إسحاق بن سلیمان الاسرائیلي
cgietitle
1442/9/14 ۱۳:۵۰:۱۲
https://cgie.org.ir/ar/article/236078
1447/1/20 ۱۸:۵۷:۵۲
نشرت
7
إسْحاقُبْنُسُلَيْمانَ الْإسْرائيليّ، أبويعقوب (ح 241 ـ بعد 341ه/855 -952م)، الطبيب المصري الشهير و فيلسوف الأفلاطونية المحدثة اليهودي، و تلميذ إسحاق بن عمران، و أستاذ ابن الجزار (ن.ع.ع).
لمتذكر سنة ولادته في أي من المصادر المتقدمة، و لايمكن سوى تخمين تاريخ ولادته إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه تجاوز 100 سنـة عند وفاته. وعلى حد قول ابـن جلجل فـي طبقات الأطباء ــ أقـدم مصدر متبـق حول إسحاق بــن سليمــان ــ فقد كان طبيب عيون مصرياً ذهب إلى القيروان، و لازم إسحاق بن عمران و تتلمذ له (ص 87). و وردت الإشارة في المصادر الأخرى أيضاً إلى تتلمذه لإسحاق بن عمران (صاعد، 88؛ ابن أبي أصيبعة، 2/37؛ ابنفضلالله، 9/ 308). ومن جهة أخرى، و بناء على الحديث الذي سمعه ابن الجزار من إسحاق بن سليمان، و ذكره في كتاب أخبار الدولة، فقد ذهب إسحاق على عهد زيادة الله الثالث الأغلبي من مصر إلى القيروان، و وصل إليها عندما كان زيادة الله قد عسكر مع جنده في أُرْبُس. و عندما سمع زيادة الله خبر وصول إسحاق، أرسل في طلبه (ظ: ابن أبي أصيبعة، ن.ص). و قد ذكر ابنعذاري أن ذلك حدث في أواسط سنة 293ه دون الاستناد إلى ابن الجزار (1/141).
و يرى أكثر الباحثين المعاصرين من خلال الاستناد إلى رواية ابن جلجل، أن إسحاق بن عمران قتل بأمر هذا الأمير الأغلبي نفسه. ويبدو من مجموع هذه الأقوال أن إسحاق بن سليمان انشغل بالدراسة من 293ه/906م في القيروان على إسحاق بن عمران، ولازمه. و لكن إسحاق بن سليمان كان آنذاك يبلغ من العمر 50 سنة على الأقل، حيث لميكن عمره يتلاءم و الدراسة، كما أنه لميكن يمتلك الفرصة الكافية للدراسة و ملازمة إسحاق بن عمران (293ه حتى نهاية حكم زيادة الله في 296ه كحد أقصى). و من جهة أخرى، فقد تحدث ابن عذاري بصراحة عن مقتل إسحاقبن عمران في 279ه بأمر إبراهيم الثاني (1/122). وفي هذه الحالة يجب القول إن إسحاق ذهب إلى القيروان مرة واحدة على الأقل في عهد إبراهيم الثاني و قبل 279ه عندما كان طبيب عيون شاباً، و انشغل في دراسة الطب على إسحاق بن عمران؛ أو إن ذلك حدث في موضع غير القيروان، و ربما في مسقط رأس إسحاقبن سليمان، أي مصر؛ كما ذكر ابن فضلالله العمري بصراحة إقامة إسحاق بن عمران في مصر قبل الذهاب إلى القيروان (ن.ص).
وكتب ابن أبي أصيبعة نقلاً عن ابن الجزار أن أبا عبدالله الشيعي كرم إسحاق بعد تغلبه على زيادة الله و بلوغه رقّادة وقرّبه إليه، و أن إسحاق عالجه من حصى الكلية (ن.ص). خدم إسحاق عبيدالله المهدي بعد أبي عبدالله، و خدم الفاطميين حتى آخر عمره (ظ: ابنالأثير، 8/497- 498؛ عباس، 1/236). و ذكر صاعد الأندلسي أن سنة وفاته حوالي 320ه (ص 233)، وتبعه ابنأبي أصيبعة و الكثير من معاصريه. و لكن إسحاق كان حياً حتى 341ه على الأقل، فقد عكف على علاج أبي الطاهر إسماعيل المنصور الفاطمي الذي كان قد مرض بشدة بسبب عدم قبوله لنصيحته، و لكنه لميقدم له دواء لمعالجته من الأرق لأنه كان يعتبره خطيراً، و ذلك في 29 شوال 341 استناداً إلى رواية أشار إليها مؤرخون كثر. و لميستحسن الخليفة علاجه، وطلب طبيباً آخر. فجاءت حاشيته بطبيب شاب يدعى إبراهيم، وقام بالعمل الذي كان إسحاق قد امتنع عنه، و استطاع الخليفة النوم. و عندما سمع إسحاق أن الخليفة قدم إليه دواء منوم، أدرك أنه ميت. فأرادت الحاشية أن تقتل إبراهيم، و لكن وساطة إسحاق أنقذته من الموت (ابن الأثير، ن.ص؛ ابن خلكان، 1/235-239؛ قا: المقريزي، اتعاظ...، 1/131-132، المقفى...، 188- 189).
و لاتتوفر لدينا أية معلومات عن إسحاقبنسليمان بعد 341ه، و يحتمل أنه لميعش كثيراً بعد ذلك. و قد استند الباحثون الأوروبيون فيما يتعلق بسنة وفاة إسحاق إلى رواية صاعد الأندلسي في الغالب (مثلاً ظ: سارتون، I/639)؛ ولكن لكلر كان على علم بالملاحظة المذكورة (I/410-411). و ذكر أولمان أيضاً سنة 344ه كسنة لوفاة إسحاق (ص 137). و قد ذكر بعض المؤرخين المعاصرين مثل العلوچي (ص 366-367) و عبدالوهاب (1/237- 238) و السامرائي تبعاً له (1/633-634) عن إسحاق بنسليمان و علاقته بأستاذه إسحاق بن عمران ملاحظات لاتتفق مع الوقائع التاريخية، كما أنها لاتلاحظ في المصادر التي استندوا إليها.
في نهاية المقالة.
يونس كرامتي/خ.
اعتبر إسحاق بن سليمان أول شخص عرّف الفلسفة الأفلاطونية المحدثة إلى العالم اليهودي. و تدل الآثار الفلسفية القليلة التي تبقت منه على تأثره بيعقوب بن إسحاق الكندي أول فيلسوف مسلم. و فيما عدا كتابه الحدود و الرسوم الذي استند فيه بشكل رئيس على رسالة للكندي في باب الحدود و التعريفات (ظ: الكندي، 1/165 و مابعدها؛ «معجم...»، VII/23)، فقد اكتشف آلتمان أثراً له بعنوان «فصل حول العناصر»، و طبعه و نوه إلى أنه وجد في هذا الأثر مصدراً استند إليه إسحاق، و هو من الآثار الأفلاطونية المحدثة باللغة العربية، و التي كانت تنسب خطأ إلى أرسطو لقرون طويلة (ظ: EI2). وهكذا الحال بالنسبة إلى كتاب الجواهر الذي لميتبق سوى قسم منه، فهو أيضاً شرح لذلك الأثر الأفلاطوني المحدث المنسوب إلى أرسطو («معجم»، ن.ص).
و تكمن ميزة كتاب إسحاق في محاولته التوفيق بين نظرية الفيضان الأفلاطونية المحدثة، أو الصدور، و بين العقيدة التي طرحت في الكتاب المقدس في مجال الخلق الإلٰهي. وعلى هذا الأساس، فقد سعى أن يفسح مجالاً للخلق «من العدم» في نفس الوقت الذي أخذ فيه بنظرية الصدور التي تبين الصدور الأزلي والضروري للمخلوقات من ذات الله (ظ: جودائيكا، V/1067؛ ولفسون، 368-371). و قد جاء في كتابه الاسطقسات برهان في إثبات الخلق من العدم و الذي يحمل في الغالب طابعاً كلامياً أكثر من كونه فلسفياً (م.ن، 385). و أما الجانب الآخر من هذه المحاولة، فهو التمايز الذي قال به بين مرحلتين من الخلق الإلٰهي: ففي المرحلة الأولى تتجلى قدرة الله و إرادته الخلاقة على الخير، وفـي المرحلة الثانيـة ــ التـي ينطبـق عليها كل مايتبين في النظرية الأفلاطونية المحدثة فيما يتعلق بالخلـق ــ فإن الكائنات تصدر بترتيب خاص من العالي إلى السافل، أو من العقل الكلي إلى الأجسام، من الذات الإلٰهية (جودائيكا، IX/1064,XIII/433-434).
و قد ارتبط البعد العرفاني للحكمة الأفلاطونية المحدثة في آثار إسحاق الفلسفية مع السنن اليهودية، فقد تم تطبيق العقيدة اليهودية بالفردوس الأعلى، على آخر مرحلة من مسيرة النفس الإنسانية و سموّها باتجاه النور الأعلى (ظ: ن.م، IV/359,XV/176,177).
في نهاية المقالة. محمد جواد أنواري/خ.
تمت ترجمة غالبية آثار إسحاق إلى اللغتين اللاتينية و العبرية، و البعض منها إلى اللغات الأوروبية الجديدة. و قد اهتم الباحثون المعاصرون قبل كل شيء بآثـاره الفلسفيـة ــ التـي تهم اليهود أكثرــ و لكن آثاره الطبية و خاصة المصادر التي استند إليها، لمتحظ باهتمام كبير. و ديتريش هو الوحيد الذي أشار إلى بعض مصادر كتاب الأغذية (ص 136-144). و لذلك، فقد تم التطرق هنا إلى آثار إسحاق الطبية أكثر. و قد كانت هذه الآثار تحظى بشهرة واسعة بين أطباء العصر الإسلامي و كذلك الأوروبيين في القرون الوسطى. و يرى ابن جلجل أن آثار إسحاق كانت أفضل من آثار سابقيه و خاصة كتابه في البول (ص 87). و وصف صاعد الأندلسي كتاب في الحميات بأنه عديم النظير (ص 233). و اعتبر الزهراوي دراسة إسحاق في هذا الصدد الغاية في الدراسة العلمية، و نقل خلاصة الفصل الختامي (1/364-365). و أثنى ابن أبي أصيبعة أيضاً على هذا الكتاب، و استند من أجل إثبات رأيه إلى أبي الحسن على بن رضوان (2/37). و قد استند إلى آثاره أطباء مثل ابن الجزار (ظ: دوغا، 333) و ابن سمجون (مخ، ظ: الفهرست) و الزهراوي (مثلاً ظ: ن.ص، أيضاً 1/50، 344، 2/276، 448) و ابن المطران (1/115 - 118) و الغافقي (الورقة،10 ألف، 155 ب، مخ ( و ابن البيطار (1/10-14، مخ (، و حاجي زين العطار من بين الآثار الفارسية (ص 243، 275) و كثير من أطباء العصر الإسلامي. و يذكر في المصادر الطبية و خاصة كتب الأدوية المفردة طبيب باسم إسحاق، حيث تدل مقارنة هذه الأقوال مع آراء إسحاق بن حنين، و إسحاق بن عمران، و إسحاق بنسليمان، على أن المقصود هو إسحاق بن حنين في أغلب المواضع، و أن المقصود إسحاق بن عمران في مواضع أقل بكثير، و قد أشار هؤلاء المؤلفون عند نقل آراء إسحاق بن سليمان إليه، إما باسمه الكامل، أو بلقب «الإسرائيلي» (أيضاً ظ: إبراهيم بنمراد، بحوث ...، 68-69، دراسات ...، 90؛ لمقارنة بعض الموارد، ظ: ن.د، إسحاق بن عمران).
و تعود شهرة آثار إسحاق بن سليمان في أوروبا بشكل رئيس إلى الترجمات اللاتينية لقسطنطين الأفريقي المنتحل المعروف وكذلك غراردوس الكرمونائي. و في الحقيقة فقد ترك إسحاق تأثيراً كبيراً عن طريق قسطنطين على مذهب سالرنو الطبي الذي كان قسطنطين رائده (زودهوف، . 241-247). و بالطبع فإن قسطنطين لميذكر في ترجماته أي أسم لأصحاب الآثار الأصليين و منهم إسحاق بن سليمان، و علي بن عباس المجوسي الأهوازي، وابنالجزار، و إسحاق بن عمران، و اعتبرها له. ولكن تجاوزه على آثار إسحاق بن سليمان كان أكثر. و قد كان انتحال آثار إسحاقبن سليمان قد اتضح منذ مئات السنين خلافاً لترجمة مقالة في الماليخوليا المنحولة التي كانت في الأصل لأستاذه. و مع كل ذلك، فإن الباحثين الأوروبيين يذكرون عادة آثار قسطنطين كترجمة، لا كآثار منتحلة (مثلاً ظ: شتاين شنايدر، «قسطنطينوس...»، 751-808، «أدب...»، 38-39؛ «علم...»،61-66)، و لميعترف بهذه الحقيقة سوى عدد قليل منهم مثل كامستون (ظ: فريدنوالد، 181). في حين أن جميع القرائن التي من الممكن أن تدل القارئ في هذه الترجمات على أصل الأثر، أوعلى الأقل ماهيتـه العربيــة ـ الإسلاميـة، حذفت منه (ن.ص؛ أيضاً ظ: ن.د، إسحاق بن عمران). و الملاحظة التي تستحق الاهتمام في هذا المجال أن مجموعة قسطنطين المنتحلة طبعت بعد مجموعة آثار إسحاق. وبكشف هذه الانتحالات تصور بعض المؤرخين (مثلاً فوستنفلد،52) أن ترجمات أخرى مثل ترجمة كامل الصناعة، أو كتاب الملكي للأهوازي (پانتغني)، و زاد المسافر و الاعتماد في الأدوية المفردة لابن الجزار (وياتيكوم و غراديبوس)، كانت أيضاً ترجمات منتحلة لآثار إسحاق بن سليمان. و في 1846م أشار تيرفلدر إلى التماثل بين پانتغني المنسوب إلى إسحاق وكتاب الملكي للأهوازي (ص 60-62)، و أكد دارمبرغ أيضاً على هذه المسألة في 1851م و في معرض الإشارة إلى عمل تيرفلدر، و مقارنة أقسام من الترجمتين اللاتينيتين لكتاب الملكي لقسطنطين و إصطفان الأنطاكي. و قد أشار في هذه المقالة لأول مرة إلى وياتيكوم المنسوب إلى إسحاق و زاد المسافر لابـن الجزار مؤلفاً و احـداً (ص 490-527؛ أيضـاً ظ: كمبـل، 73-74). كما أشار شتاين شنايدر (ن.ص) أيضاً إلى كون الأثرين مؤلفاً واحداً.
وفيمايلي بعض آثار إسحاق:
1. الأغذية والأدوية، و هو من أشهر كتب إسحاق بن سليمان وأكثرها تفصيلاً و قد ذكر بعناوين مثل الأغذية، أو في الغذاء والدواء (ابن جلجل، 87). و توجد المخطوطة الوحيدة الكاملة لهذا الكتاب في 4 أجزاء تحت أرقام 3604-3607 في مكتبة فاتح بعنوان الأغذية (ديتريش، 135-142). و قد طبع سزگين صورة هذه المخطوطة في 1986م. و ترجم قسطنطين الأفريقي هذا الكتاب إلى اللاتينية بعنوان «النظام العام [الغذائي] و الخاص [الدوائي]»، و نسبه إلى نفسه. و يبدو أنه كان يقصد عنوان في الغذاء والدواء. طبعت أقسام من هذه الترجمة في 1487م في پادوفا، و تعتبر أول أثر مطبوع لإسحاق. و قد طبعت هذه الترجمة لمرات منها في مجموعة آثار إسحاق، ومجموعة آثار قسطنطين.
2. كتاب الحميات، كان إسحاق يفتخر كثيراً بهذا الكتاب. وتوجد من نصه العربي مخطوطات عديدة (GAS,III/296). ترجم هذا الأثر إلى اللاتينية (من قبل قسطنطين)، و القشتالية و إلى الإسبانية على مايبدو.
3. كتاب البول، ترجمه قسطنطين إلى اللاتينية. و يرى كمبل أن الأصل العربي للترجمة اللاتينية الموجودة هي لعبداللطيف البغدادي (ص74)، و لكن مصدره ليس معلوماً.
4-5. الأسطقسات و الحدود و الرسوم. ترجمهما غراردوس الكرمونائي إلى اللاتينية. و ترجمهما آلتمان و شترن كليهما إلى الإنجليزية بالاستناد إلى النص اللاتيني للكتاب الثاني. و طبع هيرشفيلد الترجمة العبرية لهذا الكتاب مع مقدمة قصيرة في «كتاب الاحتفاء» بمرور 80 سنة على عمر شتاين شنايدر (ظ: فريدنوالد، 179-184).
و أما آثاره الأخرى فهي: بستان الحكمة، المدخل إلى المنطق، المدخل إلى صناعة الطب، كتاب في الحكمة، كتاب في النبض، وكتاب في الترياق (ابن أبي أصيبعة، 2/37).
كتاب في النصائح يشتمل على 50 نصيحة للأطباء، و قد فقد أصله العربي، ولكن ترجمته العبرية بقيت. و قد عثر سوآوه في 1861م على النص العربي لهذا الأثر، و ترجمه إلى الإيطالية (فريدنوالد، 181). و في 1884م نشر كاوفمن الترجمة الألمانية لهذه الرسالة مع فهرس للدراسات حول إسحاق، و خاصة هذا الأثر (ص 93-112). ولكن غوتمان اعتبر في مقالة له هذه النسبة غير صحيحة (ص 156-164؛ أيضاً ظ: كلاين فرانكه، 132). كتاب في الماليخوليا. نقل ابن المطران مواضيع من هذا الكتاب، ولكننا لانلاحظ في أي من المصادر المتقدمة حديثاً في هذا الخصوص. ومع الأخذ بعين الاعتبار بعض أوجه الشبه بين هذه المواضيع، وكتاب إسحاق بن عمران في هذا الموضوع نفسه، يبدو أن إسحاق من الممكن أن يكون قد شرح كتاب أستاذه (ظ: ابنالمطران، 1/115- 118؛ إسحاق بن عمران، 138، 141).
تفوق إرجاعات إسحاق في الأغذية نسبة إلى جالينوس النصف. فقد استند إلى آثار عديدة لهذا الطبيب و منها العقاقير البسيطة و تفسيره على أفيديميا لبقراط (2/215، 238، مخ (. و بالطبع فإنه لايذكر في الأغلبية الساحقة من مواضعه اسم كتاب جالينوس، و يفترض أن يكون مصدره في هذه المواضع كتابه الأغذية. و يعود أكثر من نصف إرجاعاته الأخرى أيضاً إلى [حشائش] ديوسقوريدس (1/115، 145، 2/250، 341، 3/510، مخ). ولكن آثار بقراط و منها إفيديميا، و كتابه الغذاء في أكثر المواضع على الأرجح (1/40، 43، 86، 2/262، 296، 3/600، 619، مخ )، و آثار روفس الأفسوسي (1/97، 105، 3/365، 542، 624، مخ )، و منها كتابه في الماليخوليا، تصنف من هذه الناحية في المستويات التالية.
كما استند إسحاق إلى آثار أرسطو الذي سماه بالفيلسوف في جميع المواضع ومنها كتاب النفس و كتاب الحيوان (1/47، 109، 110، 3/545) و كذلك «رجل من الأوائل و من أهالي أثينيا يقال له منيثساوس» (1/71، 80، 92، 93). و قد ذكر مواضيع عن أشخاص مثل نافيطس الشاعر و أوسيريس (3/ 578)، و فراطس (3/440)، و سلسطراطس (2/253)، استناداً إلى آثار جالينوس، وديوسقوريدس و دياغورس (القرنان 4-5م)، و نقل مباشرة عن أشخاص مثل أرسسطراطس (القرنان 4-5م)، وفولوطوس وهرمس و ديوجانس و سقلس و فيثاغورس و دياغورس و إصطفن، والأطرف من كل ذلك عن أطباء فارس (1/16، 97، 140، 157، 165، 2/185، 253، 3/472، أيضاً 3/ 459)، رغم أنه يبدو فيما يتعلق بالمجموعة الثانية أن جالينوس وديوسقوريدس كانا أيضاً واسطة في بعض المواضع.
و لميستند إسحاق من بين أطباء العصر الإسلامي، إلا إلى الكندي و خاصة كتابه السمائم (3/447، 468، 469، 474)، ويوحنا بن ماسويه الذي اعتبره في عداد بعض أطباء عصـره (3/476). حتى إنه لميذكر أستاذه الذي ألف كتاباً مشهوراً عن الأدوية المفردة، و كان من أهم مصادر علماء الصيدلة المعروفين مثل ابنسمجون، و الغافقي، و ابن البيطار، و لذلك يجب القول إنه كان مصراً على عدم ذكر أسماء أطباء العصر الإسلامي. و هو خلافـاً لما جرت العـادة عليه فيما بعد بين مؤلفي آثار الصيدلــة، وخاصـة لدى الغافقي و ابن البيطار، لايكتفي بنقل أقوال المتقدمين وإضافة تجاربه إليهم، بل إنه ينقد أحياناً أقوال الحكماء الأوائل وخاصة ديوسقوريدس من خلال طرح التناقضات والتشابهات التي يجدها (1/145، 2/250، 280، 341، 3/510).
و لإسحاق في هذا الكتاب أسلوب لايشاهد إلا قليلاً في الآثار الطبية. فجميع الكتاب تقريباً يشبه صورة محادثات مناظرة هو راويها طبعاً، و يذكر أقوال الآخرين بعد عبارات مثل «إذا سأل سائل»، «و إذا اعترض علينا معترض»، و «اولئك الذين استنبطوا هكذا من كلام جالينوس»، و «قال قائل» (1/47، 50، مخ (. و ربما كان بالإمكان التعرف على بعض أقوال علماء العصر الإسلامي من وراء هذه العبارات. و يلاحظ هذا الأسلوب إلى حدما في مقالة في الماليخوليا لإسحاق بن عمران.
و رغم أن الكلمات الفارسية كانت شائعة جداً فيما يتعلق بالأدوية و المصطلحات الطبية، إلا أن بعض الكلمات الفارسية المستعملة في الأغذية تسترعي الانتباه، فهي لمتستخدم إلا قليلاً في النصوص العربية و حتى الفارسية. و تمكن الإشارة في هذا المجال إلى كلمات مثل شهديه، شاهنجير، شاهالوج، شكوهج، وإسفيدمرد (2/260، 266، 279، 3/343، 480). و لايلاحظ أي من هذه الكلمات في الكتابين الفارسيين المهمين هداية المتعلمين في الطب للأخويني البخاري، و الأبنية عن حقائق الأدوية لأبي منصور موفق الهروي الذي يعد من أقدم النصوص الطبية باللغة الفارسية؛ في حين أن الأخويني البخاري ترجم الكثير من المصطلحات العربية الشائعة في النصوص الطبية إلى الفارسية. وفي الموضعين الأول و الرابع لميذكر الأخويني و أبومنصور سوى معادليهما (شيرينه وحسك على الترتيب) (الأخويني، 215، 328، مخ؛ أبومنصور، 109، 148). و ذكر البيروني في الصيدنة المعادلات اسبيذمرد وتين وحسك (ص 48، 159، 215) للمواضع الخامس والثاني و الرابع على التوالي، و شاهلوج كمثال للكلمات التي تبدأ بكلمة «شاه» (ص 74). و ذكر ابن البيطار أيضاً في أكثر هذه المواضع، إيضاحاته في ذيل المعادلات المذكورة (مثلاً ظ: 3/50، 67، قا: 2/20-21).
و يقدم إسحاق إيضاحات عن بعض الكلمات الفارسية، إلا أنها غير صحيحة في بعض المواضع، ولكنها تسترعي الاهتمام؛ و على سبيل المثال فيما يتعلق بكلمة فنجنكشت (أو بنجنكشت = پنج أنگشت (خمسة أصابع) بسبب شباهتها و دقتها ليد بأصابع مفتوحة)، يقول إن هذا الأسم فارسي ومعناه 5 أوراق (!) (2/257)، في حين أن ابن البيطار ذكر معناها الصحيح (3/168).
إبراهيم بنمراد، بحوث في تاريخ الطب و الصيدلة عند العرب، بيروت، 1991م؛ م.ن، دراسات في المعجم العربي، بيروت، 1987م؛ ابنأبيأصيبعة، عيون الأنباء، تق : أغوست مولر، القاهرة، 1299ه؛ ابنالأثير، الكامل؛ ابنالبيطار، عبدالله، الجامع لمفردات الأدوية، القاهرة، 1294ه؛ ابن جلجل، سليمان، طبقاتالأطباء والحكماء، تق : فؤاد سيد، بيروت، 1405ه/1985م؛ ابن خلكان، وفيات؛ ابن سمجون، حامد، الأدوية المفردة، تق : فؤاد سزگين، ط مصورة، فرانكفورت، 1992م؛ ابنعذاري، أحمد، البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب، تق : كولن وليفى ـ پروفنسال، ليدن، 1948م؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالك الأبصار، تق : فؤاد سزگين، ط مصورة، فرانكفورت، 1988م؛ ابن المطران، أسعد، بستان الأطباء وروضة الألباء، تق : مهدي محقق، ط مصورة، طهران، 1368ش/ 1409ه؛ أبومنصور موفق الهروي، الأبنية عن حقائق الأدوية، تق : أحمد بهمنيار وحسن محبوبـي أردكاني، طهران، 1346ش؛ الأخويني، ربيع، هداية المتعلمين في الطب، تق : جلال متيني، مشهد، 1344ش؛ إسحاق بن سليمان، الأغذية والأدوية، تق : محمد الصباح، بيروت، 1412ه/1992م؛ إسحاق بن عمران، مقالة في الماليخوليا، تق : كارل غاربرس، هامبورغ، 1977م؛ البيروني، أبوالريحان، الصيدنة في الطب، تق : عباس زرياب، طهران، 1370ش؛ حاجي زين العطار، علي، اختيارات بديعي، قسم المفردات، تق : م.ت. مير، طهران، 1371ش؛ الزهراوي، خلف، التصريف لمن عجز عن التأليف، تق : فؤاد سزگين، ط مصورة، فرانكفورت، 1988م؛ السامرائي، كمال، مختصـر تاريـخ الطـب العربي، بغـداد، 1984م؛ صاعـد الأندلسي، طبقات الأمـم، تق : لويس شيخو، بيروت، 1912م؛ عباس، إحسان، حواش على الوفيات (ظ: هم، ابنخلكان)؛ عبدالوهاب، حسن حسني، ورقات عن الحضارة العربية بالإفريقية، تونس، مكتبة المنار؛ العلوچي، عبدالحميد، تاريخ الطب العراقي، بغداد، 1967م؛ الغافقي، أحمد، الأدوية المفردة، مخطوطة مكتبة أوسلر في جامعة مڪ غيل، رقم 7508؛ الكندي، يعقوب، الرسائل الفلسفية، تق : محمد عبدالهادي أبوريدة، القاهرة، 1369ه/1950م؛ المقريزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تق : جمالالدين الشيال، القاهرة، 1367ه/1948م؛ م.ن، المقفىالكبير، تق : محمد اليعلاوي، تونس، 1407ه/1987م؛ وأيضاً:
Campbell, D., Arabian Medicine and its Influence on the Middle Ages, London, 1926; Daremberg, Ch., «Recherches sur un ouvrage qui a pour titre Zad el-Mouçafir , en arabe,…Viatique, en latin…», Archives des missions scientifiques et littéraires, 1851, vol. II; Dictionary of Scientific Biography, ed. Ch. C. Gillispie, New York, 1973; Dietrich, A., Medicinalia arabica, Göttingen, 1966; Dugat, G., «Etudes sur le traité de médecin… Zad al-moçafir», JA, 1853, vol. I; EI2; Friedenwald, H., «Manuscript Copies of the Medical Works of Issac Judaeus…», Annals of Medical History, 1929; GAS; Guttmann, J., «Über die Unechtheit der dem Isaak ben Salomo Israeli beigelegten Schrift Sitte der Ärzte», Monatsschrift für Geschichte und Wissenschaft des Judentums, 1919, vol.LXIII; Judaica ; Kaufmann, D., «Isak Israeli’s Propädeutik für Aerzte», Magazin für die Wissenschaft des Judenthums, 1844, vol.XI; Klein-Franke, F., Vorlesungen über die Medizin im Islam, Wiesbaden, 1982; Leclerc, L., Histoire de la médecine arabe, Paris, 1876; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1928; Science in the Middle Ages, ed. D. C. Lindberg, Chicago/London; Steinschneider, M., Die arabische Literatur der Juden, Hildesheim, 1893; id, «Constantinus Africanus und seine arabischen Quellen», Virchows Archiv, 1866, vol. XXXVII; Sudhoff, K., «Konstantin der Afrikaner und die Medizinschule von Salerno», Sudhoffs Archiv, 1930, vol. XXIII; Thierfelder, J. G., «Beweis, dass das Almaleki des Ali ben Abbas und das Pantechnum des Ishak ben Soleiman identitisch und letzterer der Wahre Verfasser des Werkes sei», Henschels Janus, 1846, vol, I; Ullmann, M., Die Medizin im Islam, Leiden, 1970; Wolfson, H.A., The Philosophy of the Kalam, London, 1976; Wüstenfeld, F., Geschichte der arabischen Aerzte und Naturforscher , Göttingen, 1840.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode