الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفن و العمارة / ابن البواب /

فهرس الموضوعات

ابن البواب


تاریخ آخر التحدیث : 1443/5/9 ۰۸:۰۱:۱۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ البَوّاب، أبوالحسن علي بن هلال (تـ 413هـ/1022م)، الخطاط و المذهِّب الشهیر. و أضافت المصادر المتأخرة إلی اسمه لقب علاءالدین أیضاً (GAL, S, I/434؛ هوار، 80). لاتتوفّر معلومات عن مکان ولادته و نشأته، ولکن من المعلوم أنه قضی أکثر حیاته في بغداد، کان أبوه هلال بوّاباً للبویهیین (ابن تغري بردي، 4/342). وکان یعیر بهذه النسبة حتی حینما کان في أوج شهرته ویخاطبه الأعیان بالأستاذ (ابن الجوزي، 8/10) و هو ما أشار إلیه الشعراء أیضاً (یاقوت، 15/129). کان أستاذه في الأدب أبوالأدب أبوالفتح عثمان ابن جنّي وأبو عبیدالله المرزباني (ابن الدمیاطي، 203) و أبوالحسین محمدبن سمعون الواعظ، وذکر له أستاذان أیضاً (ابن الجوزي، ن. ص؛ ابن کثیر، 12/14).

 

أخذ ابن البوّاب الخط عن محمد بن أسد (ابن خلّکان، 3/342-343) ومحمدبن السمساني، وهذان أخذا هذا الفن عن ابن مقلة (ن. ع) (القلقشندي، 3/13) ویقول القاضي أحمد منشي القمي (ص 17-18) إن ابنة ابن مقلة علمت علي بن هلال الخط، وکان ابن البوّاب قبل أن یصبح خطاطاً دهّاناً یجید تزویق الدور، ثم عمل في تذهیب الکتب، وبعدها توجّه إلی الکتابة (الذهبي، سیر، 17/316) وقد بلغ في الخط درجة أصبح فیها وحید عصره، و قیل إنه لم یوجد في المتقدّمین ولا المتأخرین من کتب مثله ولاقاربه (ابن خلّکان، 3/342). وذکر الذهبي (العبر، 2/224) أثه صاحب الخط المنسوب (و هو الخط الذي یتناسب فیه کل حرف مع حرف الألف في الوضع و الطول) ولکن ابن خلّکان نسب وضع هذا الخط لابن مقلة، وقال: إنّ ابن البواب هذّب طریقته و نقّحها و کساها طلاوة و بهجة. ویقول رایس (ص 78-77) إن ابن مقلة هو الذي أوجد التناسب الهندسي في حروف خط المنسوب، لکن ابن البوّاب الذي کان قبل أن یصبح خطاطاً عالماً بفن التذهیب و التزویق کسی هذا التناسب جمالاً بذوقه الفني. و ذکر هندوشاه (ص 208) أن ابن الطقطقی تحدّث عن کتاب کان یظن في البدایة أنه بخط ابن مقلة، ولکن حینما طلب رأي یاقوت المستعصمي فیه أدرک بالنظر إلی النسخة و التدقیق فیه أنها بخط ابن البوّاب، ویقول إنه کتبها بأسلوب ابن مقلة، ویضیف أن ابن البوّاب اخترع طریقة حینما لم یستطع أن یکتب کابن مقلة بعد بذل جهود کبیرة. و هذا الرأي یشبه تقریباً رأي ابن خلّکان (3/342) والقلقشندي (3/13). وقد وردت معلومات نقلها رایس عن مخطوطة تتعلّق بالقرن 9 هـ/15 م باسم رسالة في علم الکتابة لمؤلف مجهول، تحفظ في برلین (آلوارت، I/7)، یقول مؤلف الرسالة: إن ابن البوّاب رأی أن عدداً من الخطاطین سعوا قبله إلی إصلاح الخط الکوفي کما سعی بنومقلة (ابن مقلة الوزیر وأخوه) لتحسین التوقیع والنسخ، ولکنهم لم ینجحوا في إیصال هذه الخطوط إلی درجة الکمال و لذلک بادر ابن البواب إلی إتمام عملهم، کما أدرک ابن البواب أن استاذه ابن أسد یکتب الشعر بالخط النسخي الشبیه بالمحقَّق، فأوصل هذا الخط إلی درجة الکمال (رایس، 79-78)، و من الخطوط التي ذکر أن ابن البوّاب عمل علی إتقانها و تحسینها أقلام النرجس والریحان و اللؤلؤي و المرصّع و الوشي وغیرها (الجبوري، 165).
وقد وصل ابن البوّاب إلی منزلة في الخط بحیث یضرب به المثل.وأورد یاقوت (15/128) أبیاتاً فیها إشارة إلی خطه الجمیل منها بیت لأبي العلاء المعرّي:
وَلاحَ هِلالٌ مِثلُ نُونٍ أجادَها         بِماءِ النُّضارِ الکاتِب ابنُ هِلالِ
و لمن تکن تعرف قیمة ابن البوّاب الفنیة في حیاته کما یجب، فقد کتب مرة رسالة في 70سطراً سائلاً أحد الأعیان فیها بأقل من دینارین، بینما بیعت هذه الرسالة بعد فترة بـ 17 دیناراً، و مرة أخری بـ 25 دیناراً (م. ن، 15/121-122). ولم تمض فترة حتی أصبحت آثار ابن البوّاب الخطیة نادرة و قیّمة، وقد خلف محمدبن أحمد الأنصاري المعروف بابن البَرَفطي (تـ 625هـ/1228م) – والذي کان خطّاطاً معروفاً – 25 قطعة بخط ابن البوّاب، ویعتبر یاقوت هذا الموضوع مهمّاً، وهذا یدل علی أن ماخطه ابن البوّاب أصبح قلیلاً جداً في مطلع القرن 7 هـ/13م (م. ن، 17/277-281).
وکان ابن البوّاب صاحب قریحة شعریة، وقد رویله یاقوت أبیاتاً (15/125-127)، ومن شعره قصیدة رائیة في أدوات الخط، أثنیالأدباء علی بلاغتها، و شرحها برهان‌الدین إبراهیم الجَعبَري (تـ 722هـ/ 1332م) (حاجي خلیفة، 2/1339) وأورد ابن خلدون 23 بیتاً منها في المقدمة (3/1092-1094) وأثل هذه القصیدة 28 بیتاً (آلوارت، I/5). و کان ابن البواب بارعاً في الإِنشاء أیضاً، وقد أورد له یاقوت رسالة کتبها لأحد الرؤساء (15/130-132).
وحینما أصبح فخر الملک أبوغالب محمدبن خلف الوزیر والیاً علی العراق من قبل بهاءالدولة أبي نصربن عضدالدولة جعله من ندمائه (م. ن، 15/121). کما تولّی ابن البوّاب لفترة رئاسة مکتبة بهاءالدولة في شیراز، وعثر في هذه المکتبة علی 29 جزءاً من القرآن المجید بخط ابن مقلة، فکتب الجزء الناقص بمهارة بخط یشبه خط ابن مقلة بحیث لم یستطع بهاءالدولة تمییزه. ویمکن أن یدرک من هذا مدی براعة ابن البوّاب في التقلید و التذهیب و التجلید (م. ن، 15/122-123). وکان ابن البوّاب یعظ في جامع المنصور ببغداد (ابن الأثیر، 9/324؛ الذهبي، سیر، 17/316). وکان بارعاً في تعبیر المنام أیضاً، ویذکر الذهبي عن أبي علي البنّاء قصة طریفة عن تعبیر ابن البواب لمنام ابن سهلان السيء، ویضیف أن هذا التعبیر تحقّق، فقتل ابن سهلان بعد فترة علی أقبح حال (سیر، 17/316-317).
وذکر أبوالفضل ابن خیرون أن ابن البوّاب کان من أهل السنة (ن. م، 17/318)، ولکن القاضي نورالله الشوشتري أورده في عداد الشیعة (2/488)؛ وممّا یؤکد رأي القاضي نور الله أن الشریف المرتضی رثاه بعد وفاته (یاقوت، 15/133-134؛ الذهبي، ن. ص) و علی کل حال فقد، مدح بالدین و الأمانة (ابن کثیر، 12/14). و ذکر أن وفاته کانت في 423هـ/1032م (ابن خلکان، 3/343) و هو ما یبدو بعیداً، ذلک أن یاقوت ذکر نقلاً عن محمدبن هلال الصابي الذي کان یعیش في القرن 5 هـ/ 11م أنه توفّي عام 413هـ (15/122؛ وأیضاً ظ: ابن الجوزي، 8/10). دفن ابن البوّاب إلی جوار قبر أحمد بن حنبل (ن. ص).
ورغم ماقیل من أن ابن البوّاب کتب 64 نسخة من القرآن الکریم (رایس، 76-75) غیر أن النسخة الوحیدة الکاملة بخطه من القرآن توجد في مکتبه چستربیتي، وقد کتبت في 391هـ/1001م، وذکر رایس أنها بالخط النسخي، و لکن الصحیح أنها نسخ ممزوج بالریحان، أو بعبارة أخری النسخ الریحاني. وقد قیّم رایس هذه النسخة التي یعتقد أن تذهیبها لابن البواب أیضاً، من کل ناحیة (ص 97-89). ونسبت إلی ابن البوّاب آثار أخری أیضاً منها نسختان من دیوان الشاعر الجاهلي سلامة بن جَندل، التي تحفظ الأولی في توب قابوسراي باستانبول و الثانیة في متحف آثار الترک و الإسلام (م. ن، 102، 98-97)، کما نسبت إلی ابن البوّاب أیضاً کتابة منتخبات من کتاب الحیوان للجاحظ، توجد في هذا المتحف، وکذلک مجموعة أشعار في المتحف البریطاني، غیر أن رایس أورد أدلة مفصلة رد فیها نسبة کل هذه النسخ إلی ابن البوّاب ماعدا قرآن في چستربیتي (ص 110). ونعلم أیضاً أن نسخة من القرآن الکریم تنسب إلی ابن البوّاب أهداها السلطان العثماني سلیم إلی جامع لاله‌لي باستانبول (EI1) و لکن لانتیقّن من صحة نسبتها إلیه، و کانت طریقة ابن البوّاب في الکتابة سائرة حتی حلّت محلها طریقة یاقوت المستعصمي. ویقول ابن کثیر إن أکثر الناس کانوا علی طریقة ابن البوّاب في عصره في القرن 8 هـ (ن. ص). وقد ذُکر من تلامذة ابن البواب في اخلط محمد بن عبدالملک (القلقشندي، 3/14) و من الذین کتبوا بطریقة ابن البواب:
1. فاطمة بنت الحسن بن علي العطار، المعروفة ببنت الأقرع (تـ 480هـ/ 1087م) و کان کتاب الهدنة بین‌الدولة العباسیة و الروم بخطها (یاقوت، 16/172؛ الذهبي، سیر، 18/480)؛ 2. أبوطالب المبارک الکرخي (تـ 585هـ/1189م). ویری بعضهم أنه کان یکتب خیراً من ابن البوّاب (م. ن، 17/56)؛ 3. أبوعلي الحسن بن علي الجویني الخطاط بقلم المنسوب (تـ 586هـ/1190م) ویروي یاقوت عن أهل الکتابة أنه لم یکتب أحد بعد ابن البوّاب أجود من الجویني (9/43-44)؛ 4. الفضل بن عمر، المعروف بابن الرائض (تـ 609هـ/ 1212م) (م. ن، 16/215)؛ 5. یاقوت بن عبدالله الرومي الموصلي (تـ 618هـ/ 1221م) (م. ن، 19/312)؛ 6. کمال‌‌الدین عمر بن أحمد، المعروف بابن العدیم المؤرخ الحلبي (تـ 660هـ/1262م)،  کان خطه یباع بدلاً من خط ابن البوّاب (م. ن، 16/5، 45-46).
وممّا یجدر ذکره أن سهیل أنور ألّف رسالة بالترکیة في ترجمة ابن البوّاب و آثاره، ترجمها إلی العربیة محمد بهجة الأثري و عزیز سامي فطبعت من قبل المجمع العلمي العراقي في 1371هـ/ 1958م ببغداد تحت عنوان الخطاط البغدادي علي بن هلال، وفي هذه الرسالة أخطاء کثیرظ أشیر إلیها في تعلیقات بهجة الأثري.

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن، المنتظم، حیدرآبادالدکن، 1359هـ/ 1940م؛ ابن خلدون، مقدمة، تقـ: علي عبدالواحد الوافيف القاهرة، 1387هـ/1967م؛ ابن خلّکان، وفیات؛ ابن الدمیاطي، أحمد، المستفاد من ذیل تاریخ بغداد لابن النجار، تقـ: قیصر أبوفرح، بیروت، 1391هـ/1971م؛ ابن کثیر، البدایة؛ الجبوري، ترکي عطیة عبود، الخط العربي الإسلامي، تقـ: علي الخاقاني، بغداد، 1395هـ/1975م؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسي، بیروت، 1403هـ/1983م؛ م. ن، العبر، بیروت، 1405هـ/1985م؛ شوشتري، نورالله، مجالس المؤمنین، طهران، 1365ش، قاضي میرأحمد قمي، گلستان هنر، تقـ: أحمد سهیلي، طهران، 1352ش؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ هندوشاه بن سنجر، تجارب السلف، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1313ش؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

Ahlwardt; EI1; GAL, S; Huart, Cl., Les calligraphes et les miniaturistes de l’orient musulman, Paris, 1908; Rice, D.S., The Unique Ibn al-Bawwab Manuscript, Dublin, 1955.
محمدآصف فکرت
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: