ابن حسام القهستاني

اِبنُ حُسامٍ القُهِستانيّ، أو الخوسفي، شمس‌الدین محمد بن حسام‌الدین، من شعراء الشیعة المشهورین في القرن 9هـ/15م. ولد حوالي 782هـ في خوسف بقهستان (التابعة الیوم لبیرجند) وتلقی فیها مقدمات العلوم. یذکر مولانا حسامي الواعظ في مزارنامه أن آباءه کانوا، من أهل العلم و الوعظ و اشتهروا في تلک المنطقة بالزهد و التقوی (آیتي، 251-252). لاتتوفر معلومات عن فترة شبابه ولاعن کیفیة دراسته، إلا ما ذکره حسامي الواعظ من أنه درس عند الأمیر السید محمد الشیرازي الذي کان یعد من علماء ذلک العصر و نال منه «إجازة الحدیث» (م.ن، 220). وکان رجلاً حراً یعیش علی الزراعة (م.ن، 251-252). ویذکر دولتشاه السمرقندي في تذکرة الشعراء أنه کان یحصل علی الرزق الحلال من الفلاحة والمزارعة وأنه کان یکتب أشعاره التي ینشدها عندما کان یذهب إلی المزرعة من الصباح و حتی المساء علی ذراع المسحاة (ص 330)، ولم یمدح السلاطین و الحکام علی الرغم من قوته الشعریة و تقتصر قصائده کلها علی مدح أهل البیت (ع) ورجالات الإسلام.
اختلف في سنة وفاته فذکر دولتشاه (ص 331)  تبعه في ذلک القاضي نورالله الشوشتري في مجالس المؤمنین (2/682) أن وفاته کانت في 875هـ أما خواندمیر فذکر في حبیب السیر (4/336) أن وفاته کانت في 893هـ. وذکر تلمیذه حسامي الواعظ في مزارنامه (آیتي، 254) أنها کانت في الیوم 23 ربیع الثاني 873.  والتاریخ الذي جاء في حبیبالسیر (ونقله أمثال حسن روملو في أحسن التواریخ، 623؛ و معصوم علي شاه في طرائق الحقائق، 3/112) لایعتبر صحیحاً، لأن وفاته ذکرت في تذکرة دولتشاه السمرقندي الذي ألّف في 892هـ و جری الحدیث عنه کأحد المتوفین لایستبعد أن تکون عبارة «في شهر ربیع الآخر سنة ثلاث و سبعین و ثمانمائة» و قد حُرِّفت في نسخ حبیب السیر إلی «… تسعین وثمانمائة» ویؤید ذلک الأمر التاریخ الذي أورده حسامي الواعظ في مزارنامه و کان الأخیر تلمیذ ابن حسام وأحد أقربائه المقربین (خواندمیر، 4/617) و من الطبیعي أن التاریخ الذي یذکره یُعتمد علیه أکثر مما ذکره دولتشاه. وذکر حسامي الواعظ أن أستاذه عاش 92 سنة (آیتي، 252) و علی هذا فإن ولادته کانت في 781 أو 782هـ. أما قبر ابن حسام فیقع في مزرعة بقصبة خوسف و بني له عام 920هـ في عهد مقصود بیک مهردار مقبرة و صحن (م.ن، 254).
و خلّف ابن حسام ثلاثة أولاد ذکور و تحدث عنهم حسامي و أشاد بزهدهم و علمهم و تقواهم (م.ن، 255).

آثار ابن الحسام

1. دیوان أشعار، و یحتوي علی قصائد و غزلیات و أنواع أخری من الشعر کالترجیع والترکیب والمخمس والمتمن و الرباعي و الملمّع و الألغاز. وأکثر موضوعات أشعاره تدور غالباً حول حمد الله و وصف الرسول الأکرم (ص) و مناقب علي بن أبي طالب و أولاده (ع)، کما تناول في الکثیر من قصائده واقعة کربلاء واستشهاد الحسین بن علي (ع) والقسوة التي کان أعداء أهل البیت یتصفون بها ومواضیع أخری مشابهة. وقد استفاد في نظمه الشعر من أسلوب الأدباء الکبار کأنوري و الخاقاني و کمال‌الدین إسماعیل و ظهیر الفاریابي و سلمان الساوجي فاقتفی آثارهم و ضمّنها في الکثیر من أشعاره. و منخصائص شعره ذکره الإشارات والتلویحات المناسبة والآیات و الأحادیث و الإشارة إلی الأشخاص والأحداث التاریخیة والاستفادة من النکات العلمیة والأدبیة. و کان بارعاً في استخدام القوافي الصعبة والتزام مالایلزم والأشکال الشعریة الغریبة کالتربیع والتسدیس و التسمیط والتشجیر. وموشحه الموسوم بـ «سحریة» في وصف الرسول الأکرم (ص) مملوء بأنواع الصناعات البدیعیة حیث تستخرج من أبیاته أوزان مختلفة. ویمکن الحصول من الحروف الأولی للأبیات علی ثلاثة أبیات مستقلة و علی وزن آخر (ظ: صفا، 4/175، 184). وقد تأثّر ابن حسام في نظمه مثل هذه الأشعار بقصائد قوامي مطرزي المصنوعة (القرن 6 هـ) و خاصة رائیته المعروفة باسم «بدائع الأسحار في صنائع الأشعار» بقصائد ذي الفقار الشیرواني (القرن 7 هـ) و سلمان الساوجي و قلّد أسالیبهم. و تم طبع دیوان قصائده بطهران في 1407 هـ طباعة حجریة.
2. خاورنامه، أو خاوران نامه [رسالة الشرق]، و هي منظومة من الوزن المتقارب نظمها وانتهی منها في 830هـ مقلداً فیها شاهنامه اللفردوسي. و یدور موضوع خاورنامه حول شرح غزوات علي بن أبي طالب (ع) و بطولاته و أصحابه. و هي مجموعة من الحوادث التاریخیة کغیرها من المنظومات الحماسیة و الدینیة والأساطیر العامیة. و تعتبر هذه المنظومة من أحسن نماذج الملاحم الدینیة و قد تأثر الشاعر في نظمه لها – کما یقول – من کتاب باللغة العربیة. و شاعت هذه المنظومة کثیراً في إیران و الهند. ولقب ابن حسام «بالفردوسي الثاني» لنظمه هذه المنظومة (إته، I/560). وقد ترجم خاوران نامه في القرن 11 هـ شاعر من الدکن یتخلص بـ «رستمي» إلی اللغة الدکنیة لخدیجة سلطان شهربانو عقیلة السلطان محمد عادل شاه ملک الدکن (1037-1067هـ / 1627-1656م) (إته، ن.ص). وطبع هذا الکتاب عدة مرات في إیران والهند (ظ: مشار، 2/1860-1861).
3. «نظم نثر اللآلي»، و هي ترجمة شعریة لحکم الإمام علي (ع) وتأثر الشاعر في هذا العمل برسالة رشیدالدین الوطواط الموسومة بـ نثر اللآلي من کلام أمیر المؤمنین علي، حیث نظم کل حکمة في بیت من الشعر. و تم أخیراً طبعقسم من هذا الأثر الذيکان موجوداً في المخطوطات ضمن دیوانه (ص 476-484).
4. «دلائل النبوة و نسب‌نامه»، وهي منظومة شعریة في ذکر دلائل نبوة النبي الأکرم (ص) و نسبه و شجرته حتی آدم (ع) (ظ: دیوان، 485-548).

المصادر

آیتي، محمدحسین، بهارستان در تاریخ و تراجم رجال قاینات و قهستان، طهران، 1327ش؛ ابن حسام الخوسفي، محمد، دیوان، تقـ: أحمد أحمدي بیرجندي ومحمدتقي سالک، مشهد، 1366ش؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، حبیب السیر، تقـ: محمد دبیر سیاقي، طهران، 1362ش؛ دولتشاه السمرقندي، تذکرة الشعراء، طهران، 1338ش؛ روملو، حسن بیک، أحسن التواریخ، تقـ: عبدالحسین نوائي، طهران، 1349ش؛ الشوشتري، نورالله، مجالس المؤمنین، طهران، 1375هـ؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ ادبیات در ایران، طهران، 1363ش؛ مشار، خانبابا، فهرست کتابهاي چاپي فارسي، طهران، 1350-1355ش؛ معصوم علي شاه، محمد معصوم، طرائق الحقائق، تقـ: محمدجعفر محجوب، طهران، 1345ش؛ وأیضاً:

Ethé, H., Catalogue of Persian Manuscripts in the Library of the India Of fice, OXFORD, 1953.
فتح‌الله مجتبائي