اَلْإسْتَراباديّ، رضي‌الدین محمد بن الحسن، المعروف بالرضي (تـ‍ بعد فترة قصیرة من 688ه‍/1289م)، أدیب ونحوي شیعي. لاتتوفر عن حیاته سوی معلومات ضئیلة بحیث إن جلال‌الدین السیوطي (تـ‍ 911ه‍ ( یقول إنه لم‌یعثر علی أیة معلومة عن سیرته حتی إنه لایعرف اسمه (1/567). و بالطبع فإن هذا القول أدی إلی دهشة و شک بعض المصادر الشیعیة المتأخرة (ظ: أفندي، 5/54؛ الخوانساري، 3/346). و مع ذلک، فإن الاسم الذي جاء في بدایة المقالة لیس أقدم من عصر حاجي خلیفة (قا: فلایش،I/42، الهامش).

ویبدو من نسبته إلی إستراباد أنه ولد في هذه المدینة، أو عاش فیها؛ و لکنه قضی دون شک ردحاً من عمره في النجف، ذلک لأنه صرح هو نفسه في شرح الکافیة أنه أنهی الکتاب في الروضة الغرویة (مرقد أمیر المؤمنین (ع) في النجف) (1/18‍، 4/497؛ البغدادي، عبدالقادر، 1/ 28، الشوشتري، 1/ 569). و مع ذلک، فقد احتمل البعض أن المقصود من الروضة الغرویة هو المدینة (ظ: عمر، 1/ 18؛ قا: الأمین، 9/152؛ أیضاً ظ: EI2). ولایعلم تاریخ ولادته، کما أن هناک اختلاف بشأن تاریخ وفاته؛ فقد ذکر البعض أنه 684ه‍ و رأی البعض الآخر أنه 686ه‍، ولکن جاء التصریح في نهایة مخطوطة الشافیة المؤرخة 757ه‍ (ط القاهرة، 1356ه‍) بأنه أنهی الکتاب في 688ه‍، و هذا مایثبت أن الشیخ الرضي کان یعیش حتی هذا التاریخ علی الأقل (أیضاً ظ: فلایش، I/41، الهامش). و لم‌تشر المصادر المتأخرة لأهل السنة إلی تشیعه سوی طاشكبري زاده، و نقل معلومة عن المعتقدات الکلامیة المنسوبة إلیه (1/171؛ أیضاً ظ: عمر،1/ 8).

و تعود شهرة الإسترابادي في الأساس إلی الشرحین اللذین کتبهما علی کتابي الکافیة و الشافیة لابن الحاجب (ن.ع).

آثـاره

1. شرح الکافیة، أو شرح الرضي. یبدو أن هذا الأثر الذي یعد الأفضل بین 30 شرحاً (GAL,I/304)، قد ألف في أواخر عمر المؤلف (ربما في 683ه‍) (السیوطي، 1/567- 568؛ البغدادي، عبدالقادر، أیضاً الشوشتري، ن.صص؛ أفندي، 5/53). وکما یقول المؤلف نفسه فقد کان ینوي في البدء بناء علی طلب أحد تلامذته أن یکتب تعلیقات علی الکافیة لابن الحاجب، ولکنه تناول الجزئیات بالشرح فیها و وسع من موضوعاتها (1/17). و الکتاب عبارة عن شرح مفصل للمسائل النحویة، تناول فیه جمیع الآراء ووجهات النظر المختلفة، و لکن المؤلف یبدو في الغالب کابن الحاجب جامع و شارح للآراء أکثر من کونه صاحب رأي خاص. و مع کل ذلک فإنه یبدي في جمیع أرجاء الکتاب استقلالیة في الرأي، و هو یطرح خلال بحثه في المسائل النحویة آراءه أیضاً، أو یدافع عن وجهة نظر خاصة. و یعد الکتاب غنیاً للغایة من حیث الاستشهاد بآیات القرآن و الأحادیث النبویة و أشعار العرب وخاصة الأشعار التي استشهد بها في هذا الکتاب، و التي یبلغ عددها حوالي ألف بیت، فقد استند إلیها عبدالقادر البغدادي في تألیف کتابه الکبیر خزانة الأدب الذي یعد بدوره شرحاً وافیاً لشواهد الإسترابادي الشعریة.کما تم الاستشهاد ببعض عبارات نهج البلاغة في شرح الإسترابادي (عمر، 1/7- 8).و قد أدت هذه الشمولیة، و أسلوب البیان في الکتاب إلی أن یحظی شرح الکافیة منذ القدم باهتمام و إطراء الأدباء و علماء النحو، و یتحول إلی کتاب دراسي (السیوطي، 1/567؛ طاشكبري زاده، 1/170-171؛ البغدادي، عبدالقادر، 1/3). و إن الشریف الجرجاني (تـ‍ 816ه‍( الذي کتب هو نفسه تعلیقات علی هذا الشرح، أشاد به و بمؤلفه کثیراً في إجازة له لأحد تلامیذه و التي نقلها عبدالقادر البغدادي (1/29-30)، کما ذکر في نفس الوقت التغییرات و النواقص التي اعترت متن الکتاب وسعیه لتصحیحها ورفعها. و هو نفسه الذي أطلق علی الإسترابادي لقب نجم الأئمة. طبع شرح الکافیة مرات عدیدة في طهران (1271ه‍) و تبریز (1274ه‍) و إستانبول (1275ه‍) وبولاق (1299ه‍) و لکناو (1302ه‍) و قازان (1305ه‍) والقاهرة (1305ه‍ ) (الفضلي، 123-124؛ GAL,I/367;GAL,S,I/532).کما نشرت في 1975م طبعة جدیدة و منقحة لهذا الکتاب بتحقيق یوسف حسن عمر في 4 مجلدات باسم شرح الرضي علی الکافیة في بنغازي.

2. شرح الشافیة، الکتاب المهم الثاني للإسترابادي، و هو أیضاً کما یبدو من اسمه شرح علی الشافیة لابن الحاجب في الصرف، وألـف بعـد تألیـف شـرح الکافیـة (ظ: البغـدادي، عبـدالقـادر، 1/ 29). وقد تناول المؤلف في هذا الکتاب أیضاً المسائل الصرفیة بإطناب، و استعرض الآراء المختلفة فیها، و ذکر أیضاً شواهد کثیرة لتأیید کلامه (الشوشتري، 1/569؛ الخوانساري، 3/347).طبع هذا الأثر عدة مرات أیضاً في لکناو (1262ه‍( وطهران (1280ه‍( و دلهي (1283ه‍‍( و لاهور (1315ه‍) و القاهرة (1345ه‍) (GAL,I/370;GAL,S,I/535-536). کما نشرت في 1356ه‍ طبعة منقحة له مع حواش و تعلیقات، و شرح شواهده لعبد‌القادر البغدادي، بتحقيق محمد نورالحسن و محمد الزفزاف ومحمد محیي‌الدین عبدالحمید في مجلدین باسم شرح شافیة ابن الحاجب في القاهرة.

 3. نظم اللآلئ المبدعة في صفة الکتابة المخترعة، منظومة في صناعة الکتابة. توجد مخطوطة منها في دارالکتاب بالقاهرة (سید، 3/170).

الآثار المفقودة

نسبت إلی الإسترابادي آثار أخری أیضاً لم‌یصلنا منها سوی أسمائها: 1. حاشیة علی شرح تجرید العقائد الجدیدة والحاشیة القدیمة (البغدادي، هدیة، 2/134)؛ 2. شرح القصائد السبع العلویات لابن أبي الحدید (الحر العاملي، 2/255؛ آقا بزرگ، 13/391).

المصادر

آقـابزرگ، الذریعـة؛ الإسترابـادي، محمـد، شرح الرضي علـی الکافیة، تق‍: یوســف حسن عمر، بنغازي، 1395ه‍/1975م؛ أفنـدي، عبدالله، ریاض العلماء، تق‍ : أحمد الحسیني، قم، 1401ه‍؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تق‍ : حسن الأمین، بیـروت، 1403ه‍ /1983م؛ البغدادي، هدیـة؛ البغـدادي، عبدالقـادر، خزانـة الأدب، تق‍ : عبدالسـلام محمد هـارون، القاهرة، 1979م؛ الحر العاملي، محمد، أمل الآمل، تق‍: أحمد الحسیني، بغداد، 1385ه‍؛ الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، طهران، 1391ه‍؛ سید، المخطوطات؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تق‍ : محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384ه‍/1964م؛ الشوشتري، نورالله، مجالس المؤمنین، طهران، 1365ش؛ طاشكبري زاده، أحمد، مفتاح السعادة، بیروت، 1405ه‍/1985م؛ عمر، یوسف حسن، مقدمة و تعلیقات علی شرح الرضي (ظ: هم‍، الإسترابادي)؛ الفضلي، عبدالهادي، فهرست الکتب النحویة المطبوعة، الأردن، مکتبة المنار؛ وأیضاً:

EI2; Fleisch, H.,Traité de philologie arabe, Beirut, 1990; GAL; GAL, S.

مهران أرزنده/خ.