الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / ابن سهلان /

فهرس الموضوعات

ابن سهلان

ابن سهلان

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۲۲:۲۶:۱۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ سَهلان، زین‌ الدين عمر بن سهلان الساوجي (الساوي)، قاض وحكیم ومنطقي شهیر من القرن 6هـ/12م. لاتتوفر لدینا إلا معلومات یسیرة عنه، وكل ما نعرفه أنه عاش مدة طویلة في مسقط رأسه ساوة متولیاً منصب القضاء، ثم ترك هذا العمل لسبب مجهول. ورحل من ساوة إلی نیسابور وأقام فیها. وهناك بادر إلی الدراسة والبحث ومعاشرة العلماء ومراسلتهم، وكان یرتزق بالاستنساخ ولاسیما كتب ابن سینا (البیهقي، 127؛ الشهروزوري، 2/56). قضی معظم حیاته، كما صرّح، في إشاعة أنواع العلوم الشرعیة منها والحكمیة («الرسالة السنجریة»، 3).

تاریخ ولادته مجهول كتاریخ وفاته، ولكننا نعلم أنه عاصر السلطان سنجر السلجوقي (511-552هـ)، وألف باسمه كتابه الرسالة السنجریة في الكائنات العنصریة. وقد أوردت المصادر الحدیثة أنه توفي سنة 540هـ/1145م، دون أن تذكر المصدر الذي استندت إلیه (GAL, S, I/830)، أما البیهقي (تـ: 565هـ)، الذي كانت تربطه بابن سهلان صداقة ومعاشرة فلم یشر إلی تاریخ وفاته، بل اكتفی بالقول «كنت أختلف إلیه فأراه بحراً مواجاً من العلوم» (ص128). ویضیف أیضاً – وهو أقدم من تحدث عنه- «وله تصانیف أخر أحرقت مع بیت كتبه بساوة، وبعد وفاته حداداً له» (ن.ص). وعبارة البیهقي غامضة ولاندري إن كانت مكتبته قد أحرقت أثناء مراسیم العزاء نتیجة للإهمال وعدم الاهتمام، أو كان الإحراق جزءاً من المراسیم.

وأكبر الظن أن احتراق البیت والمكتبة أو إحراقهما جدث أثناء تصدي ابن سهلان لمنصب القضاء بساوة ولسبب تجهله وربما اضطر إلی الرحیل بسبب هذه الحادثة لاضطراب الأمور، أو لعدم إحساسه بالراحة والاطمئنان. وفي المصادر الحدیثة ما یؤكد ذلك إذ ورد فیها: ولما احترقت مكتبته بساوة هاجر إلی نیسابور (معین، مقدمة دانشنامه، «ید»؛ لغت‌نامه)؛ غیر أننا لایمكن أن نضرب صفحاً عن حدیث البیهقي فقد كان معاصراً لابن سهلان. وكما مر سابقاً فإن ابن سهلان أقام في نیسابور بعد أن هاجر إلیها من ساوة، ولیس لدینا ما یدل علی أنه عاد إلیها ومات فیها. فیظهر أن مكتبته تعرضت للحریق مرتین، إحداهما أثناء حیاة ابن سهلان بساوة والأخری في نهایة إقامته بنیسابور وبعد وفاته، وهذا ما یبدو من عبارة البیهقي (ن.ص)، الذي قال بصراحة «وبعد وفاته حداداً له» وغیر مستبعد أن كلامه یتعلق بالمرة الثانیة، وقد تداخلت الحادثتان فیما ذكره.

لاتتوفر معلومات دقیقة عن أساتذة ابن سهلان وتلامذته. وقد عرف من أساتذته شرف الزمان محمد بن یوسف الإیلاقي (تـ 536هـ) فحسب، وكان فیلسوفاً وطبیباً شهیراً، أخذ عنه ابن سهلان الطب والفلسفة علی ما یبدو (شفیع، 127؛ دانش‌پژوه، 40).

وكان ابن سهلان من علماء زمانه الشهیرین ویكفیه اشتهاراً أن الشهرستاني مؤلف الملل والنحل، التمسه جواب اعتراضاته علی كتاب النجاة لابن سینا (مهدوي، 240). یضاف إلی ذلك أن عدداً من العلماء الآخرین كانوا یتبادلون معه الرسائل العلمیة، من أمثال أبي الفتح أسعد ابن أبي نصر بن أبي الضل المیهني (تـ 527هـ) المدرس في المدرسة النظامیة ببغداد والحكیم أبي الحسن الأثردي طبیب السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي (527-547هـ) وكلاهما من طلاب اللوكري (البیهقي، 137؛ الشهرزوري، 2/57).

كما كان ابن سهلان یتمتع بقریحة شعریة أیضاً، ویمكن ملاحظة نماذج من شعره بالعربیة في مقدمة دانش پژوه لتبصرة نقلاً عن مخطوطة الرسالة الملحقة بكتاب تتمة صوان الحكمة (دانش پژوه، 43-44).

 

آثاره

1. الرسالة السنجریة في الكائنات العنصریة، ألفها بالفارسیة باسم السلطان سنجر بن ملكشاه السلجوقي، وأكثر المعلومات التي وردت فیها قد استقاها من طبیعیات الشفاء لابن سینا. دافع ابن سهلان في هذه الرسالة عن آراء ابن سینا في الطبیعیات ویقول إشارة منه إلی اعتراضات أبي ریحان البیروني علی ابن سینا الذي یعتقد بأن الماء الساخن أسرع انجماداً من الماء البارد: أن أبا ریحان الذي كان عالماً في اختصاصه الهندسة، لایعلم شیئاً في هذه العلوم، فلم یدرك هذا الكلام جیداً وشنّع علی ابن سینا (ص 17-18). والرسالة السنجریة كتاب في بیان عجائب الصنع الإلهي فیما یتولد في الهواء من سحاب ومطر وثلج وبرد ورعد وبرق وصواعق وریح وشهب متساقطة، وما یظهر في الهواء من علامات مضیئة وحمراء وسوداء، وكذلك بیان بعض ما یتولد في باطن الأرض وظاهرها من ینابیع المیاه والقنوات والجبال والزلازل وما یتكون في المناجم من ذهب وفضة ونحاس وغیرها من الزئیق والكبریت والزاج والملح (ص 4). وهذه البحوث هي التي قد أوردها الفلاسفة المسلمون تحت عنوان «الآثار العلویة» أو «كائنات الجو». حقق «الرسالة السنجریة» محمدتقي دانش‌پژوه وطبعت بطهران في 1337ش ضمن كتاب دو رساله دربارۀ آثار علوي [رسالتان في الآثار العلویة].

2. البصائر النصیریة، كتاب بالعربیة في المنطق، ألفه للتقرب من أبي القاسم محمود بن مظفر بن عبد الملك المروزي الخوارزمي، وكان وزیر السلطان سنجر من 521 إلی 526هـ (منشي كرماني، 69؛ دانش‌پژوه، 44؛ ابن سهلان، البصائر، 2-3). وكان البصائر من الكتب الدراسیة المعروفة في القرن 6هـ. فقد قرأه الشیخ شهاب‌ الدين السهروردي بأصفهان علی الظهیر القاري (أو الفارسي) ویقول الشهرزوري: «إن كتبه تدل علی أنه فكر في البصائر كثیراً» (2/123). وقد سعی ابن سهلان في هذا الكتاب إلی إیضاح ما أغفله القدماء وتفصیل ما أجملوه والتنبیه علی مواضع الغلط (ص 3). وطبع ببولاق في 1316هـ/1898م مع تعلیقات الشیخ محمد عبده. وهو من الكتب الدراسیة في الجامع الأزهر.

3. ترجمة وشرح رسالة الطیر لابن سینا بالفارسیة، طبعت ضمن مجموعة رسائل شیخ الإشراق باشتوتكارت في 1935م، ویذهب یحیی مهدوي إلی الظن بأن ترجمة إشارات إنما كانت بقلم عمر بن سهلان الساوي البارع، وذلك لاطلاعه الواسع علی كتب ابن سینا وصلته بها فیما یكتب وارتزاقه باستنساخ كتاب الشفاء وتتبع آثار الشیخ (ص 275).

4. مصارعة المصارعة (مجلة معهد…، 2(1)/20)، لابد أن یكون الكتاب كما یبدو من اسمه رداً علی كتاب مصارع الفلاسفة لمحمد بن عبد الكریم الشهرستاني، وهناك كتاب آخر في الرد علی كتاب الشهرستاني للخواجة نصیر الدين الطوسي باسم مصارع المصارع، ومن المحتمل أن الخواجة في تسمیته كتابه كان ناظراً إلی رسالة ابن سهلان ومطلعاً علی ما فیها. وقد ورد في بعض المخطوطات بعد العنوان: «هذه شكوك سئل القاضي عمر بن سهلان الساوي رحمة الله علیه من جهة الإمام محمد الشهرستاني وطلب حلها، اعتراض علی كلام الشیخ الرئیس أبي علي» (دانش‌ پژوه، 41).

5. كتاب في الحساب (ظ: البیهقي، 128).

6. تبصرة، في المنطق، بالفارسیة، حققه محمد تقي دانش‌ پژوه، وطبع في 1337ش. وكان هذا الكتاب دائماً موضع اهتمام ومن الكتب الدراسية (دانش‌پژوه، 46).

7. «رسالة في تحقیق نقیض الوجود»، بالعربیة، حققها دانش پژوه وطبعت مع رسالة تبصرة. وقد نعت ابن سهلان في هذه الرسالة ابن سینا بـ «أفضل المتأخرین» ونقد بعض آرائه (تبصرة، 162).

8. رسالة مختصرة في المنطق، بالفارسیة طبعت ضمن رسالة تبصرة.

9. رسالة التوطئة، وقد ألفت باسم مولانا تاج‌ الدين معز (معین) الإسلام، وربما قصد بتاج‌ الدين هذا محمد بن عبد الكریم الشهرستاني. وجری الحدیث في هذه الرسالة عن قصة سلامان وأبسال والسحر والطلسمات والنیرنجات، وشبهها بالوحي والمعجزات. توجد مخطوطة منها في مكتبة یحیی مهدوي (مهدي، 277؛ دانش‌ پژوه، ن.ص).

10. ذكر حاجي خلیفة كتاباً باسم تاريخ أصفهان، ونسبه إلی عمر بن سهلان الساوجي (1/282)، ولكن یستبعد أن یؤلف ابن سهلان الذي قضی عمره في ساوة ونیسابور بدراسة المنطق والحكمة، كتاباً في تاریخ أصفهان.

11. تلخیص، أو روایة مختصره من كتاب صوان الحكمة لأبي سلیمان المنطقي السجستاني، توجد مخطوطة منه في مكتبة فاتح بإستانبول (بدوي، 25؛ «مختصر في ذكر…»، 291).

ویبدو من مقدمة الرسالة السنجریة أن ابن سهلان كان ینوي تألیف كتاب في التوفیق بين الدین والفلسفة والتنسیق بین العقل والوحي، یجمع كل بحوث الفلسفة، إذ یقول ما مضمونه: إذا حالفني الحظ ونلت رضا الله، رجوته التوفیق والعون في إزالة العقبات ومنحي القوة لتصنیف كتاب بجمع أنواع علوم الحكمة ویجعله موافقاً لأقوال أصحاب الشریعة (ص 4)، ولكننا لاندري أ ألف هذا الكتاب، أم لا؟ وقد أشار البیهقي أیضاً إلی قصد ابن سهلان هذا وربما إلی إنجازه، إذ یقول: نظم الشریعة والحكمة في عقد واحد (ص 127). وهذا یدل علی أن ابن سهلان كان كبقیة الفلاسفة المسلمین یسعی للتوفیق بین‌ الدين والفلسفة وتطبیق كل منهما علی الآخر.

وبالإضافة إلی ما ذكر فإن لابن سهلان رسائل متفرقة ربما احترقت في حادث حریق مكتبته كما یقول البیهقي (ص 128).

 

آراؤه

لابن سهلان آراء خاصة في بعض المسائل الفلسفیة والمنطقیة وردت في كتب الفلاسفة بعده، أهمها عقیدته حول عدد المقولات التي لایفتأ یختلف حولها المفكرون المسلمون. فرغم أن جمهور الفلاسفة المسلمین یعتقدون تبعاً لأرسطو بأن عدد المقولات عشر، غیر أن عدداً من العلماء لم یوافقوا علی حصرها بهذا العدد وتحدثوا عن زیادتها أو إنقاصها. فقد أوصل المتكلمون المسلمون عدد المقولات العرضیة مثلاض إلی 21 مقولة حیناً و23 أحیاناً أخری، وذلك ضمن مخالفتهم لآراء الفلاسفة المشائیة. یقول نصیر الدين الطوسي في بیان هذا لاموضوع: والأعراض عند أكثر المتكلمین 21 نوعاً وعند بعضهم 23 نوعاً، عشرة منها تختص بالأحیاء و11 منها تكون للأحیاء وغیر الأحیاء والإثنان اللذان زاد بعضهم هما: الفناء والموت (ص 439).

وهناك جماعة قللت من عدد المقولات إلی 3 أو 4 مقولات عرضیة، منهم ابن سهلان الذي حصرها خلافاً لرأي الفلاسفة المشائیین المعروف في أربعة «في الجوهر والكم والكیف والنسبة» (السهروردي، 278). وبعد أن یذكر شیخ الإشراق رأي ابن سهلان یصحح بقوله: «وإذا اعتبرت هذا الحصر… لاتجده صحیحاً، فإن الحركة لم تدخل تحت الجوهر، لأنها عرض، ولاتحت الكم والكیف والنسبة، لذلك فهي مقولة مستقلة والأقرب حصرها في خمس» (ن.ص). ولكن لانعلم في أي كتاب ذكر ابن سهلان رأیه هذا، إذ یقول السهروردي بشكل غامض –وهو أقدم راو لهذا الحدیث- «وجدنا في موضع» (ن.ص)، دون أن یعیّن هذا الموضع، ویعتبر ابن سهلان نفسه، الحركة في كتاب البصائر النصیریة من مقولة «أن ینفعل» والتحریك من مقولة «أن یفعل» (ص 35).

وتتعلق عقیدة ابن سهلان الثانیة بإمانات الهیولی غیر المتناهیة. ویری أن هذا الإمكان إنما هو للأنواع لا لآحاد جزئیاتها (السهروردي، 352)، وبعبارة أخری فإن هذا الإمكان یتعلق بالطبیعة النوعیة، من حیث إنها طبیعة نوعیة، لابآحاد المصادیق الخارجیة لهذه الطبیعة النوعیة. ویری السهروردي الذي یروي قول ابن سهلان أنه «غیر سدید» ویقول في نقده «والطبیعة النوعیة، من حیث إنها طبیعة نوعیة لایصح وقوعها في الأعیان، فیلزم أن یكون ما له في الأعیان إمكان الوجود ممتنع الوجود – وهو النوع الكلي– وما هو ممكن الوقوع – وهو جزئیات الحوادث– لیس لها في الأعیان إمكان» (ن.ص).

 

المصادر

ابن سهلان، عمر، البصائر النصیریة، تقـ: محمد عبده، بولاق، 1316هـ/1898م؛ م.ن، تبصرة، تقـ: محمد تقي دانش پژوه، طهران، 1337ش؛ م.ن، «الرسالة السنجریة في الكائنات العنصریة»، دو رساله دربارۀ آثار علوي، تقـ: محمد تقي دانش پژوه، طهران، 1337ش؛ بدوي، عبد الرحمن، مقدمة صوان الحكمة للسجستاني، طهران، 1974م؛ البیهقي، علي، تتمة صوان الحكمة، تقـ: محمد شفیع، لاهور،1935م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ دانش‌پژوه، محمد تقي، مقدمة تبصرة (ظ: همـ، ابن سهلان)؛ السهروردي، یحیی، «المشارع والمطارحات»، مجموعة مصنفات شیخ إشراق، طهران، 1355ش، ج 1؛ شفیع، محمد، حواش علی تتمة (ظ: همـ، البیهقي)؛ الشهرزوري، محمد، نزهة الأرواح، تقـ: خورشید أحمد، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ لغت‌ نامۀ دهخدا؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1375هـ/1956م؛ «مختصر في ذكر الحكماء الیونانیین والملیین»، تقـ: محمدتقي دانش پژوه، فرهنگ إیران زمین، طهران، 1338ش، ج 7 ؛ معین، محمد، تعلیقات علی دانشنامۀ علائي (الإلهیات) لابن سینا، طهران، 1331ش؛ منشي كرماني، ناصر الدين، نسائم الأسحار، تقـ: جلال‌ الدين حسیني أرموي، طهران، 1364ش؛ مهدوي، یحیی، فهرست نسخه‌های مصنفات ابن سینا، طهران، 1333ش؛ نصیر الدين الطوسي، «قواعد العقائد»، تلخیص المحصل، تقـ: عبد الله نوراني، طهران، 1359ش؛ وأیضاً:

GAL, S.

صمد موحد/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: