الآملي، بهاءالدین حیدر بن علي بن حیدر العلوي الحسیني (720- بعد 782/1320-1380)، عارف شیعي إمامي. عمل بعد إتمام دراسته للعلوم المتداولة آنذاک في الوظائف الدیوانیة (الإِداریة) عند فخرالدولة الشاه غازي بن زیار من ملوک رستمدار في طبرستان في کل من آمل و خراسان و أصفهان و أصبح من المقرّبین إلیه و وزیرا له فیما بعد. حدث تحوّل جذري في حیاته عندما کان في الثلاثین من عمره وصمّم علی اعتزال المناصب الدنیویة و مال إلی تزکیة النفس. و ترک المال والجاه والرئاسة والأقارب و الأصحاب و لبس لباساً رثّاً قدیماً و ترک آمل قاصداً بیت‌الله الحرام. فَعَرَّجَ في طریقه علی أصفهان و انشغل فیها بتزکیة باطنه و تصفیة نفسه الباطنیة. و تعلّق من بین مشایخ تلک المدینة بنورالدین الطهراني (طهران: قریة تقع بالقرب من بوّابة أصفهان من جهة در دشت) فانتهل من فیض علمه ثمّ تطلّع للذهاب إلی بغداد لیتوجّه منها إلی الحجّ بعد زیارته العتبات المقدسة. ولکن سفره تأخّر لعدم توفّر الإِمکانات لمرضه و لم یفت ذلک من عزیمته حیث استطاع زیارة بیت‌الله الحرام في عام 751/1350. ثمّ توجّه إلی المدینة یحدوه الشوق لزیارة قبر الرسول (ص) و تمنّی البقاء فیها. و لکن المرض اضطرّه للعودة الی العراق و أقام في النجف و بادر فیها إلی الارتیاض و الطاعة. و عاشر في العراق کلّا من فخرالدین محمد ابن العلّامة الحلي، والملانصیر‌الدین الکاشاني و فقهاء و علماء آخرین من الإِمامیة، و حصل من الشیخ فخرالدین والحسن بن حمزة الهاشمي علی إجازة الرّوایة (الأفندي، 2/219) و کتب بناء علی طلب فخرالدین رسالة رافعة الخلاف في وجه سکوت أمیر المؤمنین عن الاختلاف.

ولاتعرف بالضبط السنة التي توفيّ فیها ومن المعروف أنه کان حیّاً حتی عام 782/1380 عندما کتب شرحاً مفصلاً علی فصوص الحکم لابن عربي. و یقول: «ثمّ حدثت إشارة لي لشرح فصوص الحکم و کان ذلک في الوقت الذي مضی علی إقامتي في النجف 30 عاماً؛ و بدأت بکتابة الکتاب في 781/1379 و انتهیت منه في 782/1380، حیث کان قد مضی من عمري آنذاک 63 سنة» (جامع الأسرار، المقدمة، 13). وعلی هذا فلابد أنّه توفيّ بعد السنة الأخیرة هذه. و کان الآملي یسعی في کتاباته إلی إثبات الوحدة بین التصوّف و بین التشیّع، و کان یعتقد أنّ الشیعي والصوفي اسمان لمعنی واحد.

وأهم آثاره هي: 1. الأرکان في فروع شرایع أهل الإِیمان، یبحث فیه حول: الصلاة والصوم و الزکاة و الحج والجهاد من وجهة نظر أصحاب الشریعة و أرباب الطریقة؛ 2. أسار الشریعة و أطوار الطریقة و أنوار الحقیقة، حقّقه محمد خواجوي و طبع في طهران عام 1361 ش (1983م)؛ 3. أمثلة التوحید و أبنیة التجرید، رسالة بالفارسیة ألّفت مقابل لمعات فخرالدین العراقي؛ 4. البحر الخضَمّ في تفسیر القرآن الأعظم؛ 5. تلخیص اصطلاحات الصوفیة، و هو تنقیح رسالة اصطلاحات الصوفیة لعبد الرّزاق الکاشاني؛ 6. جامع الأسرار و منبع الأنوار، انتهی من تألیفه في 768/1367. و سعی المؤلّف خلاله إثبات الوحدة بین مشرب التصوف و بین المذهب الشیعي الإِمامي کما قال: «وهذا الکتاب مبني علي قاعدة الموحدین، المحققین: من أهل الله المسمّین بالصوفیة، موافقاً لمذهب الشیعة الإِمامیة الاثن اعشریة، مطابقاً لأصول کل واحد منهم و قواعدهم» (ص 4) و أیضاً: «لأني من عنفوان الشباب، بل من أیام الطفولیة الی یومنا هذا الذي هو أیام الکهولة کنت (مجدّاً) في تحصیل عقائد أجدادي الطاهرین الذین هم الأئمة المعصومون (ع) و طریقتهم، بحسب الظاهر – التي هي الشریعة المخصوصة، بطائفة الشیعة الإِمامیة من أهل الفرق الاسلامیة، و بحسب الباطن – التي هي الحقیقة المخصوصة بالطائفة الصوفیة من أرباب التوحید – و التوفیق بینهما، و مطابقة کل واحد منهما بالآخر، لأني بالحقیقة ما أساعد إلّا مذهب آبائي و أجدادي الطاهرین من حیث الظاهر و الباطن، لأن أکثر الصوفیة من جهلهم یتصوّرون أنّ الأئمة المعصومین (ع) کانوا عارین عن هذه الفضیلة، و کذلک الشیعة فانهم أیضاً یتوهمون أنّ فضیلة أئمتهم کانت منحصرة في هذه العلوم المتداولة بینهم» (ص 5، 9). ویحتوی جامع الأسرار علی أصولثلاثة، و کل أصل یحتوي علی قواعد أربعة: الأصل الأول، التوحید و تعریفه و تقسیمه و کیفیته؛ الأصل الثاني، في الاستشهاد بالکلام الإِلهي و حدیث الأنبیاء و الأولیاء والمشایخ حول التوحید؛ الأصل الثالث، ویشتمل علی أسرار أرباب الشریعة و الطریقة والحقیقة في التوحید والمباحث المرتبطة به. طبع هذا الکتاب بتحقیق کل من هنري کربن و عثمان یحیی بطهران عام 1347 ش (1968 م)؛ 7. جامع الحقائق، و هو رسالة بالفارسیة؛ 8. الأسماء الالهیة، رسالة في تعیین مظاهر الأسماء الإِلهیة بین الناس من آدم إلی خاتم الأنبیاء محمد (ص)؛ 9. الأمانة الالهیة في تعیین الخلافة الربّانیة؛ 10. التنبیه في التنزیه؛ 11. التوحید؛ 12. الجداول الموسومة بمدارج السالکین في مراتب العارفین، و تشمل هذه الرسالة 100 مقام من أصول المقامات، و علی 1000 مرتبة من فروع المراتب ککتاب منازل السائرین لعبد الله الأنصاري؛ 13. الحجب و خلاصة الکتب، في التحقیق في الآیة الشریفة «ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً» والحدیث النبوي «إن لله سبعین ألف حجاب من نورو ظلمة»؛ 14. رافعة الخلاف عن وجه سکوت أمیر المؤمنین عن الاختلاف؛ 15. العقل والنفس؛ 16. العلم و تحقیقه، في بیان موضوع علم المتکلمین والحکماء والصوفیة و مسائل و محمولات و مبادئکل منهم؛ 17. الفقر و تحقیق الفخر، حول تطبیق الأحادیث الواردة في باب الفقر بعضها علی البعض الآخر؛ 18. کنز الکنوز و کشف الرموز؛19. المعاد في رجوع العباد، حول المعاد و القیامة الصغری والکبری والتوضیح حول أن القیامة تنقسم إلی اثني عشر قسماً صوریاً و معنویاً؛ 20. منتخب التأویل، في بیان کتاب الله و حروفه و کلماته وآیاته، و هذه الرسالة تلخیص لکتاب بحر الخِضَمّ في تفسیر القرآن الأعظم؛ 21. رسالة النفس في معرفة الرّب؛ 22. الوجود في معرفة المعبود، و تشتمل هذه الرسالة علی مقدمة و أرکان ثلاثة: المقدمة، في بیان الشریعة و الطریقة والحقیقة. الرکن الأول. في الوجود و الاطلاق و بداهته. الرکن الثاني، حول الوجوب و وحدة الوجود. الرکن الثالث، في الظهور و کثرة الوجود؛ 23. نقد النقود في معرفة الوجود، منتخبات من رسالة الوجود، کتب في ثلاثة أصول و طبع مع کتاب جامع الأسرار (رقم 6) بطهران عام 1347 ش (1968 م)؛ 24. الأصول و الأرکان في تهذیب الأصحاب والإِخوان، و یشتمل علی الأصول و الفروع الخمسة، کل واحد یدور حول ثلاث مراتب: الشریعة و السریقة والحقیقة؛ 25. تعیین الأقطاب و الأوتاد؛ 26. المحیط الأعظم في تأویل کتاب الله العزیز المحکم، کتاب ألّف استناداً إلی الحدیث القائل «إن للقرآن ظهراً و بطنا و لبطنه بطناً إلی سبعة أبطن». ألف الآملي هذا الکتاب مقابل تفسیر بحر الحقایق و منبع الدقایق للشیخ نجم‌الدین الرازي، و یقول حول أهمیته إن نسبة هذا الکتاب لي کمثل نسبة فصوص الحکم لابن العربي. و توجد مخطوطته في مکتبة آیة الله المرعشي بقم؛ 27. المسائل الآملیة، توجد مخطوطته في مکتبة جامعة طهران المرکزیة؛ 28. منتخبات أنوار الشریعة، توجد مخطوطاته في مکتبة کلیة الآداب بمشهد و مکتبة جامعة طهران المرکزیة و مکتبة آیة الله المرعشي بقم؛ 29. منتقی المعاد في مرتضی العباد، منتخب من المعاد؛ 30. نص النصوص، کتاب مفصل في شرح فصوص الحکم لابن عربي. وقد أهدی الآملي هذا الکتاب الی السلطان أحمد بهادر‌خان أحد السلاطین الجلایریین، وانتهی من تألیفه ببغداد عام 782/1380. وقد طبع هذا الکتاب بتحقیق کربن و عثمان یحیی في طهران عام 1352 ش (1973 م)؛ 31. نهایة التوحید في بدایة التجرید، منتخب من جامع الأسرار.

المصادر

آقا بزرگ، الذریعة، 2/72، 73، 5/38-39، 10/61، 15/326، 327، 18/82، 20/161، 162، 24/280، 281؛ الآملي، حیدر، أسرار الشیعة و أطوار الطریقة و أنوار الحقیقة، تقـ محمد خواجوي، تهران، 1362ش، المقدمة؛ ـــــــ، جامع‌الأسرار و منبع الأنوار، تقـ هانري کربن و عثمان اسماعیل یحیی، تهران، 1347ش، المقدمة؛ أدبیات تهران، خطي، ص 204، 205؛ أفندي، عبدالله، ریاض العلماء، قم، 1401هـ، ص 218-225؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، بیروت، 1983م، 6/271-273؛ الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، بیروت، ص 377-380، رشت و همدان، خطي، ص 1302؛ سپهسالار (سابقاً)، خطي 4/6، 5/727؛ شورا، ملي (سابقاً)، خطي، 9(1)/249، 250، 9(2)/647، 648، 1/162، 948، 16/340؛ فیضیة، خطي، 2/12؛ المرعشي، خطي، 1/340-347، 4/74؛ مرکزي، خطي، 8/151، 259، 629؛ مشکوة، خطي؛ 3/425-427، 5/1493-1496، 3015-3017؛ مشهد 2، خطي، 2/960؛ مشهد 4، خطي، ص 249؛ ملک، خطي، ص 602، 775؛ ملي، خطي، 7/32-33، 240؛ نوربخش، فهرست خطي، ص 131؛ همدان، خطي، ص 82-83.

صمد موحّد