آل بوسعید
cgietitle
1442/10/23 ۱۸:۵۷:۱۶
https://cgie.org.ir/ar/article/231796
1446/12/21 ۰۲:۵۶:۵۱
نشرت
1
وقد دعا عبدالعزیز رؤساء الطائفتین الی مسقط لتهدئة الأوضاع فاستجاب الهناویون خاصة لهذه الدعوة، وأصبح صالح بن علي مستشاراً رئیساً لعبد العزیز، ولم تؤد الاضطرابات التي وقعت فیما بعد الی أیة نتیجة (لاریمر، 1/503).
عاد ترکي من گوادر فجأة في نهایة 1293/1875، وکانت قلاع مسقط بأیدي بني بوحسن فامتنعوا عن استقباله دون إذن من عبدالعزیز، ولکن ترکي استطاع أن یستولي علی المدینة بمساعدة قوات الغافریین في نخل والوهابیین ووالي صُحار. وقد احتفظ ترکي بسلطته رغم ما تحلّل فترة حکمه الثانیة من اضطرابات قام بها صالح بن علي وابراهیم بن قیس وعبدالعزیز و غیرهم. وفي صفر 1293/ آذار 1876 انتزعت قلعة سمایل من عبدالعزیز و نفاه الکولونیل مایلز. کما أدت مساعدة بریطانیا لترکي إلی فشل تمرّد صالح بن علي والمطوّعة في 1294ھ/ 1877م والتي تمّت بمظاهرة ابراهیم بن قیس و حمود الجحفي ووصلت في رحفها الی بوّابات مسقط.
ولم یتعرض ترکي لخطر مهم في السنوات الخمس الأخیرة من سلطته، وقد انتهج سیاسة مختلفة في الفترة الثانیة منها، فاستعان بالغافریین کالسابق بدلاً عن الهناویین، وشکّل قواته من الحساویین والنجدیین المرتزقة واستغنی بذلک عن الدعم القبلي له في العاصمة، وقد سعی ترکي في أواخر حکمه مراراً لاستئجار میناء بندرعباس وتوابعه، الذي دام ایجاره شهرین بعد الاطاحة بسالم ولکنه لم یحصل علی نتیجة. توفي ترکي في 9 شوال 1305/3 حزیران 1888.
أعلن أغلب شیوخ عمان و منهم صالح بن علي بعد وفاة ترکي ولاءهم له، ولم تحدث أیة اضطرابات خلافاً لما کان متوقعاً، وکان یسعی في بدایة حکمه لاقامة علاقات ودیة مع بریطانیا إلا أنها أجلت اعترافها الرسمي بسلطنة فیصل بناء علی توصیة الکولونیل راس ولعلمها بعدم ثبات قوته، ومع کل ذلک فقد کانت الحکومة الهندیة تدفع مساعدتها المالیة لزنجبار کالسابق (لاریمر، 1/533).
وقد آثار حمود بن سعید الجحفي النزاع بین الهناویین و الغافریین بهجومه علی اغنام الرحبیین في جمادی الأولی 1307/ کانون الثاني 1890 واندلعت الاضطرابات في شهر رمضان 1308/ نیسان 1891 الی درجة وصل لهیبها الی بوابات مطرح ومسقط واختلت التجارة في هاتین المدینتین. وقد خابت وساطة فیصل في قبول الغافریین لدفع الغرامة للهناویین ودام هذا العداء حتی سنة 1310ھ/1893م، وانقطعت الطرق التجاریة المهمة من الساحل الی داخل. عمان، وبالتالي قام سلطان في رجب 1310/ کانون الثاني 1893 في قریة السیب بالتوسّط بین الطرفین ثانیة وحکم لصالح الغافریین، ولکنه تعهّد بدفع الغرامة، واستطاع بهذه الطریقة أن یوقف الحرب (لاریمر، 1/529).
واعترفت بریطانیا رسمیا بحکم السلطان في 14 شعبان 1307/6 نیسان 1890 في مسقط وعقدت بین الدولتین معاهدة صداقة وبحریة وتجاریة بدلاً عن معاهدة سنة 1255/1839 التجاریة، ولکن هذه المعاهدة کانت لاترضي بریطانیا فاستعیض عنها بمعاهدة 8 شعبان 1307/19 آذار 1891 (ظ: القلعجي، 433-442، نص المعاهدة) وقد منحت بمجبها بریطانیا وجالیتها امتیازات تجاریة وقانونیة کبیرة ومع ذلک فقد نقضت لندن – التي کانت تسعی للحدّ من نفوذ فرنسا والقوی الأوروبیة الأخری في عمان (کرزن، 2/531) – الوثیقة الانجلو – فرنسیة المبرمة في 1279 ھ /1862م بعد یوم من إبرام المعاهدة الودیّة مباشرة وعقدت معاهدة أخری مع عمان في 9 شعبان 1308/20 آذار 1891 منع سلطان عمان بموجبها من بیع أو إجارة أو السماح بالتصرف في أي منطقة من أرض بلاده إلی أیة دولة سوی بریطانیا (ظ: القلعجي، 443-444، نص المعاهدة). وصارت عمان بهذه الصورة محمیّة بریطانیة عملیاً. ولکن لم تمض مدة حتی استاء الناس من هذه المعاهدة ممّا مهد لانتفاضة جمیع القبائل التي اندلعت في لیلة 15 شعبان 1312/12 شباط 1895 في مسقط، فثارت قبائل الحرث والحبوس وتوابعها وآل بورشید وطائفة من الزِکاونة ووَرد وبني بَطّاش وعَوامِر عمان المتصالحة وبني رواحة والرحبیین والهناویین والمناطق الوسطی والجنوبیة من وادي سمایل، لاسیما هناویي فَنجة وخوض وبني نعمان وشُروح فُواس وأهالي وادي رستاق والخضراء وقسم من باطنة لعزل السلطان عن مسقط. وسقطت مسقط بأیدي الثوار واهتزت رایة المطوّعة علی قصر السلطان في 18 شعبان/ 15 شباط وهرب السلطان الی قلعة جلالي، ولکن اعتراض الکولونیل سدلر أنقذ حیاته، ولم ترسل الحکومة الهندیة مساعداتها العسکریة للسلطان لعدم کفاءته، وأخیراً توسّط الکولونیل ویلسون المندوب السیاسي البریطاني في الخلیجالفارسي وعُقد صلح بین الطرفین في 12 رمضان/ 9 آذار، تقرر بموجبه أن یتعهد السلطان بعدم التعرض للمتمردین إضافة الی دفعه 12,000 دولار، وقد قتل صالح بن علي خلال تلک الفترة في ربیعالأول 1314/ أیلول 1896 و نعم السلطان فیصل جراء موته بالهدوء مدة طویلة.
فترت العلاقات بین السلطان و بریطانیا في السنوات التي تلت الثورة نتیجة لموقف المندوب البریطاني المحاید في الأزمة سنة 1312 ھ / 1895م، مطالبته بعرامة للجالیة البریطانیة وازدیاد النفوذ الفرنسي إثر ما قام به العطاوي الدبلوماسي الفرنسي الذي یجید العربیة والذي دخل مسقط کقنصل متجول في 1311 ھ /1894م، في جمادی الثانیة 1316/ تشرین الثاني 1898 کان السلطان یبحث عن ظهیر آخرله فسمح لفرنسا بانشاه محطة للفحم الحجري في میناء جسّة للتزود بالوقود (لاریمر،1/547؛ ویلسون، 277). وبهذا ألغی عملیاً معاهدة 9 شعبان 1308/20 نیسان 1891.
وفي 1316 ھ /1899م تدهورت العلاقات بین السلطان وفگان، المندوب السیاسي البریطاني في مسقط الی أن قطعت نهائیاً، ولکن البوارج الحربیة الفرنسیة اضطرت الی التراجع عن میاه عمان أمام قوة البوارج البریطانیة من جهة ونتیجة للاتفاق علی تقسیم مناطق النفود من جهة أخری (لاندن، 388) ولذلک ألغی السلطان الامتیاز الممنوح لفرنسا في 6 شوال 1316/17 شباط 1899، وأعاد علاقاته مع بریطانیا (لاریمر، 1/560). ثم خضع خضوعاً ناماً لقیادة السیرپرسي کوکس الذي تسنّم منصب المندوب السیاسي البریطاني في مسقط في 1317/ صیف 1899 (لاندن، 238)، والذي ساعده علی تحسین أوضاع الخزانة المالیة (لاریمر، 584-585). ومارس السیر پرسي کوکس نشاطات دبلوماسیة واسعة، فدعت الحکومة الهندیة في 1 شوال 1320/ 1 کانون الثاني 1903 السلطان فیصل لزیارة الهند، ولکنه أرسل ابنه الکبیر تیمور إلی هناک، کما زار اللورد کورزن عمان في تشرین الثاني من نفس السنة، وکان نجاح السلطان النسبي علی الصعید الداخلي اثناء الفترة مابعد 1321ھ /1903م یعود إلی مساعي وزیره سلیمان بن سُوَیلم من 1320 الی 1325ھ /1902 الی 1907م. کما استطاع السلطان في 1324ھ /1906م أن یقیم علاقات ودیة مع عیسی بن صالح الذي خلف أباه (لاندن، 389). ولکن فترة الهدوء الداخلیة القَصیرة انتهت بمقتل سلیمان بن سُوَیِلم في وادي سمایل عام 1325/1907، واضطِرب حکم السلطان واستقرض خفیة من التجار الهندوس علی رغم معاهداته المعقودة حول الأمور المالیة مع القنصل البریطاني (لاندن، 380). وقد سعت بریطانیا في1322ھ /1904م لإِرغام فرنسا علی الاعتراف رسمیاً بوصایة بریطانیا علی عمان (لاریمر، 1/571). ولم یهدأ النزاع بین الطرفین رغم التوقیع علی المعاهدة، فبحث الموضوع في 2 صفر 1322/18 نیسان 1904 في محکمة لاهاي الدولیة (نشأت، 292، 293) الی أن جرت مفاوضات بین کبار المسؤولین (لاندن، 256). وقامت بریطانیا في هذه الفترة بنشاطات لمنع تجارة السلاح، وأخیراً استطاعت في 1330ھ /1912م أن تجبر السلطان علی إنشاء الجمارک للاشراف علی تصدیر واستیراد الأسلحة وتوقیع اتفاقیة لمنع تهریبها، وقد اعتبر أهالي عمان هذا العمل دلیلاً علی تبعیة السلطان اکاملة للأجانب المسیحیین و نزعه الی البدعة، واستعدوا لثورة واسعة النطاق بقیادة عیسی بن صالح والشیخ حِمیَر بن ناصر من آل نَبهان وسالم بن راشد. وقد خلعت قبائل عمان في اجتماع 1331ھ /1913م فیصل بن ترکي واختارت سالم بن راشد الخروصي إماماً وعیّنت مدینة نزوی عاصمة للامام. کما استسلمت مدینة إزکي في شعبان 1331/ تموز 1913 والتحقت قبائل الهناویین والغافریین بالامام الجدید. وتوفي فیصل في ذيالقعدة من نفس السنة 1331/ تشرین الأول 1913 (لاندن، 391-395).
کان متعصباً في نزعاتهالدینیة إبان شبابه، وکان قد قبل سنن المطوِّعة وله مراسلات مع بعض الإِباضیین التقلیدیین کعیسی بن صالح ممّا کان یقلق بریطانیا کثیراً (لاریمر، 588). وقد ساعد شیخ أبوظبي تیموراً بعد تسنّمه الحکم بدعوة عیسی بن صالح إلی مسقط للمفاوضة، ولم تثمر المحادثات التي جرت في محرم 1332/ کانون الأول 1913 في مسقط (لاندن، 395؛ فیلیپس، 160) وتعذّر علی بریطانیا الدفاع عن عمان مع اندلاع الحرب العالمیة الأولی، ولاسیما إثر الدعایة الألمانیة ضد الانجلیز في الخلیجالفارسي، ومع ذلک فقد زادت بریطانیا من جنودها الانجلیز والهنود في عمان في رمضان 1332/ آب 1914 (لاندن، 396؛ فیلیپس، 161) وقاد الإِمام سالم في ربیع الأول 1333/ کانون الثاني 1915 قوات قبائل الغافربین برئاسة حِمیَر بن ناصر و شیخ بني ریام (من الجبل الأخضر) والهناویین أتباع الشیخ عیسی من الشرقیة نحو مسقط، ولکنه لم یستطع دحر القوات البریطانیة. وجاء اللورد هردینغ نائب السلطنة في الهند في ربیع الثاني 1333/ شباط 1915 الی مسقط وأرغم السلطان علی التفاوض مع المعارضین وبهذا بدأت فترة السنوات الخمس الطویلة من المحادثات غیر المثمرة بین السلطان والإِمام، کما جرت خلال ذلک محادثات بین عیسی بن صالح و مندوب بریطانیا السیاسي ولکنها لم تسفر عن اتفاق ولم تکن القوة التقلیدیة في عمان تخالف حضور بریطانیا هناک، ولکنها کانت تطالب باخراج وحداتها العسکریة من البلاد، کما کانوا یعتبرون السلطان أ\د المبتدعین، لاسیما أنهم کانوا یشکون من إباحة بریطانیا للمحظورات عند الاباضیة کتعاطي الخمور والتنباک و منعها للمباحات کبیع و سرا الرقیق والأسلحة. کما انهم کانوا یرفضون السیطرة البریطانیة علی البحر، ویطالبون بأن تقتصر مهام السلطان علی الحکم و یختص الإِمام بالأمورالدینیة (لاندن، 397) فرفض السلطان هذه الشروط، واستمرت حالة اللاحرب و اللاسلم. وفي 1335ھ /1917م طرد الإِمام سالم ابن راشد أحمد بن ابراهیم آخر أولاد شقیق السلطان والمقرب لدیه، من رستاق، وبذلک أوجد انشقاقاً بین فروع بیت آلی بوسعید وهرب أحمد ابن ابراهیم الی مسقط وأخذ یدعم الحکومة.
وقد اختلفت الحیاة الاقتصادیة والاجتماعیة أثناء الفترة 1331-1336ھ /1913-1918م في المناطق الساحلیة والداخلیة من عمان، إثر الحروب الداخلیة والاضطرابات الناجمة عن الحرب العالمیة الأولی في الخلیجالفارسي، وانقسمت عمان في الحقیقة الی قسمین «سلطنة مسقط» و «إمامة عمان»، حیث کان السلطان تیمور یحکم مسقط والمدن الساحلیة، فیما یسیطر الامام علی بقیة المناطق الداخلیة الأخری (نشأت، 299-300). وقد دفعت نهایة الحرب العالمیة الأولی بریطانیا لتهدئة الأوضاع، ووضع هاورث المندوب السیاسي البریطاني في عمان برنامجاً للاصلاح في بدایة 1337/ خریف 1918، ینص علی تطویر الأجهزة المالیة والحکومیة والأمنیة کما حدّدت فیه المناصب المهمة التي یحق للموظفین الانجلیز والهنود تسنّمها. وقبل السلطان هذا البرنامج لضعفه السیاسي وأخذ 650,000 روبیة لسداد دیونه لقاء تسلیمه مقالید الحکومة المرکزیة لبریطانیا، وقد سعی وینحیت الذي خلف هاورث منذ 1337ھ /1919م إلی تنفیذ هذا البرنامج الإِصلاحي، کما أراد أن یتفاوض مع الإِمام لنفس الغرض، ولکن الامام لم یقبل الشروط المقترحة (لاندن، 402-403)، وضغطت حکومة سلطان علی الإِمام للرضوخ للمصالحة بزیادة 50% علی الضرائب التي تؤخذ من منتجات منطقة نفوذه، ولکن المصالحة لم تتم إلا بعد أن قتل أحد أفراد قبیلة آل وهیبة الامام سالم بن راشد في 1338ھ /1920م، واختیر أحد أقارب عیسی بن صالح المدعو محمد بن عبداللَّه الخلیلي من قبیلة بني رواحة إماماً بعد سالم بن راشد. وکان في الحقیقة آلة بید عیسی بن صالح (کلي، 180-181). وقد تمتع عیسی بن صالح بقدرة سیاسیة و عسکریة خاصة لاعتراف بریطانیا والسلطان رسمیاً به باعتباره الممثل الوحید للقبائل فضلاً عما کان لدیه من قدرة دینیة (لوجود الإِمام الجدید). ثم بدأت المفاوضات ثانیة بین الإِمامة والسلطنة، وتم أخیراً عقد معاهدة في 11 محرم 1339/25 أیلول 1920 في قریة السبب، وقعّها عیسی بن صالح الحارثي نیابة عن الإِمام و ینجیت القنصل البریطاني نیابة عن السلطان، رغم أنها لاتؤکد قانونیاً حکم السلطان المطلق ولاتنکره، إلا أنها أطلقت یده في حکم بلاده مستقلاً (أمین، 285)، وقد أضفت – في الحقیقة – صفة رسمیة علی الانفصال بین منطقتي نفوذ السلطنة و الامامة (ظ: القلعجي، 601-602، نص المعاهدة؛ نشأـ، 300-301؛ لاندن، 403-404).
وقد اختیر القبطان مک کولوم المندوب السیاسي البریطاني في الکویت في 1339ھ /1920م باعتباره أول وزیر و مشاور مالي النجلیزي للسلطان (فیلیپس، 178؛ لاندن 42). فواجه سلطان مسقط بعد ذلک مشکلتین رئیستین: کیف یتعامل مع الاقتصاد الساحلي، و کیف یزید من قدرة حکومته. فعقد معاهدة مع شرکة دارسي في 1344ھ /1925م لاستخراج النفط، ولکنها ألغیت بعد 3 سنوات لعدم عثور الشرکة علی النفط. وکان برنامجه لإِصلاح وتنظیم قانون الضرائب والجهاز الإِداري في مسقط یواجه مشاکل و مصاعب جمّة، لاسیما اختلاف هذا النظام مع ضریبة الزکاة غیرالکافیة. ولم یؤد إنشاء دوائر الجمارک في صور و صحار و موانئ باطنة إلی إثارة مقاومة القبائل ضدالحکومة فحسب، بل جعلتها تواجه مقاومة عدد من حکام آل بوسعید المستقلین مثل حَمَد فیصل. کما استطاعت قبیلة آل سعد في باطنة أن تعیق مساعي مسقط لإِنشاء جمرک لمدة سنتین و بالتالي ل تحل هذه المشکلة إلا بتدخل عسکري بریطاني. کما کانت الحکومة تواجه مصاعب لتنفیذ سلطتها في جنوب مسقط. وإذا ما استطاعت بریطانیا أن تخضع قسماً کبیراً من صور لقبول النظام الجدید، إلا أنها واجهت مقاومة في النواحي الداخلیة من جعلان، وسعت قبیلة بني بوعلي الی المطالبة بالاستقلال ودعا شیخها نفسه أمیراً لجعلان، ومع کل ذلک فقد نجح حکام مسقط في إنشاء الدوائر الجدیدة بمساعدة بریطانیا.
وقد توطدت إمامة محمد بن عبداللَّه الخلیلي في داخل عمان، وظلّ نظام الإِمامة مستمراً حتی 1359ھ / بدایة الأربعینات (1940م) بواسطة ثلاثة أشخاص: الامام محمد بن عبداللَّه الذي کان یبلغ من العمر 35 سنة عندما اختیر للامامة وبعدما اختار العزلة وعیسی بن صالح الذي کان یتمتع بقدرة سیاسیة ودینیة؛ وسلیمان بن حِمیَر الذي کان یدعو نفسه ملک النبهانیة ویحکم الجبل الأخضر.
وکان الأمیر الوهابي عبدالعزیز سعود في هذه الفترة یفکّر في توسیع رقعة نفوذه علی شرق جزیرة العرب سیما البریمي. وقد أرسل الامام - دفعا لهذا الخطر – قوة من أفراد الهناویین والغافریین یقیادة عیسی بن صالح وسلیمان بن حمیر إلی البریمي فاستولی عیسی علی عبري ودَریز وخنک ولکنه تراجع لمرض ألّم به، وأراد الامام أن یتخلی عن منصبه بعد هذه الحوادث ولکن کبار رجال القبائل لم یوافقوا علی ذلک، و کان طیلة عمره قلقاً من نشاط الوهابیین (کلي، 181-182؛ لاندن، 410-411). وفي 1351ھ /1932م تخلّی السلطان عن العرش لصالح ابنه سعید بن تیمور ورحل عن عمان و أخذ یتحوّل في مختلف مدن الهند. ومات أخیراً في 1385ھ /1965م في بمباي ودفن هناک، وقد وصل نفوذ بریطانیا الی علی مستوی في فترة سلطنته.
درس في إحدی المدارس الملکیة البریطانیة في الهند ثم في بغداد، وشغل بعد عودته الی عمان منصب محمد بن أحمد الغشام رئیس وزراء ذلک العهد وتولی السلطنة رسمیاً في 1351ھ /1932م. وکان له کأبیه مستشارون إنجلیز، ولکنه سعی للحصول علی المزید من الحریة في أعماله، والحد من الاعتماد الکامل علی بریطانیا، بتسدید مبالغ القروش الطائلة الباقیة من عهد أبیه. ولذلک أخذ بتجدید الجهاز الاداري والمصادر المالیة وفرض علی الناس ضرائب باهظة، مما مهّد لحدوث اضطرابات کبیرة في هذا البلد.
وقد توسّعت سلطة الامامة في هذه الفترة، ووصلت الی غایتها بتسلط الامام علی عبري منطقة حکم الامامة في القرن 14ھ /20م، وکانت حدودها تصل من الجنوب الی بلاد بني بوحسن و من المشرق الی سلسلة جبال الهَجَر و من الشمال الی عبري و من الغرب الی صحراء الربع الخالي، وبناء علی ذلک فقد کان الإِمام یسیطر علی بلدان عمان والشرقیة ووادي سمایل ومناطق الجبل الأخضر والقسم الشمالي من جعلان وأقصی الجنوب من منطقة الظاهرة (لاندن، 411-414). أن الامام یستعین في إدارة الأمور بالقضاة و التمائم (رؤساء العشائر) وبقیة الشخصیات المتنفذة حیث کان ینصب قضاة وولاة في المدن المهمة، وبسلم إدارة الأمور المحلیة لجباة الزکاة والتمائم، الذین یشرف علیهم. وکانت الزکاة الدخل الوحید للبلاد، ولم تکن کافیة للاحتیاجات الاداریة والعسکریة للامامة، وکان یُصرف قسم من أدخل بعض الرؤساء الخاص في النفقات العامة. کما کان لدی الامام قوة صغیرة معدة دائماً لخدمته قوامها 400 الی 500 شخص، وکان له لواء أبیض خاص به، رسمت علیه صورة سیف أحمد بشکل أفقي کتب في أسفله «نَصرَّ مِنَ اللَّهِ وَفَتحٌ قَریبٌ» (لاندن، 413-414).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode