الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابن غانم /

فهرس الموضوعات

ابن غانم

ابن غانم

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/28 ۲۳:۴۹:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ غانِم، كنیة عدد من أبناء أسرة عاشت في القرنین 7 و8 هـ/13 و14م أیام ممالیك مصر والشام، وأغلبهم أدباء وشعراء وكتّاب أو منشئون. ویصل نسبهم بغانم بن علي المقدسي من صوفیة بیت‌ المقدس ورغم أنه جد بعضهم لأمه، إلا أن الجمیع اشتهروا بابن غانم. هاجر بعض أفراد هذه الأسرة من بیت المقدس فیما بعد إلی مصر والشام. وأفراد هذه الأسرة المعروفین:

 

1. أبو محمد عز الدین عبد السلام بن أحمد بن غانم (تـ شوال 678/ شباط 1280)

وینفرد الیونیني (4/13-27) بین المصادر القدیمة بالتحدث عنه بإسهاب. ولم تضف المصادر اللاحقة أي شيء إلی كلامه ولهذا بقیت معلوماتنا عنه محدودة، ولد ببیت المقدس، وقیل إنه ربما توفي قبل بلوغه الخمسین (م.ن، 4/25)، لذلك لابد أن تكون ولادته بعد 628هـ. أقبل في مطلع شبابه علی تعلم القرآن، ثم العلوم المتداولة في زمانه. وأنس بآثار وأفكار جده غانم بن علي (تـ 632هـ) الصوفیة، والذي كان من مشایخ زاویة الصلاحیة ومشاهیر المتصوفة. وقد فتح نزوعه إلی التصوف باب الدخول إلی میدان الوعظ والخطابة بوجهه. وكان مبدأ شروعه في الوعظ أن طلب منه ابن عمه مجلس تذكیر في حال الخلوة، واستمرت مجالسه بحضور بعض الخواص حتی اشتهر لاعن قصد منه، وقُصد لسماع كلامه. ثم غادر بیت المقدس متجهاً إلی الدیار المصریة وأقام بالقاهرة، وعقد بها مجالس وحصل له قبول حتی بُني له زاویة، وبالغ الناس في الإحسان إلیه، وظل هناك حتی آخر حیاته. وكانت إقامته بالقاهرة علی كره لفراق والده وأهله. فكان یتردد دائماً إلی القدس ودمشق، ویجلس خلال تردده علی دمشق في الجامع الأموي ویحضر مجلسه جماعة من العلماء والفضلاء والزهاد. وبرع في الخطابة حتی إنه كان یرتجل خطب الأعیاد. ونقل الیونیني نماذج من خطبه التي أوردها في دمشق (ح 670هـ)، ومراسم الحج (675هـ) (4/14-17، 19-22). ووصفه ابن كثیر (13/189)، وابن تغري بردي (4/128)، بأنه نسج في الخطابة علی منوال عبد الرحمن ابن الجوزي وأمثاله.

واجتهد ابن غانم في آثاره لتبیین مبادئ الصوفیة وترجمة شیوخ هذا المسلك. ویمكن اعتباره من المتصوفة الذین اختاروا الاعتدال. وسعی من خلال التأویلات المناسبة أن یوفق بین الشریعة والطریقة اللتین هما من وجهة نظره ظاهر ‌الدین وباطنه، ولهذا ویُشكل علی الحلاج عدم كتمانه للسر فضحّی بنفسه من أجل ذلك (ظ: صلاحیة، 35؛ موسی باشا، 468-469). وكان یعتبر عن أفكاره الصوفیة بما یقترب من فهم الفئات الشعبیة، وكانت مجالسه بعیدة عن أبهة قصور السلاطین، بل وحتی المساجد والمدارس، ولهذا أقبلت علیه عامة الناس (م.ن، 472). والإطار العالم لشعره هو أسلوب القصیدة التقلیدي، وتتجلی مدائحه بشكل أساس كأشعار سائر شعراء الصوفیة في قالب الحب، وهي طافحة بالإشارات والتعابیر الصوفیة والعقائد الدینیة، كما أنها تمتاز بالسلاسة والسهولة والرقة والمبالغة في استخدام البدیع والتزویق اللفظي كالجناس والتضمین والاقتباس من آیات القرآن والأحادیث النبویة (صلاحیة، 31؛ موسی باشا، 458). وفضلاً عن القصائد، فله مخمسات وموشحات مبعثرة بین كتابته أیضاً. ونقل الصفدي عنه مدیحة وموشحاً ووصف شعره بالمتوسط (الوافي…، 18/415-416). أما نثره فموسیقي ومسجع ومصنع (ظ: الیونیني، 4/23)، وتوجد فیه أحیاناً إشارات ورموز عرفانیة في إطار التمثیل. توفي ابن غانم إثر وقوعه من موضع مرتفع، ودفن بمقبرة باب النصر بالقاهرة (م.ن، 4/23-24، 25).

 

آثاره المطبوعة

1. القول النفیس في تفلیس إبلیس (أو تفلیس إبلیس)، ویحتوي علی مناظرات خیالیة، ومواجهة الشیطان والانتصار علیه بأسلوب جدلي. ویبدو أن المؤلف كتب هذه الرسالة الصغیرة – كما یتضح من اسمها – رداً علی كتاب تلبیس إبلیس لابن الجوزي، لإثبات أن الشیطان لاسبیل له إلی قلوب الأولیاء. طبع هذا الكتاب في بومباي (1874م) وفي القاهرة كراراً. نسبه البعض خطأً إلی ابن عربي (ظ: صلاحیة، 32-34؛ موسی باشا، 456، 465-467)؛ 2. حل الرموز ومفاتیح الكنوز، تناول المؤلف فیه تأویل وشرح بعض مفاهیم التصوف الأساسیة وعرض خلالها مصائب الحلاج بأسلوب قصصي رمزي. طبع بالقاهرة في 1317هـ/1899م باسم زبدة خلاصة التصوف، ونُسب خطأ إلی عز الدین ابن عبد السلام السُّلمي (تـ 660هـ) (ظ: م.ن، 457، 467-472؛ صلاحیة، 34-36)؛ 3. كشف الأسرار عن حِكم الطیور والأزهار، وهو أشهر آثار ابن غانم، وردت فیه الإشارات والتعابیر الصوفیة في قالب قصص علی ألسنة الطیور والأزهار والحیوانات، ویختم كل قصة بأبیات شعریة تناسب مقتضی الحال (ظ: موسی باشا، 456، 458-465؛ صلاحیة، 69-80). ترجمه غارسن دي تاسي في 1821م إلی الفرنسیة، و پایپر في 1850م إلی الألمانیة. وعدا طبعاته المتعددة في مصر (حجریة 1275، 1280هـ، بولاق 1290، 1307هـ)، فقد طبع بدمشق عام 1988م طبعة محققة حققها أحمد عبد القادر صلاحیة وصبحي حبّاب.

 

آثاره المخطوطة

1. الأجوبة القاطعة لحجج الخصوم الواقعة في كل العلوم، ضمنه حل مشكلات المسائل من العلوم الدینیة وعلمي النحو وأصول الفقه (دارالكتب، 6/201).

2. اصطلاحات الصوفیة، توجد نسخة منه في الظاهریة (الظاهریة، التصوف، 1/88). ولاینسجم أسلوب كتابته مع أسلوب ابن غانم، ولهذا یُشك في انتسابه إلیه (ظ: صلاحیة، 43).

3. إفراد الأحد عن أفراد العدد، یوجد في مجموعة منغانا الخطیة (غوتشالك، IV/129)، ومكتبة الأسد (صلاحیة، 51؛ قا: الزركلي، 3/355).

4. دیوان شعر، توجد في مكتبة الأحمدیة بحلب المخطوطة الوحیدة منه في 60 ورقة، وهي في الواقع جزء من دیوانه المؤلف من مجلدین. وربما تكون القصیدتان الصوفیتان الطویلتان الموجدتان في برلین (آلوارت، رقم 7766) جزءاً من دیوانه (الیونیني، 4/26؛ صلاحیة، 30).

5. خُطَب (طلس، 156).

6. ذكر أهل الحقیقة ومشایخ الطریقة (آلوارت، رقم 8786).

7. رسالة تشبیه (جسم) الإنسان بمملكة كاملة البنیان، منه نسخة في المكتبة الظاهریة (ظ: الظاهریة، ن.م، 1/631، مجامیع، 1/388)، وهي في الحقیقة فصل من كتابه حل الرموز ومفاتیح الكنوز (ظ: صلاحیة، 36-39).

8. رسالة في شرح حدیث السبعة الذین یظهرهم الله في ظهوره (GAL, S,I/809)، ویحتمل أن تكون هذه الرسالة إشارة للحدیث النبوي «سبعة یظلهم الله بظله…» والذي ذكره المؤلف في مطلع كتابه نزهة اللواحظ في التصوف والمواعظ، ثم شرح فیه هذه المجامیع السبع (ظ: صلاحیة، 48-50).

9. رسالة في القضاء والقدر والإرادة (آلوارت، رقم 2480).

10. الروض الأنیق والوعظ الرشیق، مجموعة من النصائح العرفانیة والتي یبدو أن أحد تلامذته قام بجمعها (الظاهریة، ن.م، 1/753-854؛ آلوارت، رقم ESC2, II/51; 8789).

11. شجرة الإیمان، التي أشار إلیها موسی باشا (ص 458) وصلاحیة (ص 45-48). وقدّم بروكلمان (GAL, S، ن.ص) نسخة بعنوان الشجرة في التصوف لایستبعد أن تكون نفس الأولی.

12. شرح حال الأولیاء ومناقب الأنقیاء (ن.ص).

13. طرق الوسائل وتملق السائل، منها نسخ في مكتبة إسكوریال (ESC2, II/27-28)، ودار الكتب (ظ: GAL, S، ن.ص) وهامبورغ (بروكلمان، III/37-38).

14. الفتوحات الغیبیة في الأسرار القلبیة، أجری المؤلف في هذا الكتاب اعتماداً علی عناصر العقل والقلب والنفس حواراً بینه وبین نفسه حول كیفیة سیطرة العقل ومعرفته بأسرار القلب (ظ: صلاحیة، 39-40؛ موسی باشا، 457)، منه نسخ في القاهرة (سید، 2/175)، ودمشق (الظاهریة، ن.م، 2/365-367)، وبرلین (GAL, I/587).

15. كشف الأسرار ومناقب الأبرار ومحاسن الأخبار، منه نسخ في برلین (آلوارت، رقم 8785)، ومیونیخ (أومر، I(2)/399؛ حول باقي المخطوطات، ظ: GAL, GAL, S، ن.ص).

ولانعرف عن بعض آثاره الأخری مثل تفسیر القرآن العظیم، ومختصر الشفاء للقاضي عیاض، وشرح أحادیث المصطفی‌(ص)، واعتذارات سوی أسمائها (ظ: الیونیني، 4/26-27).

 

2. شهاب ‌الدین أحمد بن محمد بن سلمان بن حمائل (650-737هـ/ 1252-1337م)

كاتب وشاعر. قیل إن كنیته أبو جعفر (ابن فضل الله، 16/218)، أو أبو العباس (ابن شاكر، عیون…، 534؛ ابن رافع، 1/171). جده لأمه غانم بن علي المقدسي، وأوصل ابن حجر نسبه عن طریق أبیه بجعفر بن أبي طالب (1/314). ولد بمكة (الصفدي، الوافي، 8/20؛ ابن شاكر، فوات…، 1/28)، ویحتمل أنه قد أمضی فترة طفولته وصباه في دمشق. ومعلوماتنا عن حیاته ولاسیما دراسته یسیرة. ولانعلم سوی أنه اغتاظ یوماً من والده قبل بلوغه الرابعة عشر، فخرج إلی باب الصغیر (بدمشق)، فرحل مع طائفة من عرب خفاجة إلی السماوة، بین الكوفة والبصرة (الصفدي، ن.م، 8/23-24؛ ابن شاكر، عیون…، 535؛ ابن حجر، 1/315). وأورد ابن شاكر أنه توجه من هناك إلی البحرین ونجد (ن.ص). وعلی قول إنه أقام عند الأمیر حسین بن خفاجة مدةً وتعلم لغات الناس هناك (ظ: ابن فضل الله، 16/219؛ الصفدي، ابن شاكر، ابن حجر، ن.ص). وفي تلك الفترة كان ابن الخلیفة المستعصم قد اختفي أثناء الغزو المغولي لبغداد، فظن أهل السماوة أن شهاب‌ الدین ابن الخلیفة، لاسیما وأنه قد قدم بمفرده إلی هذا البلاد وأخفی اسمه وعنوانه، فقاموا بإكرامه وأخذوا یسلّمون علیه بالخلافة. وسمع الملك الظاهر بیبرس في مصر بذلك فشعر بالقلق، فكتب إلی عیسی بن مهنّا یطلب منه إحضاره إلی مصر. وكشف شهاب ‌الدین في القاهرة عن هویته وشهد له بعض من حضر. وأمر الظاهر باستدعاء أبیه من دمشق فردّ إلیه ولده الشاب (ابن فضل الله، ن.ص). ویبدو أنه انبری لطلب العلم بعد هذه الواقعة، فتتلمذ علی بعض العلماء أمثال ابن عبد الدائم وزین ‌الدین خالد وأیوب الحمامي ومحمد بن النشبي ویحیی بن ناصح وابن البانیاسي وابن أبي الیُسر وابن مالك (الصفدي، ن.م، 8/20؛ ابن حجر، 1/314-315). وتعلّم كتاب عمدة الحافظ وعدة اللافظ من مؤلفه ابن مالك، ثم درس مدة علی ولده بدر الدین محمد ومجد بن ظهیر الإربلي (ن.ص؛ ابن رافع، 1/173). وأولی الشعر واللغة أهمیة خاصة لما لهما من تأثیر علی أعماله الدیوانیة، حتی إنه كان یحفظ زهدیات ولزومیات أبي العلاء المعري (الصفدي، ن.م، 8/19).

وتولی فترة دیوان الإنشاء في مصر ودمشق وصفد وغزة وقلعة الروم، كما أصبح لبعض الوقت منشئاً خاصً (كاتب السر) (ابن فضل الله، 16/219، 221؛ الصفدي، ن.ص). وفي هذه الفترة تعرض لصروف حیاة تشبه إلی حد كبیر بالمغامرات وإلی أحداث كانت تجرّه من بلاط إلی آخر ومن دیار إلی أخری. وكان في دمشق كاتباً لشمس‌ الدین غبریال، إلا أنه تركه متوجهاً إلی الیمن بعد أن أشكل غبریال علی كتاباته. ودخل في جنوب الیمن علی الملك المؤید (تـ 696هـ)، وحظي لدیه بوافر الاحترام والإكرام، وانتقل بعد فترة وجیزة إلی صنعاء بعد مرض أولاده وبسبب بعض المشاكل الأخری فرحب به إمام الزیدیة، إلا أنه لم یلبث أن توجه إلی مكة. وفي أواخر شعبان 732 توجه مع ابن فضل الله العمري إلی الشام، لكنه لم یستطع أن یعود معه إلی مصر في العام التالي لشیخوخته وضعفه (ابن فضل الله، ن.ص). وفي أواخر حیاته أصابه الفالج واضطرب عقله حتی توفي بدمشق ودفن بسفح جبل قاسیون (ابن شاكر، عیون، ن.ص؛ ابن رافع، 1/172). وكان ظریفاً فكهاً سریع البداهة، نقلت عنه قصص في هذا المجال (ظ: ابن فضل الله، 16/221-222؛ الصفدي، ن.م، 8/22-24؛ ابن شاكر، فوات، 1/130، 132). وقد تعرض شعره ونثره للانتقاد العنیف من قبل معاصریه رغم تولیه الإنشاء لفترة طویلة، حتی قیل عنه إنه كاتب ضعیف ویبذل عناءً كبیراً ووقتاً طویلاً في كتابة قطعة نثریة، وإنه لایلیق لكتابة الدیوان (ابن فضل الله، 16/224-225؛ الصفدي، ن.م، 8/20)، ورغم ذلك فقد وصفه بعضهم بأنه فصیح العبارة وقادر في النظم والنثر (ابن شاكر، عیون، ن.ص؛ ابن رافع، 1/173). ولم ‌یكن شعره أحسن حالاً من نثره، ووصفه ابن فضل الله (16/221) بأنه ضعیف ومملّ وفیه تكلّف.

ورغم أن الصفدي (ن.م، 8/19)، وابن العماد (6/114)، قالا عنه إنه شافعي المذهب، لكن یجب أن یؤخذ علاقاته بالزیدیة في الیمن وصداقته لمن یمیل إلی الشیعة مثل نور الدین ابن هلال الدولة، وكذلك كلامه اللاذع في أبي بكر ومعاویة بنظر الاعتبار أیضاً (ظ: ابن فضل الله، 16/221-222).

 

3. أبو الحسن علاء الدین علي بن محمد (651- محرم 737هـ/1253- آب 1336م)

أدیب وكاتب وشاعر (شقیق شهاب‌ الدین أحمد الأصغر، الذي مات قبله بقلیل). لایعرف محل ولادته بالضبط، لكن یبدو أنه ولد بدمشق ودرس فیها. حفظ القرآن أولاً، ثم انبری لتعلم الحدیث والفقه، وحفظ كتاب التنبیه في الفقه، ثم مال إلی الأدب. ومن شیوخه ابن عبد الدائم وابن أبي الیسر وزین‌ الدین خالد وعلي بن عبد الواحد وابن ناصح وابن أبي عمر المقدسي (الذهبي، ذیول…، 4/106، معجم…، 2/41؛ ابن شاكر، عیون، 525؛ ابن رافع، 1/129). ویستشف من بعض القرائن أنه لم یكن علی علاقة حسنة مع أخیه شهاب ‌الدین، ویعتبره دائماً منافساً له (الصفدي، ن.م، 8/20). وكان له باع في الروایة والحدث، وحدّث بصحیحي مسلم والبخاري (الذهبي، ن.م، 2/42، ذیول، 4/107). وبعد الذهبي والبرزالي أبرز من سمع منه (الذهبي، معجم، 2/41؛ ابن رافع، 1/130)، والصفدي والوادي آشي أشهر من نقل متونه وآثاره الأدبیة (الصفدي، الوافي، 22/34، 35، أعیان…، 7/39؛ الوادي آشي، 91).

أمضی أكثر من 60 عاماً في المناصب الدیوانیة، وكان مثریاً علی العكس من أخیه (الوادي آشي، ن.ص). ویرفض المناصب الحكومیة في المدن الأخری أحیاناً، ویفضّل البقاء بدمشق (الصفدي، ن.م، 7/40). وأشاد أصحاب التذاكر بمروءته وجوده (ابن فضل الله، 12/ 343-344)، وكان بینه وبین ابن صصری ود عظیم، حتی إنه احتال له فكتب باسم جمال ‌الدین الأفرم نائب السلطنة كتاباً إلی مسؤول حكومي أمره بها أن یجعل ولایة قضاء القضاة بالشام لابن صصری، ففعل ذلك، غیر أن تلك الحیلة سرعان ما انكشفت فتقرر قطع یده، لكن الأفرم صفح عنه. ومنذ ذلك الحین أضمر له ابن الزمكلاني الكره لأنه كان یطمح لمنصب قاضي قضاة الشام. وبالمقابل فقد عظمت منزلة ابن غانم عند ابن صصری (ابن شاكر، فوات، 3/79-81). وكانت له منزلة خاصة لدی بعض الحكام مثل حسام ‌الدین لاجین، وقبجق (قبجاق)، والأفرم، والأمیر تنكز (الصفدي، ن.م، 7/38). ومع ذلك فقد تأذی من الدولة مرات (م.ن، الوافي، 22/34؛ سلام، 2/74)، وما رجع عمّا له في الخیر والعصبیة من كرات (الصفدي، ن.ص). حج مراراً وتوفي بتبوك أثناء عودته من آخر حجة له ودفن هناك (ابن شاكر، یعون، ن.ص؛ ابن رافع، 1/128-129).

وكانت له مكاتبات شعریة مع أدباء زمانه، وقد أثنی علیه بعضهم كجمال‌ الدین ابن نباتة (الصفدي، ن.م، 22/34-35)، لكن یبدو أن علاقته كانت أقوی بشهاب‌ الدین محمود (ن.م، 22/35-36؛ ابن شاكر، فوات، 4/94-95، عیون، 527-531؛ ابن قاضي، 1/321-322، 3/225-227). وأثنی ابن فضل الله العمري علی شعره وقال بأنه لو حصلت لابن خاقان لجعلها واسطة قلائده أو إلی ابن بسام لاتخذها من أفضل ذخیرته (12/347). وأنشد علاء الدین قصیدة في رثاء ابن تیمیة توجد نسخة منها في مكتبة برلین (آلوارت، رقم 7847). كما توجد مقطوعات من نثره المسجع – والذي تغلب علیه الصناعة التي هي من سمات النثر آنذاك – متناثرة في بعض المصادر (ظ: ابن فضل الله، 12/344-347؛ الصفدي، ن.م، 22/37-38).

 

4. جمال‌‌ الدین عبد الله بن علاء الدین علي (711- أواخر شوال 744هـ/ 1311- آذار 1344م)

وهو من أبناء هذه الأسرة وكان شهیراً في زمانه، إلا أننا لانعرف شیئاً عن حیاته. وقد أورد الصفدي (ن.م، 17/351-362) – وكانت له علاقات حمیمة معه وأثنی علی نظمه ونثره – حوالي 60 بیتاً من شعره نظمها له. أما ابن فضل الله العمري (12/354-360)، فهو الآخر الذي مدحه كثیراً وأعرب عن أسفه لموته شاباً، وقد أورد أبیاتاً من شعره وقطعة من نثره المسجع التي كتبها باسم الأمیر تنكز نائب الشام حول حریق دمشق في 740هـ.

 

المصادر

ابن تغري بردي، المنهل الصافي، تقـ: محمد محمد أمين، القاهرة، 1984م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، حیدرآباد الدكن، 1392هـ/1972م؛ ابن رافع، محمد، الوفیات، تقـ: صالح مهدي عباس وبشار عواد معروف، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، عیون التواریخ، أحداث 700-760هـ، مخطوطة مكتبة السلیمانیة، إستانبول، رقم 276؛ م.ن، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1394هـ/1974م؛ ابن العماد. عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالك الأبصار، فرانكفورت، 1408هـ/1988م؛ این القاضي المكناسي، أحمد، درة الحجال، تقـ: محمد الأحمدي أبو النور، تونس/القاهرة، 1391هـ/1971م؛ ابن كثیر، البدایة؛ دار الكتب، الفهرست؛ الذهبي، محمد، ذیول العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، معجم الشیوخ، تقـ: محمد الحبیب الهیلة، الطائف، 1408هـ/1988م؛ الزركلي، الأعلام؛ سلام، محمد زغلول، الأدب في العصر المملوكي، القاهرة، 1400هـ/1980م؛ سید، المخطوطات؛ الصفدي، خلیل، أعیان العصر، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ م.ن، الوافي بالوفیات، ج 8، تقـ: محمدیوسف النجم، بیروت، 1391هـ/1971م؛ ن.م، ج 17، تقـ: دوروتیا كرافولسكي، بیروت، 1401هـ/1981م؛ ن.م، ج 18، تقـ: أیمن فؤاد سید، بیروت، 1408هـ/1988م؛ ن.م، ج 22، تقـ: رمزي البعلبكي، بیروت، 1404هـ/1983م؛ صلاحیة، أحمد عبد القادر وصبحي حبّاب، مقدمة كشف الأسرار لابن غانم، دمشق، 1988م؛ طلس، محمد أسعد، الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف، بغداد. 1382هـ/1962م؛ الظاهریة، المخطوطات؛ موسی باشا، عمر، تاریخ الأدب العربي، العصر المملوكي، دمشق، 1409هـ/1989م؛ الوادي آشي، محمد، برنامج، تقـ: محمد محفوظ، بیروت، 1982م؛ الیونیني، موسی، ذیل مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1380هـ/1961م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; Aumer, Joseph, Catalogus codicum manuscriptorum bibliothecae regiae Monacensis, Wiesbaden, 1866; Vrochelmann, Carl, Katalog der Handschriften Der Staats und Universifäts-bibliothek zu Hamburg, Hamburg, 1969; ESC2; GAL; GAL, S; Gottschalk, H.L. et al., Catalogue of the Mingana Collection of Manuscripts, ed. D. Hopwood, Birmingham, 1963.

أحمد بادكوبه هزاوه/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: