ایتاخ

إيتاخ،   (تـ 5 جمادي الآخرة 235‍ / 25 كانون الأول 849)، مملوک ترکي من الأمراء والقادة المعروفين في عهد خلافة المعتصم والواثق والمتوكل. كان أصله من أتراك الخزر ويخدم فـي مطبخ سلام بن الأبرش (أبو علي مسکویـه، 542-543؛ قا: ابن خلدون، 3 / 580: سلام بن الأبرص). اشتراه المعتصم في 199ه‍ في أواخر خلافة المأمون ولما تولی مولاه الخلافة (218ه‍ / 833م) نال إیتاخ حظوة لدیه بعد أن أظهر شجاعته وکفاءته (المسعودي، مروج ... ، 3 / 465؛ أبو علي مسکویه، 542؛ ابن کثیر، 10 / 312). 
كان أول منصب تولاه في خلافة المعتصم قيادة قوات الخليفة لدعم الأفشين أمام بابك ( العیون ... ، 3 / 389-390؛ ابن الجوزي، 11 / 73)، ثم تولى في المعرکة التي حدثت في عموّرية بين المعتصم وتئوفيل إمبراطور الروم، قيادة الجنود المغاربة والأتراك ( العیون، 3 / 393-394؛ العمراني، 69؛ ابن الأثیر، 6 / 479- 481، 487؛ ابـن تغري بردی، 2 / 232). ثم ولاه المعتصم مهمة قمع الجنود العرب والإيرانيين الذين كانوا ينوون الخروج على المعتصم (أبو علي مسکویه، 495- 501). كمـا بعثه فـي 224ه‍ /  839م إلـى الموصل لقمـع المتمردیـن (ابن الأثیر، 6 / 506-507؛ ابن خلدون، 3 /   568). وفي 225ه‍ / 840م تولی إمارة اليمن (الطبري، 9 / 103؛ ابن الأثیر، 6 / 516). ولما ارتقی الواثق عرش الخلافة عینه أميراً على خراسان والسند ونواحي دجلة (الیعقوبي، 2 / 479) ومنحه منصب الحجابة في البلاط (المسعودي، التنبیه ... ، 361). وبالإضافة إلى ذلك، كان إيتاخ يؤدي دوراً کبیراً في القضاء علی المعارضین والمتمردین ولذلک وصفه بعض المورخین بأنه سیّاف النقمة للخلفاء (ابن الجوزي، 11 /  208؛ ابن خلدون، ن.ص؛ الصفدي، 9 / 481). 
وبعد موت الواثق (232ه‍ / 847م)، تولی المتوكل الخلافة مدعوماً بعدد من القادة الأتراك ومنهم إيتاخ. ولذلك فقد أوكل الكثير من المهام السياسية والعسكرية إلى الأتراك واستحوذ إيتاخ بدوره على قيادة الجند الأتراك والمغاربة ورئاسة البريد وكذلك حجابة البلاط وإدارة شؤون دار الخلافة (الطبري، 9 / 154، 167). وتولى بعد فترة إمارة مصر والكوفة والحجاز وتهامة ومكة والمدينة (ابن تغري بردی، 2 / 275). ولكن المتوكل سرعان ما أدرك استبداد الأتراك وأحس بأنهم يريدون السيطرة عليه؛ ولذلك فقد عزم على أن يحد من تدخلهم في شؤون الخلافة؛ فعزم على قتل إيتاخ، ولأنه كان يخشى نفوذه بين الجند الأتراك، فقد أبعده عن سامراء في 234ه‍ /  848م بذريعة إمارة الحج (البسوي، 1 / 210؛ الطبري، 9 / 166-167؛ ابن الجوزي، 11 / 209)، ثم اعتقله والى بغداد إسحاق بن إبراهيم هو وأبناءه وكاتبة بعد الحج بأمر من المتوكل وألقاه في السجن. وقد تم قيده بالأغلال كما تفيد الرواية المشهورة ومنعوه من شرب الماء حتى مات من العطش (ظ: أبو علي مسکویه، 543-545؛ ابن الجوزي، 11 / 221-222؛ الذهبي، 106-107) وصادر المتوکل أکثر من ملیون دينار من أمواله (الصفدي، 9 / 482). 

المصادر

   ابن الأثیر، الکامل؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم، تق‍ : محمد عبد القادر عطاء وآخرون، بیروت، 1412ه‍ / 1992م؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن کثیر، البدایة، بیروت، 1974م؛ أبو علي مسکویه، أحمد، «تجارب الأمم»، ضمن ج 3 من العیون والحدائق (هم‍ (؛ البسوي، یعقوب، المعرفة والتاریخ، تق‍ : أکرم ضیاء العمري، بغداد، 1394ه‍ / 1974م؛ الذهبي، محمد، تاریخ الإسلام، الحوادث 231-240ه‍ ، تق‍ : عمر عبد السلام التدمري، بیروت، 1411ه‍ / 1991م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تق‍ : فان إس، بیروت، 1402ه‍ / 1982م؛ الطبري، تاریخ؛ العمراني، محمد، الأنباء، تق‍ : تقي بینش، مشهد، 1363ش؛ العیون والحدائق، تق‍ : دي‌خویه، لیدن، 1871م؛ المسعودي، علي، التنبیه والإشراف، تق‍ : دي‌خویه، لیدن 1893م؛ م.ن، مروج الذهب، بیروت، 1385ه‍ / 1966م؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1960م.
أحمد رضا خضری / خ.