أبشه

أَبِشِه، مدینة في جمهوریة تشاد، تقع في المنطقة الاستوائیة بإِفریقیا، جنوبي مدینة وارة العاصمة القدیمة لسلاطین وَدائي وعلی بعد 650 کم شمال شرقي فور لامي (نجامنا) قرب حدود السودان الغربیة والمرکز الإداري لمنطقة ودائي (الأوداي) علی خط عرض 13َ و 49˚ شمالاً وخط طول 20َ و 49˚ شرقاً، وتسمی هذه المدینة أَبِشر (EI2) و تلفظ أیضاً أَبِشِر (IA) وأَبیش (تقویم البلدان الإسلامیة، 69). وقد شیّدت هذه المدینة في سهل جاف مترامي الأطراف، تشرف علیه مرتفعات منفردة (EI2) و ترویها أنهر جنوب شرقي بحیرة تشاد الموسمیة (TA). وقد أنشئت أبشه سنة 1850م (1267هـ) وأصبحت عاصمة لسلطنة ودائي (آوآدائي) بدل مدینة وارة. وانتشر‌الدین الإسلامي في هذه المنطقة في القرن 11هـ/ 17م؛ مع تأسیس دولة ودائي فیها (أحمد السعید، 1/187؛ بروکلمان، 640). وکانت أبشه منذ البدایة سلطنة اسلامیة مزدهرة جداً (TA). وفي 1298-1305هـ/ 1880-1887م جهّز الفرنسیون حملات متتابعة ضد السلطنات الافریقیة واستعمروها شیئاً فشیئاً. ثم اقتسم البریطانیون و الفرنسیون والألمان مناطق بحیرة تشاد بینهم بموجب معاهدتی 1893 و 1894 م (1311هـ) وآلت تشاد إلی فرنسا (تقویم البلدان الاسلامیة، 72). وفي 1327هـ/ 1909م احتل الفرنسیون أَبِشه، وفي 1912 م سیطرت فرنسا علی جمیع منطقة ودائي (أحمد السعید، ن. ص)، ومنذ هذه السنة أصبحت أبشه جزءاً من المستعمرات الفرنسیة في تشاد (TA). وأکثر أهالي المدینة من الفرقة التیجانیة. وقد استقر فیها کثیر من تجار «الجلّابة» السودانیین الذین قدموا إلیها من أم دُرمان (EI2) ویبدو من بعض المصادر أن عدد سکان هذه المدینة في عهد ازدهارها کان حوالي 30,000 نسمة، حیث انخفض إثر القحط الذي أصابها بین عامي 1913-1914م إلی 5,000 نسمة (TA). ثم لم یلبث هذا العدد أن ازداد في السنوات التالیة، حیث بلغ في 1957م 8,000 نسمة ووصل بین سنین 1962 و 1968 م إلی 20,000 نسمة (مایر، I/51)، وارتفع في 1973 م إلی 34,617 نسمة (بریتانیکا، I/17). وتنتشر في أبشه وضواحیها اللغتان الفرنسیة والعربیة وفروع من لغات تشاد المحلیة باسم مابا و تاما (بریتانیکا، IV/15). وکانت هذه المدینة منذ القدیم، احد المراکز المهمة للتجارة وبیع الرقیق بین السودان و تشاد (EI2). وتشتهر الیوم بتجارة الخیل والأغنام والحبوب والقطن والقماش والجلد والعاج وریش النعام والقهوة ولاسیما تجارة الأبقار والأغنام و منها أغنام قره قول (ن. ص). ویربط بین أبشه و بنغازي طریق للقوافل عبر الصحراء الکبری، ویمتد طریق آخر یدعی طریق الحج من جنوبي أبشه إلی الخرطوم، وبیوت أبشه من الآجر، وفیها سوق جمیلة، ویحیط بمرکز قیادتها العسکریة قلاع تشتمل علی أبنیة ضخمة و محطة للاسلکي (TA). وفي المدینة قری کبیرة وحي أوروبي کان فیه عام 1951م مدرسة فرنسیة – عربیة یرأسها معلم من الفرقة التیجانیة (EI2). وفیها مستشفی وإذاعة ومطار (مایر، I/51-52).

المصادر

أحمد السعید سلیمان، تاریخ الدول الاسلامیة ومعجم‌الأسر الحاکمة، القاهرة، 1969م؛ بروکلمان، کارل، تاریخ الشعوب الاسلامیة، تجـ: نبیه أمین فارس و منیر البعلبکي، بیروت، 1984م؛ تقویم البلدان الاسلامیة، تقـ: انعام الله خان، کراچي، 1964م؛ وأیضاً:

BRITANNICA; EI2; IA; Meyer; TA.
علي رفیعي