الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / أبوالطیب المصعبي /

فهرس الموضوعات

أبوالطیب المصعبي

أبوالطیب المصعبي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/3 ۱۴:۰۴:۳۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبو الْطَّیِّبِ الْمُصْعَبيّ، محمد بن حاتم (مقـ ح 330هـ/942م)، کاتب و شاعر ووزیر في العصر الساماني. ونجد من بین المصادر التاریخیة تاریخ البیهقي هو المصدر الوحید الذي أشار بإسهاب إلی اعماله في البلاط الساماني، إذ یقول: إن الأمیر نصر بن أحمد الساماني قد اختلی مع البلعمي وزیره المقدم و المصعبي صاحب الدیوان آنذاک في جلسة خاصي وطلب إلیهما أن یجدا له حلاً لطبعه الحاد الذي سبب استیاء الناس منه (ظ: ص 126-127). وتدل مشورة الأمیر مع المصعبي جنباً إلی جنب البلعمي علی مدی منزلته في البلاط الساماني، و ذلک ما یؤیده الثعالبي إذ یؤکد علی مکانته عند الأمیر بقوله: «غلب علی الأمیر السعید نصر بن أحمد بکثرة محاسنه ووفور مناقبه» (4/79). ویعتبر البیهقي المصعبي و البلعمي وحیدي عصرهما في جمیع وجوه الفضل و العلم (ن.ص).

وقد نقل الثعالبي (ن.ص) أنه کان من خواص ندماء الأمیر و أنه تولی وزارته لفترة قصیرة أیضاً. یعتقد نفیسي استناداً إلی روایة البیهقي أن المصعبي کان یتولی منصب صاحب الدیوان منذ بدایة إمارة نصر بن أحمد، وربما أنه کان قد تولاه منذ عهد الأمیر أحمد بن إسماعیل والد الأمیر نصر (ص 312). وعلی کل حال فإن المصعبي کان یتمتع بمکانة سیاسیة کبیرة في عصره، و تشیر القصیدة التي قالها الرودکي في مدحه والتي نقل العوفي (2/7) بیتین منها إلی المکانة المرموقة التي کان یحظی بها وإلی العطایا و الهبات التي ینعم بها علی الشعراء آنذاک.

وتدل القرائن علی أن المصعبي کان إسماعیلي المذهب، أو أنه علی الأقل کان یسایرهم، و بطبیعة الحال فإن نزوع نصر بن أحمد إلی الإسماعیلیة ثم انضمامه إلیهم (ظ: نظام الملک، 258) قد فسح لهم المجال لممارسة نشاطاتهم، ورجال البلاط الساماني بدورهم أیضاً لم یقدروا علی أن لایکترثوا بهم، فلیس عجیباً أن یولي المصعبي أبا حاتم البستي قضاء سمرقند أو حکومة سجستان کجائزة له علی تألیفه کتاباً عن القرامطة (یاقوت، 1/619-620؛ نفیسي، 314)، ویستنتج نفیسي من مبادرة المصعبي أنه کان أسماعیلیاً مثل أمیره (ن.ص). ویذکر القزویني حکایة عن کتاب تاریخ سمرقند تفید بأن المصعبي قد اتُّهم بالزندقة واتباعه القرامطة (7/265؛ أیضاً ظ: مدرس رضوي، 358).

لم تول المصادر التاریخیة ذلک الاهتمام بوزارة المصعبي کما لم تعرلها أهمیة من الجانب السیاسي خاصة و أن فترة وزارته علی قول الثعالبي (ن.ص) کانت قصیرة وانتهت بمقتله. و تحدد بعض المصادر المعاصرة وزارة المصعبي في الفترة الواقعة بین عزل البلعمي ووزارة أبي علي الجیهاني (دایرة المعارف فارسي، 1/32، 784؛ صفا، 1/393)، وبناءً علی ذلک فقد کانت وفاة المصعبي في 326هـ؛ أي نفس السنة التي خلفه الجیهاني (ظ: ابن الأثیر، 8/378)، بینما توجد قرائن أخری تشیر إلی احتمال أن المصعبي کان آخر وزیر للأمیر نصر بن أحمد، وقد قتل في نفس الفترة التي توفي فیها الأمیر، ومنها أن أهالي سمرقند ثاروا علی أبي حاتم البستي عندما أوفد لمدینتهم لتولي القضاء فیها و ذلک بسبب کتابه بن القرامطي، مما اضطر إلی الرحیل عنها في 329، أو 330هـ (یاقوت، 1/619). وإذا ما اعتبرنا عودته في 330هـ، فسیتزامن مع وفاة أبي علي الجیهاني (ظ: بارتولد، 377) وبالطبع خلو منصب الوزارة. کما أن هناک فاصل زمني بین وفاة الجیهاني و موت الأمیر نصر في 331هـ (گردیزي، 338؛ ابن الأثیر، 8/401)، لایعلم منتولی إدارة شؤون الدولة في تلک الفترة (بارتولد، ن.ص).

ویری عباس إقبال أن ثمة احتمالاً بأن المصعبي أوفد أبا حاتم البستي لتولي قضاء سمرقند إبان وزارته و أواخر عهد الأمیر نصر (ص 407-408)، وبالنظر إلی عدم تمکن البستي من البقاء في سمرقند فإنه یمکن القول أن ذهابه إلی سمرقند و عودته منها تم في 330هـ، و أن هذه السنة یمکن أن تکون بدایة تسلم المصعبي للوزارة؛ خاصة و أن المصعبي کان من المناوئین للجیهاني، وقد أعلن عن معارضته للأخیر أثناء وزراته صراحةً و سبب له المشاکل إلی حد تدهو رأوضاع الدولة (گردیزي، 339). و من هنا یمکن القول إن المصعبي قد استفاد من موت الجیهاني و خلو المیدان السیاسي له، لکن الأزمة التي عصفت بحکومة الأمیر نصر ابن أحمد في رمضان 330 وانتهت بمقتل الإسماعیلیین و نهبهم (نظام الملک، 264؛ بارتولد، 376)، لابد وأن تکون قد أفشلت مخططات المصعبي بأسرها. و یجب إضافة بیتین من الشعر لأبي الحسن علي اللحّام في هجاء الحاکم الجلیل أول وزیر لنوح بن نصر إلی هذه الشاهد مضمونهما أن الحاکم تسنم الوزارة بعد المصعبي (ظ: الثعالبي 4/110؛ مدرس رضوي، 357)، وعلیه فإن وزارة لامصعبي کانت متزامنة مع أزمة دولة الأمیر نصر وضعفها، کما أن مقتله لابد و أن تکون ناجمة عن سیاسة نوح بن نصر المعادیة للإسماعیلیة. ویصرح گردیزي (ص 338) بأنه لم یبق من أنصار الأمیر نصر أحد بعد وفاته، وإن ماورد في نص تاریخ گردیزي عن موضوع خلافة الجیهاني للبلعمي، ومعارضة المصعبي له والذي نسب إلی مابعد وفاة الأمیر نصر (ظک گردیزي،338-339) لم تکنإلا سهواً من المؤلف أو خطأ النساخ في توالي السطور.

عُرِف المصعبي في زمانه بوصفه کاتباً بارعاً و صاحب أسلوب متمیز، حیث استحسن الثعالبي إنشاءه وبلاغته وخطّه لدرجة کبیرة (4/79) ومن المحتمل جداً أنه کانت لدیه من مدوناته. ولعل السبب في عده من الشعراء في الفترات اللاحقة، وجود نماذج م مقطوعاته الشعریة فقط وکان ینظم الشعر بالعربیة و الفارسیة، وقد نُقل عنه في یتیمة الدهر ثلاثة عشر بیتاً من أشعاره العربیة کان بعضها من الأمثال السائرة (ظ: م.ن، 4/79-80؛ القفطي، 275-276). ویلاحظ في شعره العربي لون مع النزعة التحرریة و حریة الفکر فضلاً عن أسلوب التفکه و الترغیب في الاستمتاع من الحیاة الذي کان من طابع شعر القرن 4 هـ.

وما ذکره الثعالبي في التعریف بشعر المصعبي و اعتبار شعره نتاج علمه و ثمرة عقله، و هو ماینسجم مع مالدینا من نماذج شعره الفارسي.ویمکننا ملاحظة الطابع الحکمي للمصعبي من خلال مقطوعته، أو قصیدته الکاملة إلی حدّما فقط، وهي أشعاره التي وردت في تاریخ البیهقي (البیهقي، 481-483؛ أیضاً ظ: لازار، 48-49). وقد نسب هدایت في مجمع الفصحا هذه المقطوعة، أو القصیدة التي وردت في بعض نسخ تاریخ البیهقي دون ذکر اسم الشاعر إلی الدقیقي (2/646)، في حین ورد اسم المصعبي في نسخ أخری کالنسخة التي کانت لدی فیاض عند تصحیحه للکتاب. وفضلاً عن ذلک فقد ورد في فرهنگ جهانگیري (ص 1046-1047) بیتان من هذه القصیدة باسم المصعبي صراحة (ظ: إقبال، 408-409؛ فروزانفر، 56؛ نفیسي، ن.ص). و تدور هذه القصیدة التي تضم 14 بیتاً حول قصر الحیاة الدنیویة و سوء طویتها، ویبدأها بمخاطبة الدنیا، ثم یتهمها طوال القصیدة بالمکر و الخداع والتلاعب والتلوّن و المعاداة، ویختمها بمخاطبة الدنیا ثانیة، معتبراً الإنسان هو المسبب الأصلي لجمیع هذه المشاکل. ولهذا فالقصیدة کلها تنطوي علی نوع من التقابل الفلسفي الذي یبدأ بذم العالم و ینتهي بقبول مبدأ فاعلیة الإنسان و اختیاره، وقد تکررت هذه المفاهیم في کثیر من الأشعار الحکمیة في القرنین 4 و 5 هـ.

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ إقبال، عباس، «دو شاعر عصد قدیم»، یغما، 1337ش، س 11، عد 9؛ بارتولد، ف.ف.، ترکستان، تجـ: صلاح الدین عثمان هاشم، الکویت، 1401هـ/1981م؛ البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ: علي أکبر فیاض، مشهد، 1356ش؛ الثعالبي، عبدالملک، یتیمة الدهر، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ دایرة المعارف فارسي؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ أدبیات در إیران، طهران، 1338ش؛ العوفي، محمد، لباب الألباب، تقـ: إدوارد براون، لیدن، 1321هـ/1903م؛ فرهنگ جهانگیري، حسین بن حسن إنجو الشیرازي، تقـ: رحیم عفیفي، مشهد، 1359ش؛ فروزانفر، بدیع الزمان، مباحثي از تاریخ أدبیات إیران، تقـ: عنایت الله مجیدي، طهران، 1354ش؛ القزویني، محمد، یادداشتها، تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1342ش؛ القفطي، علي، المحمدون من الشعراء و أشعارهم، تقـ: ریاض عبدالحمید مراد، دمشق 1395هـ/1975م؛ گردیزي، عبدالحي، تاریخ، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ لازار، جیلبر، أشعار پراکنده، طهران، 1362ش؛ مدرس رضوي،محمدتقي، تعالیق علی تاریخ بخاراي نرشخي، طهران، 1363ش؛ نظام الملک، حسن، سیاست‌نامه، تقـ: جعفر شعار، طهران 1370ش؛ نفیسي، سعید، محیط زندگي و أحوال و أشعار رودکي، طهران، 1336ش؛ هدایت، رضاقلي، مجمع الفصحا، تقـ: مظاهر مصفا، طهران، 1339ش؛ یاقوت، البلدان.

محمدمهدي مؤذّن جامي.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: