أشکذر

أَشْكِذَر،   اسم ناحية و مدينة في محافظة يزد.

ناحية أشكذر

هذه الناحية هي إحدى النواحي الثلاث لقضاء يزد، و تتألف من ريف واحد يدعى رُستاق. مساحتها 3/521كم2 و تضم 134 منطقة عامرة، كما تضم ناحية أشكذر منطقتين حضريتين هما أشكذر و زارچ ( آمارنامه...، 17). تشبه ناحية أشكذر مثلثاً يتجه أحد رؤوسه نحو الجنوب، و يقع على ضلعه الشمالي قضاء أردكان، و على ضلعه الشرقي ناحية مركزي، و على ضلعه الغربي ناحية خضرآباد التابعة لهذا القضاء (ن.م، 8). 

الخصائص الطبيعية

تقع ناحية أشكذر في سهل تلاحظ في جميع أرجائه تلال رملية هلالية عديدة ناتجة عن تآكل يحصل من تأثير الرياح. و يقال إن مصدر هذه الرمال المنسابة هو ناحية ندوشن و مستنقع گاوخوني. و بصورة عامة، فإن هذه المنطقة تتصف بمناخ صحراوي (جغرافيا...، 2/1352-1353). و قد قُدِّر متوسط درجات الحرارة العظمى و الصغرى لفترة قصيرة و على مدى 6 سنوات (1357-1363ش)؛ بحوالي 28°و10° مئوية على التوالي، و كان متوسط سقوط الأمطار السنوي خلال نفس تلك السنوات 68 مليمتراً (سالنامه...، 175، مخ‍ (. و تفتقر ناحية أشكذر إلى نهر دائم الجريان، و نهر رحمت آباد الذي ينبع من مرتفعات خونزا في شمالي غرب يزد، هو الوحيد الذي تجري فيه المياه خلال فصل الأمطار ( فرهنگ جغرافيايي آباديها...، 5). و إن هبوب العواصف الرملية و تآكل التربة الناجم عن ذلك هو من خصائص هذه المنطقة التي أدت ــ إلى جانب عوامل طبيعية أخرى غير ملائمة منها قلة هطول الأمطار و انخفاض مصادر المياه الجوفية بشكل تدريجي ــ إلى انعدام الغطاء النباتي. و توجد في هذا السهل حيوانات مثل الغزلان و الثعالب و الأرانب، و أصناف من الطيور كالحمام و الطيهوج (ن.م، 6؛ جغرافيا، ن.ص). 
و كانت ناحية أشكذر في أواسط النصف الأول من القرن 20م تُعدّ من النواحي الإحدى عشرة لقضاء يزد، و تضم 452,22 نسمة ( فرهنگ جغرافيايي إيران، 10/14). و مع التغيرات التي طرأت على التقسيمات السياسية ـ الإدارية للبلاد، فإن أشكذر هي اليوم ــ إلى جانب ناحيتي خضر آباد و مركزي ــ من النواحي الثلاث لقضاء يزد. و من بين قراها الصغيرة التي يبلغ عددها 134 قرية، فإن 26 قرية صغيرة منها مأهولة، بينما هُجرت 108 قرى صغيرة أخرى و هو مايبين ازدياد هجرة القرويين إلى المدن الكبيرة (ظ: جغرافيا، 2/1354-1355). و استناداً إلى آخر إحصاء عام للسكان والمساكن فإن 177,29 نسمة (227,6 أسرة) يسكنون في هذه الناحية، كان منهم 401,15 من الذكور و 776,13 من الإناث. وعلى هذا فإنه كان يوجد في هذه الناحية 100 أنثى إزاء كل 111 ذكراً (سرشماري...، 15). 

الخصائص الاقتصادية

تتمثل الأنشطة الاقتصادية لسكان أشكذر (ريف رستاق) في المجالات الزراعية و الصناعات اليدوية و الحِرف و الأعمال البسيطة ( فرهنگ جغرافيايي آباديها، ن.ص). و برغم وجود مصاعب في الوصول إلى المصادر الأولية فإن الزراعة تعدّ أهم أنشطة سكان الناحية. و فيما مضى كان ما يزيد على خمسين قناة توفر المياه اللازمة للزراعة، مما كان له دور مهم في ظهور القرى و اتساعها. و مع حفر الآبار و الآبار الأرتوازية العديدة و استخدامها بشكل عشوائي و كذلك قلة مياه الأمطار، جفّت كثير من القنوات تدريجياً و ظلت بلا فائدة (جغرافيا،2/1354). و تدل الإحصاءات المتوفرة على أن القنوات الاثنتين و العشرين الموجودة في ناحية أشكذر كانت جافة بأسرها سنة 1358ش. و بإزاء ذلك كان يستفاد في نفس السنة من 37 بئـراً و 29 بئراً أرتوازياً في هذه المناطق ( فرهنگ اقتصادي، «4»/ 99). و كان جفاف القنوات بذاته عاملاً من عوامل هجرة القرويين إلى المدن. و قد سكن هؤلاء المهاجرون غالباً في مدن قم و طهران و سبزوار و مشهد، كما ذهب عدد منهم إلى الدول المطلة على الخليج الفارسي بحثاً عن عمل (جغرافيا، 2/1355).
و منذ القديم كانت تستخدم في أشكذر وحدة محلية لقياس حجم المياه تدعى جرّة، أوجرعة، و تعادل 12 دقيقة من جريان الماء، و وحدة أخرى لقياس مساحة الأرض تدعى «قفيز» تعادل 000,1م2 تقريباً (أفشار، 32، 64، 65، 74؛ فرهنگ جغرافيايي آباديها، ن.ص). و تتشكل منتوجات أشكذر الزراعية بشكل رئيس من القمح و الشعير و الأعلاف و الحبوب الزيتية و البقول والبصل فضلاً عن المحاصيل الصيفية و الرمان و الفستق و البندورة والتفاح ( فرهنگ اقتصادي، «2»/99-«3»/99). و قد ازداد إنتاج الفستق مؤخراً بسبب خصوبة التربة. و تعدّ چرخاب إحدى المناطق الزراعية الخصبة في ناحية أشكذر، و التي تتمتع بأهمية كبيرة في إنتاج المحاصيل الزراعية و المحاصيل الصيفية بسبب وفرة مياهها و خصوبة تربتها. و بصورة عامة، فإن بعض المنتجات الزراعية لناحية أشكذر تُصدر إلى بقية مناطق المحافظة، و كذلك إلى المحافظات الأخرى (جغرافيا، 2/1354). و في السنوات الأخيرة وبغية الحيلولة دون انجراف الرمال السائبة في هذه المنطقة بادرت الحكومة إلى زراعة شتلات خاصة بالمناطق الصحراوية مثل الزيتون المرّ و الطرفاء و طرفة المَنّ ( فرهنگ جغرافيايي آباديها، 5). و كان هذا عاملاً مؤثراً في تلطيف مناخ المنطقة النسبي، فضلاً عن حيلولته دون تآكل التربة الناجم عن الرياح، و في المحافظة على القرى. 
و إلى جانب الزراعة، فإن تربية المواشي والدواجن هي من الأنشطة الاقتصادية الأخرى لأهالي هذه المناطق و قد أدت الخصائص الطبيعية لهذه الناحية أيضاً إلى اتساع نطاق الصناعات اليدوية و خاصة حياكة السجّاد بوصفها عاملاً داعماً لمداخيل الأسر الساكنة في ريف رستاق بحيث تحولت ورش النسيج القديمة تدريجياً إلى ورش صناعية. و يستفاد اليوم من الورش العديدة لحياكة السجاد و البُسُط و غزل الألياف ونسجها و إنتاج الأقمشة. و فضلاً عن صناعة النسيج، تنشط في هذه الناحية أيضاً معامل صناعة الأصباغ و صناعة الفيلترات وصناعة الصهاريج و البلاطات و صناعة الآجر و قطع الحجر والمواد البلاستيكية، و صنع الأحذية. و من منتوجات أشكذر المهمة الأخرى، الآجر الذي ينتج في معمل واقع في سرچشمه، كما يستفاد بشكل جيد من منجم الجبس الواقع قرب قرية عصر‌آباد (جغرافيا، 2/1355-1356).

الخصائص الثقافية

أدت مجموعة من الظروف الطبيعية والاقتصادية و الثقافية إلى رغبة سكان أشكذر في اكتساب العلم بحيث توجد اليوم فيها 75 مدرسة ابتدائية و 27 مدرسة متوسطة و 10 ثانويات مع مدرسة حرفية واحدة، كما أن البعض يذهب إلى مدارس العلوم الدينية في بقية المناطق لدراسة العلوم الإسلامية، خاصة مدينة قم ( آمارنامه، 67- 68؛ جغرافيا، ن.ص).
و أغلب سكان أشكذر مسلمون شيعة، و يعيش فيها 1٪ فقط من الزرادشتيين مقرهم في قرية الله‌آباد (ن.م، 2/1354). و فضلاً عن الأماكن الدينية العديدة الخاصة بالمسلمين، يوجد في قرية الله‌آباد بيـت للنـار يدعـى «درب مهـر» خـاص بـالـزرادشتييـن ( فرهنگ روستايي، 274؛ فرهنگ جغرافيايي آباديها، 7). 
و تضم ناحية أشكذر آثار تاريخية عديدة، فيما يلي بعضها: گنبد تاج في قرية إبراهيم آباد، المسجد الجامع الذي يعود للعصر الصفوي، قلعة و خندق في قرية عزآباد، خانقاه و مقبرة السلطان محمود شاه، مسجد جامع من القرن 8ه‍ و ضريح للسيد حسين في قرية بندرآباد، مسجد ريگ، أو الشيخ الكبير من القرن 9ه‍ ، أطلال مدينة قديمة في مجومرد، قلعة زارچ من عهد آل المظفر، مشبَّك خشبي في المسجد الجامع في زارچ، مقبرة للزرادشتيين قرب قرية الله‌آباد، و البناية الأخيرة هي من اللَّبِن على شكل برج و يسميها الزرادشتية دادگاه (محكمة)، و كانوا فيما مضى يدفنون موتاهم فيها. و يتكلم سكان أشكذر اللغة الفارسية (ن.م، 5-7). 

مدينةأشكذر

هذه المدينة حاضرة ناحية أشكذر، تقع على بعد 22كم شمالي يزد، و على بعد 8كم إلى الغرب من الطريق الواصل بين يزد و أردكان و على خط الطول الجغرافي 54°و13´ و خط العرض الجغرافي 32°، و على ارتفاع 175,1 متراً عن مستوى سطح البحر (ن.م، 6؛ نقشۀ راهنما).
نسبت بعض المصادر التاريخية في يزد، زمن إنشاء أشكذر إلى عهد ملوك الطوائف الفرثيين و  إلى أشك بن زال (كاتب، 41). و ليس مستبعداً أن تكون هذه النسبة ناجمة عن تشابه الأسماء (مشكور، 504). و لكن المؤكد هو أن أشكذر كانت قائمة خلال العصر الإسلامي في بداية القرن 8 ه‍ ، ذلك أن أبنية عديدة تعود إلى تلك الفترة كانت قائمة في هذه المدينة، و كان أولها الخانقاه الذي بناه شيخ صاحب كرامة يدعى الشيخ تقي الدين دادا. والآخر خانقاه ينسب إلى الأمير ركن الدين محمد القاضي (تـ 732ه‍ ( من أعيان يزد. و في هذه المواقع كان الفقراء يطعمون و تُدار الكثير من أملاك أشكذر و قنواتها بشكل أوقاف و يُنفق ريعها على الفقراء و المحتاجين (جعفري، 109، 110، 137؛ أفشار، 64، 74). 
كانت أشكذر في أواسط النصف الأول من القرن 20م تُعدّ قصبـة حاضـرة ناحية أشكذر لقضـاء يـزد، و تضم 943,2 نسمـة ( فرهنگ جغرافيايي إيران، 10/15). و في أول إحصاء عام لسكـان البـلاد فـي 1335ش، قُدِّر عـدد سكـان مدينة أشكـذر بـ 220,2 نسمة ( گزارش...، 1). أما إحصاءا عامي 1355و1365ش فقد ذكرا أن عدد السكان كان 177,6 و 637,9 نسمة على التوالي. و ذكر آخر إحصاء أجري سنة 1370ش أن عدد السكان بلغ 558,10 نسمة (236,2 أسرة) في مدينة أشكذر ( آمارنامه، 35). و على هذا كانت نسبة النموّ السكاني بين سنتي 1355 1365ش، قد بلغت 1/5٪، و بين سنتي 1365و1370ش، بلغت 9/2٪. ويعيش سكان المدينة حالياً على أرض مساحتها 1/ 18 كم2 (ن.م، 17). و يظهر الإحصاء المتوفر أن من بين الأشخاص الذين هم في سن السادسة فما فوق من سكنة أشكذر، كان 4/67٪ متعلمين، و كانت هذه النسبة هي 6/74٪ بين الذكور، و 3/59٪ بين الإناث. 
و يمارس أهل المدينة نشاطهم الاقتصادي في المجالات الرئيسة التالية: 8/17٪ في الزراعة و تربية المواشي، 9/23٪ في الصناعة، 8/23٪ في أعمال البناء، بينما يتوزع البقية على سائر المجالات الرئيسة ( سرشماري، 18). و إلى جانب الأنشطة الاقتصادية الرئسية، تنتشر الصناعات اليدوية كحياكة السجاد والبُسُط و نسج الأقمشة، كما يوجد معمل لصناعة الجوارب في هذه المدينة ( فرهنگ جغرافيايي آباديها، 6-7).
و استناداً إلى آخر إحصاء عام للسكان و المساكن في قضاء يزد، فإن 6/97٪ من الأُسر المقيمة في هذه المدينة يتمتعون بخدمات الكهرباء، و 7/96٪ يستفيدون من مياه الإسالة و 7٪ من خدمات الهاتف في مساكنهم. و تؤمَّن ميـاه الشـرب لـ 8/97٪ من أسر المدينة من الخزان العام. و الوقود الرئيس المستخدم للطبخ لدى 8 /88٪ من الأسر هو الغاز، و في 3/7٪ هو النفط الأبيض. والوقود الرئيس المستخدم للتدفئة في محل الإقامة من قبل 5/95٪ من الأسر أيضاً هو النفط الأبيض (سرشماري، 19). 
و الآثار القديمة القائمة في أشكذر هي: طاحونة قديمة سقفها على شكل قبة، استخدم الآجر في بنائها، و يلفت النظر تسقيفها وبناء آجرّها و زخارفها الهندسية؛ المسجد الجامع بأشكذر الذي يعود للقرن 9 ه‍ ؛ أطلال إسفنجرد و قلعة قديمة يقال إن تاريخ بنائها يعود إلى ماقبل 000,1 سنة ( فرهنگ جغرافيايي آباديها، 7).

المصادر

 آمارنامۀ أستان يزد (1372ش)، مؤسسة التخطيط و الميزانية في محافظة يزد، طهران، 1373ش؛ أفشار، إيرج، «كتابچۀ موقوفات يزد»، فرهنگ إيران زمين، طهـران، 1341ش، ج 10؛ جعفـري،‌ جعفـر، تاريخ يزد،تق‍ : إيـرج أفشار، طهـران، 1343ش؛ جغرافياي كامل إيران، وزارة التربية و التعليم، طهران، 1366ش؛ سالنامۀ آماري هواشناسي (1357- 1358ش)، مؤسسة الأرصاد الجوية الحكومية، طهران، ‌1364ش؛ ن.م (1358- 1359ش)، 1365ش؛ ن.م (1359-1360ش)، 1365ش؛ ن.م (1360-1361ش)، 1366ش؛ ن.م (1361-1362ش)، 1367ش؛ ن.م (1362-1363ش)، 1368ش؛ سرشماري عمومي نفوس و مسكن (1365ش)، الحصيلة التفصيلية، قضاء يزد، مركز إحصاء إيران، طهران، 1368ش؛ فرهنگ اقتصادي دهات و مزارع، قضاء يزد، مؤسسة جهاد البناء، طهران، 1360ش؛ فرهنگ جغرافيايي آباديهاي كشور، الدائرة الجغرافية في الجيش، طهران، 1360ش؛ فرهنگ جغرافيايي إيران، الدائرة الجغرافية في هيئة أركان الجيش، طهران، 1332ش؛ فرهنگ روستايي (1365ش)، عموم البلاد، مركز إحصاء إيران، طهران، 1369ش؛ كاتب، أحمد، تاريخ جديد يزد، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1357ش؛ گزارش مشروح حوزۀ‌ سرشماري يزد، وزارة الداخلية، طهران، 1338ش؛ مشكور، محمد‌ جواد، جغرافياي تاريخي إيران باستان، طهران، 1371ش؛ نقشۀ راهنماي كشور جمهوري إسلامي إيران، طهران، گيتاشناسي، عد 165.        

.مژگان نظامي/ ه‍