أصلح الکشمیري

أَصْلَحُ الْكَشْميريّ، محمد، من كتّاب التراجم والشعراء الناطقين بالفارسية في شبه القارة الهندية خلال القرن 12ه‍ / 18م، والمتخلّـص بـ «ميـرزا» وكذلك بـ «أشهر». كان أجـداده مـن الهندوس. واستناداً إلى مؤلف واقعات كشمير، فإن أباه أسلم خان سالم الكشميري (تـ 1119ه‍ ( أسلم مع أشقائه الثلاثة علـى يـد الشيـخ محسن فانـي الكشميـري (تـ 1082ه‍( )ظ: راشدي، 122). ولد أصلح في أسرة من أهل العلم و الأدب؛ و كان أبوه سالم من الشعراء المجيدين، كما كان بارعاً في الإنشاء والخط. وكان أخوه وأعمامه وبقية أقاربه أيضاً ينظمون الشعر بالفارسية. و قد أورد أصلح تراجمهم وأشعارهم في تذكرۀ شعراي كشمير (ظ: ص 5، 17، 33، 57، 142، 236، 251، 359، 388).
لاتتوفر لدينا معلومات وافية عن حياة أصلح، و قد اكتفى هو في التذكرة بمعلومات يسيرة عن نفسه (ظ: ص 13)؛ ويتضح من إشارته هذه التي وصف فيها نفسه بأنه كان أباً عن جد من الخدام الموروثين لمحمد شاه (ن.ص)، وكذلك نظـراً إلى أن أباه كان يشغـل منصبـاً فـي جهاز أعظم شــاه (تـ 1118ه‍( نجـل أورنگ زيب (ظ: م.ن، 115-116)، يبدو أنه أمضى المرحلة الأولى من حياته في البلاط، ولهذا السبب كان يجالس أهل العلم والأدب، وعلى حدّ تعبيره أصحاب الفضل والكمال (ص 13) و قد ذكر من بينهـم عبـد الحكيم ساطع الكشميـري (تـ 1143ه‍(، أحد الشعـراء والكتّاب في تلك الفترة، بوصفه أستاذاً له (ص 110). 
و مـن آثـار الأصلح الباقية ــ وكمـا أسلفنـا ــ كتـاب فـي تراجم الشعراء الناطقين بالفارسية ألّفه في كشمير حوالي سنة 1159ه‍ (راشدي، 16-17)، و لم يضع له عنواناً، لكن محقق الكتاب، حسام الدين راشـدي (تـ 1361ش / 1982م) سمّاه تذكرۀ شعراي كشمير (ص 14) استناداً إلى الملاحظة التي وردت بخط أحدث على مخطوطة كراتشي. و قد جُمعت في هذا الكتاب تراجم 305 شعراء، كان 111 منهم من أهل كشمير؛ بينما اختير بقية الشعراء من بقية بقاع الهند وكذلك من الإيرانيين المسافرين والمهاجرين إلى تلك البلاد (گلچين معاني، 1 / 292). ولهذا، لايمكن أن نعدّ هذا الأثر كتاب تراجم خاصاً بشعراء كشمير فقط (نوشاهي، 191-192). و قد عدّ أصلح نفسُه هذا الكتاب، كتاب تراجم الشعراء الذين كانوا يعيشون في الهند منذ عصر «خُلد مكان» (أورنگ زيب فيما يحتمل، حك‍‍ 1068- 1118ه‍(، حتى عصر محمد شاه (حك‍ 1131-1161ه‍( )ص 2)، إلا أنه وردت فيه أيضاً تراجم لبعض شعراء من عصر ما قبل أورنگ زيب مثل إلهام وخصالي وذهني وصيدي ومشربي ونامي (ظ: ص 21، 66، 69، 239، 412، 479). ونثر الكتاب مشحون بالتكلّف والتزويق اللفظي وتراجمه مختصرة جداً وتخلو من الملاحظات التاريخية (گلچين معاني، 1 / 291-292). 
و قد أورد أحمد علي الهاشمي السنديلوي (ن.‌ع) مختارات من تذكرة أصلح في كتابه أنيس العاشقين (شيراني، 139، 144). كما كتب حسام الدين راشدي تكملة لتذكرة أصلح، وطبعها في 4 مجلدات بنفس عنوان تذكرۀ شعراي كشمير. 

المصادر

أصلح الكشميري، محمد، تذكرۀ شعراي كشمير، تق‍ : حسام الدين راشدي، لاهور، 1983م؛ راشدي، حسام الدين، مقدمة وحواش على تذكرۀ شعراي كشمير (ظ: هم‍ ، أصلح)؛ شيراني، مظهر محمود، «تذكرۀ مخزن الغرائب وأنيس العاشقين»، تحقيق، جام شورو، 1992م، عد 6؛ گلچين معاني، أحمد، تاريخ تذكره‌هاي فارسي، طهران، 1348ش؛ نوشاهي، عارف، «تذكرۀ شعراي كشمير مؤلفه أصلح»، تحقيق، جام شورو، 1992م، عد 6.

عارف نوشاهي / م