الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن القطان، أبوالقاسم /

فهرس الموضوعات

ابن القطان، أبوالقاسم

ابن القطان، أبوالقاسم

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۰۹:۳۵:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الْقَطّان، أبو القاسم هبة الله بن الفضل (477 أو 478-28 رمضان 558هـ/1084 أو 1085-30 آب 1163م)، شاعر وطبیب ومحدث بغدادي. ولد ببغداد وترعرع فیها. لانعرف شیئاً عن صباه، كما لاندري عمن أخذ الشعر والأدب والطب، لكن قیل إنه سمع الحدیث من أبیه أبي عبد الله الفضل بن القطان (تـ 498هـ/1105م)، وأبي الفضل أحمد بن خیرون وأبي طاهر الباقلاني والحسین بن أحمد الكرخي وآخرین (ابن خلكان، 6/54؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، 10/207؛ ابن حجر، 6/189). وروی عنه جماعة كابن الأخضر وأبي الفرج ابن الحصري وثابت بن مشرف. ولم یجز البعض الروایة عنه، فیما أثنی علیه أبو الفضل ابن شافع الذي سمع منه وقال: كان سماعه صحیحاً (ظ: ن.ص). ووصفته المصادر أیضاً بالطبیب والكحال (ابن أبي أصیبعة، 1/283؛ الحسیني، 120)، إلا أنه اشتهر في الشعر سیما الهجائي، وكان مغرماً بهجاء المتعجرفین، ولم یسلم منه أحد لا الخلیفة ولا غیره (ابن خلكان، ن.ص؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، ن.ص؛ ابن الأثیر، 11/297). ووصفه ابن أبي أصیبعة (ن.ص) بأنه خبیث اللسان، لكن لایلاحظ في شعره ثرثرة وبذاءة شدیدتین، وإنما كان یتهكم الجبابرة بكلماته الساخرة.

وقد أشارت المصادر إلی نوادره وظرفه ولطفه (ابن الأثیر، ابن خلكان، ن.ص؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، ن.ص). كما أشار ابن خلكان إلی أنه كان یسخر بالأعیان بحركاته المضحكة، وقد أورد بعضها: منها لما ولي علي بن طراد الزینبي الوزارة دخل علیه الشاعر والمجلس محتفل بأعیان الرؤساء، وقد اجتمعوا للهناء، فوقف بین یدیه وأشهر الفرح والسرور ورقص رقصاً أشار به إلی ما تقول العامة في أمثالها «أرقص للقرد في زمانه»، وقد أدرك الوزیر إشارته وهو الذي تعرض من قبل للدغاته (6/58-61)، فقبل ذلك بقلیل وحینما كان الزینبي قاضي القضاة هجاه ابن القطان بقصیدة طویلة عدد أبیاتها 118 بیتاً وسُجن علی إثرها (م.ن، 3/482، 6/57-58).

ودخل یوماً علی ابن هبیرة (جهم بن عمرو الشیباني وزیر المستنجد)، فسخر من نقیب الأشراف الذي كان حاضراً وكشف عن بخله من خلال إشارته إلی مثل معروف عندهم، فضحك الحاضرون وخجل النقیب (م.ن، 6/60). وله قصیدة جمع فیها خلقاً من الأكابر ونبز كل واحد منهم بشيء (م.ن، 6/59-60)، ولهذا اعتبره كل من ترجم له أنه هجّاء بذيء وماجن، لكن- وكما أشرنا – لم نلاحظ في شعره الذي وصل إلینا ألفاظاً وعبارات قبیحة وركیكة، وقد قال القصیدة المذكورة عندما كان یستعد جیش الخلیفة لمواجهة السلطان سنجر وأخذ ترمذ، فیما خرج هو مع ذلك الجیش بصفته طبیب معسكر الخلیفة. وسخر في أبیات من هذه القصیدة – التي وصل إلینا منها 14 بیتاً فقط – من ضعف الخلیفة وعدم كفاءته، وكذلك سموحاته الخرقاء التي عجز بها عن الاحتفاظ بتكریت، فیما یسعی لأخذ ترمذ (الحسیني، 120-121؛ ابن أبي أصیبعة،1/285).

وله شعر آخر في هجاء يحیی بن سعید، المعروف بابن المُرَخّم، ندّد فیه بتقلده القضاء، وعتب علی الخلیفة، ورثا لحال المسلمین وقد أقبل الناس علی هذا الشعر حتی ألزقوه في الأسواق والمساجد (ظ: ابن الجوزي، یوسف، 8(1)/187؛ للاطلاع علی هجاء آخر له في هذا القاضي، ظ: ابن خلكان، 3/125). ولهذا یمكن أن یُعدّ فضیلة لابن القطان أن یدرك عیوب ومفاسد المجتمع، سیما عدم أهلیة بعض رجال الدولة، ویحاول أحیاناً أن یشیر إلی تلك العیوب في قالب الهجاء والحركات الساخرة ویفضح المفسدین. ولابد أن نشیر إلی أن أسلوب التهكم والهجاء كان سائداً في العصر العباسي، ولم یكن أمراً غریباً هجو الأمیر والوزیر والخلیفة، لاسیما وعلاقة ابن القطان بالآخرین لم تكن خالیة من التنافس، كالتنافس الحاد مع شهاب ‌الدین أبي الفوارس، المعروف بـ «حیص بیص» والذي كان ینتهي غالباً بتلك الأحداث النادرة والوقائع الطریفة المعروفة بین الشعراء (مثلاً ظ: م.ن، 6/54-56). كما ذكر ابن أبي أصیبعة (1/283) أن ابن القطان هو الذي ألصق نعت «حیص بیص» الساخر بهذا الشاعر.

كان لابن القطان دیوان شعر وصفه عماد الدین الكاتب بأن أكثره جید (ابن خلكان، ن.ص). ویلاحظ فیما بقي من شعره عدة مدائح وقصیدة من 92 بیتاً علی وزن الدوبیت (ظ: یاقوت، 11/250؛ ابن أبي أصیبعة، 1/285-288؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، ن.ص). وقد أنشد هذه القصیدة في مدح سدید الدولة محمد بن الأنباري كاتب الإنشاء ببغداد، وأوردها ابن أبي أصیبعة (ن.ص) بكاملها. واستهلها علی نهج القصیدة العربیة القدیمة بالنسیب، ثم عرّج علی المدح. ووزنها خارج عن بحور العروض، وكان ابن القطان أول من أنشد علی هذا الوزن. ونسب البعض هذا الوزن إلی بهاء الدین زهیر، غیر أن هذه القصیدة التي هي علی وزن «فعلن متفاعلن فعولن» قد سبقته بنحو مائة سنة (ابن حجر، ن.ص؛ فروخ، 3/315). توفي ببغداد ودفن في مقبرة معروف الكرخي (ابن الجوزي، عبد الرحمن، ن.ص).

نسبت إلیه الآثار التالیة: 1. تعالیق طبیة؛ 2. مسائل وأجوبتها؛ 3. دیوان شعر؛ 4. عروض ابن القطان (ابن أبي أصیبعة، 1/290؛ حاجي خلیفة، 1/767، 2/1134) ولم یُعثر علی أي منها.

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم، حیدرآباد الدكن، 1385هـ؛ ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1370هـ/1951م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان المیزان، حیدرآباد الدكن، 1329-1331هـ؛ ابن خلكان، وفیات؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الحسیني، أخبار الدولة السلجوقیة، تقـ: محمد إقبال، بیروت، 1404هـ/1984م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1982م؛ یاقوت، الأدباء.

أبو محمد وكیلي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: