ابن البازیار، ابوعلی

اِبنُ الْبازْیار، أبوعلي أحمد بن نصربن الحسین البازیار (تـ 352هـ/ 963م)، ندیم سیف‌الدولة الحمداني و کاتبه، لقّب بالبازیار لمهنة أبیه الذي کان یعمل عند المعتضد العباسي، بتربیة الجوارح (ابن الندیم، 145-146؛ یاقوت، 5/80؛ الصفدي، 8/214)، ولکنه لم یحترف مهنة أبیه کما یبدو، و یری ابن الندیم (ن. ص) أنأجداده خراسانیون (قا: یاقوت، ن. ص). کان أبوه إیراني الأصل و من نافلة سامراء، دخل إلی بلاط المعتضد و صار من خواص خدمه (ابن الندیم، یاقو، الصفدي، ن.ص).
ولم یکن مسقط رأس ابن البازیار مجهولاً فحسب، بل لانعرف عنه شیئاً حتی عام 309هـ/ 921م، حیث نراه في هذا التاریخ حاضراً في مجلسٍ یسمع ما تحکیه بنت السمَّري حول الحلاج و قد قال القرطبي (ص 88) وأبوعلي مسکویه (1/77) نقلاً عن ابن زنجي الذي کان حاضراً في ذلک المجلس أن ابن البازیار حضر هناک ممثّلاً لابن الحواريّ، الذي کان من رجال‌الدولة آنذاک، و یمکن أن یفهم من حضوره في مثل ذلک المجلس أنه کان ذا مام و منزلة في جهاز الخلافة أیضاً کابن الحواري، کما أنه کان في 311هـ عندما أسر ابن الحواري و أصحابه، و من ضمنهم ابن البازیار بمکیدة من قبل ابن الفرات و تقرّر بشقاعة ابن قرابة أن یدفع ابن الحاري فدیة لإطلاق سراحه فکلّف ابن البازیار بتهیئة مقدار من ذلک المبلغ (م. ن، 1/92-93؛ الصابي، 46-47). و کذلک عندما توقّي القاضي أبو عمر في 319هـ/931م و تقرر أن بدفع ابنه 100,000 دینار لجهاز الخلافة، أرسل ابن البازیار مع ابن قرابة و ابن شیرزاد لاستلام المبلغ (أبوعلي مسکویه، 1/229-230). وعندما تسنّم ابن أحمد الإسکافي القَراریطي لأول مرة منصب الوزارة في 330هـ/ 942م عَیّن ابن البازیار في دیوان المغرب (الصولي، 230)، ثم قُلّد بعد ذلک بشفاعة ابن مکرم، کاتب ناصرالدولة، دیوان المشرق و زمام البَرّ  زمام المغرب (یاقوت، 5/81-82؛ الصفدي، 8/214).
ولیس لدینا معلومات عن حضوره في بغداد منذ 230هـ، ولکننا نجده في حلب ندیماً و مجالساً لسیف‌الدولة؛ ولایعرف کیف دخل ابن البازیار من بغداد إلی بلاط سیف‌الدولة في حلب، ولکننا نعلم بدقة أن أباالحسن علي لقّب بسیف‌الدولة، ثم ذهب إلی المصول أثناء حروب أخیه ناصر‌الدولة مع الأتراک سنة 331هـ ثم تسنّم أخیراً إمارة حلب في 333 هـ، و نعلم من جهة أخری أن ابن البازیار کان یتعهد دیوان المغرب سنة 330هـ في بغداد (الصولي، ن. ص) . و لذلک یتحمل أن ابن البازیار تعرّف علی سیف‌الدولة في بغداد.
و کما نعرف فإن دیوان سیف‌الدولة – الذي کان بنفسه یحظی بذوق أدبي – کان محفلاً للشعراء و العلماء، مثل أبي نصر الفارابي و أبي الفرج الأصفهاني و ابن نباتة و أبي فراس و المتنبي، و لکن لم ترد إشارة في أي مصدر إلی حضور ابن البازیار باعتباره ندیماً لسیف‌الدولة في هذه المحافل أو إلی ارتباطه بالشعراء و العلماء و الشيء الوحید الذي نعلمه في هذا المجال أن أبا العباس الصفري أحد شعراء بلاط سیف‌الدولة أرسل لابن البازیار قصیدة من السجن بطلب فیها مساعدته (یاقوت، 5/82). و یذکر ماسینیون إستناداً إلی الصولی أموراض عن مساعدة ابن البازیار للأوارجي (کاتب محمد بن علي بن مقاتل) في دیوان الخراج (I/494)، ولم نعثر علی ذلک في المصدر المذکور (ظ: الصولي، ن. ص)، کما أشار ماسینیون إلی قدومه القاهرة، ولم یذکر مصدرا لذلک.
ونسب لابن البازیار کتابان: تهذیب البلاغة واللسان (ابن الندیم، ن. ص؛ یاقوت، 5/80؛ الصفدي، 8/214)، و لیس هما الیوم في متناول الید.

المصادر

ابن الندیم، الفهرست؛ أبوعلي مسکویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: آمد روز، القاهرة، 1332هـ/1914م؛ الصابي، هلال، الوزراء، تقـ: عبدالستار أحمد فرّاج، القاهرة، 1958م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالفیات، تقـ: محمدبن یوسف نجم، بیروت، 1391هـ/ 1971م؛ الصولي، محمد، الأوراق، قسم أخبار الراضي باللّه، تقـ: هیورث دن، لندن 1945م؛ القرطبي، عریب، صلة تاریخ الطبري، لیدن، 1897م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

EI2; Massignon, Louis, La Passion de Husayn Ibn Mansûr Hallâj, Paris, 1975.
مینا حفیظي