الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / ابن فورک /

فهرس الموضوعات

ابن فورک

ابن فورک

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/30 ۱۹:۲۴:۰۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ فورَك، أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصفهاني (تـ 406هـ/1015م)، متكلم وفقیه ومفسر وأدیب وواعظ أشعري شافعي. ضبط السمعاني في الأنساب الفوركي بضم الفاء وفتح الراء وقال: «هذه النسبة إلی فورك وهو اسم لجدِّ المنتسب إلیه وهم جماعة» (10/257-258). وقال صاحب تاج العروس إن هذا الاسم علی وزن فُوفَل (ظ: مادة فرك).

وجمیع المحدثين الذین أورد السمعاني (ن.ص) أسماءهم تحت كلمة الفوركي هم من أصفهان وفي القرن 4هـ تقریباً، لكنه لم یذكر اسم ابن فورك بینهم ویبدو أنه نسیه، وربما هو من أفراد أسرة الفوركي لكونه أصفهانیاً، ومن أسرة الفوركي موسی بن مردویه بن فورك (تـ 350هـ)، وابنه أحمد بن موسی بن مردویه، مؤلف تاریخ أصبهان، والمتوفی في 410هـ.

وأورد أبو نعیم في ذكر أخبار أصبهان (2/84) أحد محدثي أصفهان باسم عبد الله بن الحسن بن فورك. ولكن لابد أنه من محدثي القرن 3هـ ولایمكن أن یكون شقیق محمد بن الحسن بن فورك، المعني في هذه المقالة، وذلك لأنه كما یقول أبو نعیم، یروي عن عبّاد بن الولید الغُبَري (ت 262 أو 268هـ).

وكان ابن فورك ینزع في الفقه إلی المذهب الشافعي ولذلك أورد السبكي ترجمته في طبقات الشافعیة (4/127 وما بعدها). ولكن ابن قُطلوبغا یذكره في تاج التراجم في طبقات الحنفیة (ص 62) بین فقهاء الحنفیة، ولعل ذكره فیها بسبب شرحه كتاب العالم والمتعلم لأبي حنیفة.

بدأ ابن فورك دراسته في أصفهان وقد نقل عن لسانه قوله: «إني كنت بأصفهان أختلف إلی فقیه، فسمعت أن «الحجر یمین الله في الأرض» فسألت ذلك الفقیه عن معناه، فلم یجب بجواب شاف، فأرشدت إلی فلان من المتكلمین فسألته فأجاب بجواب شاف، فقلت لابد من معرفة هذا العلم، فاشتغلت به» (علي، 21). وبعد سنین من هذه الحادثة ألف ابن فورك كتاباً باسم مشكل الحدیث، فسر فیه الحدیث المذكور (ظ: ص 117 وما بعدها).

ویقول السبكي إن ابن فورك درس بالعراق مذهب الأشعري علی أبي الحسن الباهلي (4/128)، وكان یحضره مع الباقلاني وأبي إسحاق الإسفرایني (تـ 418هـ) في كل جمعة مرة واحدة (ابن عساكر، 178). ولاتتیسر معلومات عن أبي الحسن الباهلي وسنة وفاته، ویروي ابن عساكر عن ابن فورك أن أبا الحسن الباهلي تتلمذ علی أبي الحسن الأشعري ونشر علمه بالبصرة (ص 127-128)، وهو غیر أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الله بن النفاح الباهلي (تـ 324هـ)، ذلك أن هذا توفي قبل الأشعري.

ودرس ابن فورك مذهب الأشعري أیضاً مع الباقلاني وآخرین علی أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي (تـ 370هـ) تلمیذ الأشعري (البغدادي، عبد القاهر، 221؛ أیضاً ظ: ابن عساكر، 177). وذكر الحاكم النیسابوري (تـ 405) أن ابن فورك سمع الحدیث في البصرة وبغداد (ظ: السبكي، 4/128). فسمع مسند الطیالسي من أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصفهاني (تـ 346)، وسمع الحدیث أیضاً من القاضي أبي بكر أحمد بن محمود بن زكریا بن خُرّزاذ الأهوازي (تـ 356هـ) (م.ن، 4/129).

وذكر الحاكم النیسابوري في تاریخ نیسابور من شیوخه «الدَّیبُلي» وقال إنه سمع منه بمكة، وكان أبو جعفر محمد بن إبراهیم بن عبد الله الدبیلي یسكن مكة وتوفي في 322هـ (ظ: ابن العماد، 2/295)، ولذلك فمن المستبعد أن یكون قد سمع الحدیث منه.

وذكر محمد أبو الفضل إبراهیم (3/111)، نقلاً عن تلخیص ابن مكتوم (ن.ع)، أن ابن فورك كان قد اختص بالصاحب بن عباد وزیر آل‌بویه قبل 360هـ، وصنف له كتباً، ثم بعضد الدولة بشیراز وصنف له كتباً أیضاً. وكان الصاحب بن عباد كاتب مؤید الدولة الدیلمي بأصفهان منذ 347هـ فما بعد (أبو علي مسكویه، في حوادث سنة 347هـ)، وتولی الوزارة في 360هـ (ابن الأثیر، 8/617). وعلی هذا فقد اختص ابن فورك بالصاحب بن عباد لما كان كاتباً للرسائل عند مؤید الدولة. وكان الصاحب یجله، وقد روی عنه أنه قال لما ذكر الباقلاني وابن فورك وأبو إسحاق الإسفرایني: «ابن الباقلاني بحر مُغرق وابن فورك صلّ مُطرق والإسفراییني نار مُحرق».

ویروي السبكي عن القشیري قوله: إن ابن فورك حمل إلی شیراز لفتنة في ‌الدین (4/130)، ولكن سرعان ما أخلي سبیله. ومن المحتمل أنه قبض علیه في إحدی الاختلافات التي وقعت في أصفهان بین الشیعة والسنة وحمل إلی شیراز. ویبدو أن هذا كان بأمر من عضد الدولة الدیلمي الذي كان یحكم شیراز آنذاك، فقد حدثت في 345هـ فتنة بین أهالي أصفهان من السنة والقمیین الشیعة المقیمین في هذه المدینة، فأخمدها ركن الدولة والد عضد الدولة (وكان في الري).

وكان عضد الدولة المحب للعلم یجل ابن فورك وقد دعاه كالقاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري إلیه في شیراز، فألف ابن فورك له كتباً. وقد ذكر ابن فورك أنه رأی في شیراز ورجالاً من أصحاب أبي عبد الله حمویه السیرافي ممن درس علی الأشعري وقرأ علی السیرافي (ظ: ابن عساكر، 128).

ثم نسمع عن ابن فورك في الري بعد شیراز، وكانت آنذاك بید آل بویه الشیعة. وهو أشعري وشافعي فلم یستقر له قرار وسعت به جماعة، فعقد له أحد أعیان الري المدعو بأبي محمد عبد الله بن محمد الثقفي مجلساً في مدرسة الرجا للمناظرة (م.ن، 232)، وعبد الله بن محمد الثقفي هذا مجهول ولم تذكر نتیجة المناظرة أیضاً. ویبدو أنها لم تنته لصالح ابن فورك. ولذلك طلب الحاكم النیسابوري من الأمیر ناصر الدولة محمد ابن إبراهیم سیمجور حاكم خراسان أن یوفد ابن فورك إلیه بنیسابور (السبكي، 4/128)؛ فقد كانت هذه المدینة آنذاك من أكبر مراكز أهل السنة والحدیث.

ویقول الگردیزي (ص 162): إن الأمیر أبا الحسن محمد بن إبراهیم سیمجور الدواتي تولی إمارة خراسان ثانیة في ذي الحجة 350، وأصبح بعد وفاة الأمیر سدید منصور بن نوح (365 أو 366هـ). وجلوس أبي القاسم نوح بن منصور سبهسالار خراسان وقهستان بلقب ناصر الدولة (م.ن، 165). ولابد أن هذه الدعوة تمت بعد 366هـ، ذلك أنه كان یحمل لقب ناصر الدولة حین طلب الحاكم النیسابوري منه دعوة ابن فورك. وكان الأمیر ناصر الدولة سیمجور كما یقول الگردیزي، دائم المجالسة لأهل العلم (ص 162)، وهذا سبب طلب الحاكم النیسابوري منه. ویقول القشیري: لما حضرت الوفاة أبا عثمان سعید بن سلام المغربي أوصی في 373هـ بأن یصلي ابن فورك علیه (ص32)، ولذلك فإن ذهاب ابن فورك إلی نیسابور كان بین سنتي 366 و373هـ (أیضاً ظ: فروزانفر، 26).

وبنی له أبو الحسن سیمجور بنیسابور داراً ومدرسة من خانقاه أبي الحسن علي بن أحمد البوشنجي (تـ 348هـ)، درّس فیها، وأیدته الأشعریة والشافعیة فازدهر عمله، وأحیا أنواعاً من العلوم في نیسابور وظهرت بركته علی جماعة من المتفقهة (السبكي، ن.ص).

وكان النزاع بین الكرامیة والأشعریة قد بلغ أشده آنذاك، ینتصر السلطان محمود الغزنوي للكرامیة برئاسة أبي بكر محمد ابن محمشاد (تـ 421هـ)، في عدائهم لأتباع المذاهب المخالفة لهم. ویقول السبكي (4/131): كان الأستاذ أبو بكر ابن فورك شدیداً في الله، قائماً في نصرة ‌الدین ومن ذلك أنه فوّق نحو الكرامیة سهاماً لاقبل لهم بها، فتحزبوا علیه، ونمّوا غیر مرة، وهو ینتصر علیهم، وآخر الأمر أنهم أنهوا إلی السلطان محمود أن هذا الذي یؤلب علینا عندك أعظم منا بدعة وكفراً وذلك أنه یعتقد أن نبینا محمداً‌(ص) لیس نبیاً الیوم وأن رسالته انقطعت بموته، فاسأله عن ذلك. فعظم علیه هذا الأمر، وقال: إن صح هذا عنه لأقتلنه، وأمر بطلبه. ولما حضر بین یدیه وسئل عن ذلك، كذب الناقل وقال ما هو معتقد الأشاعرة علی الإطلاق وإن رسول الله‌(ص) حي في قبره وهو أبد الآباد علی الحقیقة لا المجاز وعند ذلك وضح الأمر للسلطان وأمر بإعزازه وإكرامه ورجوعه إلی وطنه، ولما أیست الكرامیة، عدلت إلی السعي بقتله، فسلطوا علیه من سمه.

ویقول السبكي: ومسألة انقطاع الرسالة بعد موت الرسول، مكذوبة قدیماً علی الأشاعرة (ن.ص). ویقول ابن حزم (5/57) إن محمود الغزنوي قتل ابن فورك لاعتقاده هذا، ویری أن هذه هي عقیدة الأشعریة جمیعاً وذلك لاعتقادهم بأن الأرواح أعراض تفنی ولاتبقی وقتین. وقد ألزم ابن حزم الأشعریة بهذا الاعتقاد، والحقیقة أننا لانجد قولاً صریحاً للأشعري في ذلك، أما الاعتقاد بأن الحیاة عرض فقد ورد في كتاب مجرد مقالات الأشعري المنسوب إلی ابن فورك (ص 257)، فنقل هناك عن الأشعري: إن الحیاة (في الإنسان) عرض، أما في الله فقدیمة ولیست عرضاً. ویقول أیضاً إن الأشعري یری أن الروح هو الهواء، ویعتقد بأن الإنسان حي بالحیاة ولیس بالروح، ویقول في موضع آخر، الأعراض تكون في أن واحد فقط (ص 265)، أي أن العرض لایبقی وقتین، وعلی هذا فإن علی الأشاعرة أن یلتزموا بأن الروح والحیاة لایبقیان بعدالموت، وأن رسالة الرسول‌(ص) تنقطع بعد وفاته، ولكن الأشاعرة كما قلنا لایلتزمون بذلك. ویعتقدون بأن الرسول‌(ص) حي، وهو رسول الله في كل حال.

ویقول الذهبي (11/71)، نقلاً عن أبي الولید الباجي (تـ 474هـ/1081م)، وهو من الأشعریة وتلمیذ القاضي أبي جعفر محمد بن أحمد السمناني الأشعري (تـ 444هـ)، لمّا سأل محمود ابن فورك عن تلك المسألة أجاب «كان رسول الله وأما الیوم فلا»، فأمر السلطان بقتله، ولكن شفع إلیه وقیل هو رجل له سنّ فأمر بقتله بالسم.

وكان أبو الولید الباجي من الأشعریة، وهو أقرب في زمانه إلی ابن فورك ولو أن ابن فورك أنكر هذه التهمة، لما توانی في ذكرها. غیر أن الذي رواها هو الذهبي، وهو وإن كان ثقة، غیر أن رأیه بالأشعریة كما یبدو لیس حسناً ویری أن ابن فورك صاحب فلتة وبدعة. ولكنه علی كل حال یراه خیراً من ابن حزم.

أما السبكي فیرد هذا الاتهام وأمرَ السلطان بقتل ابن فورك بشدة ویقول: إن ابن فورك لایعتقد بما نقل عنه، بل یكفّر قائله، وهذا القشیري أخص الناس به لم ینقل هذه الواقعة. كما اعترض السبكي علی الذهبي أیضاً فیما قال (4/1321).

ولابد من القول إن رد القشیري والسبكي للتهمة إنما كان دفاعاً عن ابن فورك والأشعریة تجاه الكرامیة وغیرهم، وكما قلنا ربما كان ما رواه الباجي أقرب إلی الحقیقة. وعلی كل حال هناك قضیة تاریخیة ظلت غامضة بین عتمة العقیدة والنزاعات الدینیة.

ویبدو مما أورده السبكي أن الكرامیة حملوا ابن فورك إلی السلطان مراراً وناظروه ولمّا یئسوا من الفوز علیه اضطروا إلی اللجوء لمسألة انقطاع الرسالة، ومما یؤید هذا الموضوع قول ابن كثیر (12/30): وقد جری بین محمد بن الهیصم وبین ابن فورك مناظرات بین یدي السلطان في مسألة «الاستواء علی العرش» ذكرها ابن الهیصم في مصنف له، فمال السلطان إلی قول ابن الهیصم ونقم علی ابن فورك كلامه، وأمر بطرده وإخراجه، وذلك لموافقة ابن فورك لرأي الجهمیة. وكان ابن كثیر الحنبلي یعتقد كالكرامیة في مسألة الاستواء علی العرش، ولذلك أید ابن الهیصم في رأیه.

ویقول ابن تیمیة (ص 1-2): قال ابن فورك في كتابه الذي كتبه إلی أبي إسحاق الإسفراییني یحكي ما جری له بین یدي السلطان، وأنه سأله عن عقیدته في الله، وأنه یُری لافي جهة، فأجاب ابن فورك، «نعم یُری لافي جهة كما أنه لم یزل یری نفسه لافي جهة ولامن جهة ویراه غیره علی ما یری ورأی نفسه، والجهة لیست بشرط في الرؤیة». ونحن لانری الأشیاء إلا في جهة خاصة، متلونة ذات قدر وحجم ورائحة تحتمل المساحة والثقل، أما في رؤیة الله فلا عبرة بشيء من هذا، وعلی هذا فلا عبرة للجهة.

وكتب ابن فورك في تلك الرسالة: أن السلطان محمود كان في ذلك الیوم واللیلة وثاني یوم یكرر علی نفسه في مجلسه: «كیف یعقل شيء لافي جهة؟» وما شغل القلب في أول الأمر وتربي علیه فإن قلعه صعب، غیر أنه فرحت الكرامیة بما كان منه في ذلك. فلما رجع ابن فورك إلی البیت فإذا هو برقعة من السلطان محمود كتب فیها: «الأستاذ علی مذهبه أن الباري لیس في جهة، فكیف یُری لافي جهة؟».

فأجاب ابن فورك: خبر الرؤیة صحیح وفیه دلالة علی أن الله یُری لا في جهة. وبعد أن رد الكتاب إلی السلطان محمود أنفذه إلی قاضي القضاة أبي محمد الناصحي (تـ 337هـ) واستفتاه فیما قال ابن فورك، فجمع الناصحي قوماً من الحنفیة والكرامیة، وكتب في جوابه عن الاستفتاء: «إن من قال بأن الله لایری في جهة مبتدع ضال» وأنفذ هذا المحضر الذي شهد علیه الكرامیة والحنفیة بخطوطهم إلی السلطان محمود. وكتب السلطان إلی ابن فورك «إنهم كتبوا هكذا فما تقول في هذه الفتاوی؟»، فأجاب ابن فورك «إن هؤلاء القوم یجب أن یُسألوا عن مسائل الفقه التي یقال فیها بتقلید العامي للعالم، فأما معرفة الأصول والفتاوی فیها فلیس من شأنهم وهم یقولون إنا لانحسن ذلك» (م.ن، 2-3).

ومما یؤسف له أن ابن تیمیة لم ینقل كتاب ابن فورك كله إلی الإسفراییني ولكن یبدو أن هذا الكتاب لم یكن عن مسألة انقطاع الرسالة. وذلك لقولهم أن السلطان محمود أمر بقتل ابن فورك في تلك المسألة. وهذا دلیل علی قول السبكي، إنه جرت مناظرات عدیدة بین یدي السلطان بین ابن فورك والكرامیة، وكانت إحدی المسائل التي جری الحدیث عنها كما روی محمد بن الهیصم هي مسألة الاستواء علی العرش. وبناء علی هذا فإن الكرامیة تعرضوا لمسألة انقطاع الرسالة الخطیرة والمهمة هذه ونجحوا فیها بعد أن فشلوا في بقیة الاتهامات التي وجهوها لابن فورك.

ولابد من الإشارة هنا إلی أن الكرامیة كانوا لایتورعون عن توجیه أي تهمة، فقد اعترف القاضي أبو بكر محمد ابن محمشاد الكرامي أمام السلطان أنه وجه تهمة الاعتزال بلا دلیل للقاضي صاعد الأشعري، وذلك لمواجهته والرد علیه لأنه اتهمه بالتشبیه والتجسیم (الجرفاذقاني، 396).

حمل جثمان ابن فورك بعد موته إلی نیسابور ودفن بالحیرة إحدی محلاتها (السبكي، 4/130). وقال عبد الغافر الفارسي مؤلف السیاق إن قبره في نیسابور مزار یستجاب الدعاء عنده ویستقی به (ظ: ن.ص). وذكر في المنتخب من السیاق أن ابن فورك لم یخلف ذكراً وأن عقبه من بناته (ظ: الصریفیني، 7).

ومن أسباطه أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الفوركي النیسابوري صهر أبي القاسم القشیري، كان أستاذاً في المذهب الأشعري، ویعظ في المدرسة النظامیة ببغداد وتوفي في هذه المدینة سنة 478هـ (السبكي، 4/79). ویقول ابن الجوزي (9/17) إنه كان متكلماً مناظراً واعظاً. وكان یعظ في النظامیة فوقعت بسببه الفتنة في المذاهب، وكان مؤثراً للدنیا لایتحاشی من لیس الحریر. توفي عن نیف وستین سنة ودفن عند قبر الأشعري بمشرعة الروایا. وكان ابن الجوزي الحنبلي لایمیل إلی هذا العالم الأشعري، وكان ابنه أبو علي الفوركي (محمد بن أحمد) من المحدثین أیضاً، توفي في 514هـ (الصریفیني، 88). ومن أسباط ابن فورك أیضاً أبو الحسن عبید الله بن طاهر الحسني الروقي، من علماء طابران بطوس، توفي في 496هـ (م.ن، 466).

 

تلامیذه

یقول الحاكم النیسابوري: بعد أن سكن ابن فورك نیسابور عمت بركته جماعة من طلاب الفقه، فأخذوا عنه الفقه والعلوم، وممن اشتهر في عهده من تلامذته:

1. أشهرهم أبو القاسم عبد الكریم بن هوازن القشیري (تـ 465هـ)، صاحب التصانیف المعروفة، منها الرسالة القشیریة، ودرس علی ابن فورك بإشارة من أبي بكر محمد بن بكر الطوسي، وأخذ عنه علم الكلام، وبعد وفاة أبي بكر اختلف إلی أبي إسحاق الإسفراییني وجمع بین طریقته وطریقة ابن فورك (السبكي، 5/155).

2. وتلمیذه الثاني ذو الشهرة الكبیرة هو أحمد بن الحسین النیسابوري الخسروجردي، المعروف بأبي بكر البیهقي (تـ 458هـ)، صاحب التصانیف المهمة القیمة في الحدیث (م.ن، 4/8 وما بعدها).

3. طاهر بن الحسین بن محمد الروقي الطوسي، وهو صهر ابن فورك ومن تلامیذه المعروفین (ظ: الصریفیني، 416).

4. أبو منصور محمد بن الحسن (أو الحسین) بن أبي أیوب الأیوبي النیسابوري (تـ 421هـ)، وكان صهر ابن فورك، زوج ابنته الكبری. وكان كما یقول ابن عساكر (ص 249)، أنفذ من أستاذه وأشجع، وهو والد أبي بكر أحمد الفوركي الذي مر ذكره.

5. ومن تلامیذه الشهیرین أیضاً أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف الشیرازي. وكان یعقد مجلس الإملاء في المدرسة النظامیة، وقیل إنه ولد في 398هـ، أي أنه كان یبلغ من العمر حین وفاة ابن فورك سنة 406هـ، 8 سنوات فقط، وهذا السن قلیل جداً للتتلمذ في المستویات العالیة. وذكر من مشایخه، الحاكم النیسابوري المتوفی في 405هـ وهو بعید جداً أیضاً. وربما وقع خطأ في سنة ولادته (ظ: الصریفیني، 135-137).

 

آثاره

لابن فورك، نحو 100 تصنیف، لیس لدینا منها إلا القلیل، كما یشك في نسبة بعضها إلیه، ومما یمكن أن یذكر له:

1. أشهر كتاب له هو في تأویل الأحادیث وتفسیرها والتي یدل ظاهرها علی التشبیه والتجسیم. ویبدو أن المؤلف لم یضع اسماً لهذا الكتاب الذي طبع باسم مشكل الحدیث وبیانه، ولذلك ذكر في نسخه المختلفة بأسماء متباینة (GAS, I/610-611). ویقول المؤلف في المقدمة أن هذا الكتاب في رد أهل البدع من الجهمیة والمعتزلة والخوارج والرافضة والجسمیة التي تطعن في الإسلام بنقل أخبار یوهم ظاهرها التشبیه (ص 37-39). والمعروف أن الجسمیة أو أهل التجسیم لایطعنون في الإسلام بنقل هذه الأخبار، ولكنهم بمهدون لطعن الآخرین، ویبدو أن قصد ابن فورك من أهل البدع هم أهل التشبیه فقط وعلی الأغلب الكرامیة الذین هم أشد المخالفین والمعاصرین له. ولكن لایبدو في الكتاب أي ذكر للكرامیة، والظاهر أن ما كان لهم من قدرة وشوكة في نیسابور منع ابن فورك من ذكر اسم هذه الفرقة، ویدور القسم الأكبر من الكتاب حول تأویل وتفسیر الأحادیث التي تثبت لله وجهاً ویداً وساقاً، وأول حدیث فیه، هو الحدیث المعروف: «إن الله خلق آدم علی صورته»، فیقول ابن فورك، من الممكن أن ضمیر «صورته» تعود إلی آدم، لأن الرسول‌(ص) قال هذا الكلام لشخص كان یضرب ولده أو عبده ویقول: «قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك»، فنهاه الرسول‌(ص) وقال: إن صورة الإنسان هي صورة آدم أو الأنبیاء الآخرین، أو إنه كان یرید أن یقول، إن الإنسان علی صورة آدم، أي أن له أب وكل الناس من نسله ولیس كقول الطبیعیین الذین لایقولون للإنسان أب أول، أو أن الإنسان لم یصنع علی صورة وطبیعة معینة، وأن صورته هي صورة آدم…، ومثل هذه التأویلات (ظ: ص 45 وما بعدها).

والقسم الآخر من الكتاب هو رد علی كتاب التوحید لابن خزیمة النیسابوري (223-311هـ)، وهو من أئمة الحدیث، یقول ابن فورك إن ابن خزیمة جمع في التوحید الأخبار التي ذكرت فیها هذه الألفاظ المتشابهة، وحمل ذلك علی أنها صفات الله، ولكنه قال إنه لایشبه فیها سائر الموصوفین من الخلق (ظ: ص 368).

وفي الكتاب فصل آخر عن كتاب الأسماء والصفات لأبي بكر محمد ابن إسحاق بن أیوب الصِبغي النیسابوري (تـ354هـ) (ص 421 وما بعدها). ویبدو أنه وقع خطأ في الكنیة والاسم بینه وبنی أخیه، ذلك أن الذي كنیته أبو بكر هو كما یقول السمعاني أحمد بن إسحاق بن أیوب الصبغي (تـ 342هـ)، وإن كنیة الذي اسمه محمد بن إسحاق، هي أبو العباس وهو شقیق أحمد بن إسحاق الأكبر (السمعاني، 8/276-277). طبع هذا الكتاب بحیدرآباد الدكن في 1943م، وبیروت في 1405هـ.

2. مجرد مقالات الشیخ أبي الحسن الأشعري، حققه دانیل جیمارة ونشره في 1986م باسم ابن فورك، وقد طبع عن مخطوطة مكتبة عارف حكمت الواقعة بالمدینة المنورة، وقد ذكر اسم المؤلف في هذه المخطوطة أبو بكر محمد بن الحسن بن المبارك، ویری جیمارة بعد إیراده عدداً من الأدلة أنه لابن فورك وأن كلمة «المبارك» تصحیف لـ «فورك» لأنه لم یعرف شخص باسم أبي بكر محمد بن الحسن بن المبارك من أتباع الأشعري المتعصبین له (ص 3-5). والأدلة التي أوردها جیمارة مقنعة إلی حدما، ولكن لایمكن قبولها بشكل قاطع. والكتاب عن عقائد الأشعري، ولذلك فهو مهم، ولیس كما قال البعض إنه خلاصة مقالات الإسلامیین للأشعري (ظ: GAS, I/603؛ قا: جیمارة، 2، 4).

3. كتاب في تفسیر القرآن، یوجد مجلده الثالث كما یقول سزكین بمكتبة فیض الله في نحو 200 ورقة (GAS, I/611). وقد أفاد ابن فورك الكثیر من كتاب تفسیر الأشعري الذي یبلغ كما یقول القاضي أبو بكر ابن العربي 500 مجلد (الكوثري، 136). وربما كانت هذه الأقوال في كتاب تفسیر ابن فورك هذا.

4. ینسب إلی ابن فورك كتاب آخر هو الانتقاء، من أحادیث أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي (تـ 399هـ) (GAS، ن.ص)، ویُشك في نسبته إلیه.

5. ینسب إلیه أیضاً كتاب باسم أسماء الرجال، منه نسخة في مكتبة برلین (آلوارت، رقم 9918)، وذكر اسم المؤلف فیها «الحافظ أبو بكر بن فورك»، ولذلك فإن نسبة هذا الكتاب لابن فورك المعني في هذه المقالة مشكوك فیه، لأن ابن فورك لایعرف بالحافظ، والكتاب هذا مرتب حسب أسماء الرواة وعدد الأحادیث التي رووها، أي یبدأ بأصحاب الألوف، أو الذین رووا عدة آلاف من الحدیث (كأبي هریرة)، ثم أصحاب الألف، أو الذین رووا في حدود الألف حدیث (كابن عباس الذي روی 1,660 حدیثاً)، ثم أصحاب المئتین وأصحاب المالئة حتی أصحاب الآحاد وأصحاب الواحد. وقد شك آلوارت أیضاً في نسبة هذا الكتاب إلی ابن فورك، لأن حاجي خلیفة وابن خلكان لم یتحدثا عنه (ظ: آلوارت، IX/380-381). ویكمن القول إن كتاب أسماء الرجال الذي في مكتبة برلین هو من تألیف أبي بكر أحمد بن موسی بن مردویه بن فورك الأصفهاني، وهو «حافظ» كما ورد في الأنساب للسمعاني (ذیل الفوركي)، وفي ذكر أخبار أصبهان (أبو نعیم، 1/168). وكان قد جمع «أحادیث الأئمة والشیوخ» (ن.ص) وربما كان كتاب أسماء الرجال هذا.

6. وینسب إلیه أیضاً كتاب شرح كتاب العالم والمتعلم لأبي حنیفة، یقول سزكین إنه في مكتبة مراد ملا (GAS، ن.ص).

7. كتاب باسم رسالة في علم التوحید، یوجد في مكتبة عارف حكمت بالمدینة ینسب إلی ابن فورك (ن.ص).

8. كتاب الحدود في الأصول، طبع ببیروت في 1324هـ، وهو في تعاریف وحدود أصول الفقه الحنفي، ربما كان هذا الكتاب هو الذي ذكره ابن حزم لابن فورك في الفصل (5/51)، ذلك لن ابن فورك یقول كما یروي ابن حزم في كتاب الفصل، إن الحدود «لاتختلف في قدیم ولامحدث».

9. النظامي في أصول‌ الدین (ظ: GAS، ن.ص)، یقول حاجي خلیفة (2/1960) إنه ألف للوزیر الخواجه نظام الملك، ویبدو من هذا الكلام أنه لیس لابن فورك، ذلك أن نظام الملك ولد في 408 أو 410هـ، أي بعد سنتین أو أربع سنوات من وفاة ابن فورك.

10. ذكر ابن خلكان في ترجمة الفرزدق كتاباً باسم الفصول لابن فورك (6/98).

11. روي عن ابن تیمیة في تفسیر سورة النور أن لابن فورك كتاباً في المقارنة بین آراء الأشعري وابن الكلّاب (جیمارة، 3).

12. یقول أبو معین النسفي في تبصرة الأدلة إن لابن فورك كتاباً باسم اختلاف الشیخین (الأشعري وأبو العباس القلانسي) (ظ: م.ن، 3-4).

13. الإبانة عن طرق القاصدین والكشف عن مناهج السالكین والتوفر إلی عبادة رب العالمین (GAS، ن.ص).

14. دقائق الأسرار (البغدادي، 1/475).

15. طبقات المتكلمین (حاجي خلیفة، 2/1106). یبدو أن شرح بعض أحوال أبي الحسن الأشعري ومصنفاته التي أوردها ابن عساكر في تبیین كذب المفتري لابن فورك هي من هذا الكتاب، فابن عساكر یذكر بعد إیراد مصنفات أبي الحسن الأشعري من كتاب له باسم العُمُد، بقیة فهرس مصنفاته عن لسان ابن فورك (ص 135-138). وقد أورد الأشعري أسماء مصنفاته في الكتاب المذكور حتی 320هـ وأتمه ابن فورك إلی عام 324هـ، ومن هنا یتبین أن الأشعري توفي في 324هـ (أیضاً ظ: ص 56، سنة وفاته نقلاً عن ابن فورك).

16. یشیر ابن تیمیة إلی رسالة بعث بها ابن فورك إلی أبي إسحاق الإسفراییني (ص 1) عن مناظراته مع الكرامیة، یقول ابن تیمیة: لقد تحدث في هذا الكتاب عن مناظرات الكرامیة له عند الوزیر مجلساً بعد مجلس (ص 13). ومن هنا یتبین أن مناظراته مع الكرامیة كانت بحضور السلطان محمود وكذلك بحضور وزیره ولابد أن هذا الوزیر هو الخواجه أحمد بن الحسن المیمندي المعروف الذي تولی وزارة السلطان محمود في 401هـ.

وكما أشیر إلیه في ترجمة ابن فورك فقد كان من أتباع الأشعري المتعصبین، ولذلك فإن عقائده الكلامیة هي نفس عقائد الأشعري. واختلافه معه ومع بقیة الأشاعرة إنما هو في المسائل الجزئیة كمسألة الاستواء علی العرش التي یری ابن تیمیة أن آراءه متناقضة فیها، ویقول: كان ابن فورك في مخاطبة السلطان بغزنة یقصد إظهار مخالفة الكرامیة كما یقصد بنیسابور القیام علی المعتزلة في استتابتهم (ص 13)، أو القول بمنع المعاصي الكبیرة علی الرسل وإجازة صغار المعاصي (ابن حزم، 4/224). بینما منع ابن مجاهد وهو شیخ ابن فورك مطلق المعاصي علی الأنبیاء (ن.ص). أو القول بالاستثناء في الإیمان (و علی هذا فالإیمان عبارة عن التصدیق) خلافاً لكثیر من أصحاب الحدیث والذي یعتقد به ابن فورك (أي أن المؤمن یستطیع أن یقول إنني مؤمن إن شاء الله أو في الحال الحاضر، بینما یعتقد الكثیرون أن الإیمان یجب أن یكون بلاشرط ولا استثناء ولاتوقیت).

ورُویت مناظرة له مع أبي عثمان المغربي أو أبي علي الدقاق في أن الولي هل یجوز أن یعرف أنه ولي، ویعتقد ابن فورك أنه لایجوز للولي أن یعرف عن ولایته، لأن العلم بذلك یسقط الخوف. ویخالفه القشیري في هذه المسألة ویؤیده السبكي (ظ: السبكي، 4/134-135). ویقول السیوطي (1/16) إن ابن فورك والأشعري یعتقدان بأن الألفاظ تدل علی المعاني بوضع الله إیاها.

 

المصادر

إبراهیم، محمد أبو الفضل، تعلیقات علی إنباه الرواة للقفطي، القاهرة، 1374هـ/1955م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن تیمیة، أحمد، «تفسیر سورة الأعلی»، مجموعة تفسیر، تقـ: عبد الصمد شرف‌ الدین، بمباي، 1374هـ/1954م؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم، حیدرآباد الدكن، 1399هـ؛ ابن حزم، علي، الفصل، القاهرة، 1384هـ/1964؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن عساكر، علي، تبیین كذب المفتري، تقـ: محمد زاهد الكوثري، دمشق، 1347هـ؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن فورك، محمد، مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري، تقـ: دانیل جیمارة، بیروت، 1986م؛ م.ن، مشكل الحدیث وبیانه، تقـ: موسی محمد علي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ ابن قطلوبغا، قاسم، تاج التراجم، بغداد، 1962م؛ ابن كثیر، البدایة؛ أبو علي مسكویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: ف. آمدروز، القاهرة، 1333هـ/1915م؛ أبو نعیم الأصفهاني، أحمد، ذكر أخبار أصبهان، لیدن، 1934م؛ البغدادي، إیضاح؛ البغدادي، عبد القاهر، الفرق بین الفرق، تقـ: محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1367هـ/1948م؛ تاج العروس؛ الجرفاذقاني، ناصح، ترجمة تاریخ یمیني، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ جیمارة، دانیل، مقدمة مجرد مقالات… (ظ: همـ، ابن فورك)؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، تاریخ الإسلام، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ السبكي، عبد الوهاب، طبقات الشافعیة الكبری، تقـ: عبد الفتاح محمد الحلو وآخرون، القاهرة، 1385هـ/1966م؛ السمعاني، عبد الكریم، الأنساب، حیدرآباد الدكن، 1399هـ/1979م؛ السيوطي، المزهر في علوم اللغة، تقـ: أحمد جاد المولی بك وآخرون، بیروت، 1986م؛ الصریفیني، إبراهیم، المنتخب من السیاق في تاریخ نیسابور لعبد الغافر الفارسي، تقـ: محمدكاظم محمودي، قم، 1403هـ؛ علي، موسی محمد، مقدمة مشكل الحدیث… (ظ: همـ، ابن فورك)؛ فروزانفر، بدیع الزمان، مقدمة ترجمة الرسالة القشیریة، طهران، 1361ش؛ القشیري، عبد الكریم، الرسالة القشیریة، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ الكوثري، محمد زاهد، مقدمة وحواش علی تبیین كذب المفتري (ظ: همـ، ابن عساكر)؛ الگردیزي، عبد الحي، زین الأخبار، تقـ: عبد الحي حبیبي، طهران، 1347ش؛ وأیضاً:

Ahlwardt; GAS.

عباس زریاب/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: