الصفحة الرئیسیة / المقالات / الأفشین /

فهرس الموضوعات

الأفشین


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۱۰:۰۷:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَفْشين (تـ شعبـان 226ه‍ / حزيران 841)، قائد إيراني مشهور في جهازي الخليفتين العباسيين المأمون والمعتصم. 
ورد اسم الأفشين في أغلب المصادر بشكل «خيذر»، كما أورده أبوتمام في الشعر الذي نظمه عقب إلقاء القبض على الأفشين، أو بعد قتله (2 / 198، 202؛ أيضاً ظ: الطبري، 9 / 11؛ أبوالفرج الأصفهاني، 8 / 250؛ المسعودي، التنبيه ... ، 169). وورد هذا الاسم في البعض الآخر من المصادر بشكل «حيدر» (ظ: خليفة، 2 / 787؛ البلاذري، 211؛ الدينوري، 403)، وفي المصادر الأكثر تأخراً تهجّأ بعض المؤلفين اسم «خيذر» بشكل دقيق ليحولوا دون الخلط بينه وبين حيدر (ابن خلكان، 5 / 123؛ الصفدي، 10 / 66). وعلى حد علمنا، فإن اسم «خيذر» لم تسبق التسمية به، كما لم يُقدم له أي تفسير؛ أما اسم «كيدر» الذي يبدو قريباً من خيذر، فهو موجود في المصادر، ونعرف على الأقل عدة أشخاص من أهل أسروشنة ــ مسقط رأس الأفشين ــ كانوا موسومين به (ظ: اليعقوبي، 2 / 495؛ الطبري، 9 / 259: كيدر بن عبد الله الأسروشني، 9 / 30: المظفر بن كيدر، 9 / 60، 62: مالك بن كيدر؛ أيضاً ظ: شپولر، 1 / 105، ها 3). ومن بين المصادر، فإن قدامة بن جعفر هو الوحيد الذي سمى الأفشين بكيدر (ص 380، 412؛ أيضاً ظ: سعيد بن بطريق، 60: كندرا). وعلى هذا، يبدو محتملاً أن يكون «كيدر» هو الشكل الأكثر أصالة لـ «خيذر»، لكننا لو فرضنا أن «خيذر» هي الشكل المعرَّب لـ «كيدر»، فلماذا ظل هذا الاسم على حاله فيما يخص الأشخاص المذكورين في المؤلفات العربية، وحوِّل إلى خيذر حين تعلّق الأمر بالأفشين لوحده؟ يمكن التخمين بأن اسم الأفشين كان في الأصل كيدر باحتمال كبير (استناداً إلى ضبط المصادر العربية)، وعندما اعتنق الإسلام عقب ذلك، غُيّر إلى الاسم العربي القريب منه، أي حيدر (بمعنى الأسد، كناية عن البطل والمقاتل)، لكنه وبعد اعتقاله وقتله وبغية الطعن به غُير اسمه إلى اسم خيذر الذي لم يسمَّ به أحد وربما لم ‌يكن ذا معنى. 
وفي المصادر المتوفرة، لاتوجد رواية تحدد تاريخ ولادة الأفشين، ولأنه كان له ابن يُدعى الحسن (الطبري، 9 / 106-107؛ المسعودي، مروج ... ، 4 / 357)، فقد كُنّي بأبي الحسن (ظ: التنوخي، 2 / 71، 74؛ البيهقي، 214).
صحيح أننا نعرف لقب الأفشين اليوم مرتبطاً بالأفشين المشهور، إلا أن الأفشين في حقيقته كان لقباً وسمة عامة لأمراء أسروشنة (ظ: ابن خرداذبه، 40؛ الخوارزمي، 119؛ أيضاً ظ: قريب، فرهنگ ... ، 26، عد 678؛ شپولر، 2 / 79، 149). وكان أسلاف الأفشين في منطقة أسروشنة ــ في بلاد السغد ــ يلقبون جميعاً بالأفشين (البلاذري، 428، 431). ومن حيث علم الاشتقاق، فإن مفردة الأفشين ليست واضحة تماماً، فمن الممكن أن تكون أفشين هي الشكل الآخر لـ «پشين» في اللغات الإيرانية القديمة ونعلم أن اسم پشين (أو پسين) كان شائعاً بين الإيرانيين، كما ورد له ذكر في النصوص الإيرانية القديمة (قا: كي پشين، الفردوسي، 1 / 357، البيـت 174، 2 / 217، البيـت 218؛ مجمل ... ، 29؛ أيضـاً ظ: نولدكه، 53، عد 5؛ عن پاسين، ظ: م.ن، 43، 56، عد 21؛ يوستي، 252-253). والشكل الآخر لهذا اللقب الذي ورد في النصوص العربية بشكل «أفشينة»، فهو اسم مكان ويحتمل أنه كان عاصمة ملـوك أسروشنة (الطبري، 7 / 21؛ أيضاً ظ: سميرنوفـا، «حول تاريخ ... »، 54؛ عن اسم الأفشين في النصوص والمسكوكات السغدية، ظ: قريب، «تعليقات»، 88؛ سميرنوفا، كاتالوك ... ، 91).
كانت أسروشنة الواقعة في بلاد السغد إلى الشرق من سمرقند والجنوب من الشاش (طشقند الحالية)، مسقطَ رأس الأفشين. ويبدو أنه في أواخر العصر الساساني ومن ثم الفتح العربي كان لأسرة الأفشين شكل من أشكال الحكم الأُسَري في تلك البلاد، وكانوا قد اختاروا لأنفسهم لقب «الأفشين» الملكي (لمزيد من التفصيـل، ظ: م.ن، «حول تاريخ ...»، 40-41,49-50 ؛ زيمـل، 255-257). ظل حكام هذه البلاد يقاومون هجمات المسلمين إلى حوالي القرن 3ه‍ ويتحالفون في ذلك مع الهياطلة حيناً (ظ: الطبري، 7 / 122-123، 124-125؛ ابن الأثير، 5 / 205)، كما كانوا يجنحون للسلم حيناً آخر (مثلاً ظ: البلاذري، 428؛ تاريخ الخلفاء، 424). وأخيراً وفي عهد المأمون، وافق كاووس، والد الأفشين على أن يرسل الخراج إلى بغداد شريطة أن لايتعرض المسلمون لبلاده (البلاذري، 430؛ قدامة، 412). ومنذ ذلك الحين و ماتلاه يمكن أن نعثر في التاريخ على الأفشين المشهور. واستناداً إلى روايات، فإن كاووس وبعد فترة من الصلح بينه وبين المأمون، رفع راية العصيان مرة أخرى، لكن ابنه الأفشين ذهب إلى بغداد وحرّض الخليفة على فتح أسروشنة، كما أرشده إلى الطريق السهل للوصول إلى المدينة (البلاذري، قدامة، ن.صص). وتدل رواية البلاذري على أن الأفشين قبل أن يقدم على هذه الخطوة كان على خلاف مع أبيه، بل إنه كان يخفي نفسه عنه مدة، وكان قد اعتنق الإسلام قبل ذهابه إلى المأمون (البلاذري، ن.ص؛ أيضاً ظ: بارتولد، 334). ومهما يكن، فإن جيشاً جراراً أرسله المأمون بقيادة أحمد بن أبي خالد هاجم أسروشنة متبعاً إرشادات الأفشين؛ وعلى الرغم من أن كاووس طلب العون من الهياطلة، لكنه اضطر للاستسلام أخيراً وذهب إلى بغداد. وهناك وبموجب سياسة المأمون مع نبلاء خراسان ــ الذين كان يطوَّعهم ويكرمهم، بل ويوليهم على البلدان التي وُلدوا فيها ــ حظي بالرعاية. وقد أدى هذا الأسلوب ــ استناداً إلى ما ذكرته المصـادر ــ إلى أن تكون أغلب قوات الخلافة آنذاك من أهالي بلاد ماوراء النهر (البلاذري، 431؛ قدامة، ن.ص). وعلى أية حال، فإن المأمون وتنفيذاً منه للسياسة المذكورة، عين كاووس حاكماً على بلاد أسروشنة، كما جعل الأفشين خليفة له (ن.صص). وإن روايات البلاذري (ص 425) وقدامة (ص 408) اللذين اقتبسا معظم معلوماتهما من أبي عبيدة معمر بن المثنى على ما يبدو، مختصرة جداً ولاتقدم صورة واضحة عن سبب الخلاف بين الأفشين وأبيه، لكن يمكن أن نتصور من تلك الحكاية أن الفضل، شقيق الأفشين ربما كان له مقام أرفع لدى أبيه وكان خليفة له؛ لكن الأفشين وبسبب تعاونه مع المأمون نال خلافة أبيه وحافظ على منصبه في ماوراء النهر حتى نهاية حياته، وكانت له علاقة بسكان البلاد. ولما كانت هذه الحوادث قد وقعت بعد دخول المأمون بغداد قادماً من خراسان، يمكن أن يكون تاريخها بعد 204ه‍ (الطبري، 8 / 574).
ويبدو أنه عقب الصلح بين كاووس والمأمون وعلى الرغم من أن الأفشين كان قد أصبح خليفة له، لكنه كان دائم الحضور في بلاط المأمون، ذلك أنه تزامناً مع قمع تمرد ابن عائشة (ن.ع) حوالي سنة 210ه‍ ، ورد ذكر لوجود الأفشين بين جمع من القادة الكبار (ابن أبي طاهر، 96). وفي حوالي سنة 215ه‍ / 830 م وعندما رفع فريق من العرب وأقباط مصر راية العصيان، كان هناك من الثقة بالأفشين ما جعل الخليفة يرسله لقمعهم. وقد ذهب الأفشين إلى مصر في ذي‌القعدة 215 وانهمك بإخماد التمرد، فهاجم إحدى المدن المتمردة وأعمل السيف في المتمردين، ثم استقر في الإسكندرية حتى وصول الخليفة نفسه إلى مصر (لمزيد من الاطلاع، ظ: اليعقوبي، 2 / 465؛ الكندي، 189-191؛ الطبري، 8 / 625، 627؛ ابن الأثير، 6 / 420-421؛ ابن تغري بردي، 2 / 212، 216). 
في 220ه‍ / 835م وعلى عهد المعتصم، كُلّف الأفشين بقمع تمرد بابك الخرمي. وأصبح نجاح الأفشين في هذه المهمة مدعاة لتعزيز مكانته من جهة ومثاراً للعجب من جهة أخرى. وقد نُقلت تفاصيل معارك الأفشين مع بابك بجزئياتها في المصادر التاريخية (لمزيد من التفاصيل، ظ: ن.د، بابك الخرمي). بدأت حركة بابك في آذربايجان منذ حوالي سنة 200ه‍ / 816م (الطبري، 9 / 11)، وكان جند الخليفة عاجزين على الدوام عن القضاء عليها (مثلاً ظ: المسعودي، مروج، 4 / 352). وفي جمادى الأولى، أو الثانية 220 / أيار، أو حزيران 835، أناط المعتصم بالأفشين بوصفه حاكماً لآذربايجان مهمة القضاء على بابك (اليعقوبي، 2 / 473؛ الطبري، ن.ص؛ ابن أعثم، 8 / 344). وكان يمكن لإناطة مهمة كهذه بالأفشين الذي لم‌يكن لصراعه مع بابك صبغة دينية، أن تكون سبباً لإحداث مشكلة كبيرة للعباسيين، ذلك أن أغلب عسكر 
الأفشين كانوا من سكان ماوراء النهر (الطبري، 9 / 42 ،49)، وأن التحالف بين الأفشين و عسكر بابك سيؤدي حتماً إلى زعزعة أركان الخلافة العباسية، كما حدث عندما ظهر أنموذج مشابه بعد سنوات في واقعة البيعة للعباس بن المأمون (ظ: تتمة المقالة). وعلـى هذا، يمكن القول إن العباسيين ــ ولسبـب غير معـروف ــ كانوا خلال هذه الفترة على الأقل يثقون بإطاعة الأفشين. ومهما يكن، فإن الأفشين توجه على رأس جيش إلى آذربايجان (م.ن، 9 / 11) وخيم أولاً في منطقة برزن، ثم سارع إلى إنشاء وإعداد تحصينات عسكرية وأرسل بعض القادة الكبار إلى المناطق الأخرى (م.ن، 9 / 11-12). وفي المعارك الأولى، حقق الأفشين نجاحات (م.ن، 9 / 13-15)، وفي 221ه‍ تمكن من القضاء على بعض حلفاء بابك (م.ن، 9 / 28). وقد طال أمد المعارك بشكل أكبر بسبب سوء الأحوال الجوية وأوضاع المنطقة حتى أواسط سنة 222ه‍ ، وربما كان ذلك ما أدى إلى أن يسيء العباسيون الظن بالأفشين ويخشوا من حدوث تحالف بينه وبين بابك. وإن وجود أشخاص مثل جعفر الخياط وأبي دلف العجلي وغيرهما من صنائع البلاط العباسي ممن لايطيعون الأوامر العسكرية للأفشين يدعم هذا الرأي (م.ن، 9 / 37)؛ بل إنه كانت قد انتشرت بين عسكر الأفشين إشاعة مفادها أنه كان يتهاون في القضاء على بابك (م.ن، 9 / 38-39؛ أيضاً ظ: ابن أعثم، 8 / 347). ويبدو أن الأفشين كان قد اضطـر، فضلاً عن الإجـراءات الأخرى لكسب المزيد مـن الثقـة ــ وبشكل خاص في الظروف التي أصبحت فيها الحرب استنزافية ــ إلـى أن يسمي كبقية المسلمين، بابك كافـراً (الطبري، 9 / 39). أخيراً وفي رمضان 222 تمكن الأفشين بفتوحاته خطوة خطوة من الوصول إلى حصن البذ معقل بابك، لكن هذا هرب من المعركة باتجاه أرمينيا واختبأ في مرج. وبواسطة جواسيسه علم الأفشين بمخبئه، فحاصره. وكانت أول خدعة لاعتقاله تقديم رسالة أمان من المعتصم له، لكن بابك رفض، إلى أن اعتقل أخيراً بخديعة شخص، يدعى ابن سنباط الذي كان قد وفّر ملجأً لبابك (م.ن، 9 / 31، 44-49).
ويستشف من بعض الروايات أن معاملة الأفشين لبابك خلال فترة أسره كانت نبيلة (م.ن، 9 / 51). دخل الأفشين سامراء في 3 صفر 223 ومعه بابك وأصحابه الأصليين أسرى (م.ن، 9 / 52). وقد سرّ القضاء على بابك بيد الأفشين الخليفة، بحيث قيل إنه وضع التاج على رأسه (الدينوري، 405؛ المسعودي، مروج، 4 / 354؛ ابن أعثم، 8 / 353)، ووهبه جواهر وأموالاً طائلة (الطبري، 9 / 59؛ المسعودي، ن.ص؛ ابن الجوزي، 11 / 77؛ العيون ... ، 388). وقد نظم جمع من شعراء البلاط العباسي وأوّلهم أبو تمام (1 / 217 وما بعدها، 3 / 316 وما بعدها) قصائد كثيرة في مدح الأفشين وتخليد هذا الفتح (ظ: الدينوري، ن.ص؛ المسعودي، ن.م، 4 / 356-357)، بل إن أبا تمام شبّه الأفشين بفريدون (3 / 321؛ ابن الفقيه، 555). 
وبعد القضاء على بابك بقليل، شن حاكم الروم هجوماً على مناطق من الشام. وما يلفت النظر كثيراً في هذا الأمر هو أن الخليفة وللتخلص من شر حاكم الروم الذي قيل إنه كان يقدم على تحرك كهذا بتحريض من بابك (الطبري، 9 / 56؛ الأزدي، 424) أخذ على عاتقه قيادة الجيش هذه المرة وجعل الأفشينَ تحت إمرته في هذه المناطق، ذلك أن نفوذ الأفشين كان قد بدأ يتعاظم وبشكل خاص عقب القضاء على بابك (عن تفاصيل بشأن هذه الحروب، ظ: الطبري، 9 / 57 وما بعدها؛ المسعودي، ن.م، 4 / 357-359؛ الگرديزي، 177-179). ومهما يكن، فقد فتح الخليفة عمورية (الطبري، 9 / 67-69)، كما ألحق الأفشين الهزيمة بحاكم الروم وهرب الحاكم أمام الأفشين الذي ربما كان بإمكانه إلقاء القبض عليه، لكنه كان يقول: «هو ملك والملوك تُبقي على بعضها بعضاً» (المسعودي، ن.م، 4 / 358؛ صديقي، 336). وتدل ملاحظة بعض الأمور في ثنايا الروايات على أن بعض المقربين من الأفشين في جيش الخليفة، كانوا يرومون من وراء تلك المعارك تحقيق مآرب معينة، وقد أظهرت حادثة واحدة على الأقل أن حضور الخليفة بنفسه في هذا الهجوم لم‌يكن من غير داع. فاستناداً إلى الروايات، فإنه حتى قبل فتح عمورية على ما يبدو كان عدد كبير من عسكر الخليفة قد بايعوا العباس بن المأمون ــ الذي كان يطالب بالخلافة وكان بعض كبار قادة الجيش يظهرون الولاء له منذ بداية تولي المعتصـم للحكم (ظ: اليعقوبـي، 2 / 471) ــ بالخلافـة (الطبـري، 9 / 66؛ الأزدي، 427)، وكانوا ينوون قتل الخليفة وبقية قادة الجيش مثل أشناس التركي، منافس الأفشين في الوقت المناسب (الطبري، 9 / 72؛ أيضاً ظ: العيون، 396-397). وكان المشاركون الرئيسون في هذه المؤامرة بشكل أكبر من أهل ما‌وراء النهر ومن أقارب الأفشين. وعلى الرغم من أنه لايلاحظ دور واضح للأفشين في هذه المؤامرة، فإنه يبدو مستبعداً أن تكون قد خُطط لها من غير تنسيق، أو تخطيط منه. وأخيراً كُشف سر المؤامرة ومات العباس ــ الذي كان المعتصم قد وضعه تحت تصرف الأفشين ــ ومن ثم مات بقية القادة أيضاً كلٌّ بنحو من الأنحاء (الطبري، 9 / 71-79؛ أيضاً ظ: الگرديزي، 180؛ حمد الله، 317؛ النويـري، 22 / 253). وقد أدى قتل أغلـب قادة العسكر ــ وأكثرهم من أهل فرغانة ــ إلى تفكك القوى المؤيدة للأفشين، ويمكن القول إن اضمحلال نفوذه بدأ منذ ذلك الحين. 
ومنذ حوالي 224ه‍ / 839م عندما عاد المعتصم إلى سامراء، اتخـذ ــ ولأجـل إضعـاف شـوكـة الأفشيـن ومـن ثـم إزاحتـه ــ مجموعة إجراءات. وقد وردت تفاصيل هذه الإجراءات بشكل واف في المصادر، وينبغي بطبيعة الحال اتخاذ جانب الحيطة الشديد في الركون إليها. وفي البدء تجدر الإشارة إلى ثورة مازيار ــ دهقان بلاد طبرستان ــ الذي امتنع عن دفع الخراج لعبد الله بن طاهر، حاكم خراسان. وقيل إن تحريض الأفشين لم ‌يكن عديم الأثر في هذا التصرف، ذلك أنه كان يطمع في ولاية خراسان منذ أمد بعيد. ولما أحس أن علاقات عبدالله بن طاهر بالخليفة ليست على مايرام، دعا مازيار إلى الثورة. وكان يتصور أن عبدالله بن طاهر إذا ما عجز عن القضاء على مازيار، فإن الخليفة سيرسله إلى تلك البلاد (الطبري، 9 / 80 وما بعدها). وفيما بعد أيضاً ــ وكما تتحدث المصادر ــ فإن الأفشين عندما ووجه بمازيار، اعترف مازيار بمكاتبة أخي الأفشين لأخيه هو (م.ن، 9 / 109؛ المسعودي، ن.م، 4 / 359؛ أيضاً ظ: مينوي، 79-80). وبحسب الحكاية التي رواها ابن إسفنديار، فإن مازيار وبواسطة عبدالله بن طاهر، اضطر إلى الاعتراف بوجود علاقة له بالأفشين (ص 219-220)، بينما استناداً إلى رواية مجمل التواريخ والقصص، فـإن مازيار وعلى الرغم مـن أنه عُذب بشدة لانتزاع اعتـراف منـه، لكنه ظل صامتاً (ص 357-358؛ أيضاً ظ: النويري، 22 / 257). 
إن كون الأفشين ــ وعلى الرغم من تفكك أغلب أفراد جنده وذوبانهم في جند المعتصم ــ ينوي بذريعة ما الابتعاد عن متناول يد الخليفة، يبدو أمراً منطقياً، فقد قيل إنه عيّن حتى طريق مسيرته من شمال العراق إلى بلاد الخزر ومن ثم إلى ماوراء النهر، وكان قد أرسل سراً أموالاً طائلة إلى بلاد ماوراء النهر (ظ: الطبري، 9 / 104-105؛ أيضاً ظ: ابن تغري بردي، 2 / 242؛ قا: شپولر، 1 / 113، ها 1)، لكـن حكايـة تحريض الأفشيـن لمازيـار ــ إذا كان أمـر اعتراف مازيار حقيقياً ــ يبدو مشكوكاً فيه، وأن يد عبد الله بن طاهـر ــ الذي نسب له الأفشين تلك الحيلة بشكل صريـح (مجمل، ن.ص) ــ وأحمـد بن أبي دؤاد ــ القاضي المتنفذ فـي البـلاط العباسي ــ كانت دخيلة فـي هذه المؤامـرة (ظ: ابن الجوزي، 11 / 98، نقلاً عن الصولي). خاصة وأن عبد الله بن طاهر ــ استنـاداً إلـى روايـة النويـري ــ كان قد خـدع مازيـار بأنه سيتوسط له لدى المعتصم (22 / 257). وإن قصة العداء بين الأفشين وأبي‌دلف العجلي (ن.ع) اللذين كان العداء بينهما قد بدأ منذ حرب بابك وقيل إن الأفشين كان قد حاول قتله، وكذلك دور أحمد بن أبي دؤاد في هذه القضية أثّر بشكل كبير في عدم وثوق الخليفة بالأفشين (لمزيد من المعلومات، ظ: أبو الفرج الأصفهاني، 8 / 250-251؛ التنوخي، 2 / 66 وما بعدها؛ البيهقي، 213 و ما بعدها).
كمـا ثـار فـي 224ه‍ / 839م أحـد الحكام، المدعو منكجـور ــ أخو زوجـة الأفشيـن ونائبـه فـي آذربـايجـان ــ على الخليفـة، فأرسل الأفشين بدوره أحد قادته من السغد، أبا الساج (ن.ع) لمواجهته، إلا أن الخليفة كان يعدّ منكجور وأبا الساج كليهما صنيعتين للأفشين في الثورة عليه (الطبري، 9 / 102؛ النويري، 22 / 257- 258)، فسعى إلى القضاء عليه؛ وفي أول خطوة على هذا الطريق عزل الأفشين من مهمة قيادة الحرس (الطبري، 9 / 103). وفي 4 من ذي القعدة 225‍ دعا الأفشين الخليفة إلى بيته الفخم في سامراء؛ فتوجه الخليفة مع عدد من جنده، واستناداً إلى رواية ابن إسفنديار، فإن الأفشين كان قد جعل أناساً وراء الستارة وطلب إليهم أن يخرجوا من مكامنهم ويحملوا بسيوفهم على المعتصم بمجرد جلوسه (ص 220). وقيل إن الأفشين كان قد أبلغ مازيار بخبر مؤامرة كهذه، وقد أبلغ عبد الله بن طاهر الخليفة على وجه السرعة باعتراف مازيار بهذا الأمر. وعلى هذا، فقد قام الخليفة باعتقال الأفشين على الفور وأمر بأن تحرق داره وتنهب أمواله. واقتيد الأفشين إلى السجن مكبلاً «إلى أن وصل مازيار» (م.ن، 220-221). لكن رواية الطبري تظهر أن المعتصم علم منتصف الليل بنية الأفشين على الفرار إلى ماوراء النهر عن طريق أرمينيا وإيران، فأصدر أمره حينها، فأُحضر وأُودع السجن (9 / 105-106).
ويبدو أنه وبعد يوم واحد من اعتقال الأفشين، عقد الخليفة جلسة لمحاكمته بحضور أقاربه وبرئاسة محمد بن عبد الملك الزيات، كما أُحضر مازيار ــ الذي كان قد دخل سامراء قبل ذلك بقليـل ــ مع عدة أشخـاص آخريـن (م.ن، 9 / 107). أمـا الاتهامات التي وجهت للأفشين خلال جلسة المحاكمة تلك، فهي طريفة جداً؛ وبشكل خاص أن أحد الشهود كان موبذاً اعتنق الإسلام حديثاً. ويظهر من وضع هذه الجلسة والأسئلة التي طرحت فيها‌ ـ إذا كان الحوار قد نُقل برمته ــ أن جهاز الخلافة لم‌ يكن ينوي توجيه تُهم سياسية، عدا قضية مازيار (ظ: شپولر، ن.ص). وقد سئـل الأفشين عن سبب احتفاظـه بكتاب مزين بالجواهر ــ كناية عن أثر غير إسلامي ــ في بيته، ثم شهد الموبذ الحديـث العهـد بالإسـلام بأن الأفشيـن كـان يأكـل المخنوقـة (لا المذبوحة) وأنه لم يُختن. وعندها قيل إن أهالي أسروشنة في رسائلهم إلى الأفشين كانوا يخاطبونه وكأنه في درجة الألوهية. ثم جيء بمازيار؛ وعلى الرغم من أن الأفشين أنكر معرفته، أو أن لديه معـه مكاتبة، لكن مازيار قال إن أخا الأفشين ــ المدعو خـاش ــ كاتَب قوهيار أخا مازيار بكتاب وكان خلالها قد ذمّ بابك وقال إن عليه أن يعيد الدين إلى «ما لم يزل عليه أيام العجم». وقد جرى هذا الحوار مع الأفشين بحضور كبار شخصيات البلاط وهم الذين كانوا الرواة الأساسيين لتلك الواقعة، وليس معلوماً إلى أي حد يمكن أن تعدّ حقيقية. وعلى أية حال، فإن الأفشين ردّ على كل واحد من الاتهامات، لكنه كان واضحاً أن ذلك المجـلس لـم يُعقـد لسمـاع ردوده؛ وأخيـراً اقتـاده بُـغـا التركـي ــ أحـد أفـراد جهـاز الخلافـة ــ بإذلال وسجنه (الطبري، 9 / 107-110).
وقد سعى الأفشين خلال فترة اعتقاله إلى استرضاء المعتصم مرة أخرى لكن ذلك لم يجد نفعاً. وبعد حوالي 9 أشهر من السجن وفي شعبان 226 / حزيران 841 مات هناك ميتة سيئة ربما بسبب الجوع، أو حتى السم وعُلقت جثته أولاً ليشاهدها عامة الناس، ثم أحرقت وألقي رمادها في دجلة (اليعقوبي، 2 / 478؛ الطبري، 9 / 113-114؛ أيضاً ظ: ابن الجوزي، 11 / 112؛ النويري، 22 / 258). وبعـد اعتقال الأفشين و موته وصفه أبو تمـام ــ الذي كان قد مدحه فيما مضى ــ بالكافر وقال إنه كان يخفي كفره (2 / 199-200، 202؛ أيضاً ظ: الصولي، 94 وما بعدها).
إن مكانة الأفشين في البلاط العباسي وخدماته لهذه الأسرة، ومن ثم المصير البائس الذي لقاه كان مدعاة للدهشة. وفي نفس تلك الفترة شبّهه القاضي أحمد بن أبي دؤاد في حديث له مع الخليفة بأبي مسلم الخراساني (ن.ع) (الدينوري، 405). ويرى بعض الباحثين أن الأفشين لم‌يكن يفكر بشيء، سوى الوصول إلى الحكم والثروة، ولم ‌يكن ليتورع عن ارتكاب أية جريمة في سبيل تحقيق ذلك (زرين كوب، 248-249). صحيح أن البحث في ديانة الأفشين ومن ثم أهدافه أمر في غاية الأهمية، إلا أنه لايمكن الوصول إلى نتيجة جازمة بهذا الشأن اعتماداً على ما ذُكر حتى الآن. وفضلاً عما ذُكر، فقد قيل إنه بعد اعتقاله وحين أُغير على داره عُثر هناك على تمثال من الخشب عليه حلية كثيرة وجوهر وكذلك على تماثيل أُخر (الطبري، 9 / 114). وإن هذه الأمور تبقيه بعيداً عن الارتباط بالديانة الزرادشتية، ومن جهة أخرى، تدل على انصراف ذهنه نحو الديانة البوذية التي كان لها أتباع كثر في بلاد السغد وكانت تُعد من المراكز البوذية في ماوراء النهر، بحيث ظلت آثارها قائمة في تلك المنطقة لفترة طويلة بعد الفتوحات الإسلامية (لمزيد من التفاصيل، ظ: زرين كوب، 250؛ قريب، «سغديها ...»، 6؛ خروموف، 7، 24؛ فون غاباين، 615). لكن ينبغي إنعام النظر في أن الأفشين كان في الحقيقة رجلاً سياسياً، وكما قال الباحثون بحق، فإنه ولأجل الإبقاء على الازدهار التجاري في مـاوراء النهر ــ خاصة توفيـر الأمن الاقتصـادي على طريـق الحرير ــ كان حكام تلك البلاد يسعون إلى أن تبقى تلك المنطقة بعيدة عن التطرف الديني قدر المستطاع (قريب، ن.م، 13). كما أن الأفشين في مجلس المحاكمة قال رداً على سؤال: لماذا جلدتَ اثنين من المسلمين في أسروشنة: لقد عاهدت ملوك السغد أن أتركهم على دينهم. وكان هذان الاثنان قد حوّلا بيت أصنام لأهل أسروشنة إلى مسجد (الطبري، 9 / 107)؛ وعلى هذا، فليس مستغرباً جداً أن يعثر في بيت الأفشين على آثار«مجوسية» أيضاً استناداً إلى قول الطبري (م.ن، 9 / 114). ويمكن القول إن تلك الديانات ــ كلاً لسبب ما ــ كان لها أتباع في تلك البلاد وكان الأفشين حاكماً لهم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. 
حاول بعض الكتّاب إلى أن يظهروا الأفشين وبابك ومازيار على أنهم ثلاثة فروع لطريق واحد يهدف إلى إحياء المجد الإيراني القديم؛ ولاشك في أنه كان في ذلك العصر أناس ـ بشكل خاص أولئك كانوا من أسر عريقة ــ يسعون إلى استعادة السلطة من أيدي العرب وإقامة حكومة مركزية على غرار المملكة الساسانية (ظ: زرين كوب، 234)، أو على الأقل أن يحافظوا على استقلال البلاد الواقعة تحت نفوذهم والتي يرجع تاريخها إلى عهد سحيق. وينسب إلى مازيار القول: لقد تعاهدنا وتبايعنا نحن الثلاثة أنا والأفشين وبابك منذ زمن بعيد وقررنا أن نستعيد الدولة من أيدي العرب، وأن نجعل الحكم والسيادة على العالم للأسرة الكسروية (ابن إسفنديار، 220؛ أيضاً ظ: المسعودي، مروج، 4 / 359؛ ابن الجوزي، 11 / 111-112؛ حمد الله، 318؛ ابن تغري بردي،2 / 242). وعلى الرغم من كل ذلك وكما رأينا، فقد قُضي على بابك بيد الأفشين، كما أن تعاونه مع مازيار يكتنفه الغموض. وعلى هذا، لايمكن أن نجدهم على مستوى واحد، لا من حيث الأساليب ولا الأهداف. وبطبيعة الحال، فإن هذا القدْر صحيح وهو أن هذه الثورات والجهود كانت لها صبغة مناوئة للعرب وليست مناوئة للإسلام بالضرورة، بحيث إن أخا بابك لما سُلِّم بيد إيراني من بلاد طبرستان لمعاقبته قال: الحمد لله الذي وفّق لي رجلاً من الدهاقين يتولى قتلي (الطبري، 9 / 53). كما أنه ومع أخذ بعض الروايات بنظر الاعتبار ومنها سبب العداء بين الأفشين وأبي دلف العجلي، يتضح عداؤه للعنصر العربي (الجاحظ، 3 / 41؛ ابن خلكان، 1 / 82؛ أيضاً ظ: الدوري، 56). ومع هذه الشواهد تصور بعض الباحثين أن الأفشين كـان ــ شأنـه شأن آل طاهـر ــ يفكر في تأسيس دولة إيرانية (م.ن، 57). فإن صحت رواية الطبري القائلة بأن الأفشين كان يروم المبادرة إلى نشر الإسلام في أوساط الشعوب المختلفة في البلاد الواقعة شمالي إيران وفي ماوراء النهر بعد فراره من حاضرة الخلافة، أمكن القول إنه ربما كان ينوي من خلال تمسكه بالدين الإسلامي تحقيق أهدافه، وكان الفرق بينه وبين آل طاهر يكمن في أنهم كانوا يستقون «شرعيتهم السياسية» من «الخلافة». 
وعلى الرغم من المصير الذي انتهى إليه الأفشين، إلا أن سلسلة أمراء أسروشنة لم تندثر، ولدينا دليل على تواجدهم في تلك البلاد حتى 279ه‍ على الأقل، غير أن علاقتهم بالأفشين غامضة (ظ: بارتولد، 335).
وكان اسم الأفشين في بعض الأشعار الفارسية رمزاً للسخاء والعظمة (ظ: قطران التبريزي، 283، 326، 344؛ أبو الفرج الروني، 186؛ سوزني السمرقندي، 301- 318). 

المصادر

 ابن أبي طاهر طيفور، أحمد، كتاب بغداد،تق‍ : عزت العطار الحسيني، القاهرة، 1368ه‍ / 1949م؛ ابن الأثير، الكامل؛ ابن إسفنديار، محمد، تاريخ طبرستان، تق‍ : عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1320ش؛ ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح، حيدرآباد الدكن، 1395ه‍ / 1975م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم،تق‍ : محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، 1412ه‍ / 1992م؛ ابـن خرداذبه، محمد، المسالك والممالك، تق‍ : دي خويه، ليـدن، 1306ه‍ / 1889م؛ ابن خلكان، وفيات؛ ابن الفقيه، أحمد، مختصر البلدان، تق‍ : يوسف الهادي، بيروت، 1416ه‍ / 1996م؛ أبو تمام، حبيب، ديوان، تق‍‌ : محمد عبده عزّام، القاهرة، 1951م؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، القاهرة، دار الكتب المصرية؛ أبوالفرج الروني، ديوان، تق‍ : محمود مهدوي دامغاني، مشهد، 1347ش؛ الأزدي، يزيد، تاريخ الموصل، تق‍ : علي حبيبة، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ بارتولد، فلاديمير، تركستـان، تج‍ : صلاح ‌الديـن عثمـان هاشـم، الكويـت، 1401ه‍ ؛ البـلاذري،‌أحمـد، فتـوح البلدان، تق‍ : دي‌خويـه، ليدن، 1866م؛ البيهقي، أبوالفضل، تاريـخ، تق‍ : علي أكبـر فيـاض، مشهد، 1350ش؛ تاريـخ الخلفاء، تق‍ : غريازنـوفيتش، موسكـو، 1967م؛ التنوخـي، محسن، الفـرج بعد الشـدة، تق‍ : عبـود الشالجي، بيـروت، 1398ه‍ / 1978م؛ الجاحظ، عمرو، البيان والتبيين، تق‍ : حسن السندوبي، القاهرة، 1351ه‍ / 1932م؛ حمد الله المستوفي، تاريخ گزيده، تق‍ : عبد الحسين نوائي، طهران، 1362ش؛ خروموف، آ. ل.، أز رستم تا ديواشتيچ، تج‍ : س. قربانوف و ج. شريف أوف، دوشنبه، 1987م؛ خليفة بن خياط، تاريخ، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1968م؛ الخوارزمي، محمد، مفاتيح العلوم، تق‍ : فان فلوتن، ليدن، 1895م؛ الدوري، عبد العزيز، الجذور التاريخيـة للشعوبية، بيروت، 1962م؛ الدينـوري، أحمد، الأخبـار الطوال، تق‍ : عبد المنعم عامر، القاهرة، 1379ه‍ / 1959م؛ زرين كوب، عبد الحسين، دوقرن سكوت، طهران، 1336ش؛ سعيد بن بطريق، التاريخ المجموع، بيروت، 1909م؛ سوزني السمرقندي، محمد، ديوان، تق‍ : ناصر الدين شاه حسيني، طهران، 1338ش؛ شپولر، بارتولد، تاريخ إيران در نخستين قرون إسلامي، تج‍ : جواد فلاطوري، طهران، 1349ش؛ صديقي، غلام حسين، جنبشهاي ديني إيراني در قرنهـاي دوم وسوم هجري، طهران، 1372ش؛ الصفـدي، خليـل، الوافي بالوفيـات،تق‍ : جاكلين سوبله وعلي عمارة، فيسبادن، 1402ه‍ / 1982م؛ الصولي، محمد، أخبار أبي تمام، تق‍ : خليل محمود عساكـر وآخرون، بيـروت، المكتب التجاري؛ الطبـري، تاريخ؛ العيون والحدائـق، تق‍ : دي‌خـويـه، لـيـدن، 1869م؛ الفـردوسـي، الشـاهـنـامـه، تق‍ : جلال خـالـقـي مطلق،كاليفورنيا، منشورات مزدا؛ قدامة بن جعفر، الخراج، محمد حسن الزبيدي، بغداد، 1979م؛ قريب، بدر الزمان، «تعليقات» على داستان تولد بودا، أثر وسنتره جاتكـه، طهـران، منشـورات آويشن؛ م.ن، «سغديهـا وآسيـاي ميانـه»، يـاديـار، تق‍ : مسعود مهرابي، طهران، 1372ش؛ م.ن، فرهنگ سغدي، طهران، 1374ش؛ قطران التبريزي، ديوان، تق‍ : محمد نخجواني، تبريز،1333ش؛ الگرديـزي، عبدالحي، زين الأخبـار، تق‍ : عبد الحي حبيبي، طهران، 1363ش؛ الكندي، محمد، الولاة والقضاة، تق‍ : رفن كست، بيروت، 1908م؛ مجمل التواريخ والقصص، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، 1317ش؛ المسعودي، علي، التنبيه والإشراف، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1893م؛ م.ن، مروج الذهب،تق‍ : شارل پلا، بيروت، 1973م؛ مينوي، مجتبى، مازيار، طهـران، 1342ش؛ نولدكـه،ثيودور، تاريـخ إيرانيان و عربها در زمان ساسانيـان، تج‍ : عباس زرياب، طهران، 1358ش؛ النويري، أحمد، نهاية الأرب، تق‍ : جابر عبد العال الحيني، القاهرة، 1404ه‍ / 1984م؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، بيروت، 1379ه‍ / 1960م؛ وأيضاً:

Justi, F., Iranisches Namenbuch, Hildesheim, 1963; Smirnova, O. I., Katalog monet s gorodishcha Pendzhikent, Moscow, 1963; id, Ocherki iz istorii Sogda, Moscow, 1970; Von Gabain, A., «Irano-Turkish Relations in the Late Sasanian Period», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1983, vol. III(1); Zeimal, E. V., «The Political History of Transoxiana», ibid.
علي بهراميان / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: