذلک تم وضع فهرس لمؤلفي کل فئة من العلوم. (علی سبیل المثال: التفسیر أو التجوید أو المواضیع العامة المرتبطة بالقرآن إلخ ... ) . و تمثل هذه الفهارس نواة أولیة لوضع فهرس عن المؤلفین بالفارسیة، و المراد بها أن تکون مماثلة لأعلام الزرکلي أو معجم المؤلفین لکحالة.

بدأ تنفیذ مشروع الفهرس الموحد للکتب الفارسیة في مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری منذ أواخر عام 1369 هـ ش (أوائل عام 1991م) و ذلک في قسم مستقل تحت إشراف الأستاذ/ أحمد منزوي. و سیصدر مجموع هذا الفهرس الموحد في 25 مجلدا. حیث تم تألیف معظم مواضیعه و تم طبع 10 مجلدات منه حتی الآن. و قد بلغ عدد مجلدات الفهارس التي خضعت للتصفح لاستخراج المواد منها إلی أکثر من 800 مجلد، و عدد الأوراق المستخرجة منها إلی أکثر من 800،000 ورقة. و فیما یلي نشیر إلی المواضیع المطبوعة من مندرجات الفهرس الموحد: کتب الرحلات، الجغرافیا، القصة و الروایة، التأریخ (عمومیات)، تأریخ العالم، تأریخ شبه القارة، تأریخ الأنبیاء و الأئمة، تراجم الشعراء، تراجم کبار الشخصیات، الریاضیات، مسک الدفاتر، الفلک، التنجیم، الطب، الصیدلة، العلوم الطبیعیة (علم الحیوان، علم النبات، علم المعادن)، الکیمیاء القدیمة، الفلسفة، الحکمة، الفلسفة العملیة ـ الأخلاق، العرفان، الکلام و العقائد، المنظومات.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: