اِبْنُ طُملوس، أبو الحجاج یوسف بن محمد (559-620هـ/1164-1223م)، طبیب وفیلسوف أندلسي. اختلفت المصادر المتوفرة حول كنیته وشهرته و اسم أبیه. ذكره كاتب المدخل لصناعة المنطق، مصنف ابن طملوس المعروف، في مستهل الكتاب باسم أبي الحجاج محمد، وكنّاه ابن أبي أصیبعة (2/81) أبا إسحاق. وأورد ابن الأبار (3/738) في موضع اسم أبیه أحمد، وفي موضع آخر (ظ: البلفیقي، 182) محمداً. وورد «ابن طملوس» في التكملة (ابن الأبار، ن.ص) خطأً «ابن طحلوس». ولیس لدینا معلومات دقیقة عن كلمة «طملوس» ویری نلّینو (ص 170) أنها محرّفة من كلمة بارتولومایوس أوپتولمایوس (بطلیموس)، وورد اسمه في مجموع یضم إحدی رسائل ابن طملوس، یوسف بن بطلیموس (مجلة معهد…، 5(1)/181).

ولد ابن طملوس في جزیرة شقر من أعمال بلنسیة (ابن الأبار، ن.ص؛ جنثالث پالنثیا، 362)، ونشأبها. لاتتوفر معلومات دقیقة عن مكان دراسته وشیوخه، وما نعلمه أنه درس الطب والفلسفة وعلوم ‌الدین والأدب علی ابن وضاح اللخمي. وأغلب الظن أنه درس علی الفیلسوف والطبیب الشهیر ابن رشد وآخرین أمثال أبي عبد الله ابن حمید قاضي بلنسیة، وأبي القاسم ابن وضاح (ابن الأبار، 3/738-739؛ EI2). ویستشف من هذا أنه ربما تتلمذ علی ابن رشد في قرطبة. ولم یشر ابن طملوس إلی تتلمذه علی ابن رشد، ولعله أراد أن یذكر عن نفسه أنه درس المنطق عن طریق بعض كتب الغزالي والفارابي (ص 13-14). والذي دفعه إلی أن یلتزم الصمت كیلا یُلعن ولایكفَّر، تحامل علماء العصر علی ابن رشد ونفیه علی ید المنصور الموحدي، حیث نجده یستعرض في مقدمة كتاب المدخل بإجمال الإطار التاریخي للحركة العلمیة في الأندلس ویهاجم العلماء الصوریین بشدة ویعتبرهم ممن یناوئون العلم والفكر، ثم یشیر إلی أن هذه الفئة أحرقت كتب الغزالي ورمت علماء أمثال بقي بن مخلد بالكفر والزندقة (ص 9-12). ومع ذلك فقد خَلَف ابن رشد في تطبیب أبي یوسف یعقوب المنصور الموحدي (جنثالث پالنثیا، 363)، ثم خدم الناصر الموحدي بالطب وأخیراً توفي ببلده جزیرة شقر (ابن أبي أصیبعة،ن.ص).

وكان ابن طملوس أحد العلماء وآخر الأطباء بشرق الأندلس یتصف بالدیانة ولین الجانب والتحقق بعلوم الأوائل ومعرفة النحو (ابن الأبار، 3/ 739). ویظن جنثالث پالنثیا أنه درس منطق درسطاطالیس وشرحه وتفسیره علی ابن رشد وجرت بینه وبین المنطقي الشهیر آنذاك مالك بن وهیب مناقشات طویلة في هذا المجال. یقول إنه كان ینقل عن كتاب تصنیف العلوم (؟) للفارابي، وعلی ما یبدو أن ما یقصده جنثالث پالنثیا هو إحصاء العلوم (ص 362، 363). كما كان یقرض الشعر أیضاً (ظ: البلفیقي، ن.ص؛ ابن شاكر، 4/357).

آثاره

ومن مصنفاته التي عرفت: شرح الألفیة، أو أرجوزة ابن سینا، في الطب، ألفه للأمیر أبي یحیی بن أبي یعقوب الموحدي. منه نسخة ضمن مجموعة رقم 74 في مكتبة عبدالحي الكتاني وأخری في مكتبة الأحمدیة بتونس برقم 5355 (مجلة معهد، 5(1)/181،265). و أعدرنو مقالة حول هذه الرسالة (ایندكس، 160)؛ رسالة صغیرة باسم «حول قضایا الممكن والواجب» ترجمها اشتاین اشنایدر إلی العبریة (سارتون، II/596)؛ «شرح علی التحلیلات الأولی وعبارة أرسطاطالیس» منه نسخة في إسكوریال (ESS2، رقم 649)؛ وأهم أثر لابن طملوس هو المدخل لصناعة المنطق. وهو رسالة كاملة في المنطق بناها علی ما ذكره الغزالي والفارابي وأرسطاطالیس. یتضمن الجزء الأول المقولات وكتاب العبارة، نشرة آسین پلاثیوس مع ترجمة إسبانیة، وطبع الجزء الأول منه سنة 1916م في مدرید.

المصادر

ابن الأبار، محمد، التكملة، تقـ: ف. قداره، مدرید، 1882م؛ ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1882م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1974م؛ ابن طملوس، یوسف، المدخل لصناعة المنطق، تقـ: آسین پلاثیوس، مدرید، 1916م؛ البلفیقي، إبراهیم، المقتضب من كتاب تحفة القادم لابن الأبار، تقـ: إبراهیم الأبیاري، بیروت، دار الكتاب اللبناني؛ جنثالث پالنثیا، آنخل، تاریخ الفكر الأندلسي، تجـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1955؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1378هـ/1959م؛ وأیضاً:

EI2; ESC2; Index Islamicus, 1979; Nallino, C.A., «Abū Aflaḥ arabo siracusano o saragozzano?», RSO, Rome, 1931-1932, vol. XIII; Sarton, George, Introiduction to the History of Science, Baltimore, 1931.

جعفر سجادي/ت.