الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوبیهس /

فهرس الموضوعات

أبوبیهس

أبوبیهس

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/20 ۱۹:۰۸:۱۱ تاریخ تألیف المقالة

أبو بَیهَس، هیصم بن جابر (مقـ 94هـ/713م) الذي عرف بوصفه مؤسس فرقة البیهسیة من الخوارج. معلوماتنا عنه ضئیلة جداً، ولاشک في أن شطراً مهماً من حیاته و نشاطاته ظل خافیاً. لاتقدم أغلب المصادر معلومات دقیقة عنه، لکن ذکر أنه کان من قبیلة بني سعد بن ضبیعة بن قیس (البلاذري، المخطوطة، 2/584 ألف؛ ابن قتیبة، 622) و هي نفسها تُعد من قبیلة بکر بن وائل العدنانیة (الکلبي، 534-535) التي کان أغلب أبنائها یقیمون في البصرة (السمعاني، 8/376). ذکر اسمه واسم أبیه في بعض المصادر بأشکال مختلفة یحتمل أن تکون جمیعها نتیجة للتصحیف (ظ: البغدادي، 64؛ الإسفراییني، 60؛ قا: المقریزي، 2/355).

واستناداً إلی الروایة التي نقلها المبرد (3/1203، 1220) فإن بدایة أنشطة أبي بیهس ترجع إلی الفترة التي انفصل فیها هو وعدة أشخاص من الخوارج مثل عبدالله بن إباض، عن نافع بن الأزرق زعیم فرقة الخوارج الأزارقة إثر خلافه معه. إلا أنه لم یرد في الخبر الذي رواه الطبري (5/565-566) عن أبي مخنف حدیث عن انفصال أبي بیهس. وفي الحقیقة - وکما أوردت بعض هذه الأخبار – فإن الخلافات التي نشبت فیما بعد بین کل واحد من زعماء فرق الخوارج و الزعیم الاخر، وبین أتباعهم تبعاً لذلک، وضعت بأسرها إلی جنب بعضها (ظ: فلهوزن، 66). وبناء علی ذلک فإنه لایمکن الجزم بأن أبا بیهس قد بدأ فعلاً نشاطاته حوالي 64هـ - السنة التي تفرق فیها الخوارج إثر اعتزالهم ابن الزبیر - خاصة و أن الخبر الدقیق الوحید الذي بین أیدینا عن أبي بیهس هو ذلک المروي عن أبي الحسن المدائني. واستناداً للبلاذري (ن.ص) فإن زمان تلک الواقعة یرجع إلی 94 هـ علی أدنی تقدیر.

وإذا قبلت روایة المبرد، فینبغي القول بدهشة بالغة بأه لیس بین أیدنا أیة معلومات عن حیاة و نشاطات أبي بیهس في هذه الفترة التي لیست بالقصیرة، ولذا فإنه یبدو مستبعداً أن یکون تاریخ تشکیل هذه الفرقة من الخوارج یمتد إلی أبعد من ذلک.

یستنتج مما أورده البلاذري (ن.ص) أن أبا بیهس ثار في البصرة خلال خلافة الولید بن عبدالملک (حکـ 86-96هـ/705-715م) وقبل موت الحجاج بقلیل (95هـ)، وعُدّ من الخوارج. وقد قصده الحجاج بهدف إلقاء القبض علیه، لکنه هرب إلی المدینة و تمکن بحیلةٍ من أن یبقي نفسه لفترة من الوقت بعیداً عن أعین عملاء الحکومة. وفي تلک الفترة أُبلغ الولید بن عبدالملک بأنه موجود في المدینة. فکتب الولید رسالة إلی عامل المدینة عثمان بن حیان المِرّي (ظ: ابن الأثیر، 4/582) الذي تمکن في النهایة من إلقاء القبض علیه. واستناداً إلی هذا الخبر فإنه کان یتعامل بمداراة مع أبي بیهس، إلا أنه مع وصول رسالة الولید بن عبدالملک التي یأمره فیها بقتله، بادر إلی قتله بشکل فظیع (ظ: ابن قتیبة، ن.ص؛ العیون و الحدائق، 15-16). إن هذا الخبر الذي أورده الطبري أیضاً (6/485) في حوادث سنة 94هـ و أبوالفرج الأصفهاني (12/278) الذي رواه بشکل آخر، دلیل علی الجهود التي بدأت بتعیین والٍ متشدد وعنیف مثل عثمان بن حیان المري بدلاً من والٍ متساهل مثل عمر بن عبدالعزیز (ظ: ابن الأثیر، 4/577) و کان هدفها ملاحقة مثیري الفتن من أي اتجاه سیاسي - و غالباً الاتجاه «الخارجي» - والذین کانوا قد هربوا من العراق إلی المدینة خشیة قهر وعنف الحجاج، ویحتمل أنهم ظلوا یمارسون نشاطاتهم هناک، و کان قد عُرف منهم عدة معدودة مثل أبي بیهس و منحور الخارجي (ظ: الطبري، 6/487؛قا: البلاذري، 5/109؛ مثجور بن غیلان؛ أبوالفرج، ن.ص: مثغور).

وقد نسب إلی أبي بیهس في المصادر - و خاصة مصادر الفرق - عقائد أصبحت فیما بعد من معتقدات فرقة من الخوارج تدعی «البیهسیة». ولیس من المعلوم إلی أي حد کان أبوبیهس نفسه مؤثراً في تکوین هذه العقائد، إلا أن ادعاءات الفرقة البیهسیة عن شخصیة مؤسسها تبدو غیر قابلة للتجزئة. طبقاً لما أورده المبرد (3/1220)، فقد کانت عقائد أبي بیهس حداً وسطاً بین تطرف نافع بن الأزرق - زعیم فرقة الأزارقة - و بین اعتدال عبدالله بن إباض - زعیم فرقة الإباضیة - حیث قال: «إن أعداءنا کأعداء رسول الله (ص)، تحلّ لنا الإقامة فیهم کما فعل المسملون في إقامتهم بمکة وأحکام المشرکین تجري فیهم وأزعم أن مناکحهم و مواریثهم تجوز» (أیضاً ظ: ابن عبدربه، 1/223). کما کفّر اثنین من زعماء الخوارج و هما: میمون و إبراهیم. ونسبت إلیه أیضاً عقائد في مسألة معرفة الله والبراءة من أعداء الله والامتناع عن المحرمات (ظ: الأشعري، 1/177-178؛ قا: البغدادي، الإسفراییني، ن.صص).

کان للبیهسیة نفسها 3 فرق: الفرقة العوفیة التي انقسمت بدورها إلی فرقتین؛والأخری التي کان زعیمها شبیب الخارجي ویقال لأتابعها «أصحاب السؤال»؛ والثالثة هي التي عرف أصحابها بـ «أصحاب التفسیر» و قیل إن زعیمهم کان رجلاً من أهل الکوفة یدعی الحکم بن مروان. و جمیع هذه الفرق کانت علی خلاف نسبي فیما بینها في مسائل مثل الإیمان و الکفر و الإمامة و الخلافة (ظ: الأشعري، 1/179-182؛ البغدادي، 65).

أشیر في بعض الروایات الترایخیة إلی الخلافات التي کانت تنشب بین الحین والآخر بین فرق الخوارج المختلفة في شتی البلدان و التي کانت تردي أحیاناً إلی الحرب مع بعضهم و منهم البیهسیة (ظ: م.ن، 58).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین وآخرون، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن قتبیة، عبدالله، المعارف، تقـ: ثروت عکاشة، القاهرة، 1388هـ/ 1969م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، القاهرة، دار الکتب المصریة؛ الإسفراییني، شهفور، التبصیر في‌‌الدین، تقـ: کمال یوسف الحوث، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الأشعري، علي، مقالات الإسلامیین، تقـ: محمد محیي‌‌الدین عبدالحمید، القاهرة، 1969م؛ البغدادي، عبدالقاهر، الفرق بین الفرق، تقـ: محمد زاهد الکوثري، القاهرة، 1367هـ/1948م؛البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، مخطوطة مکتبة عاشر أفندي، إستانبول، رقم 598؛ ن.م، ج 5، تقـ: غویتین، القدس، 1936م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، حیدرآبادالدکن، 1399هـ 1979م؛ الطبري، تاریخ؛ العیون والحدائق، تقـ: دي خویه، لیدن 1869م؛ فلهوزن، یولیوس، الخوارج والشیعة، تجـ: عبدالرحمان بدوي، الکویت، 1978م؛ الکلبي، هشام، جمهرة النسب، تقـ: ناجي حسن، بیروت، 1407هـ/1986م؛ المبرد، محمد، الکامل، تقـ: محمد أحمد الدالي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ المقریزي، أحمد، الخطط، بولاق، 1270هـ/1853م.

قسم التاریخ/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: