الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن سرابیون /

فهرس الموضوعات

ابن سرابیون

ابن سرابیون

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۱:۲۹:۵۶ تاریخ تألیف المقالة

وتوجد نسخة أخری من هذا الكتاب في المكتبة الملكیة ببروكسل برقم 19891 كتبت سنة 660هـ تضم المقالات الثلاث الأخیرة من الكتاب (ظ: باون، 29). وقد اعتبر سزكین خطأ هذه المخطوطة نسخة من الكناش الكبیر (GAS، ن.ص). ویوجد مكروفلم للمقالة السابعة من هذه المخطوطة في مكتبة جامعة لیدن (ورهوفه، 164-165؛ قا: دي خویه، V/322). لكن أولمان رغم اعتماده علی ورهوفه الذي أكد علی ذلك الأمر، عرّف بذلك المكروفلم بوصفه مخطوطة قائمة بذاتها من المقالة السابعة (أیضاً ظ: بطرس، 140). وقد عُثر علی قسم آخر من هذا الكتاب بواسطة لكلر (I/115) في المكتبة الوطنیة بباریس ويضم خاتمة المقالة الثالثة وبدایة الرابعة (أیضاً ظ: دوسلان، رقم(7)2918). ومن بین نسخ هذا الكناش مما كا محفوظاً فیما مضی بمكتبة إسكوریال (ظ: مورتارا، 138-139)، لم یبق سوی قطعتین صغیرتین (ظ: ESC2، رقم (2) 852, (4)818). وقد أعلن بروكلمان – نقلاً عن لیمان– عن وجود المقالة الثالثة من هذا الكتاب في لیدن (GAL, S، ن.ص)، لكنه لم تشاهد مخطوطة كهذه في فهرست ورهوفه.

الترجمات اللاتینیة والعبریة: تمت خلال القرن 12م ترجمة الكناش الصغیر إلی اللاتینیة بواسطة غراردوس الكریمونائي (1114-1187م). وقد طبعت هذه الترجمة للمرة الأولی في البندقیة سنة 1479م، ثم لمرات متعددة بعد ذلك بعناوین مثل «طرق العلاج» أو «كلمات قصار لیوحنا ابن سرابیون عن الطب السریري»، ونظراً لأن العادة قد جرت أن یطبع في كتاب واحد مع «الأدویة المفردة» لابن سرابي، فقد كان یمیز عنه بعناوین مثل «الطب السریري لیوحنا بن سرابیون وهو غیر كتاب الكلمات القصار المذكور». وقد دأب الباحثون المعاصرون علی الإشارة إلی هذه الترجمة بعناوین مثل پراكتیكا أو برویاریوم (ظ: لكلر، I/114؛ سارتون، I/608؛ مییلي، 90؛ أولمان، «الطب»، 103).

ترجم موسی بن مَصلیاح إلی العبریة نص الكتاب الذي كان غراردوس قد ترجمة إلی اللاتینیة، وتوجد مخطوطة لهذه الترجمة في مكتبة بودلیانا (بطرس، 142؛ أولمان، «یوحنا»، 282). ویبدو أن أحداً یدعی یوانیس الكرمونائي قد ترجم أیضاً نفس هذا النص اللاتینیي إلی العبریة (شتاین شنایدر، 26). ویبدو أیضاً أن پراكتیكا هو من أوائل أعمال غراردوس، ذلك أنه وضع الكلمات العربیة والفارسیة الدخیلة في بدایة ترجمته، ویمكن الإشارة إلی كلمات مثل سهافتي (السعفة) و سُدا (الصداع) و سوبت (السُبات)، حیث أصبحت تلك الكلمات خاصة كلمة سُدا (ظ: «قاموس أوكسفورد المختصر»، II/2041)، كمصطلحات طبیة رائجة في ذلك العصر. ورغم أن غراردوس كان یمیز بصورة عامة أمثال هذه الكلمات، فإنه أحیاناً لم یكن یجد في ذهنه معرَّب الكلمة الیونانیة، فهو مثلاً قد ابتكر كلمة كربیتوس لكلمة فرانیتس التي هي یونانیة الأصل (جاكوار، 162). وهو لم یكن یعرف حتی أوریباسیون الطبیب الشهیر وكتب اسمه بشكل أرنمسیوس. ویمكن أن نضیف إلی هذه الأخطاء، الأخطاء الناشئة عن القراءة المغلوطة، فقد قرأ مثلاً كلمة «تهبج» وتعني الورم، بشكل «تهیج» وترجمها بهذا الشكل (أولمان، ن.م، 288، 286، 285). إن واحداً من أهم أسباب اضطراب المترجم، وجود الكلمات المترادفة الیونانیة والعربیة والكلمات الفارسیة الدخیلة (جاكوار، 162-163). وقد أدت هذه النقائص إلی أن یقدم أندریه آلباغو خلا لسنوات 1487-1517م، ترجمة أخری للكناش الصغیر إلی اللاتینیة، فطبع للمرة الأولی في البندقیة سنة 1550م بعنوان «[كتاب] الطب السریري لابن سرابیون الطبیب العربي» (لكلر، I/117؛ مییلي، ن.ص؛ جاكوار، 154؛ إلیس، II/805). وقد قیل إن هذا النص لیس ترجمة قائمة بذاتها وجدیدة، بل هي كسائر ترجماته، نص قد أعید النظر فیه وكتب وفقاً لترجمة غراردوس (بطرس، ن.ص؛ أولمان، ن.م، 282). ورغم الأفضلیة التي كان یمكن أن تكون لترجمة آلباغو، فإنها لم تكتسب الشهرة التي حظیت بها ترجمة غرارودس، ذلك أنه لدی صدور الطبعة الأولی لترجمة آلباغو كان قد مرّ ما یزید علی 70 سنة من صدور طبعة غراردوس التي طبعت خلا لهذه الفترة عدة مرات أیضاً.

 

الآثار المنسوبة إلیه

1. إصلاح أقراباذین سابور بن سهل، وقد أشار إلیه البلدي في كتابه تدبیر الحبالی والأطفال (ص 237). ومع الأخذ بنظر الاعتبار أن ابن سرابیون لم یذكر إطلاقاً اسم سابور في مقالة القراباذین من الكناش الصغیر، یمكن القول إن هذا الكتاب قد ألف بعد الكناش الصغیر، یضاف إلی ذلك أن الإقدام علی إصلاح كتاب بهذه الشهرة قبل تألیف كتاب في هذا المضمار، أمر لایبدو منطقیاً إلی حدّما.

2. عشر مقالات لجالینوس، ذكر أبو سهل بشر بن یعقوب في الرسائل الطبیة هذا الكتاب بوصفه واحداً من آثار یوحنا (ظ: دیتریش، 67؛ أیضاً ظ: GAS, III/242). وقد اعتبر أولمان – ضمن نقده لسزكین– نسبة هذا الكتاب لیوحنا غیر صحیحة وقال: إن عنوان الكتاب لامعنی له (ن.م، 295)، بینما یمكن مشاهدة كتب عدیدة تحمل عنوان «جوامع… لـ…» بین مؤلفات العصر الإسلامي تضم مجموعة آراء لشخص واحد أو عدة أشخاص تدور حول موضوع واحد، ویمكن اعتبار هذا الكتاب واحداً من تلك الآثار.

3. ونسب سزكین –اعتماداً علی الرازي– كتاباً یدعی القراباذین أیضاً إلی یوحنا (GAS، ن.ص)؛ إلا أن المواضیع التي نقلها الرازي في الحاوي عن یوحنا وبعنوان «من قراباذین ابن سرابیون» لاتتعلق بكتاب مستقل، بل إن قصد الرازي من هذه العبارة هو مقالتا القراباذین الموجودتان في كناشي ابن سرابیون. وننقل هنا بعض ما نقله الرازي لنقارنه بما هو في مقالة القراباذین من الكناش الصغیر:

 

وبالإضافة إلی الرازي، فإن الأخویني البخاري تلمیذ تلمیذه قد أشار أیضاً إلی مقالة القراباذین من الكناش، بنفس هذا الشكل، فبعد أن ذكر في مواضع مختلفة من كتابه هدایة المتعلمین أسماء عدة أدویة، قال: «وإن نسخ هذه الأدویة (أو الحبوب أو الضمادات أو الأقراص) توجد في كراباذین (قراباذین) ابن سرابیون» (ظ: ص 315-316، 348، 353، 394، 395، 455، 754). ویمكن العثور علی تفاصیل عن هذه الأدویة في الكناش الصغیر (ابن سرابیون، الأوراق 88 ب، 106ألف، 182 ألف، 87 ألف – ب، 174 ألف – ب، 123 ألف، 130 ألف، 100 ألف – ب، 109ب – 110 ألف، علی التوالي). وفي الحقیقة فإن الرازي والأخویني قد نقلا عن القراباذین موضوعات لانجدها في الكناش الصغیر (ظ: بقیة المقالة).

إضافة إلی ما ذكر آنفاً، فإن المؤلفات الثلاثة الآتیة ظلت لفترة طویلة تنسب إلیه، وقد ثبت الآن عدم صحة ذلك:

1. «الأدویة المفردة»، بما أن هذا الكتاب قد وردت فیه موضوعات منقولة عن ابن وافد (تـ 466هـ/1074م) (ظ: لكلر، II/153؛ غیغه، 475؛ مییلي، 164؛ سارتون، II/229؛ أولمان، «الطب»، 283)، فلایمكن أن یكون من تألیف یوحنا، ولهذا السبب فإن الباحثین الأوروبیین كانوا یدعون مؤلف هذا الكتاب ابن سرابیون الشاب حیناً وابن سرابي أحیاناً أخری. ویری أولمان (ن.ص) ومییلي (ص 90) أن نسبة هذا الكتاب إلی ابن سرابیون إنما كانت بسبب أن ترجمته اللاتینیة قد طبعت مرفقة مع الترجمة اللاتینیة للكناش الصغیر لیوحنا، لكن هذا الخطأ یشاهد أیضاً في الطبعة الأولی للترجمة اللتینیة لكتاب «الأدویة المفردة» (1473م) التي طبع فیها بشكل منفصل قبل 6 سنوات من الترجمة اللاتینیة لكتاب الكناش الصغیر (لمقارنة الطبعات المختلفة لهذین الكتابین، ظ: إلیس، II/804-806).

2. المخطوطة رقم 598 بمكتبة بودلیانا، التي اعتبرها ووستنفلد (ص 49)، «الفصول المهمة…» لیوحنا، واعتبرها لكلر نسخة من الكناش الصغیر (I/116). والاسم الكامل لهذه الرسالة هو الفصول المهمة في طب الأئمة. وطبقاً لما جاء في فهرست مكتبة بودلیانا فإن مؤلفه هو طبیب یدعی سرابیون بن إبراهیم الذي لاتمتلك أیة معلومات عنه (أو لمان، «یوحنا»، 296؛ أیضاً ظ: جاكوار، 109). ومع الأخذ بنظر الاعتبار رأي كمبل الذي قال فیه إنه قد نُقل في هذه المخطوطة كلام عن الرازي، لایمكن اعتبارها لیوحنا، رغم أن كمبل نفسه –ودون الانتباه إلی هذه النقطة– قد اعتبر هو الآخر یوحنا مؤلفاً لها (ظ: كمبل، I/72).

3. عجائب الأقالیم السبعة إلی نهایة العمارة، ورد في نهایة المخطوطة الوحیدة لهذا الكتاب: «نسخة نقلت من نسخة صحیحة ذكر ابن الوراق أنها بخط ابن بهلول الذي أصلح كتاب ابن سرابیون، وقوبل بها نسخة أخری». ویبدو أن هذه الملاحظة حدت بمفهرسي مكتبة المتحف الوطني البریطاني إلی أن یتصوروه من مؤلفات ابن سرابیون (ظ: غست، 305)؛ في حین أن مؤلف الكتاب دعا نفسه باسم سهراب في مقدمة كتابه (سهراب، 5؛ أیضاً ظ: غست، 306). واستناداً إلی هذا فقد ورد في «دائرة المعارف الإسلامیة» (ظ: EI2, III/929-930) اسم هذا الجغرافي وبدون أي مسوغ بشكل: «ابن سرابیون، سهراب».

 

آراء ابن سرابیون وأسالیبه العلاجیة

بدراسة الموضوعات الكثیرة التي نقلها الرازي وبقیة الأطباء من قسم الأدویة من كناشي ابن سرابیون، یمكن وبشكل جید الاطلاع علی آرائه في علم الطب وعلی أسالیبه العلاجیة. فقد كان یقترح في علاجه الأمراض أساليب بمختلفة كاستخدام الأدویة والفصد والحجامة والحمیة واتباع أنظمة غذائیة متنوعة یمتاز بعضها بالتعقید حیث تشتمل علی تنظیم كمیة ونوع الأطعمة والأشربة والحركات البدنیة والنوم والراحة، بل إن بعضها له جوانب نفسیة كتغییر محل الإقامة وغیر ذلك. فمثلاً اقترح لعلاج الصرع أسلوباً یضم أغلب ما ذكر آنفاً (ظ: الرازي، 1/135-136). أو ما قاله في طریقته المقترحة لعلاج فرانیطس (الهذیان): «… وأن لایكون في البیت نقوش ولاتصاویر، وأدخل إلیه من یهابه ویروعه» (م.ن، 1/209).

وترتبط طریقته في العلاج أغلب الأحیان ارتباطاً وثیقاً بسن المریض. وكانت له أسالیب خاصة في علاج الأطفال والرضع (ظ: م.ن، 1/136، 160، 183، 10/125، 235، 250، 11/91، مخـ؛ الفاخر، 90-96، 118). وكان من النادر أن یقترح الجراحة علاجاً، وحتی في هذه الحالات النادرة لم یكن یوضح طریقة العمل (ظ: الرازي، 9/169، 172، 10/250؛ الفاخر، ن.ص)، بل إنه حتی في الحالات التي اقترح فیها الأطباء الذین سبقوه الجراحة علاجاً، اعتبر هو استخدام الجراحة خطراً علی حیاة المریض (الفاخر، ن.ص). ویبدو أن ابن سرابیون هو الآخر قلما كان یقدم علی عمل كهذا حتی إنه میز نفسه عن الأطباء الجراحین بوصفه لهم بـ «أصحاب العلاج بالید» (ظ: الرازي، 10/250).

وفي مواضع كثیرة أمر وبشكل تفصیلي بالفصد والحجامة والبطّ وكي موضع الفصد والبط، وضمن حدیثه عن تلك الأسالیب ذكر موجبات وموانع الفص والحجامة وطریقة اختیار العروق وكیفیة الفصد (مثلاً، ظ: م.ن، 1/58، 190، 2/130، 188، 4/104، 169، 7/289، 320، 9/49، 66، 10/29، 31، 212، مخـ؛ الفاخر، ن.ص؛ عبد اللطيف، 137).

 

مكانة كناش ابن سرابیون في تاریخ الطب

رغم أن استفادة علماء كبار كالرازي وابن سینا وأبي ریحان البیروني وكثیر من أطباء العصر الإسلامي وأطباء أوروبا في القرون الوسطي من آثار ابن سرابیون، وكذلك وجود ثلاث ترجمات عربیة ونص واحد مصحح ومنقح ترجمتین لاتینیتین وترجمتین عبریتین للكناش الصغیر، یشكل بحدّ ذاته شهادة واضحة علی المكانة الخاصة لابن سرابیون بین أطباء تلك العصور، إلا أنه یمكن تقدیم شواهد أخری صریحة علی أهمیة آثاره:

یوصي مؤلف كتاب الذخیرة – الذي یری البعض أنه ثابت بن قرة– بمطالعة «الكتاب الصغیر المختصر من كتاب ابن سرابیون» (یبدو أنه الكناش الصغیر) «كل أولئك الذین یریدون تدبیر صحة الأطفال في حفظ الصحة وعلاج أمراضهم» (ص 5-6). وقال أبوسهل بشر بن بعثوب (النصف الثاني من القرن 4هـ) في كتاب الرسائل الطبیة: «لقد ذكر یوحنا بن سرابیون في كتابه أدویة لایستغني عن الاطلاع علیها أي طبیب» (ظ: دیتریش، 67). كما أن علي بن عیسی الكحال (تـ بعد 400هـ/1010م) ونظراً لكونه قد أفاد كثیراً من مؤلفات جالینوس في كتابه تذكرة الكحالین، فقد برر ذلك بقوله: «ولیس هذا مما یعیب، لأن الفاضل جالینوس ألف في أشیاء كثیرة من قول دیسقوریدس، وهكذا فعل ابن سرافیون، فانتقل أشیاء كثیرة من كناش فولس وجعلها في كتابه» (ص 4). وقال ابن أبي صادق (ن.ع) في ختام شرحه علی كتاب مسائل حنین: «أوصی أهل المعرفة من یتعاطی علم الطب بقراءة أصول الطب التي هي مسائل حنین وفصول بقراط وأحد الكناشین الجامعین للعلاج، وكان خیرها كناش ابن سرابیون» (ظ: حاجي خلیفة، 2/1092-1093). كما أن عبد اللطیف البغدادي تـ 629هـ) هو الآخر قد وصف في نهایة القسم الأول من كتاب النصیحتین، كناش ابن سرابیون بأنه أفضل مؤلفات أطباء العصر الإسلامي الذین لخصوا كتابات جالینوس (غلیونجي، 30، 31؛ أولمان، «یوحنا»، 282).

لكن مع كل هذا الذي ذكر آنفاً، وجهت انتقادات أیضاً إلی مؤلفات ابن سرابیون، قد كتب علي بن العباس المجوسي الأهوازي في مقدمة كتابه كامل الصناعة – ضمن ذكره لنقائص مؤلفات المتقدمین الطبیة– عن ابن سرابیون مایلي: «إنه لم یذكر في كتابه سوی مداواة العلل والأمراض التي تكون بالأدویة والتدبیر، ولم یذكر العلاج الذي یكون بالید [الجراحة]، ترك أشیاء كثیرة من العلل لم یذكرها…»، ثم ذكر ما یزید علی خمسین مرضاً مما یعتقد أن ابن سرابیون لم یذكرها، وأغلبها من الأمراض الخاصة بالعین، ثم انتقل إلی ذكر انعدام الترتیب في الكتاب وذكر بعض الأمراض في غیر مواضعها، وأشار إلی المواضع الصحیحة لتلك الأمراض، واعتبر ذلك الكتاب مفتقراً للخصائص اللازمة لكتاب تعلیمي. وأخیراً أضاف قوله: «إلا أن ما أورده بشأن علاج الأمراض كان مرفقاً بشروح وافیة وتفصیلیة، وهو تحقیق كامل» (ص 4). وفي مقالة قراباذین الكناش الصغیر، اقترحت أدویة لبعض الأمراض التي یقول الأهوازي إنها لم ترد في كناش ابن سرابیون، مما كان ابن سرابیون نفسه قد أعد بعضاً منها (ظ: ابن سرابیون، الأوراق 197 ألف– 200 ب، 206 ألف– 207 ألف، حیث توجد عدة أدویة للبیاض والوردینج والسلاق والشبكرة). وكان الرازي هو الآخر قد نقل موضوعات من ابن سرابیون تتعلق ببعض هذه الأمراض (مثلاً ظ: 2/193، 241، 272، عن الانتفاخ والعشو)، وانتقد في حالات قلیلة ابن سرابیون لأنه لم یذكر الاختلافات بین أعراض بعض الأمراض (4/168، 5/125، 8/94، 98). كما أبدی الأخویني البخاري في موضع واحد دهشته لتركیب وكمیة دواء كان ابن سرابیون قد أجازه (ص 457).

دور ابن سرابیون في نقل الأسالیب العلمیة: اعتمد الدارسون لمصادر ابن سرابیون أمثال فربند ولكلر (I/115-116) وأولمان (ن.م، 279) أكثر ما اعتمدوا علی الترجمة اللاتینیة لغراردوس. وفي هذا المجال تطرق أولمان بعد دراسته مقاطع صغیرة من النصوص العربیة ومقارنتها بآراء الرازي وابن سینا إلی دور مؤلفات ابن سرابیون في نقلها الأسالیب العلمیة، لكن أدلته في هذا المضمار واهیة، والنتائج المترتبة علیها خاطئة إلی حدّما؛ فضلاً عن أن بحثه ودراسته لایتمتعان بالسعة والشمولیة اللازمتین.

 

مصادر الكناش الصغیر

أفاد ابن سرابیون في كتابه هذا من مؤلفات كثیر من الأطباء الیونانیین والإسكندرانیین. وقد أورد لكلر (ن.ص) قائمة بأسماء بعض أولئك الأطباء، لكن مصادره العربیة (أو الترجمات والمؤلفات المكتوبة بالسریانیة خلال العصر الإسلامي) تحظی بأهمیة أكبر. ویمكن أن نشیر هنا إلی أسماء مثل حنین ویوحنا ومیخائیل بن ماسویه وزكریا وإسرائیل الكحال (الطیفوري) وسلیمان [؟] (الورقة 132 ألف) وسلمویه (الورقة 92 ألف) و«صلیبا بن جبرئیل من جندیسابور» (الورقة 47 ألف) وداود بن سرابیون (الورقة 85ب) وسرافیون (طبیب من أهل باجرمی أو داود؟) (الورقتان 136ب، 138ب، أیضاً ظ: الأوراق 63ب، 106ألف، 194ب، 198ب، 210ألف، مخـ). وتعبر مؤلفات جالینوس وفولس وحنین أهم مصادره. وفي الحقیقة فإن أهم مصادره في باب أكحال العین هو زكریا الكحال وعلي الصغیر (؟) وبشر وعیسی الكحال.

 

الأطباء الذین أفادوا من كناش ابن سرابین

من بین الذین أفادوا من مؤلفات ابن سرابیون، كان أبو یعقوب الكشكري هو الوحید الذي ذكر صراحة أن مصدره هو الكناش الكبیر، فقد نقل عن هذا الكتاب نصوصاً تتعلق بنمو الشعر. وقرص لمعالجة ثقل السمع، ودواء مصري، القلاع، ودواء للصرع، والجدري (الكشكري، الأوراق 1 ب- 3 ألف، 54 ب، 55ب، 85 ألف، 135 ألف، 174 ب).

أما فیما یتعلق ببقیة الأطباء –ورغم أنهم لم یحددوا أي كناشي ابن سرابیون اعتمدا علیه– فیمكن تخمین مصدرهم أو معرفته بشكل دقیق من خلال إنعام النظر في النصوص المنقولة. سنتناول النصوص التي نقلها بعض أهم وأشهر أطباء العصر الإسلامي:

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: