الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / أبو أحمد الکاتب /

فهرس الموضوعات

أبو أحمد الکاتب

أبو أحمد الکاتب

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/19 ۱۳:۳۶:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبْو أَحْمَدَ الْکاتِب، ابن أبي بکر بن حامد، شاعر من العصر الساماني في خراسان. تشبه النماذج القلیلة الباقیة من شعره، شعرَ المحدثین العراقیین، ولاتخلو من الرقة و الجاذبیة. لکن مما یؤسف له أنه لم یبق شيء عن هذا الشاعر مما کان یمکن أن یقدم معلومات قیمة عن المجتمع و السیاسة والأدب علی عهد منطقة حکم السامانیین، و المصدر الوحید لترجمة حیاته أیضاً هو روایة الثعالبي.

کان أبوه أبوبکر کاتباً لدی الأمیر إسماعیل الساماني (حکـ 279-295هـ)، ثم أصبح وزیراً لأحمد بن أسماعیل (حکـ295-301هـ). وعلیه فإن أبا أحمد قد نشأ في رفاه و نعمة، وتعلم الأدب. ولما اتجه إلی الشعر تأثر بالمحدثین العراقیین، و کما یقول الثعالبي (یتیمة …، 4/64): کان أول من تأدب و تظرف وبرع وروج للشعر (الجدید) بماوراء النهر. وکان هو أیضاً یدرک هذا الأمر، حتی إنه قال:

لاتعجبن من عراقي رأیت له بحراً من العلم أو کنزاً من الأدب

واعجب لمن ببلاد الجهل منشؤه إن کان یفرق بین الرأس والذنبِ

وبعد أبیه تولی الجیهاني و البلغمي وزارة السامانیین، إلا أن أبا أحمد الذي کان یری نفسه أکفأ منهما لکونه ابن وزیر وأدیباً انبری لهجاء ذلکما العالمین. وقد نُقلت عنه في یتیمة الدهر للثعالبي (4/66، 67) مقطوعتان قصیرتان فقط (إحداهما في بیتین والأخری في ثلاثة أبیات) حول الجیهاني، یبدو في إحداهما أنه ألقی اللوم في بعده عن البلاط علی عواتق المقربین من الوزیر بینما خاطب الوزیر نفسه باحترام. ولما لم تثمر تلک المحاولات، انبری لهجائه؛ وفي المقطوعة الثانیة ذکر أنه لوکان هناک عقل وتدبیر لوُلّي «ابن جیهان» الکناسة لاالوزارة. ولم یجد ذلک نفعاً، بل زاد في الطین بلة حین حدا بالجیهاني والبلغمي إلی تهدیدة واضطراره إلی الهروب من بخاری مرة أخری. لکن بخاری لم ترحب به، کما کان الأمیر الساماني ووزیره مایزالان غاضبین علیه، فاضطر إلی أن یلزم منزله، ولما کانت لدیه ثروة فقد اشتغل باتخاذ الندماء وعقد مجالس الأنس، وأنفقها آخر المطاف بأسرها علی ذلک (ن.م، 4/65).

ولایُعلم ما الذي جری بعد ذلک مما جعله یتقلد أعمال هراة وبوشنج وبادغیس (ن.م، 4/66). ثم اعتزل بعد ذلک من عمله و آثر الإقامة بنیسابور، وهناک کان عمال دیوان الخراج یطالبون أرباب الضیاع ببقایا الخارج، وربما کان أبو أحمد أیضاً في عداد أرباب الضیاع أولئک، إذ إنه یقول إن عمال دیوان الخراج یطالبون ببقایا الأموال، بینما «نحن» لیس لدینا حتی المال اللازم للزواج (ن.ص).

وأخیراً عاد من نیسابور إلی بخاری، لکن الزمان أیضاً قد أدبر عنه، وضاقت ذات یده إلی الحد الذي کان یتمنی معه الموت، الذي کان یری فیه ألف فضیلة إحداها أنه سیأمن لقاء الموت بعد لقائه، والأخری أنه سیفارق کل معاشر غیر منصف. و قد واظب مدة علی قراءة آیة من القرآن (البقرة/ 2/54) تتضمن: «فاقتلوا أنفسکم»، فأدرک أحد أصدقائه بفراسته أنه ینوي الانتحار. ولما ذهبوا إلیه وجدوه قد شرب السم ومات (الثعالبي، ن.م، 4/68-69).

کان الشعر الذي خلفه علی طریقة المحدثین في القرن الثالث ببغداد، سلساً واضحاً فیه طرافة و یخلو من أي کلمة صعبة أو معنیً غامض، بینما کان له – کما یبدو – باع في التلاعب بالألفاظ والکلمات. وقد نقل الثعالبي (ن.م، 4/6) وعلي خان المدني (1/184) تصحیفاً ذکیاً عنه.

یقول الثعالبي إنه کان مولعاً بشعر العطوي حافظاً لدیوانه بأسره، إلی الحد الذي لُقب معه بالعطواني، ولهذا السبب کان یُعرَّض أحیاناً لسخریة أصدقائه (ظ: الثعالبيف ن.م، 4/65-66؛ هجاء أبي منصور العبدوني)، لکن شعره – وکما أشار الثعالبي – أشبه مایکون بشعر ابن بسام (ن.ع): کان یحب أن یهجو جمیع أقربائه حتی أمه وأباه. لینال بذلک الشهرة (ن.ص). ومن جهة أخری، کان یری أن الزمان هو السبب في جمیع المآسي، لذا کان یشکو دائماً من صروف الدهر و یحذر الجمیع من جوره. وقد صار أحد أبیاته في هذا الباب مثلاً یضرب (ن.م، 4/67). ویبدو أنه علی إثر هذا التشاؤم الصادق و العمیق، انتهی أمره إلی الانتحار. ومع کل هذا فإن القصیدة الطویلة الوحیدة (9 أبیات) التي نقلت عنه (ن.م، 4/67-68)، تعبر عن فلسفة رجل یری سعادة الحیاة في شیئین: أحدهما العلم ومجالسة الکتاب، والآخر مجالسة الأصدقاء و حسان الوجوه، أي أن أفضل حیاة هي التي یتصرم نصفها في الجد والاخر في اللعب (البیت 8). ولایوجد في شعره أي أثر للغة الفارسیة التي کانت حینها قد راجت و خاصة في بخاری، سوی أنه قال لأحد أصدقائه مازحاً (ن.م، 4/68): إن الخاتم زینة الرجال واسمه بالفارسیة «أنگشت آراي» [زینة الإصبع].

کرر الثعالبي في کتابه لطائف المعارف (ص 50-52) بعض روایاته عنه، لکنه لم یضف إلیها أي جدید. کما أن علي خان المدني قد نقل جمیع معلوماته عن الثعالبي.

 

المصادر

الثعالبي، عبدالملک، لطائف المعارف، تقـ: إبراهیم الأبیاري و حسن کامل الصیرفي، القاهرة، دار إحیاء الکتب العربیة؛ م.ن، یتیمة الدهر، تقـ: محمدمحیي‌الدین عبدالحمید، بیروت، دارالفکر؛ علي خان المدني، أنوار الربیع، تقـ: شاکر هادي شکر، کربلاء، 1388هـ/1968م القرآن الکریم.

آذرتاش آذرنوش/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: