اقبال الآشتیاني
cgietitle
1442/12/7 ۱۳:۳۵:۳۲
https://cgie.org.ir/ar/article/236508
1447/1/24 ۱۶:۰۵:۵۴
نشرت
8
إقْبالُ الْآشْتيانيّ، عباس (1277-1334ش / 1898-1956م)، بن محمد علي، مؤرخ وكاتب وأستاذ جامعي وعضو دائم في المجمع العلمي الإيراني والمجمع العلمي العربي بدمشق. ولد إقبال في آشتيان لأب فقير وأم جليلة ذات عواطف جياشة وحنان فائق. وقد رحلت أسرته إبان طفولته إلى طهران، حيث استأجر أبوه فيها حمام مستشفى وزيري، بينما اشتغل هو أيضـاً ــ بسبب العوز ــ في النجارة حتى بلغ الرابعة عشرة من عمره، وتابع دراسته في الكتاتيب تزامناً مع ذلك. وفي تلك السنوات، قام الشيخ مرتضى نجم آبادي الذي كانت له معرفة بأسرة إقبال وكان يتردد عليها بإرساله إياه بمعية أخيه الأكبر إلى مدرسة «شركت گلستان». وبعد إتمامه فترة الدراسة في هذه المدرسة والتي أمدها 3 سنـوات، شق عباس الشاب ــ و بوساطـة من النجم آبـادي وبمساعـدة أبـي الحسن فروغي ــ طريقـه إلى دار الفنون (دبيـرـ سياقي، چهارده ـ پانزده؛ نجم آبادي، 602-604؛ يغمائي، 45؛ أفشار، 257). أنهى إقبال مرحلة الدراسة الثانوية في دار الفنون بنجاح، ونظراً لقدرته الفائقة تولى وظيفة معاون في مكتبة المعارف التي كانت قد أسست في هذه المدرسة. ثم انبرى ذلك الحين للتدريس في دار الفنون، وفي 1297ش وعندما أسست دار المعلمين المركزية بجهود الميرزا أبي الحسن فروغي (دايرة المعارف... ، 1 / 936) انهمك في تدريس الفارسية والتاريخ والجغرافيا هناك إلى جانب أشخاص مثل عبد العظيم قريب وتزامناً مع ذلك مارس التدريس في المدرسة السياسية والمدرسة العسكرية (أفشار، 258). أدى تواجد إقبال في هذه المدارس وفي مكتبة المعارف إلى تعرفه إلى ملك الشعراء بهار ورشيد ياسمي وتيمورتاش وسعيد نفيسـي ــ الذين كانوا يصدرون مجلة دانشكده ــ من جهة، ومن جهة أخرى إلى إقامته علاقة صداقة مع محمد علي فروغي وأبي الحسن فروغي وعبد العظيم قريب وغلام حسين رهنما الذين كانوا يصدرون مجلة فروغ تربيت، وأصبح ذلك بذاته سبباً في أن ينبري إقبال لكتابة مقالات في هذه المجلات ويجري ذكره على الألسن (ن.ص؛ گلبن، 2 / 447). وفي 1304ش، وبينما كان إقبال يدرِّس في المدرسة العسكرية، اختير كاتباً للممثلية العسكرية الإيرانية وتوجه إلى فرنسا بصحبة هذه الممثلية بصفته مترجماً وهناك تعرف إلى العلامة محمد القزويني الذي كانت مقالات إقبال قد لفتت نظره قبـل ذلك. وفي فرنسـا ــ وفضـلاً عـن اشتغالـه بوظيفته الخاصة ــ واصل إقبال دراسته ونجح في نيل درجة البكلوريوس من جامعة السوربون (أفشار، 258-259). ويبدو أنه في هذه الرحلة كلِّف من قبل وزارة المعارف آنذاك بالقيام بدراسات في متاحف باريس ومكتباتها وإرسال تقارير عن الوضع الدراسي للطلاب الإيرانيين في فرنسا إلى المسؤولين الإيرانيين (مير أنصاري، 1 / 250، 266-267). وبعد عودته إلى إيران، استأنف إقبال تدريسه في دار المعلمين المركزية ــ التي تحولـت الآن إلـى دار المعلميـن العليـا ــ ومنذ شهر مهر 1308ش اشتغل إلى جانب أساتذة، مثل بديع الزمان فروزانفر وملك الشعراء بهار ورضا زاده شفق ومحمود حسابي بتدريس التاريخ الشامل لإيران وتاريخ إيران قبل الإسلام وجغرافية دول العالم الكبرى. ويستفاد من القرائن أن هذه الفترة من تدريس إقبال كانت تسبق 1308ش بمدة قليلة (م.ن، 1 / 278-279). ومنذ تلك السنوات كان ينوي العودة إلى أوروبا لإكمال دراسته إلى أن استطاع أخيراً (في خريف 1313ش) وبمساعدة من محمد علي فروغي (رئيس الوزراء) وعلي أصغر حكمت (وزير المعارف) أن يشارك في مؤتمر «أسلوب صيانة متاحف الصناعات والتاريخ» في مدريد بصفته ممثلاً عن إيران ويتوجه من هناك إلى باريس (م.ن، 1 / 329-331). وخلال الفترة التي كان فيها إقبال مقيماً في فرنسا، ألف رسالة وأرسلها في 1314ش إلى وزير المعارف آنذاك ليصادَق عليها بوساطة منه في مجلس جامعة طهران كرسالة دكتوراه. وبدوره وافق هذا المجلس على قبول رسالة إقبال بدرجة دكتوراه في الأدب وذلك في 21 إسفند 1314ش (م.ن، 1 / 339، 344). وبعد عودته إلى إيران عُين إقبال في شهر دي 1317ش أستاذاً في جامعة طهران (م.ن، 1 / 355)، وأصبح في نفس السنة عضواً دائماً في المجمع العلمي الإيراني (أفشار، 259؛ صديق، 2 / 246؛ الشهرستاني، 29). وبعد 1321ش حيث هيمنت ظروف جديدة على جامعة طهران فيما يبدو، كان إقبال يشعر بعدم الرضا ويبدي عدم رغبته في مواصلة التدريس في الجامعة. لذا، حاول بعض أصدقائه السياسيين إرضاءه بإرجاع المنصب الوزاري، لكنه رفض تسلم مسؤولية كهذه. وفي تلك الفترة رحب باقتراح عباس مسعودي، مدير صحيفة اطلاعات بإصدارمجلة أدبية، فصدرت مجلة يادگار بطهران في شهريور 1323ش، بالاعتماد على تواجد محمد القزويني في طهران وثقة بتعاون قاسم غني ومشاركة فكرية من سيد حسن تقي زاده ومساعدة عبد الحسين نوائي (محيط طباطبائي، 17- 18). وفي المقالة الافتتاحية للعدد الأول من يادگار وتحت عنوان «هدف المجلة ونهجها»، بيّن إقبال أهدافه من إصدار تلك المجلة على النحو التالي: طبع ونشر آثار المتقدمين، التعريف بالتراث الثقافي والفني للإيرانيين، التعريف بالوضع الراهن لإيران، التعريف بثقافة الناس والعادات والتقاليد المحلية الإيرانية والتعريف بالمخطوطات (1 / 1-6). تواصل صدور يادگار بشكل شهري حتى شهر خرداد 1328ش، وصدر منها على مدى 5 سنوات ما مجموعه 50 عدداً. وكان الكثير من أساتذة الطراز الأول آنذاك يتعاونون مع إقبال في كتابة مقالات يادگار؛ وكان أهم الموضوعات التي تبحث في جميع أعداد يادگار بشكل ثابت تقريباً هو بحوث الأدباء، القضايا اليومية، البحوث التاريخية، التراجم، البحوث الجغرافية، علم الآثار، البحوث اللغوية، الوثائق التاريخية، البحوث الفنية، التعريف بالكتب المطبوعة والمخطوطة، الصحافة، والتعريف بالمستشرقين. وفي نهاية ربيع 1328ش، تخلى إقبال عن إصدار يادگار. وفي تلك الفترة وفّر علي أصغر حكمت وزير الخارجية آنذاك عدة وظائف استشارية ثقافية في مؤسسات وزارة الخارجية وأرسل إقبال برغبة منه إلى أنقرة. وبعد مدة اتسع إطار عمله وشمل إيطاليا أيضاً (محيط طباطبائي، 19). تولى إقبال حتى نهاية حياته عدة مهام أخرى من هذا القبيل في ألمانيا وفرنسا والفاتيكان وعدة دول عربية (مير أنصاري، 1 / 382-386، 390، 397، 399، 400)، وزاد في كل واحدة من تجاربه العلمية، كما أصبح مصدر خدمات قيمة للبحوث التاريخية والثقافية في إيران. وأخيراً توفي إقبال الذي كان يعاني لفترة من مرض كليوي برغم خضوعه للعلاج، بمدينة روما في 21 بهمن 1334ش. وقد دفن جثمانه بعد أن شيع في طهران في يوم من أواخر أيام إسفند من نفس السنة، بجوار الشاه عبد العظيم في رواق أبي الفتوح الرازي إلى جانب مقبرة العلامة القزويني (محيط طباطبائي، 20؛ الشهرستاني، 29). لاشك في أن إقبال هو أحد أكبر الباحثين الإيرانيين المعاصرين وأكثرهم عمقاً وشمولية، حيث يشكل كل أثر من آثاره العديدة والمتنوعة نموذجاً للبحث والتأليف الأصيلين. ومن سماته البارزة تنوع مجالات بحثه وتنقيبه. وقد أظهر إقبال جيداً مقدرته الذهنية وقلمه الرصين في مجالات التاريخ والجغرافيا والعلوم الدينية والشعر والأدب والبحوث الفنية. وكانت براعته ودقته العلمية مصحوبة بصحة الكتابة وسلاستها ورصانتها وعذوبة التأليف (القزويني، 959؛ دبير سياقي، چهارده). ولم يكن إقبال شاعراً، لكنه كان ينظم الشعر أحياناً للترويح عن النفس (م.ن، بيست و دو). وكان باحثاً ناقداً ومنهجياً ذا ضمير وإنصاف علميين، وعطوفاً، كريماً، حنوناً، شاكراً لمحبة أصدقائه، قانعاً، ورقيق الطبع.
خلف إقبال ما يزيد على 100 مقالة في الموضوعات التاريخية والجغرافية والأدبية والكلامية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، و50 أثراً ما بين تأليف وتحقيق وترجمة. وفضلاً عن ذلك، فقد ساهم في تحقيق عدة آثار تاريخية مع آخرين مثل محمد القزويني (عن فهرست كامل نسبياً بآثار إقبال، ظ: أفشار، 262-266؛ دبير سياقي، سه ـ يازده، بيست و سه ـ بيست وشش). وفيما يلي بعض الآثار التي ألفها، أو حققها، أوترجمها: 1. تحقيق حدائق السحر في دقائق الشعر للوطواط، طهران، 1309ش؛ 2. ترجمة مأموريت ژنرال گاردان در إيران لألفرد دي غاردان، طهران، 1310ش؛ 3. ترجمة طبقات سلاطين إسلام لستانلي لين پول، طهران، 1312ش؛ 4. تحقيق بيان الأديان لأبي المعالي محمد الحسيني العلوي، طهران، 1312ش ( آربري، II(6) / 71)؛ 5. تاريخ مفصل إيران أز إستيلاي مغول تا إعلان مشروطيت، ج 1، طهران، 1312ش؛ 6. تحقيق تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام، طهران، 1313ش (مشار، 1 / 1175)؛ 7. تحقيق ديوان أمير معزي، طهران، 1319ش؛ 8. تحقيق لغت فرس للأسدي الطوسي، طهران، 1319ش؛ 9. تحقيق تاريخ طبرستان لابن إسفنديار، طهران،1320ش؛ 10. تحقيق كليات عبيد زاكاني، طهران، 1321ش؛ 11. ترجمة سه سال در دربار إيران، تأليف فوريه، طهران، 1326ش؛ 12. تحقيق شد الإزار في حط الأوزار عن زوّار المزار لمعين الدين الجنيد الشيرازي بالاشتراك مع محمد القزويني، طهران، 1328ش؛ 13. جغرافياي آسيا، آفريقا، أقيانوسيه براي سال أول دبيرستان، طهران، 1328ش؛ 14. تحقيق سمط العلى للحضرة العليا لناصر الدين المنشي، طهران، 1328ش؛ 15. تحقيق ترجمۀ محاسن أصفهان للحسين بن أبي الرضا الآوي، طهران، 1328ش؛ 16. وزارت در عهد سلاطين بزرگ سلجوقي، طهران، 1338ش؛ 17. ميرزا تقي خان أمير كبير، طهران، 1340ش. وقد طبع المؤلفان الأخيران لإقبال بعد وفاته، أحدهما بتحقيق محمد تقي دانش پژوه ويحيى ذكاء، والآخر بتحقيق إيرج أفشار.
أفشار، إيرج، «عباس إقبال آشتياني»، سواد وبياض، طهران، 1334ش؛ إقبال الآشتياني، عباس، «مرام وروش مجله»، يادگار، 1323ش، ج 1، عد 1؛ دايرة المعارف فارسي؛ دبير سياقي، محمد، مجموعة مقالات عباس إقبال آشتياني، طهران، 1350ش؛ الشهرستاني، صالح، شخصيات أدركتها، 1978م؛ صديق، عيسى، يادگار عمر، طهران، 1345ش؛ القزويني، محمد، مقالات، تق : ع. جربزه دار، طهران، 1363ش؛ گلبـن، محمـد، بهار وأدب فارسي، طهـران، 1351ش؛ محيط طباطبائـي، محمد، «مطبوعات وإقبال آشتياني»، راهنماي كتاب، 1355ش، س 19، عد 1-3؛ مشـار، خانبابـا، فهـرسـت كتابهـاي چـاپـي فـارسي، طهـران، 1350-1355ش؛ ميـر أنصاري، علي، أسنـادي أز مشاهير أدب معاصر إيران، طهـران، 1376ش؛ نجم آبادي، محمود، «أستادم عباس إقبال»، راهنماي كتاب، 1355ش، س 19، عد 7-10؛ يغمائي، حبيب، «عباس إقبال»، يغما،1355ش، س 9، عد 1؛ وأيضاً:
Arberry.محمد دبير سياقي / م
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode