الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / الأسطرلاب /

فهرس الموضوعات

الأسطرلاب

الأسطرلاب

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/21 ۲۳:۵۰:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

و قد رسم في بعض الأسطرلابات تحت خط المشرق والمغرب مربعان أیضاً. و یقسم الضلعان الخارجیان لمربع السمت الأیمن إلی 12 قسماً، و الضلعان الخارجیان لمربع السمت الأیسر إلی 7 أقسام عادة. و تسمی تقسیمات مربع السمت الأیمن الأصابع، وتقسیمات مربع السمت الأیسر الأقدام. و قد یضم هذان المربعان جدولاً یدعی جدول الطبائع. و تستخدم المربعات والجدول المذکور لتعیین ارتفاع الأجرام السماوية بمساعدة ظل الأشیاء، وکذلک لاستخراج أحکام النجوم (البیروني، ن.م، 299؛ فبکه، 135-155؛ هارتنر، 2525-2547). کان الأسطرلاب المسطح یصنع عادة بقیاسات تتراوح بین 8-40 سنتیمتراً. و قد صنعت بالطبع أسطرلابات أکبر بکثیر أیضاً (نورث، 105)

 

أنواع الأسطرلاب

مالبث الأسطرلاب المسطح المدور، کما أسلفنا، أن شاع استخدامه بین علماء الفلک بسبب سهولة حمله واستعماله. و لکن ابتکارات علماء الفلک المسلمین في تصمیم الأسطرلاب و منها تصویر منطقة البروج ودوائر الارتفاع و خط المشرق، و المغرب، انتهت إلی صناعة أنواع مختلفة من الأسطرلاب المسطح ربا عددها علی 20 نوعاً. ومنها الأسطرلابات الآسیة و المطبّلة و السرطانیة (المسرطنة) و المبطّخة والحلزونیة و الثوریة و الجاموسیة و الشقائقیة و السفرجلیة والزورقیة والصلیبیة. بحیث یبدو من المصادر، أن هذه التسمیات تتعلق في الحالات التسع الأولی، بشکل منطقة البروج في صحیفة العنکبوت، أي أن منطقة البروج في هذه الأسطرلابات، کانت حسب الترتیب علی شکل ورقـة موردة و طبل و سرطان وبطیخـة و حلزون و رأس الثـور و رأس الجاموس و ورقة الشقائق و السفرجل (البیروني، ن.م، 297- 298، الدرر...، 116-124؛ المراکشي، 2/69- 78؛ EI2,I/725).

و في هذا المجال، کانت الأسطرلابات الطبلیة و السرطانیة والثوریة و الجاموسیة و الشقائقیة و الزورقیة لکلانصفي الکرة الأرضیة دون أن یستوجب ذلک تغییراً في ترکیبتها، و لم‌یکن هناک اختلاف بین الشمالي و الجنوبي (البیروني، الاستیعاب، الأوراق 36 ألف ـ ب، 40 ألف، الدرر، ن.ص؛ المراکشي، 2/ 68-70). و کما رأینا في شرح ترکیبة الأسطرلاب، فإن الأسطرلابات التي کان من الواجب استخدامها لرصد النجوم و قیاس أحداثیاتها من نصف الكرة الجنوبي، تختلف بعض الاختلافات عن الأسطرلابات المستخدمة في نصف الکرة الشمالي في ترکیبة العنکبوت، والصفائح و تشتمل علی الانتقالات في مداري رأس السرطان ورأس الجدي و کذلک في صورة دوائر الارتفاع (المقنطرات)؛ في حین أن هذه الاختلافات تمت إزالتها في الأسطرلابات المذکورة. و فیما یتعلق بالأسطرلاب الزورقي الذي ابتکره أبوسعید السجزي، هناک میزة مهمة أخری تسترعي الانتبهاه، حیث یقول البیروني الذي رأی هو نفسه نموذجاً من هذا الأسطرلاب بعد الإشادة به و بصانعه: «مستخرج مما یعتقده بعض الناس من أن الحرکة الکلیة المرئیة هي للأرض و من الغرب للشرق» ویضیف: و لیس لدی علماء الهندسة و الفلک مایقولونه في الرد علی هذا الرأي، و الاستدلال لنقض هذا الاعتقاد موکول إلی الفلاسفة الطبعیین (البیروني، الاستیعاب، الأوراق 36 ألف ـ 37 ب؛ أیضاً ظ: فیدمان، II/665). و یبدو أن ذلک هو أول تطبیق لنظرية الحرکة الدورانية للأرض بین علماء الفلک المسلمین. ویرد المراکشي بعد 3 قرون من السجزي و قرنین من البیروني، علی هذا الرأي بشدة، و یستند إلی ابن سینا و الرازي (2/74).

و للأسف فإن من غیر الممکن إصدار أي حکم علمي بشأن الأنواع المذکورة لعدم تبقي أي منها (هارتنر، 2544-2545).

 

المؤلفات في مجال الأسطرلاب

لاتتوفر سوی معلومات قلیلة للغایة عن الآثار التي کتبت قبل الإسلام حول الأسطرلاب. وقد ذکر بطلمیوس في الکتاب الخامس من المجسطي (ص 143-144). فصلاً قصیراً بعنوان «حول ترکیبة الأسطرلاب»، و هو کما قلنا یرتبط في الحقیقة بذات الحلق (پاولي، II(2)/1798؛ تومر، 323)؛ و لکن المصادر الإسلامیة نسبت إلیه کتاباً مستقلاً حول الأسطرلاب حظي باهتمام مؤلفي کتب تاریخ العلم. و یذکر الیعقوبي (ص 112-113) أثراً في هذا المجال من المحتمل أنه ترجم في القرن 2ه‍/ 8م إلی العربیة. و لکن هناک ترجمات لاتینیة وعبریة لکتاب حول الأسطرلاب اعتبر بطلمیوس مؤلفه (شتاین شنایدر، 216؛ أیضاً ظ:V/173,183-184،GAS).

و نسبت المصادر العربیة القدیمة أثراً بعنوان رسالة في العمل بالأسطرلاب إلی نیون الإسکندراني الذي یعد من شراح آثار بطلمیوس (ابن الندیم، 328؛ القفطي، 108؛ تومر، ن.ص؛ أیضاً ظ: GAS,V/180-183).

و وصلتنا من یوحنا النحوي رسالة قیمة حول کیفیة صناعة الأسطرلاب و استخدامه باللغة الیونانیة (سارتون،I/421-422؛ هارتنر، 2532؛ تومر، ن.ص).

کما تذکر المصادر العربیة أبیون البطریق الذي من المحتمل أنه کان یعیش قبیل الإسلام، باعتباره مؤلف رسالة في الأسطرلاب باللغة الیونانیة، و کذلک أول شخص صنع الأسطرلاب المسطح. و یقال إن رسالته کانت تشتمل علی 157 باباً، و إن ثابت بن قرة ترجمها إلی العربیة. و مما یجدر ذکره أنه قد قیل في رسالة المقیاس المرجح في العمل بالأسطرلاب و التي نسبت خطأ للبیروني، إن ثابت بن قرة اعتبر في رسالة بعنوان العمل بالأسطرلاب أبرخوس مبتکر الأسطرلاب الکروي و کذلک الأسطرلاب المسطح، و أشار في نفس الوقت إلی تسطیح لاب للأسطرلاب. و یبدو هذا القول عجیباً لأن الرسالة الوحیدة المنسوبة إلی ثابت بن قرة بالعنوان المذکور، هي نفسها ترجمة رسالة أبیون البطریق، و أن قصة لاب تقتصر علی الرسائل العربیة. کما لایمکننا أن نتصور أن عالماً مثل ثابت بن قرة کان قد صدقها (ابن الندیم، 330، 342؛ البیروني، قطعة من مقدمة...، 67؛ أیضاً ظ: کینغ، «جذر»، 52،51؛ القفطي، 97؛ GAS,VI/163). کما وصلتنا رسالة باللغة السریانیة في وصف الأسطرلاب لسیوروس سبوخت أسقف قنسرین (القرن 1ه‍/7م) (هارتنر، تومر، ن.صص؛ سارتون، I/493).

و یبدو من مجموعة الشواهد أن عدد علماء الفلک الذین کانوا یهتمون بالدراسة و التألیف حول هذه الآلة قبل تعرف المسلمین علی الأسطرلاب لم‌یکن کبیراً، فلم تؤلف بالتالي رسائل کثیرة في هذا المجال، في حین أن مئات الرسائل حول الأسطرلاب تم تألیفها في البلاد الإسلامیة خلال عصر ازدهار علم الفلک. و یتجاوز عدد ماتبقی من هذه الرسائل 200 رسالة، علماً أن غالبیتها لم‌یخضع للدراسة (فرنسیس، 9-10؛ عواد، 155؛ کینغ، «مجامیع»، 166).

و تعتبر رسالة الجامع في الأسطرلاب علماً و عملاً أقدم رسالة کتبت في العالم الإسلامي حول الأسطرلاب، و هي منسوبة إلی جابر بن حیان. و قد رأی ابن‌المشاط السرقسطي (القرن 5 ه‍/11م) هذه الرسالة في القاهرة و التي یبدو أنها کانت تضم ألف مسألة، و ألفاها عدیمة النظیر (صاعد، 61؛ القفطي، 160-161؛ زوتر، 3؛ GAS,VI/134). و قد نقلت عبارات من هذه الرسالة في غایة الحکیم المنسوب إلی المجریطي (ن.ص). و نذکر فیما‌يلي أهم الآثار التي ألفت في هذا المجال:

1. العمل بالأسطرلاب، أو صنعة الأسطرلاب و العمل به، لما‌شاء‌الله الیهودي. و کما أشرنا فقد ضاع أصله العربي، و لکن بقیت ترجمته اللاتینیة. و قد کانت هذه الترجمة متداولة علی نطاق واسع و محط اهتمام في أوروبا. وصلتنا حوالي 200 مخطوطة من هذه الترجمة، و طبعت عدة مرات خلال 1503-1583م؛ و لکنها لم‌تخضع لدراسة تستحق الاهتمام رغم أهمیتها وشهرتها الواسعة (ابن الندیم، 333؛ زوتر، 5-6؛ کونیتش، X/42؛ کینغ، «جذر»، 47-48).

2. العمل بالأسطرلاب المسطح، لإبراهیم بن حبیب (ابن الندیم، 332؛ زوتر، 3؛ نالینو، 147- 148).

3. العمل بالأسطرلاب، لمحمد بن موسی الخوارزمي (ابن‌الندیم، ن.ص؛ زوتر، 10). عثر فیدمان علی قسم من هذه الرسالة التي کان یسود الظن أنها فقدت، بین مخطوطات برلین، وترجمه إلی الألمانیة (شوي، II/747)..

4. العمل بالأسطرلاب، لأحمد بن عبدالله المروزي (ابن‌الندیم، 334؛ القفطي، 170؛ زوتر، 12).

5. العمل بالأسطرلاب، لعلي بن عیسی المنجم (ابن الندیم، 342؛ زوتر، 13). طبع هذا الأثر في 1912م ببیروت. و ترجمه کارل شوي إلی الألمانیة، و نشر في 1927م في مجلة إیزیس (شوي، II/613-628).

6. برهان صنعة الأسطرلاب، لمحمد بن الصباح و إبراهیم بن الصباح (ابن الندیم، 335؛ القفطي، 59؛ زوتر، 19).

7. رسالة في عمل الأسطرلاب، لمحمد بن موسی بن شاکر (البیروني، الاستیعاب، الورقة 56 ألف؛ زوتر، 20؛ أیضاً ظ: GAS,VI/147).

8. رسالة في العمل بالأسطرلاب، لحامد بن علي الواسطي. وتوجد مخطوطة منها في مکتبة أحمد الثالث (ظ: ن.م، VI/207).

9. رسالة في الأسطرلاب، لإبراهیم بن سنان. طبع هذا الأثر في 1362ه‍ بحیدرآباد الدکن.

10. العمل بالأسطرلاب، لعبدالرحمان الصوفي. طبع هذا الأثر في 1381ه‍ بحیدرآباد الدکن علی أساس مخطوطة مکتبة باریس الوطنیة الناقصة و التي لاتتضمن سوی 386 باباً. و في 1406ه‍/1986م نشرت طبعة مصورة لمخطوطة أخری منه تشتمل علی 402 باب في إشتوتغارت. طبعت هذه المخطوطة في نفس السنة في الرباط بتنقیح و تحقیق علي العمراوي. و ألف عبدالرحمان الصوفي کتاباً أکثر تفصیلاً حول الأسطرلاب و طریقة استخدامه یشتمل علی 760,1 باباً و هو أضخم من الکتاب المنسوب إلی جابر بن حیان في هذا المجال، و من المحتمل أن یکون أکثر الکتب التي ألفت حتی ذلک العصر في هذا الفن تفصیلاً و للأسف فقد ضاع قسم کبیر من هذا الأثر المشتمل علی 960 باباً، و لکن بقیت خلاصة له بقلم المؤلف تشتمل علی 170 باباً. و قد نشرت طبعة مصورة له أیضاً في 1406ه‍/1986م في اشتوتغارت.

11. رسالة في صنعة الأسطرلاب و العمل بها، لمسلمة بن أحمد المجریطي. توجد مخطوطة منها في مکتبة الأسکوریال. ترجمت هذه الرسالة إلی اللاتینیة أیضاً (زوتر، 76؛ أیضاً ظ: GAS,VI/226-227).

12. رسالة في عمل الأسطرلاب، لأبي‌سعید السجزي. توجد مخطوطة منها في مکتبة شیراز الوطنیة (زوتر، 80؛ GAS,VI/225-226).

13. رسالة في الأسطرلاب، لکوشیار بن لبان (للمخطوطات، ظ: زوتر، GAS,VI/248; 83-84).

14و15. رسالة دوائر المساوات في الأسطرلاب و رسالة في الأسطرلاب، کلاهما لأبي نصر منصور بن عراق (کتب أبونصر هاتین الرسالتین لأبي الریحان البیروني).

16 . رسالة في صنعة الأسطرلاب بالطریق الصناعي، لأبي نصر أیضاً.

17. مقالة في منازعة أعمال الأسطرلاب، له أيضاً. حکم أبونصر في هذه المقالة في خصوص اختلاف الرأي بین أبي حامد الصغاني و علماء الفلک في الري، في مجال طریقة استخدام الأسطرلاب.

طبعت الآثار الأربعة المذکورة (عد14-17) في 1366ه‍/1947م بحیدرآباد الدکن.

18. کتاب في العمل بالأسطرلاب، لابن سمح. توجد مخطوطة من هذا الأثر في مکتبة الأسکوریال (ن.م، VI/249).

19. العمل بالأسطرلاب و ذکر آلاته و أجزائه، لابن الصفار. وصلتنا من هذا الأثر مخطوطات عدیدة، و ترجمتان لاتينيتان أیضاً (صاعد، 70؛ کونیتش، X/51؛ سارتون، I/717؛ للمخطوطات، ظ: GAS,VI/250).

20. اختصار علم الأسطرلاب، لابن المشاط السرقسطي، طبع هذا الأثر مع ترجمة إسبانیة و توضیحات في 1884م في الغرناطة (ظ: عواد، 156)

21. رسالة في علم الأسطرلاب، للبیروني، توجد مخطوطتها المصورة في مکتبة المرکز.

22. استیعاب الوجوه الممکنة في صنعة الأسطرلاب، للبیروني أیضاً: توجد المخطوطة المصورة لهذا الأثر في مکتبة المرکز (أیضاً ظ: زوتر، 97-98).

23. الدرر في سطح الأکر، له أیضاً، طبع هذا الأثر مع الترجمة الإنجلیزیة لأحمد دلال في ج 1 من مجلة «تاریخ العلوم العربیة والإسلامیة».

24. بیست باب در معرفت أسطرلاب، لنصیرالدین الطوسي. طبع هذا الأثر في 1335ش بتحقيق مدرس رضوي.

25. رسالة درساختن أسطرلاب، لغیاث الدین جمشید الکاشاني (ظ: آستان...، 148).

کما تناولت بعض کتب الفلک في الغالب و بشکل واسع خلال فصل، أو فصول موضوع الأسطرلاب و أجزائه، و کیفیة استعماله، و منها: المدخل إلی علم أحکام النجوم لأبي نصر القمي، و إفراد المقال في أمر الظلال للبیروني، و التفهیم لأوائل صناعة التنجیم له أیضاً، و روضة المنجمین لشهمردان بن إبي الخیر الرازي، وجامع المبادئ و الغایات في علم المیقات لأبي علي المراکشي. کما کتبت رسائل حول أنواع الأسطرلاب الخاصة التي ذکرناها فیما‌سبق، نشیر إلی أهمها:

1. رسالة في الأسطرلاب المسرطن، لأبي سعید السجزي، توجد مخطوطة من هذا الأثر في مکتبة الروضة الرضویة المقدسة (ن.م، 49).

2. الأسطرلاب الزورقي، له أیضاً (GAS,VI/226).

3. رسالة في الأسطرلاب السرطاني المجنح، لأبي نصر عراق (ن.م، VI/245).

4. رسالة في الأسطرلاب السرطاني المجنح، لمحمد بن‌نصر‌بن سعید. توجد مخطوطة من هذ الأثر في مکتبة الأسکوریال (عواد، 177).

5. رسالة في عمل الأسطرلاب المسرطن، لأبي نصر أحمد بن الوزیر، توجد مخطوطة من هذا الأثر في لیدن (زوتر، 195).

 

تعیین الوقت بالأسطرلاب

یجب أولاً تعیین ارتفاع جرم سماوي مثل الشمس. و من أجل تحقیق ذلک نوجه ربع الارتفاع باتجاه الشمس، و ندیر العضادة حتی تری الشمس بین ثقوب کلا اللبنتین، و يشير مُري العضادة علی مدرج الارتفاع إلی ارتفاع الشمس. ثم نضع الصحیفة التي تتضمن العرض الجغرافي لمکان القیاس (أو أقرب عرض جغرافي إلیه)، تحت العنکبوت. ندیر العنکبوت حیث طالع الشمس، أي أن یقع البرج و الدرجة التي تقع فیها الشمس (عشر المیزان مثلاً )، علی مقنطرة تعادل ارتفاع الشمس. و هنا، نحتفظ في ذاکرتنا بالدرجة التي یشیر إلیها مري رأس الجدي علی درجات الحجرة البالغة 360 درجة. ثم نضع طالع الشمس (عشر المیزان مثلاً) علی أفق المشرق؛ ثم نأخذ بعین الاعتبار مرة أخری الدرجة التي یشیر إلیها مري رأس الجدي. ویعادل تفاضل هاتین الدرجتین مقدار القوس الذي تجتازه الشمس من لحظة الطلوع و حتی وقت القیاس، و یدعی الدائر الماضي من النهار. وبما أن الشمس تجتاز في کل ساعة 15° من مدارها، فإن کان هذا التفاضل 82° مثلاً، نحصل من خلال الحسابات التالیة علی مقدار الزمن الذي مر علی طلوع الشمس:

 5 ساعات و 28 دقیقة =

(ظ: البیروني، التفهيم، 300-301، 305-306؛ الصـوفـي، 52؛ نصیرالدین، 9-10).

 

الأسطرلابات المتبقیة

لم‌یتبق نموذج من الأسطرلابات الیونانیة القدیمة؛ و لکن المسلمین صنعوا آلاف الأسطرلابات بعد أن عرفوا هذه الآلة، و لعل ما یقرب من 800 نموذج بقي منها. ویعود عدد قلیل منها إلی عصر ازدهار علم الفلک في العالم الإسلامي، فیما یعود الباقي إلی القرون التالیة، أي الفترة التي لم‌یظهر فیها أي إبداع یتسحق الذکر. و في الحقیقة، فإن العالم الإسلامي بلغ کما قلنا درجة من التطور في هذا الفن لم‌یبلغها علماء أي أمة لقرون بعدهم (هارتنر، 2535؛ کینغ، «مجامیع»، 106). و بشکل عام، فإن الأسطرلابات التي صنعها الإیرانیون کانت من حیث دقة الهندسة و الجمال أکثر تفوقاً من الأسطرلابات التي صنعتها الشعوب الأخری. و تعود دقة و صحة الأسطرلابات التي صنعها الإیرانیون في الغالب إلی أنها کانت تصنع بید علماء الفلک الإیرانیین أنفسهم و تحت إشرافهم (ظ: هارتنر، ن.ص).

و استناداً إلی إحدی الروایات، فإن هناک من بین 165 أسطرلاباً قدیماً يعود إلی شرق العالم الإسلامي و خضع للدراسة الدقیقة، 65 نموذجاً من صنع الإیرانیین، و 27 نموذجاً من صنع مسلمي الهند، و 8 نماذج من صنع الهندوس، و 21 نموذجاً من صنع العرب (أي المصریین و السوریین و العراقیین)، و 42 نموذجاً من صنع الإسبانیین و مسلمي شمال أفریقیا، ونموذجین من صنع الیهود. و کما یلاحظ فإن الإیرانیین یحتلون المرتبة الأولی في هذا الفهرس (ن.ص).

و یتم الاحتفاظ بأکثر الأسطرلابات القدیمة المتبقیة، في متاحف أوروبا الکبیرة و خاصة بریطانیا و إسبانیا و إیطالیا (فرنسیس، 9-10؛ هارتنر، 2532,2535؛ کینغ، ن.ص).

و یری مورلي أن أقدم أسطرلاب موجود هو من صنع أحمد‌بن خلف المروزي و قد صنع في 293ه‍/906م للخلیفة العباسي المقتدر، ولکن دریکر یری أن تاریخ صناعته 339ه‍/906م، ویری أ. داسکیو أن هذا الأسطرلاب صنع في القرن 12 أو 13 علی أساس نموذج قدیم (هارتنر، 2532).

و من المحتمل أن أقدم أسطرلاب بقي حتی الآن صُنع في 374ه‍/984م علی ید الأخوین الأصفهانیین أحمد بن إبراهیم ومحمد بن إبراهیم في أصفهان. ویتم الاحتفاظ بهذا الأسطرلاب الذي یدل علی مهارة صانعیه رغم قدمه، في متحف أشمولین أکسفورد (ن.ص).

و نذکـر فیما‌یلي عدداً من الأسطرلابات الأخری الملفتـة للنظر:

1. أسطرلاب محمد بن أبي القاسم بن برکان، صنع في 496ه‍/1103م. یحتفظ بهذا الأسطرلاب في متحف تاریخ العلم في فلورنسا (ظ: م.ن، 2535).

2. أسطرلاب حامد بن محمود الأصفهاني، صنع في 547ه‍/1152م. یحتفظ بهذا النموذج أیضاً في متحف تاریخ العلم في فلورنسا (ن.ص)

3. أسطرلاب قدیم، تاریخ صناعته مجهول، صنع في الأندلس و یحتفظ به في نورمبرغ (کینغ، ن.م، 108).

4. أسطرلاب محمد بن السهلي، صنع في 483ه‍/1090م بفالنسیا، و یحتفظ به الآن في مؤسسة إسمیتسون بواشنطن (غولدشتاین، 19).

5. أسطرلاب أحمد بن کمال، و یبدو أنه أقدم أسطرلاب یتم الاحتفاظ به في دار الآثار العربیة في بغداد. تاریخ صناعته مجهول، و لکن یبدو من الکتابات المنقوشة علیه بالخط الکوفي أنه صنع في القرن 4ه‍ (فرنسیس، 12).

 

المصادر

آستان قدس، فهرست؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوعلي الفارسي، قطعة من مقاصد ذوي الألباب في العلم بالعمل بالأصطرلاب (ظ: مل‍ـ، کینغ «جذر»)؛ أبوالنصر القمي، الحسن، المدخل إلی علم أحکام النجوم، مخطوطة مکتبة تبریز الوطنیة، رقم 3463؛ البیروني، أبوالریحان، استیعاب الوجوه الممکنة في صنعة الأصطرلاب، مخطوطة مکتبة الروضة الرضویة المقدسة، رقم 3319؛ م.ن، التفهیم لأوائل صناعة التنجیم، تق‍ : جلال‌‌‌‍‍‍‍‍‍‌‌‌‌‌‌الدین همائي، طهران، 1362ش؛ م.ن، الدرر في سطح الأکر (ظ: مل‍، دلال)؛ م.ن، في‌ علم الأسطرلاب، مخطوطة مکتبة الروضة الرضویة المقدسة، رقم 31؛ م.ن، قانون المسعودي،حیدرآباد الدکن،1374ه‍/1955م؛ م.ن، قطعة من إفراد المقال في أمر الظلال (ظ: ملـ‍، کینغ، «جذر»)؛ م.ن، قطعة من مقدمة رسالة في استعمال الأسطرلاب (ظ: ملـ، كينغ، «جذر...»)؛ الخوارزمي، محمد، مفاتیح العلوم، لیدن، 1895م؛ الزرقاني، إبراهیم، قطعة من رسالة في العمل بالأسطرلاب، (ظ: مل‍، کینغ، «جذر»)؛ شهمردان بن أبي الخیر، روضة المنجمین، ط مصورة، تق‍ ‍: جلیل أخوان زنجاني، طهران، 1409ه‍/1368ش؛ صاعد الأندلسي، طبقات الأمم، تق‍ ‍: لویس شیخو، بیروت، 1912م؛ الصوفي، عبدالرحمان، «کتاب العمل بالأسطرلاب»، کتابان في العمل بالأسطرلاب، الرباط، 1415ه‍/1995م؛ عواد، کورکیس، «الأسطرلاب و ما ألف فیه من کتب ورسائل في العصور الإسلامیة»، سومر، بغداد، 1957م، ج 13، عد 1 و 2؛ فرنسیس، بشیروناصر النقشبندي، «أسطرلابات في دارالآثار العربیة في بغداد»، ن.م، نفس الأعداد؛ القفطي، علي، تاریخ الحکماء، لایبزک، 1903م؛ کوشیار بن لبان، قسم من کتاب الأسطرلاب (ظ: مل‍، کینغ، «جذر»)؛ ماشاء الله الیهودي، قطعة من العمل بالأسطرلاب (ظ: مل‍، کینغ، «جذر...»)؛ المراکشي، الحسن، جامع المبادئ و الغایات في علم المیقات، ط مصورة، فرانکفورت، 1984م؛ موسی بن إبراهیم، قطعة من رسالة في الأسطرلاب (ظ: مل‍، کینغ، «جذر»)؛ نالینو، ک.، علم الفلک، روما، 1911م؛ نصیرالدین الطوسي، بیست باب در معرفت أسطرلاب، تق‍ ‍: مدرس رضوي، طهران، 1335ش؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، النجف، 1358ه‍؛ و أیضاً:

 

Britannica, 1978; Dallal. A., «Bīūrnī’s Book of Pearls Concerning the Projection of Spheres», Zeitschrift für Geschichte der arabisch - islamischen Wissenschaften, ed. F. Sezgin, Frankfurt, 1987-1988, vol. IV; EI2; GAS; Goldstein, B. R., Theory and Observation in Ancient and Medieval Astronomy, London, 1985; Hartner,. W., «The Principle and Use of the Astrolabe», A Survey of Persian Art,. ed. A. U. Pope, Tehran etc., 1967, vol. VI; King, D., «Die Astrolabiensammlungen des germanischen Nationalmuseums», tr. K. Maier, Focus Behaim Globus, Nürnberg, 1993; id, «The Origin of the Astrolabe According to the Medieval Islamic Sources», Islamic Astronomical Instruments, London, 1987; Klamroth, M., «Über die Auszüge aus griechischen Schriftstellern bei al-Jaʿqûbi», ZDMG, 1888, vol. XLII; Kunitzsch, P., The Arabs and the Stars, Northampton, 1989; Notrh, J. D., «The Astrolabe», Scientific American, 1978, no. 230; Pauly ; Ptolemy, The Almagest, Britannica Great Books, Chicago, 1952, vol. XVI; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1927, vol. I; Schoy, C., Beiträge zur arabisch-islamischen Mathematik und Astronomie, Frankfurt, 1988; Steinschneider, M., Die arabischen Übersetzungen aus dem Griechischen, Graz, 1960; Suter, H., Die Mathematiker und Astronomen der Araber and ihre Werke, Leipzig, 1900 ; Toomer, G., «Theon of Alexandria», Dictionary of Scientific Biography, New York, 1973, vol. VIII; Van der Werden, «Mathematics and Astronomy in Mesopotamia», ibid, 1981, vol. XV; Wiedemann, E., Gesammelte Schriften zur arabisch-islamischen Wissenschafs geschichte, Frankfurt, 1984, vol. II; Woepke, F., Arabisches Astrolabium, Berlin, 1858.

محمد علي مولوي/خ.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: