الأشمونین

اَلْأُشْمونَيْن،   أو الأَشمونين، مدينة في صعيد مصر، تابعة لمديرية أسيوط، على الشاطئ الغربي للنيل، تقع على خط العرض 27°و 47´ شمالاً. و تُعدُّ الأشمونين من أقدم مدن مصر، حيث سميت على عهد الفراعنة خمونو، و كانت إحدى ولايات مصر العليا و موضع عبادة الإلٰه أنوبيس، أو توت، و كان اليونان والرومان يدعونها هرموپوليس ماغنا؛ غير أن اسمها الأقدم هو شمون، أو أُشمون (پاولي، XV/902؛ WNGD,22؛ EI1؛ هيرودوتُس، 2/163 و ها 3)، و قد نسبت المصادر الإسلامية تأسيسها إلى أشمون أحد أحفاد نوح (ابن عبدالحكم، 9؛ ياقوت، 1/283؛ ابن خلدون، 2(1)/142؛ ابن إياس، 1(1)/22). و تدل الآثار الباقية من العصرين اليوناني و الروماني في هذه المدينة على أهميتهـا الفائقة في الحوادث السياسيـة و التاريخية لتلك الحقبـة ( الموسوعة...، 167؛ البستاني، 14/235).
و خلال العصر الإسلامي تغيَّر اسم أشمون إلى أشمونين (بصيغة المثنى). و يبدو أنه كان في الماضي مكانان قرب بعضهما يدعى كل واحد منهما أشمون، أحدهما المدينة القديمة هرموپوليس ماغنا، و الآخر بُني إلى جانبها فيما بعد (EI1 ؛ البستاني، ن.ص). و في سنة 21ه‍ فُتحت الأشمونين و المدن المجاورة لها بأيدي المسلمين (البلاذري، 216-217)، و كانت مزدهرة حتى القرن 3ه‍ ، و تعدّ من المدن الكبرى لمصر (ظ: اليعقوبي، 331). و في أواخر القرن 3 و أوائل القرن 4ه‍ تحولت إلى أحد مراكز نشاط الفاطميين في إفريقية و الذين كانوا يفكرون في إخراج مصر من الهيمنة العباسية و أخيراً و في 307ه‍ تمت السيطرة عليها من قِبل قوات المهدي إمام الفاطميين في إفريقية عقب استيلائهم على الإسكندرية (البلوي، 63-64؛ ابن الأثير، 7/263، 8/113؛ ابن خلدون، 4(3)/666؛ المقريزي، 1/103). و في العصر الفاطمي اتسعت المدينة بإضافة كورتين أخريين إليها لتصبح إقليماً كبيراً (ابن تغري بردي، 9/40، ها2). و مع ذلك، فإن الإصطخري الجغرافي الذي عاش في القرن 4ه‍ ذكر الأشمونين بوصفها مدينة صغيرة عامرة (ص 53). 
ظلت الأشمونين محافظة على ازدهارها حتى أوائل القرن 18م، حيث تناقصت أهميتها و قل ازدهارها بسبب تغيير مجرى نهر النيل سنة 1720م، و منذ ذلك الحين و ما تلاه أصبحت تابعة لمركز ملّوي من أعمال مديرية أسيوط (EI1). كانت أشمونين منذ القدم مركزاً لتربية الخيول و البغال و الدواب (ظ: اليعقوبي، ن.ص؛ قا: البستاني، ن.ص)، و تزدهر فيها اليوم صناعة النسيج وتربية المواشي (ن.ص؛ EI1). 

المصادر

ابن الأثير، الكامل؛ ابن إياس، محمد، بدائع الزهور، تق‍ : محمد مصطفى، 1402ه‍/1982م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن عبدالحكم، عبدالرحمان، فتوح مصر و أخبارها، بغداد، 1920م؛ الإصطخري، إبراهيم، المسالك والممالك، ليدن، 1927م؛ البستاني؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1865م؛ البلوي، عبدالله، سيرة أحمد بن طولون، تق‍ : محمد كرد‌علي، القاهرة، 1358ه‍ ؛ المقريزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تق‍ : جمال‌الدين الشيال، القاهرة، 1367ه‍/ 1948م؛ الموسوعة العربية الميسرة، تق‍ :  محمد شفيق غربال، القاهرة، 1965م؛ هيرودوتس، تاريخ، تج‍ : هادي هدايتي، طهران، 1338ش؛ ياقوت، البلدان؛ اليعقوبي، أحمد، «البلدان»، مع الأعلاق النفيسة لابن رسته، تق‍: دي خويه، ليدن، 1891م؛ وأيضاً:

  EI1; Pauly ; WNGD. 
عنايت الله فاتحي نژاد/ ه‍